قال تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا
جَلَّاهَا} (سورة الشمس 3)
كلمة المصدر جلو، فالجيم هي حرف جمع
المكونات المتفرقة في وسط مخالف لطبيعتها حتى يكتمل جلاء تلك المكونات بالكامل
فكان الجبل من المخلوقات التي تجتمع في غير بيئتها الأصلية إما بأن أرساها الله
على الأرض أو من خلال الصهارة على هيئة صخور والتي تعمل على تكوين هذا الجبل، أما
اللام فهي تعبر عن انتقال ما تم جمعه من متفرقات من حال أو مكان إلى حال ومكان
مختلف فتتلاحم وتتواصل مع هذا النطاق أو الحال الجديد وتصبح وسط نسيجه وتتواصل مع
بعضها بعضاً بظاهرها وباطنها بفعل حرف الواو
وفي هذا الموضع جاءت بلفظ جَلَّاهَا وظاهر
النص عائد على الأرض وفعل النَّهار فيها، والنهار هي حالة نقية عن غيرها ومميزة
ومتنافرة مع غيرها فهي مهيمنة على أي حال مناقض لها تتحكم فيما دونها إلى أن يأتي
الليل ليغشاها، وصفة النهار هنا أنه جلَّاها، ولم يقل الشمس والتي تُحدث ظاهرة
النهار ضمنياً، ولكن حقيقة الأمر لا يجب النظر إلى الشمس من هذه الوجهة، فالشمس
موجودة بالليل والنهار ولو أن حالة النهار تحدثها الشمس انطلاقا منها لكانت الأرض
لا يتخللها ليل، ولكن حالة النهار هي حالة خاصة تتوقف حدوثها على اجتماع مجموعة من
المتفرقات من الأشياء والعناصر التي تُجليها، كون بطبيعة الحال ما بين الأرض
والشمس معتم لا يمكن أن يتخلله نهار إلا بجلاء هذا النهار على سطح الأرض التي هي
في أساسها معتمة، وهنا جاءت دقة اللفظ القرآني بأن يفرق بين الشمس التي تعتمد
عليها حالة النهار في بعض عناصرها التي بدون عناصر أخرى لن تنشأ حالة النهار، وهي
تنشأ فقط باجتماع هذه العناصر كلها معاً.
فالشمس يصدر عنها الأشعة المحمولة على
موجات لها أطوال موجية معينة أو ما يسمى بالخُنس، والتي باصطدامها بعناصر الغلاف
الجوي تنشأ حال اجتماعها معاً تغيير حالتها من حالة الخُنس التي بها طاقة خانسة
إلى جواري كُنس، كموجات تتكون بشكل منفرد نقي عن بعضها البعض لها مركز وقياس معين،
تتحول من خلال هذه الحالة الجديدة قادرة على التحول من حالتها الأولى إلى ما نراه
من ضوء وحرارة، فيصير جلاء طاقتها من خلال اجتماعها بعناصر الأرض وشوائبها،
وبدونها سوف تظل على حالتها الخانسة، والآن نستعرض معنى الكلمة من خلال حروفها على
النحو التالي:
جَلَّاهَا:
وَالنَّهَارِ إِذَا (جـَ) جمع
مكونات متفرقة من الشمس في وسط الأرض بما يخالف لطبيعتها الأصلية حتى جلائها بشكل
كامل على هذا الوسط الأرضي، (لَّ) فتتلاحم وتتواصل في نسيج الأرض بصور مختلفة
ومتعددة عن أصلها (لوجود الشدة على حرف اللام) فيضبط النهار ظهور تلك الأشباه أو
المشتقات من ضوء وحرارة وإشعاعات شمسية، (هـَ) ويهيمن على تلك الصور أو مشتقات
الشمس في مواضع حلولها على الأرض (ا) وضبط تلك المشتقات من الشمس في قالب وإطار
واحد على الحالة التي يظهر بها علينا نحن سكان الأرض فتوفر لنا الضوء والحرارة والإشعاعات
المفيدة للجسم وللحياة.
الشرح العلمي لكيفية نشوء الضوء
والحرارة في ساعات النهار:
1. تفاعل الاندماج النووي:
تنتج الشمس الضوء والحرارة من خلال تفاعل
الاندماج النووي. في قلب الشمس، تتفاعل ذرات الهيدروجين مع بعضها البعض لتكوين
ذرات الهيليوم. هذا التفاعل ينتج عنه كمية هائلة من الطاقة على شكل ضوء وحرارة.
2. انتقال الضوء والحرارة:
ينتقل الضوء والحرارة من الشمس إلى الأرض
عبر الفضاء. ينتقل الضوء في شكل موجات كهرومغناطيسية، بينما تنتقل الحرارة في شكل
موجات صوتية.
3. امتصاص الضوء والحرارة:
عندما يصل ضوء الشمس إلى الأرض، يمتصه
الغلاف الجوي والمحيطات والأرض. تتسبب هذه المواد في تحويل الطاقة الضوئية إلى
طاقة حرارية.
4. تأثير الغلاف الجوي:
يلعب الغلاف الجوي دورًا هامًا في تنظيم
كمية الضوء والحرارة التي تصل إلى الأرض. يمتص الغلاف الجوي بعض ضوء الشمس، بينما
يعكس بعضًا آخر. كما يمنع الغلاف الجوي بعض حرارة الشمس من الهروب إلى الفضاء.
5. تأثير الغيوم:
يمكن أن تؤثر الغيوم على كمية الضوء
والحرارة التي تصل إلى الأرض. ففي الأيام الغائمة، يمتص الغلاف الجوي كمية أكبر من
ضوء الشمس، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة.
ملخص:
ينشأ الضوء والحرارة في ساعات النهار من
تفاعل الاندماج النووي في الشمس. ينتقل الضوء والحرارة من الشمس إلى الأرض عبر
الفضاء. تمتص المواد الموجودة على الأرض الطاقة الضوئية وتحولها إلى طاقة حرارية.
يلعب الغلاف الجوي دورًا هامًا في تنظيم كمية الضوء والحرارة التي تصل إلى الأرض.
ملاحظة:
·
هذا هو الشرح
الأساسي لكيفية نشوء الضوء والحرارة في ساعات النهار.
· هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على كمية الضوء والحرارة التي تصل إلى الأرض، مثل خط العرض والارتفاع والغطاء النباتي ، لذلك جاءت الآية مصحوبة بلفظ (إذا) فهي حالة مشروطة بتوافر جميع عناصر نشوء ظاهرة النهار
تعليقات
إرسال تعليق