القائمة الرئيسية

الصفحات

صراع الداخل السوداني يديره مصالح الدول الإقليمية المتعارضة

 

صراع الداخل السوداني يديره مصالح الدول الإقليمية المتعارضة

المشهد أصبح في ظل تدخلات أطراف خارجية وخاصة فاجنر الروسية بدعم لوجيستي لقوات الدعم السريع من الأسلحة ودعم خليفة حفتر  لقوات الدعم السريع بالوقود، وفي ظل ندم متوقع من الإمارات لدعمها قوات الدعم السريع والتي يمكن مع طول فترة الصراع يؤدي إلى خسارتها المواني السودانية ومشروعات الزراعة مع الجيش السوداني، ودخول أطراف أخرى على الخط لها مصالح بالسودان، يجعل صراع الداخل السوداني يديره مصالح الدول الإقليمية المتعارضة وخصوصاً في الفترة القادمة.

حيث جاء تصريح الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" ضمن مقال بـ reuters تحت عنوان "الولايات المتحدة تصرح: الفصائل السودانية وافقت على وقف إطلاق النار مع إجلاء الأجانب"، حيث أفاد الأمين العام بأن "العنف في بلد يحيطه البحر الأحمر والقرن الأفريقي ومناطق الساحل يهدد باندلاع حرب كارثية يمكن أن تبتلع المنطقة بأكملها وما وراءها".

حميدتي يطلب دعم إسرائيل:

حيث جاء ذلك بتصريح خاص بالمستشار السياسي لقوات الدعم السريع المتمردة "يوسف عزت" حيث يوجه رسالة للشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية مفاده "أن ما يتعرض له الخرطوم وقوات الدعم السريع تم من خلاله استغلاله من الإرهابيين من الإسلاميين، وما تتعرض له قوات الدعم السريع سبق أن تعرضت له إسرائيل آلاف المرات من جماعات الإرهابية مثل حماس وكذلك المنظمات الإرهابية الأخرى التي يعرفها الشعب الإسرائيلي جيداً".

وقد تواردت أخبار على بعض المواقع على تويتر مثل سكوب: أن إسرائيل عرضت استضافة كل من البرهان وحميدتي المتحاربين في السودان لإجراء محادثات بوساطة إسرائيلية بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب ما قاله ثلاثة مسؤولين بوزارة الخارجية الإسرائيلية، لموقع أكسيوس.

وأن وزير الخارجية الإسرائيلي والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين ورونين ليفي يوجهان رسائل مباشرة ويتحدثان إلى البرهان وحميدتي منذ بدء القتال، لحثهما على تنفيذ وقف إطلاق النار، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.

وقال مسؤولون وزارة الخارجية الإسرائيلية أن البرهان وحميدتي لم يستبعدا خيار الاقتراح الإسرائيلي وأعطيا الانطباع بأنهما يفكران فيه بشكل إيجابي، وأنه تم التنسيق الإسرائيلي مع إدارة بايدن وبعض الدول منها الإمارات للتنسيق في إطار جهود مشتركة لوقف القتال. ومن جانب كل من برهامي وحميدتي لم يعلقا على ما ورد بهذا الشأن.

ومن جانب آخر تتبنى السعودية استضافة الطرفين في أقرب وقت للمساعدة على تفاوض طرفي الصراع.

بدء صراعات جديدة في دارفور:

في ظل هذه الأزمة بدأت تحركات داخل دارفور والمنقسمة بين طرفين أساسيين حيث أن حميدتي من قبيلة تسمى الرزيقات التي كانت موالية للبشير في الصراع في دارفور، حيث انقسمت ما بين فخد الماهرية وزعيمهم حميدتي وفخد المحاميد وزعيمهم موسى هلال رئيس الجنجاويد السابق الموالي لحكومة البشير والذي رفض الانضمام لقوات الدعم السريع وله امتداد كبير بتشاد وابنته "أماني" كانت زوجة "إدريس ديبي" رئيس تشاد السابق والذي كان معادياً لوجود فاجنر الروسية في المنطقة وكذلك حميدتي وقد تم اغتيال "إدريس ديبي" والتي أشارت معلومات مخابراتية أمريكية على حسب وول ستريت جورنال أنه تم اغتياله بالتعاون بين حفتر وفاجنر الروسية.

حيث يرجح صعود الصراع بين الطرفين موسى هلال وحميدتي وبعض الأطراف الأخرى التي لها ثأر مع حميدتي أثناء صراع دارفور.

الصراع يحسمه السيطرة على الخرطوم العاصمة:

حيث أن السودان دولة مركزية. فالخرطوم تشكل عصب الحياة للسودان، لذلك الصراع وتوزيع القوات للطرفين يركزان على العاصمة.

وقوات الدعم السريع تركز على الجسور والكباري ومناطق استراتيجية مثل جسر أم درمان، وجسر الملك نمر، ومدخل الطريق الدائري الموصل إلى بورتوسودان.

ولكن من الجانب الآخر فهو محاصر، فيوجد في أطراف خارج الخرطوم يتمركز فرق للجيش السوداني، وقواعد جوية تنطلق منها العمليات مثل قاعدة وادي سيدنا والتي بها قوات أجنبية حالياً لتسهيل عملية الإجلاء للجاليات الأجنبية.

ولكن قوات الدعم السريع تعتمد على وجود دروع بشرية في أماكن السيطرة ويعتبروا أنها معركة حياة أو موت، ويعتمدونا ايضاً على حرب الشوارع كوسيلة للضغط على إمكانية استمرار قدرة إدارة الدولة المركزية المتمثلة في الخرطوم.

ومن المرجح أن يتحول الصراع داخل السودان إلى إدارتها من الخارج من خلال دول متصارعة على ثروات السودان والمنطقة.

ووسط توقعات بنزوح مواطنين سودانيين إلى مصر وسط مخاوف من تسلل عنصر من مليشيات الدعم السريع أو عناصر إرهابية أخرى تعمل على إشعال عمليات في شرق مصر لإشغالها عن الجنوب، ولعل هذه التخوفات يجب أخذها بعين الاعتبار في ظل توسع الصراع المتوقع داخل السودان ودخول العديد من الأطراف الذين لديهم مصالح في إفريقيا وأهمهم فاجنر الروسية وقوات حفتر وفرنسا وأمريكا وإسرائيل، وهذا كله يلقي على الأجهزة الأمنية المصرية أعباء كبيرة ولفترة طويلة في حالة امتداد الصراع ودخول هذه الأطراف الدولية.

تسريبات أمريكية عن موقف الإمارات:

تسريبات أمريكية أفادت أن الإمارات منقسمة في دعم حميدتي، ويعتبر منصور بن زايد الداعم الأول لحميدتي في حين تربط طحنون بن زايد علاقات تجارية زراعية مع الجيش السوداني، حيث قال مسؤول أمريكي أن الإمارات ربما ندمت على دعم حميدتي! وهكذا يصعب على الإمارات التضحية بالموانئ والزراعة في ظل فوضى مرجح أن تزيد مع استمرار الصراع.

موقف البرهان الغريب من حميدتي:

البرهان أدلى بتصريحات ربما تكون غامضة حول مصير حميدتي وسط أسئلة من السودان تدور حول لماذا لم يعزل البرهان حميدتي من منصب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني؟

حيث أن في حالة غياب البرهان عن المشهد يصير حميدتي رئيس مجلس السيادة السوداني!

تعليقات