قال تعالى
{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} (سورة فاطر 27)
جُدَدٌ
جُ: جمع لمكونات من الجبل متفرقة موصولة أو متصلة ببعضها لتصير في ظاهرها كأنها
جسم واحد فتجلو وتظهر في أشد حالاتها في حيز لا يختلط بغيره بلون مميز له، فهي
أقصى درجات اللون اجتماعاً غير مختلطة بغيره، دَ: نتيجة
هذا التجمع يعطي نتيجة ومنتهى لون مغاير لما حوله ناتج عن تداخل عناصر تضفي وتقود هذا
اللون من مكان لآخر كامتداد من بداية لنهاية، دٌ: يقابله
امتداد آخر يجعله نقياً ومختلف عما هو ظاهر حوله هذا اللون المميز يظهره ما حوله
من ألوان مغايرة له.
فيبدو كطريق ممتد على ذو لون مميز عما حوله من الجانبين
ظهوره ووضوحه يعتمد على ما حوله من ألوان تجلو وتبدو على هذا اللون.
وهنا في قوله تعالى: (بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهَا) أنها ألوان مختلفة ومصولة ما بين الأبيض والأحمر بدرجاتهما كل درجة
مميزة عن الأخرى، وهذا التدرج يمكن أن يظهر بطريقة عشوائية حسب طبيعة التربة
الجبلية وانعكاس اللون المميز لها.
والعبرة هنا تكمن في أن طبيعة التربة المتدرجة في
تكويناتها بالطبع تحمل عناصر مميزة هي سبب ظهور هذا اللون ومن خلالها يمكن تمييز
اختلاف تركيز تلك العناصر، أما في سياق الآية انه كعلم ظاهر يمكن أن نميز به
العناصر رغم أنه في كامل تكوينه جبل واحد يحمل جميع العناصر، كذلك العلوم الدنيوية
الظنية هي علوم متعددة يجمعها علم واحد هو علم الله تعالى.
لمزيد من الفهم لهذه النقطة الأخيرة يمكن الاطلاع على المقالة
التالية: إِنَّمَايَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
وقد
اعتبروا غرابيب سود امتداد لما قبله من ذكر الألوان ولكن الغرابيب لابد أنها
مغايرة للجُدد فلنرى ما هي الغرابيب السود تحديداً
وَغَرَابِيبُ من غرب، والواو هنا توضح أن هناك
وصل ما بين الغرابيب وما قبلها من أنواع الجبال.
غَرَابِيبُ
غَ: هو نوع من الجبال الغريبة عما في محيطها من الجبال أو غريبة وغير مألوفة تحجب
بعضها بعضاً، رَ: ارتبطت كجبال ومتصلة من خلال
أطرافها على الأرض، ا: فتآلفت هذه الأطراف
المختلفة والمتفرقة كأنها جبل واحد، بِ: فبدت
ظاهرة وخارجة فيبدوا كل جبل منها كبروز خارجاً من سطح الأرض، يـ: فيكون كل بروز نسبة
واضحة وغريب بين نظرائه من الجبال التي حوله، بُ: فيبدو كل جبل يبرز من باطن بروز
آخر أي جبل آخر وموصولاً به.
أي السلاسل الجبلية التي عادة تظلل بعضها البعض نتيجة
لهذا البروز لكل جبل على الآخر.
تعليقات
إرسال تعليق