معنى لِلْأَذْقَانِ في قوله تعالى
(إِذَا
يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا)؟!!!
قال تعالى:
(وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ
لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ
آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ
قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108)
وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (سورة الإسراء 106
- 109)
القرآن ككتاب بين أيدينا يحمل قوانين
وأحكام الاندماج مع كافة الأحوال الدنيوية، والذي يجعلنا قادرين على التحكم
والسيطرة على نفوسنا وأحوال الدنيا معًا، فيضبط لنا حالنا وحال الدنيا، وينتج لنا
أحوال نقية بإدماج الأمر والسنن والأحكام الإلهية من خلال هذا القرآن بالدنيا، بل
أن كل كتاب قبل القرءان الكريم هو قرءان زمانه ومكانه إلا أنه موقوف داخل مكانه
وميقات تنفيذه.
ولكن القرءان الكريم هو يحمل الصفة
الكاملة للقرآن من حيث أنه لكل زمان ومكان:
(إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
مِنْ (((قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ
سُجَّدًا)))
فمن هم الذين أوتوا العلم من قبله ويتلى
عليهم فيخرون للأذقان سُجدًا.
كذلك خلق الخلق بقوانين القرآن الكلي الإلهي الذي يشمل قوانين الخلق كله، القرءان
الشامل، وهذا سبق أن تناولناه في سؤال سابق.
(ما الفرق بين الكتاب
والقرآن، وما هو القرآن الذي علمه الله لخلقه قبل خلق الإنسان، وما هو القرآن الذي
تسير به الجبال، وتُقطع به الأرض، ويُكَلم به الموتى؟!!!)
يَخِرُّونَ:
(يـَ) خروج نشِط طارئ في مرحلة تغيير
مفاجئ (خِ) فخرجوا عن حالتهم الأولى واختلف حالهم فخوى وخلا استواءهم (رُّو) بأجزاء
وصور مترابطة ومتتابعة من الخلو من حالة الاستواء الظاهر للدخول لعمق باطن كل منهم
يخلوا كل منهم عن استواءهم (نَ) فينتج من كل منهم ناتج خاص بكل منهم كنسب موصولة
بكل منهم.
إذًا: كل منهم بتلاوة القرآن يخرج من كل
منهم نشاط الخلو من حالة الاستواء إلى حالة السجود بحركة مفاجئة ومتتابعة للوصول
لحالة السجود.
لِلْأَذْقَانِ:
(لِلْأَ) هذا النشاط الطاريء أخرجهم وخلا
حالهم الأول من نطاقهم الأول لنطاق آخر جديد أي خارج نطاق الاستواء الأول، ثم
ينتقل ويتواصل بنسيج حياة جديد فيه سكون، ضابطًا لأحواله وأموره مع سبب هذا الخروج
عن حاله الأول، ومتآلفًا معها ومستأنسًا بها (ذْ) حتى ذال وأقل وأضعف أمورهم
وأحوالهم أي حتى أقل درجة من تلك الأمور والأحوال الخاصة بهم وذكراها وذبذباتها
(قَ) بإخراجهم حتى أدنى الأمور ودمجها على حالة السجود لله (ا) وضبطوها وتآلفوا مع
قرآن الله (نِ) لتُخرِجها بنتائج كل أعمالهم وأمورهم وأحوالهم الدنيوية كنسبة
موصولة بحالة السجون لكلمات الله متنافرين عن حالتهم الأولى ما قبل لعلمهم به.
فالبعض يعزيه للسجود الحركي أن آخر جزء من
الوجه وأذله وطرفه الحاد، تبياناً للذلة والخضوع، ولكن المعنى الشامل أولى فالرمزية
الحركية هي في ذاتها رمزية لطاعة عملية، وهي هنا وصول حالة السجود لعلم الله.
تعليقات
إرسال تعليق