القائمة الرئيسية

الصفحات

ما معنى تقوى في القرآن الكريم؟!!!

 

ما معنى تقوى في القرآن الكريم؟!!!


مصدر الكلمة وقي، أي جمع ووصل بين نطاقين أحدهما ظاهر والثاني باطن فخرج من خلال الوصل من نطاق الباطن إلى نطاق الظاهر ودمج ظاهره بباطنه ضابطاً لحاله مع النطاق المندمج به ويتضح عليه فيكون أكثر وضوحاً وأكثر تأثيراً وعلى حال أفضل.

فالباب هذه القطعة الخشبية مثلاً وقى ساحة نطاق داخل المنزل عن نطاق خارج المنزل بأنه كان له جزء ظاهر خرج من نطاق صانعه لنطاق خارج المنزل، واندمج بحوائط المنزل وما بداخل المنزل وباطنه، فصار له خواص جديدة من كونه قطعة خشبية إلى خواص الباب مضبوط ومتآلف مع واقع نطاق المنزل وتكون خصائصه كونه باب هي الأكثر وضوحاً وتأثيراً وهو الأفضل لحماية المنزل؛ مع إمكانية الخروج من خلاله إلى العالم الخارجي دون أن يغفل عن حماية المنزل بتمام اغلاقه، فوقى المنزل عن خارجه، هذه حركة الوقاية في أي شيء.

تقوى:

(ت) تفعيل وإتقان وإتمام (ق) اندماج باطن النفس بظاهر ما يكون باندماجه مع هذا الظاهر (و) يوصل بين باطن نفسه وهذا الظاهر (ى) فيكون هذا الظاهر المندمج فيه نفسه هو الأفضل لوقاية النفس والأكثر تأثيراً عليها.

إذن التقوى لها وسائل تكون بمثابة أبواب توقي النفس من أن تندمج بها أشياء تفسدها وتقتحمها.  

فزاد المؤمن تلك الوسائل، فابتغاء الوسيلة بصورها المتعددة لإغلاق باب هزيمة النفس وحمايتها من الفجور، وبذلك تكون الوسائل الإيمانية بمثابة الباب الصلب الذي يتعايش من خلاله الإنسان مع الواقع ولكن في ذات الوقت لا يهزمه هذا الواقع بكل مفاتنه إذا ما وضع أمامه كتاب الله معيناً على هذه التقوى مثل:

-       العفو بكل أشكاله.

{ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } (سورة البقرة 237)

-       العدل بجميع أشكاله:

{ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } (سورة المائدة 8)

-       الصدقة بكل أشكالها وإطعام الفقراء.

{ لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى } (سورة الحج 37)

-       العبادة لله بكل أشكالها.

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 21)

-       ذكر الله من كتابه المرسل وتطبيقه.

{ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 63)

-       أشكال البر مثل: الايمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين ومن تصدق بأحب ما عنده لليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلالة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس.

{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } (سورة البقرة 177)

-       القصاص للحق.

{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 179)

-       الصيام.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 183)

-       إتيان البيوت من أبوابها.

{ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (سورة البقرة 189)

-       رد الاعتداء بالمثل دون مغالاة فيه.

{ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } (سورة البقرة 194)

-       الإصلاح بين الناس.

{ وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (سورة البقرة 224)

-       ترك ما بقى من الربا، وكل أشكال الربا.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (سورة البقرة 278)

-       اتباع القرآن الكريم وعدم اتباع السُّبل.

{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة الأَنعام 153)

وهكذا نجد أن أساليب التقوى ما هي إلا سد الذرائع وتذكية النفس والاعتدال واتخاذ كتاب الله مرشداً وسبيلاً وحيداً دون غيره، وهناك المتقين، والمتقون.

فالمتقين

(مُ) من جمعوا وضموا ووصلوا خواص كتاب الله وأمره وعملهم الدنيوي في كل مقام لهم ومكان وميقات فأصبحت صفتهم فيفاعلوا بينهما (تَّ) بإتمام واتقان إتباع أمر الله في كل صور العمل فيكون العمل الدنيوي بإتقانه وتمامه الصورة الأخرى الدنيوية من الأمر الإلهي (قِ) باستخراج خواص الأمر الإلهي من كتاب الله ودمجه بخواص العمل الدنيوي فينقل الأمر الإلهي من نطاق كتاب الله إلى نطاق ظاهر الحياة الدنيا (يـ) ويكون الأمر الإلهي هو الأكثر وضوحاً والأكثر تأثيراً على العمل في كل مرحلة من مراحل عمل وفعل المؤمن (ن) فيكون نتاج العمل نقياً ونسبة موصولة بالأمر الإلهي ونسخة منه.

أما الْمُتَّقُون، هم ذاتهم المتقين إلا أنهم موصولون في الفعل أو نتيجة الفعل فيما بينهم أي مشتركين فيه.

تعليقات