القائمة الرئيسية

الصفحات



قال تعالى:

{ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا } (سورة الإسراء 102)

{ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا } (سورة الفرقان 13)

{ لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } (سورة الفرقان 14)

{ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا } (سورة الِانْشقاق 11)

ثبر:

هي كلمة المصدر ومشتقاتها في القرآن الكريم ثُبُورًا، مَثْبُورًا، فماذا تعني كلمة المصدر "ث: ثبات وتثبيت وتوثيق شيء على شيء آخر فيكثره ويطوره ويضاعفه ويفضّله ويثني عليه ويضيف إليه ويثوبه ويجزيه، وهي أيضاً الشيء الزائد الذي يثبَّت ويوثق أصل ما، ب: فيبدو ويظهر ويبرز على هذا الأصل أو هذا الآخر خارجاً عن محيط هذا الأصل ظاهراً عليه فينقل الشيء الأصل لنقيضه أو يغير خصائصه، ر: فيربط أحواله وأموره بهذا الأصل فيتحكم ويسيطر من خلال هذا التوثيق، حتى لو بدون اتصال مادي وحسي".    

ثُبُورًا:

وهنا يجب وضع الكلمة في سياقها لنعيها:

قال تعالى:

{ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14) قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15) } (سورة الفرقان 11 - 15)

وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ مجموعون ومختلطين ومتحكمة ومسيطر عليهم هذا المكان الضيق دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا: أي لجمع وضم وتثبيت آخرين على ظاهرهم حتى يصبحوا هم بباطن المقرنين ويبدو ويظهر ويبرز عليهم ما تم إضافتهم خارجاً عن محيطهم فينقل النار منهم إلى هؤلاء الذين تم إضافتهم لهم فترتبط النار منهم إليهم عسى أن يخفف عنهم العذاب، لذلك قال لهم الله تعالى: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} أي أن إضافة آخرين مقرنين بهم لن يخفف عنهم العذاب فلا يدعوا لإضافة وإكثار مقرنين في محيطهم واحداً بل ادعوا ثُبورًا كثيرًا.

مَثْبُورًا:

وهنا أيضاً نحتاج لسياق لفهم المعنى حيث قال تعالى:

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا } (سورة الإسراء 101 - 102)

قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ- ليبدي الحكمة وباطن الأمور ومن يتحكم ويسيطر على السموات والأرض - وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ جمعت وضممت واستكثرت من الدنيا (علوم الدنيا والأموال والقدرات الدنيوية كلها) وأحطت بها نفسك لتبدي وتُظهِر هذه القوة على نفسك ووصلتها بك لتتحكم وتسيطر من خلالها فنسبت لك أفعال الإله.

تعليقات