ما معنى اللهُمَّ؟!!!
اللهُمَّ:
عليك حين تقولها أن تقوم بتفعيل وإكمال
وإتقان ومتابعة وتأمل سنن الله في مخلوقاته، أي مقاييس عالم المادة وأساسياتها
وقوانينها التي تبدو وتظهر وتبرز من خلال تلك السنن الإلهية واضحة مبينة كقوانين
تحكم تلك المخلوقات، والتي تخرج في حيز محيط المخلوق، فيسبح لله ما في السماوات
والأرض بذات الكيفية المطلقة.
(ا) يا من تؤلف
بين أمورنا وأحوالنا في انتقالنا كخلائق بين العوالم المختلفة وتجعل حلولنا على أحسن
تقويم لهذا الحلول (ل) ويا من تنقل الخلائق من عالم إلى آخر وتجعلهم قادرين
على التلاحم والتواصل في نسيج حركة في داخل نسيج هذا العالم (ل) خلق من بعد
خلق وطور من بعد طور وانتقال من عالم إلى عالم في صور مختلفة تجعلهم يتواصلون بكل
عالم بنسيج جسد يتماشى مع نسيج هذا العالم (هُـ) يا من تهيمن على مخلوقاتك وعلى
ظاهرهم وباطنهم مُهندساً لأحوالهم وأمورهم الظاهرة والباطنة ومواضع حلولهم في
العوالم المختلفة (مَّ) اجمعنا بمقام ومكان وميقات محل صورة مشابهة لما نرجوه
واجعله أمراً مفعولاً.
فالمؤمن يرد إلى
الله أمر الخلائق بكل أمور خلاقها من أول خلقها في عالمها، ووصلها بنسيج هذا
العالم وأطوارها المتعددة وصورها المختلفة بكل عالم مهيمناً على كل أحوالهم
وأمورهم الظاهرة منها والباطنة ومواضع حلول خلاقهم، فيرجو من الله أن يتم عليه
نعمته بأن يحقق له رجاءه فيجعله على صورة من مقام أو الإطار العام في مكان وميقات
مناسبين للمؤمن:
فالغرض الأساسي اعتراف
المؤمن برد الأمر كله لله واقرار أن حاله سيأتي بالصالح كما في قوله تعالى:
{ قُلِ اللهُمَّ
مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ
تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ
وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
(27) } (سورة آل عمران 26 - 27)
{ قُلِ اللهُمَّ
فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ
تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) } (سورة
الزمر 46)
أو بغرض اعتراف
برد الأمر كله لله مع طلب ورجاء كما في قوله تعالى:
{ قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ
تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا
وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) } (سورة المائدة 114)
أو مع اعترافهم يطلبون
من الله عذاب لو كانوا على غير الحق عندما أنكروا رسالة الرسول.
{ إِذْ قَالُوا
اللهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا
حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (سورة الأَنْفال 32)
أو اعتراف وإقرار
أهل الجنة بتلك الصفات والأفعال لله على النحو المبين سالفاً بذات مقاييس عالم
الآخرة والجنة التي أخبرهم بها.
{ دَعْوَاهُمْ
فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ
أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) } (سورة يونس 10)
تعليقات
إرسال تعليق