القائمة الرئيسية

الصفحات

ما معنى يلحدون في القرآن الكريم؟!!!

 

ما معنى يلحدون في القرآن الكريم؟!!!


جاء الإلحاد في أسماء الله ومن يلحدون للأعجمي والإلحاد في آيات الله، في قوله تعالى:

{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة الأَعراف 180)

{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ } (سورة النحل 103)

{ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } (سورة فصلت 40)

أصل الكلمة لحد، ومعناها نقل الشيء من نطاق إلى نطاق أو مكان إلى مكان، أو من حالة إلى حالة، ويلف الشيء بشيء آخر، هذا النطاق أو المكان أو الحالة المنقول إليه يجعل الشيء في حيز أو محيط محدد أو محدود من خلال لبسه بالشيء الآخر أو بقوانين تحدد نطاقه أو قصده أو أدلته أو برهانه.

يُلْحِدُونَ:

قال تعالى:

{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة الأَعراف 180)

وَذَرُوا الَّذِينَ (يـُ) يخرجون في ظاهر حياتهم وباطن نفوسهم (لْ) فينقلوا أسماء الله الحسنى من نطاقها إلى نطاق آخر ويلبسوها بنطاقات ومعاني أخرى (حـِ) ويخرجوها من حيزها الكامل وثبوتها إلى حيز آخر مختلط بآخر (دُ) بقصد تغيير النطاق والمعنى لنطاق ومعنى مغاير للحقيقة (و) بوصل أسماء الله الحسنى الباطنة والتي هي صفات الله بظاهر وتجسيد من الحياة الدنيا فيصفوها إلى هذا الظاهر أو المُجَسد فيجعلوه هو الغاية والإله صاحب الاسم فيوصلون أسماء بغير صاحبها فيجعلون الوسيلة هي الغاية (نَ) فينفرون ويشذون بجعل الوسيلة غايتهم ويجعلونها نسخة أو نسبة من الإله الذي يعبدون من دون الله.

إذن كونهم يلحدون فهم يخرجون عن نطاق عبادتهم لله من خلال نقل صفة أسماء الله الحسنى وثبوتها لله إلى ما دونه، وهذا يستلزم منهم إخراجها من نطاقها الأصلي لنطاقات تأثير محدودة ومغايرة للحقيقة بجعلها متصلة بما دون الله من أسباب دنيوية (على سبيل المثال رد أمر الخلق للطبيعة وتطورها مع الزمن، أو أن يجسدوا الإله في عيسى وأمه، أو رد بعض الأمر للعلم الدنيوي الظني أو ضريح أو دجال أو للرأسمالية أو الشيوعية أو الراديكالية... الخ) فيجعلوا هؤلاء الوسطاء أو الأسباب غاية كما جعلوا الأصنام زلفى ثم جعلوهم آلهة يطلبون منهم الرزق، بل جعلوا كل صنم يصنعونه مسئولاً عن اسم من اسماء الله أو بعض أسماءه، فيشذون وينفرون من إثبات أسمائه لذاته العليا ويثبتونها بنسبة منها لما دونه.

ويمكن من خلال ما أسلفنا أن نعي أيضاً قوله تعالى:

{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ } (سورة النحل 103)

فاللسان هو محور الإدراك وننطق بما أدركنا عن الشيء بمعاني استقيناه من مجمل إدراكنا، وإدراك الأعجمي في حدود ما اكتشفه وجمعه واستخرجه من علم دنيوي، فيلحدون إلى هذا العلم من دون الإدراك العربي الكاشف عما هو خفي عن إدراكاتنا المحدودة، هذا الإدراكات المكتشفة مترابطة ومحكمة ومبينة وهي الأوضح والأعجب والأكثر تأثيراً، إلا أنهم يخرجوها من نطاقها الحقيقي ويردوا الأمر للعلم الدنيوي في حدود ما أدركوه من علم محدود وظني.

  ويمكن من خلال ما أسلفنا أن نعي أيضاً قوله تعالى:

{ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } (سورة فصلت 40)

والآية هي كل ما خلقه الله لنا أو أرسله، فهو مضبوط ضبطاً تاماً ومتآلفاً مع أحوالنا وأمورنا، فهي على الحال الأفضل والأكثر تأثيراً على حياتنا، وتتكامل بها حياتنا فهي الأتقن والأكثر تفاعلاً مع حياتنا، فهذا العابث في الخلية على سبيل المثال متصور أنه يخرج لنا من خلال اختياراته من الصفات من خلال إبتكان الأحماض الأمينية فيشطر بعضها ويضع صفات أفضل من وجهة نظره المحدودة، فهو ممن يلحدون في آيات الله، فسبقت هذه الآية التي نحن بصددها قوله تعالى:

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة فصلت 39)

وكذلك من يلحدون في آيات الله المرسلة، ويعتبر أن إدراكاته المحدودة أفضل لحياته من ذِكرنا في القرآن الكريم وجاء في قوله تعالى:

 { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } (سورة فصلت 41 - 42)

تعليقات