القائمة الرئيسية

الصفحات

هل القلب الذي يعقل أم الفؤاد أو ما يسمى بالمخ في العلم التشريحي؟!!!

 

هل القلب الذي يعقل أم الفؤاد أو ما يسمى بالمخ في العلم التشريحي؟!!!



سؤال مهم تم طرحه وكانت رسالة من طرحه وسؤاله:

مهم برجاء إجابة تكون شافية قال تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ) فعلميًا وحسيًا مصدر الفكر والتفكر والتعقل هو الدماغ ليس القلب، بل حتى المشاعر مرجعها للدماغ، هناك خلاف ظاهر بين النصوص القرآنية وبين الحس والعلم التجريبي، قد أجريت عمليات وتم استبدال القلوب الدموية بقلوب صناعية ولم تتغير توجهات الناس ولم تزل عقولهم) هنا (الدين يقف في جهة) و(الحس والعلم الثابت اليقيني يقف في جهة) فمن نتبع؟ هل معنى أن القرآن يحتوي على حقائق كثيرة أنه من إله الطبيعة ومحدث قوانينها الذي لا مثيل له؟ أليس أي خلل في منظومة معينة ودخول بعض الشوائب في منهجها ألأخلاقي يدل يقينا على عدم صلتها بالإله لأنه عالم لذاته وقادر لذاته يستحيل عليه الخطأ والغفلة والتناقض؟ لماذا لا يكون القرآن عبارة عن دعوة توحيدية تجديدية اجتهادية بشرية لوقوعه في مخالفة حقيقية للحس والعلم الثابت؟ هل محاولة الجمع بين العلم الثابت والتجريبي مع النصوص القرآنية التي تعارضه في مصدر التعقل والتفكر والمشاعر يعد ترقيعا يمكن لأي أحد أن يفعله ومع أي تصورات خاطئة وأديان مزيفة أو أن هناك سرًا لم نفهمه ومعاني غامضة غابت عنا جعلتنا نفعل ذلك؟ هل البيئة والمحيط أثر علينا فجعلنا نرقع ما لا يمكن ترقيعه لذلك نرفض حقيقة صلة بعض النصوص القرآنية بمحدث المجرات العالم بجزئياتها؟ كيف كانت ستكون آراءكم عن استبدال القلوب الدموية بقلوب صناعية قبل حدوثها من علماء الطب والجراحة؟ هل كنتم ستؤمنون استنادا للنصوص أن العقول ستذهب والجنون سيحل والأفكار ستموت؟ هل سيعذبنا إله الطبيعة مخترع قوانينها بنصوص تدعو في ظاهرها لخلاف الحس والعلم اليقيني؟ نحن نرى الآيات تركز على مصدر التعقل القلب الذي في الصدور يعني لا يمكن تحريف كلمة قلب بدماغ لأنه في الرأس لا الصدر.

 نتمنى أن تكون الإجابات بعيدة عن العاطفة والتعصب والإرث الديني، وأرجو ممن لهم علم أن يفيدونا ويزيلوا هذه التساؤلات التي تسبح في عقول كثير من الباحثين عن الحقيقة الذين صدموا بمخالفة نصوص قرآنية للحس والعلم في زماننا،

مقدمة:

يجب أن نفرق بين العلم الدنيوي الظني والعلم اليقيني المطلق، هناك نفس يقابلها تكوين مادي جسدي، ولكي نعي الفرق يجب أن نتعمق في المعنى الحرفي للكلمات، (الصدر – الفؤاد – القلب) وعلاقة هذا كله بالعقل.

فنحن أمام كفتي ميزان قلب وفؤاد بينهما مؤشر هو الصدر الذي يكيل بما انتهى إليه صراع القلب والفؤاد من خلال إعقال القلب لما طرحه الفؤاد، فيكون حصاد الصدر ناتج هذا المؤشر.

ففي داخل فؤاد الإنسان تكمن المعرفة الخاصة بالكون التي سوف يعرفها الإنسان من بداية الخليقة حتى نهايتها، والحواس ما هي إلا أدوات استدعاء تلك المعرفة المخزنة في مخ الإنسان ومطابقتها مع عالمه المادي فيما بين المطروح الإلهي والدنيوي، والقلب هو موضع التصديق أو التكذيب، والصدر هو موضع اللجوء والرجاء إلى الله لمعالجة تكذيب وقسوة ومرض القلب، فهو وعاء صراع القلب والفؤاد.

فهذه هي ديناميكية العمل اللحظي على مدار اليوم لمعالجاتك لصراعك الدائم ما بين القلب والفؤاد، وما نسميه الضمير وهو في حقيقته الصدر النفسي الذي يضيق بخلاف القلب عن الفؤاد، وفيما يلي التعريف من خلال الحروف لكل منهم على حدة، ثم سوف نتناول الفرق بينهم.

الصدر:

(ص) هو موضع التغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب النفس من حيث حالته من خلال أمر الله تعالى، ما بين انشراحه وضيقه وحرجه، وانشراح الصدر يكون من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الإلهية فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في التغيير وبذلك في حالة الصدر نعود لله تعالى فيكون صامدًا صائبًا (د) حركته وقصده في هذا اللجوء والرجاء يكون بدليل وبرهان لأبعد مدى من خلال حكمه ما بين صراع الفؤاد والقلب (ر) فيربط أموره وأحواله والتحكم فيها وبين أطرافها بهذا اللجوء والرجاء لله بدون اتصال حسي ولكن من خلال البصيرة.

(أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22)) (سورة الزمر 22)

خصائص الصدر:

الصدر: هو موضع التغيير في مركزية المركزية وعمق العمق ولب النفس.

الصدر: تتغير حالته من خلال أمر الله تعالى ما بين انشراحه وضيقه وحرجه.

الصدر: انشراحه يكون من خلال لجوء ورجاء بكامل استحضار الفكر والذهن لطلب المعونة الإلهية فيصل الطالب لطمأنينة من عالم الأمر تدعمه وتكون سبباً في التغيير.

الصدر: عن حالته نعود لله تعالى فيكون صامدًا صائبًا.

الصدر: حركته وقصده في هذا اللجوء والرجاء لله يكون بدليل وبرهان لأبعد مدى من خلال حكمه ما بين صراع الفؤاد والقلب

الصدر: يربط أموره وأحواله والتحكم فيها وبين أطرافها بهذا اللجوء والرجاء لله بدون اتصال حسي ولكن من خلال البصيرة

الفؤاد

(ف) الفؤاد هذا الجزء في الإنسان الذي يفرق بين الأمور والأحوال والشخوص والأشياء والمراحل وبه يتم مفارقة الطريقة المعتادة من خلال تمحيص الأمور والأحوال والشخوص والأشياء والمراحل (ؤ) فيقوم بتأليف مستمر بين الأمور والأحوال والشخوص والأشياء المتفرقة والمختلفة فيضبطهم ضبطًا تامًا ويحددهم ويظهرهم ويجعلهم شيئًا واحدًا هو الأفضل الذي يؤنس به عن غيره في أقصى ضبط ممكن من خلال جمع ووصل وضم خواص تلك الأمور والأحوال والأشياء الخارجية والظاهرة من خلال الحواس مع أخرى داخلية وباطنه في داخل النفس البشرية فيوصل بين ضدين أدوات الفؤاد والقلب فيتوسط ما لا رابط بينهما فهو واصل بين حواس وقلب وسط بين حدود وسيلة بين غايات (ا) ويعمل على إعادة مستمرة لتأليف الأمور والأحوال والأشياء والشخوص المتفرقة والمختلفة التي استقبلها من خلال الحواس وإعادة ضبطهم ضبطاً تاماً ليستقبلها القلب (د) فيكون حركته في تفريقه للأمور والأحوال والشخوص والأشياء المختلفة وقصده بدليل وبرهان لأقصى مدى.

(وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)) (سورة الملك 23)

(وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)) (سورة الأَنعام 113)

خصائص الفؤاد:

الفؤاد: الفؤاد هذا الجزء في الإنسان الذي يفرق بين الأمور والأحوال والشخوص والأشياء والمراحل.

الفؤاد: به يتم مفارقة الطريقة المعتادة من خلال تمحيص الأمور والأحوال والشخوص والأشياء والمراحل.

الفؤاد: يقوم بتأليف مستمر بين الأمور والأحوال والشخوص والأشياء المتفرقة والمختلفة فيضبطهم ضبطاً تاماً ويحددهم ويظهرهم ويجعلهم شيئًا واحدًا هو الأفضل الذي يؤنس به عن غيره في أقصى ضبط ممكن.

الفؤاد: يجمع ويوصل ويضم خواص تلك الأمور والأحوال والأشياء الخارجية والظاهرة من خلال الحواس مع أخرى داخلية وباطنه في داخل النفس البشرية.

الفؤاد: يوصل بين ضدين أدوات الفؤاد والقلب فيتوسط ما لا رابط بينهما فهو واصل بين حواس وقلب وسط بين حدود وسيلة بين غايات.

الفؤاد: ويعمل على إعادة مستمرة لتأليف الأمور والأحوال والأشياء والشخوص المتفرقة والمختلفة التي استقبلها من خلال الحواس وإعادة ضبطهم ضبطًا تامًا ليستقبلها القلب.

الفؤاد: حركته في تفريقه للأمور والأحوال والشخوص والأشياء المختلفة وقصده بدليل وبرهان لأقصى مدى.

الفؤاد: الحواس أدوات الفؤاد الذي يحصل من خلالها على الدليل والبرهان كوسيلة وصل ما بين الطبيعة المادية للإنسان وكل ما حوله من مواد الخلق ونفسه وقلبه بطبيعتهم الغير مادية

القلب:

(ق) القلب هو المسئول عن استقبال ما يخرج من الفؤاد من دليل وبرهان واندماجه مع القلب فيتحولا المندمجان لحالة أخرى لا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الاندماج، بحيث تزول آثار الحالة الأولى قبل اندماجه بهذا الدليل والبرهان فلا يمكن أن يعودا لحالتهما السابقة كما كانت وهذا التحول يعتمد في سرعته على الاندماج على سرعة وقوة هذا الدليل والبرهان (ل) فيعقله من خلال استقباله الدليل والبرهان ثم اندماجه به وتلاحمه معه بتلاحم وتواصل بنسيج حركة الحياة وما يشملها من مجالات وأمور وأحوال وشخوص وأشياء من خلال هذا الدليل والبرهان مع هذا النسيج من ساحة المادة من خلال الفؤاد إلى ساحة النفس من خلال القلب وتتقلب أموره وأحواله بقدر اندماجه بالدليل والبرهان الإلهي (ب) فيظهر ناتج هذا الاندماج على سلوك الإنسان أو من داخله خارجًا هذا السلوك عن محيطه ظاهرًا عليه فينتقل من خلاله من سلوك إلى نقيضه.

(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)) (سورة الحج 46)

فالقلب هو أداة النفس الذي يعقِل الدليل والبرهان والفؤاد أداة إلهية لحصول القلب على الدليل والبرهان الصحيح، وللقلب أن يصدق الفؤاد أو يكذبه، فإذا كذَّب القلب الفؤاد بعد ما عقل ما طرحه عليه الفؤاد، تنشأ الناصية الكاذبة بالفؤاد التي يلجأ لها القلب ليمرر كل مرة ما عقله من خلال هذه الناصية الكاذبة..

خصائص القلب:

القلب: هو المسئول عن استقبال ما يخرج من الفؤاد من دليل وبرهان واندماجه مع القلب.

القلب: يتحول الدليل والبرهان والقلب باندماجهم لحالة أخرى لا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الاندماج.

القلب: تزول منه آثار الحالة الأولى قبل اندماجه بالدليل والبرهان فلا يمكن أن يعودا لحالتهما السابقة كما كانت وهذا التحول يعتمد في سرعته على الاندماج على سرعة وقوة هذا الدليل والبرهان ومدى قبول القلب له.

القلب: يعقِل الدليل والبرهان من خلال استقباله الدليل والبرهان ثم اندماجه به وتلاحمه معه بتلاحم وتواصل بنسيج حركة الحياة وما يشملها من مجالات وأمور وأحوال وشخوص وأشياء من خلال هذا الدليل والبرهان مع هذا النسيج من ساحة الأمر من خلال الفؤاد إلى ساحة النفس من خلال القلب.

القلب: تتقلب أموره وأحواله بقدر اندماجه بالدليل والبرهان الإلهي ومدى قناعته به ومقدار تحكم الهوى والشهوات به.

القلب: يظهر من خلاله ناتج الاندماج بالدليل والبرهان على سلوك الإنسان أو من داخله خارجاً هذا السلوك عن محيطه ظاهرًا عليه

القلب: ينتقل الإنسان من خلاله من سلوك إلى نقيضه.

أهم الفروق بين الفؤاد والقلب والصدر التابعين للنفس:

·        الفؤاد: جزء مادي يلتقت بأفئدته المادية السمع والبصر... الخ، مدركات عن عالم المادة، وجزء لا مرئي أو لا مادي له أيضاً أفئدة لا مادية كالسمع والبصر اللامادي المتعلق بالنفس مُخَزن فيه العلم الإلهي الموضوع فيه لمقارنة ما فطره الله عليه بمدركاته المادية وتسليمها للقلب ليعقلها، القلب: غير مادي وغير مرئي ومتعلق أحواله مع القلب والفؤاد وبه العقل الخاص بالنفس، الصدر: غير مادي وغير مرئي ومتعلق أحواله مع القلب والفؤاد وبه حصاد نقاشهما وصراعهما وهو خاص بصدر النفس.

·        الفؤاد: يفرق بين الأمور والأحوال والشخوص والأشياء والمراحل من خلال دليل وبراهين بماديات حوله ومطابقتها بالفطرة المخزنة به ليعرضها على القلب ليعقلها، القلب: يستقبل الدليل والبرهان على وجود الأمور والأحوال والشخوص والأشياء والمراحل مدموجة بين الواقع والفطرة ليقرر فيها قرار معالجتها وإعقالها ليردها إلى الفؤاد لينفذها ويحصدها الصدر، الصدر: يستقبل ناتج النقاش بين الفؤاد والعقل وقرار القلب وأفعال الإنسان، وله أيضًا للحكم بين الفؤاد والقلب وإليه يتم اللجوء لطلب الرجاء من الله والتوبة عما حصد وهدم الناصية الكاذبة التي نشأت نتيجة لمخالفة إعقال القلب لدليل وبرهان الفؤاد.

·        الفؤاد: يوصل بين ضدين أدوات الفؤاد المادية وغير المادية (سمع وبصر وكافة الأفئدة المادية وغير مادية) القلب: يوصل بين ضدين الدليل والبرهان المقدم من الفؤاد، وإعقال للدليل والبرهان وتقرير الفعل الدنيوي المادي الصدر: يوصل بين ضدين عالم الأمر بحصاده وتوبته وبين العالم المادي.

·        الفؤاد: يدرك خواص الأشياء الظاهرة يقابلها في داخله مقابل لترجمتها ودليلها وبرهانها موجودة ومُخزنة في باطنه (يقوم بعملية مطابقة فقط)، القلب: يعقِل الدليل والبرهان ويكشف ما هو خفي فيه ويندمج بهذا الكشف ويتلاحم به في نسيج حركة الحياة بإصدار القرار للفؤاد للتنفيذ، وإذا خالف قرار القلب ما رأى الفؤاد سالفًا تنشأ الناصية الكاذبة لتختزن هذا الدليل والبرهان الكاذب ويصبح خبرات الشخص السابقة المطابقة مع هوته، الصدر: موضع اللجوء والرجاء إلى الله لمعالجة تكذيب وقسوة ومرض القلب فهو وعاء صراع القلب والفؤاد وحصادهما.

·        الفؤاد: خواص الأشياء الظاهرة تصل إليه من خلال الحواس، القلب: خواص الأشياء الظاهرة تصل إليه من خلال الفؤاد وتستخلص خواصه الباطنه من الفؤاد أيضًا، الصدر: خواص الأشياء الظاهرة والباطنة تصل إليه من خلال القلب والفؤاد ولجوءه إلى الله تعالى لإصلاح ما أفسده القلب.

·        الفؤاد: لا يتقلب، فالدليل والبرهان مُختزن به والأشياء التي نراها ونسمعها ما هي إلا عملية مطابقة مع هذا المختزن (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (سورة الإسراء 36)، القلب: تتقلب أموره وأحواله بقدر اندماجه بالدليل والبرهان الإلهي، ومدى تحكمه بشهواته وهواه، الصدر: تتقلب أموره وأحواله بقدر لجوءه إلى الله ما بين ضيق وانشراح، (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) (سورة الأَنعام 125).

·        الفؤاد: هو أداة تنفيذ أمر القلب من خلال سلوك ظاهر في محيط الإنسان من خلال الأفئدة المادية للجسد، القلب: هو أداة إصدار الأمر إلى الفؤاد لإظهار نتيجة إِعقال الدليل والبرهان من خلال سلوك ظاهر في محيط الإنسان منتقلًا من خلاله من سلوك لنقيضه، الصدر: هو أداة الحكم ما بين ما اختلف القلب والفؤاد فيه ففيه يكمن الضمير، (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا) (سورة الأَنعام 125).

وبعد هذا العرض السابق ما بين الفؤاد والقلب والصدر، يجب أن نفهم آلية عمل العقل بنقس المنهج الحرفي.

عقل:

(ع) أداة الوصول لإدراك لم يكن يدركه من قبل، ويبلغ من خلاله علم لم يكن بالغه، ويكتشف ما لم يكن يبصره، وهو أداة الإعراب والتمييز، (ق) وذلك من خلال دمج الدليل والبرهان المادي لفؤاد وأفئدة الجسد أي الأدلة المادية والشهوانية ومتطلبات الجسد، والأدلة والبراهين الإلهية وفطرة الله فيه، فيتحول المندمجان لإدراك ينتهي إليه قرار يصدره القلب للفؤاد (ل) فيتواصل بهذه القرارات بنسيج حركة الحياة الدنيوية.

تعليقات