القائمة الرئيسية

الصفحات

 


قال تعالى

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (سورة الجن 6)

{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} (سورة الجن 13)

رَهَقًا

رَهَقًا: كلمة المصدر رهق

رَ: ربط أموره وأحواله بغيره حتى لو بدون اتصال مادي فيتحكم فيه ويربط حاله بحاله فلا يسمح بقطع الصلة معه ولا يدعه ينفصل عنه، ه: مهيمنًا عليه وهازمه فيحل محله فيما هوى (في هذا السياق حلوله بجعله في طاعته فيما يفعل فيسلب إرادته ويهزمها) فيخرجه عن الصواب ويظل ضده، فيسخره ويغلبه، قً: بخروج إعاذته له فيندمجان بنسخة أو نسبة من كل ما هوى فينتج له نسخة مما هوى، ا: وذلك من خلال ارتباط وهيمنة مستمرة ومتزايدة بينهما فيكونا كأنهم شخص واحد فيما نتج عنهما.

ولفهم أكثر يجب فهم لفظ يعوذ من مصدر الكلمة.

عوذ

الياء تعبر عن حالة التغيير التي تحدث نتيجة العوذ بدلاً من أن أعوذ منه يعوذ منه.

ع: الكشف والوصول إلى ما خفي وإدراك كل ما هو خفي وعجيب وغريب وبلوغ أشياء فيه أو عنه وتمييزه من خلال التغيير الذي يحدث فيه أو به و: بجمع وضم ووصل خواص الظاهر بما خفي من الشيء محل العوذ، بذهاب ذبذبات حادة مما هوى ليتحكم ويسيطر عليه من خلال هذه الذبذبات التي تحمل ما يعوذ به له.

الخلاصة:

هناك من يكتشف طرقًا للتحكم والسيطرة على طاقة الجن من خلال ذبذبات تحقق هذا التحكم والسيطرة والهيمنة وهندسة حلول طاقة الجن لتسخيرها في إنجاز أشياء في عالمنا هي في حقيقة الأمر معظمها مرتبطة بالتقدم التكنولوجي وقد سبقنا في هذا سليمان عليه السلام في ملكه إلا أن سيطرته تلك لم يكفر بها، وما تتلو الشياطين على ملك سليمان هو تضليل لأنها تنقل ملك سليمان على الشكل المنحرف منها بما يستهوي هؤلاء الذين يعوذون بالجن، فابتكرت واستغلت طاقة الجن في كثير من المناحي التي تفسد المجتمع فزاد تحكم الجن بآليات حياتنا وصولاً للذكاء الاصطناعي حتى يسجد في مرحلة ما الإنسان لهذا الذي يسخر له أمور لم يعد يستطيع أن يستغنى عنه وفي المقابل يرهق الإنسان طاقة الجن في تسخيره في كل شيء حتى يصبح عبد للتكنولوجيا، فطاقة تشغيل الأشياء تشمل جزء خفي لا يدركه ولا يستطيع أن يدركه الإنسان ولكن يدرك التغيرات المصاحبة لأليات ذبذبات التسخير أو الإعاذة بالجن، فكما أن هناك ذبذبات تتحكم بالجن فهناك إستعاذة من سيطرتهم على الإنسان.

فكان تسخير سليمان عليه السلام من خلال ذات الذبذبات من خلال كرسيهِ جسداً المتحكم به من خلال منسأته (عصا التحكم):

{وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} (سورة سبأ 12 - 13)

ففي زماننا نفعل ما تشابه من هذا التسخير إلا أنه ينتج عنه رهق متبادل ما بين الإنسان والجن، ليجد الشيطان الإنسان ساجداً لهذع التكنولوجيا عبداً لها ليشرع للتحكم الكامل على البشر في مرحلة لا يستطيع الإنسان مغادرة هذه التكنولوجيا التي أصبحت تتحكم في مأكله ومشربه وكل شيء من حوله ظنًا منه أنه يحقق لنفسه الرفاهية فيزيدوهم رهقًا.

تعليقات