القائمة الرئيسية

الصفحات

هل الله يقسم ويحلف بشيء من مخلوقاته؟!

 


قال تعالى:

{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} (سورة الواقعة 75 - 77)

{ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } (سورة الحاقة 38 - 40)

{فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} (سورة المعارج 40 - 41)

{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} (سورة القيامة 1 - 3)

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} (سورة التكوير 15 - 19)

{فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} (سورة الِانْشقاق 16 - 19)

{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} (سورة البلد 1 - 4)

أقسم من قسم ومنها تقسيم ودائماً إذا كان الله من يتكلم فلابد أن نضع الكلمة الإلهية في معناها المطلق وليس المحدود الذي نتداوله فيما بيننا.

قسم

القاف: هي خروج أو تنزيل أمر الله تعالى ليندمج مع شيء ما في ملكوته ليغير حالة هذا الشيء فنقول قسم الله له ذلك ونقول هذا من قسمته، فهناك تغيير حال من خلال هذه القسمة.

قال تعالى:

{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (سورة الزخرف 32)

السين: تعني أن أمر التنزيل سُنة إلهية بمقياس معين هام لحركة الحياة.

الميم: تعني جمع شيء مادي أو محسوس بمن تنزل عليه الأمر لتنفيذ الأمر والاندماج للأمر به والتغيير لحالته بناء على هذا الأمر الإلهي.

إذن لو قلنا قسم الله أي أنزل أمره ليندمج مع مخلوق في عالم الخلق أو عالم المادة فيتغير حاله من حال إلى حال آخر في عالم الدنيا.

أقسم

والآن إذا أضاف الله تعالى حرف الألف لما قسمه فصارت أقسم.

هنا تم تغيير الحروف وتشكيل السين وشتان ما بين السين هنا والسين الأولى

فالألف: مضمومة أي أن هناك ضرورة لضبط الأمر وتآلفه مع عالم الدنيا فيكون هناك تغيير حال ظاهر وتغيير حال باطن فالألف هنا آلية ضرورية في تنزيل أمر قسم.

ولكن السين مكسورة أي أن الأمر الإلهي يخرج منه سنة التغيير لعالمنا المادي من حال لحال آخر هذا التغيير جذرياً

فتغيير السنة الإلهية للشمس ما بين شروق وغروب هي قسمة نعتبرها آلية حركية تعطي تغير منتظم إلا من خلال السين المكسورة يكون التغيير جذري وليس له علاقة بانتظام السنن العادية المتعارف عليها.

إذن حين يقول الله تعالى فلا أقسم بكسر السين ما يعني أن هذا الذي سيأتي من سنن إلهية بعد هذا اللفظ لن يفارق سنته المفطور عليها.

ولكن جاء النفي في موضع مثل بالخُنس ومواقع النجوم بكسر الباء.

وهذا يعني أن السنة التي لن تفارق حالتها ولن تتغير ما بدى لنا منها وظهر واستخرجناه لحياتنا واستفدنا من أوجه الاستفادة منها للحياة واستقرار الحياة الدنيوية فلا تغادر حالتها التي استقرت عليها.

الخلاصة

فلا أُقسِم أو لا أُقسِم هو تأكيد على عدم خروج السُنة الإلهية عن قوانينها التي استن عليها بها وما يليها من قول مثل (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) هو أيضاً يخضع لنفس الشرط أنه لا تغيير عن سُنة صفة القرآن وهكذا في كل موضع من الآيات التي أسلفنا ذكرها (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)، (إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ)، (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ)، (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)، (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ)، (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ).


تعليقات