القائمة الرئيسية

الصفحات

الفتنة الكبرى (الجزء التاسع) : ما هي الروح وخصائصها وعلاقتها بتقديس الملائكة لله





تكلمنا في الأجزاء السابقة عن كرسي سليمان عليه السلام وما هو وما طبيعته وما هي منسأته وما هي دابة الأرض التي أكلتها كلها وليس جزءاً منها كما يدعي البعض ويتصور أنها عصا خشبية يتوكأ عليها .. وعرش بلقيس .. وما معنى كلمة عروشها ويعرشون ومعروشات و خصائص العرش الإلهي العظيم وكيفية تنفيذ أمر الله اسْتَوَي في السماء وعلى العرش والفرق بينهما كيف تقدس الملائكة وعلاقة التقديس بالعرش .. وأن الملائكة تكون فيها الروح لتقدس بها .. فما هي الروح وما الفرق بينها وبين الريح والرياح والريحان

ــــــــــــــــ
الروح :
ــــــــــــــــ

ر : الروح هي الأمر الإلهي  يحمل القوة والطاقة التي ترتبط بالمخلوقات أو أجزاء منها لتغيير أحوالها وأمورها والتي تتحكم  في هذا الربط والصلة بينها وبين تلك المخلوقات وأجزاءها  وبين النفس وسيارتها الجسد بدون اتصال مادي وحسي   

و : الروح تجمع وتوصل خواص الأمر التي توصل ما بين ما هو ظاهر وما هو باطن .. فتوصل النفس الباطنة بالجسد الظاهر وغيرها من أنواع الوصل بين مكونات الخلائق  فتوصل بين ضدين فيوقي أحدهما الآخر فيوقي الجسد هذه النفس الموصولة إليه وتحقق الروح الصلة بينهما فلا تكون النفس ظاهرة وتتوسط الروح بينهما  .. والروح توصل الطاقة والأمر الإلهي بين ساحة الأمر وساحة الخلق .. ما بين ما هو باطن في عالم الأمر وما هو ظاهر عالم الخلق فإن الروح تتوسط كل ما لا رابط بينهما فالروح واصلة بين أطراف ووسط بين حدود ووسيلة بين غايات الدنيا والآخرة وعالم الأمر وعالم الخلق ..

ح : الروح محيطة بعلم عن الأشياء التي تربط وتوصل بينها مثل النفس والجسد  محل الربط بينهما هذا العلم مُلتف ومحيطة بتلك المخلوقات ومكوناتها ..  تصل لعمق المخلوقات ومكوناتها وعمق النفس والجسد وتصل لأغوارهما لتحقيق عملية الوصل والربط بينهما فيكون ناتج الربط والوصل (القلب)

فالروح منها تشتق كلمات الريح والرياح والريحان

ــــــــــــــــــــــــــــ
خصائص الروح :
ــــــــــــــــــــــــــــ
الروح : الروح هي الأمر الإلهي والنظام والتي تحمل القوة والطاقة التي تربط بين جميع المخلوقات وأمورها وأحوالها وبين النفس والجسد

الروح : تتحكم  في الربط والصلة بين جميع المخلوقات وبين النفس والجسد بدون اتصال مادي وحسي 

الروح : تجمع وتوصل خواص المخلوق داخلية مع أخرى خارجية بين ما هو ظاهر وما هو باطن بين النفس والجسد

الروح : توصل بين ضدين فيوقي أحدهما الآخر فيوقي الجسد النفس الموصولة إليه فلا تكون النفس ظاهرة وتتوسط الروح بينهما

الروح :  توصل الطاقة والأمر الإلهي بين ساحة الأمر وساحة الخلق

الروح :  تتوسط كل ما لا رابط بينهما واصلة بين أطراف ووسط بين حدود ووسيلة بين غايات الدنيا والآخرة وعالم الأمر وعالم الخلق

الروح :  محيطة  بعلم عن الأشياء مثل النفس والجسد  محل الربط بينهما هذا العلم مُلتف ومحيطة بتلك المخلوقات ومكوناتها

الروح :  تصل لعمق المخلوقات ومكوناتها وعمق النفس والجسد وتصل لأغوارهما لتحقيق عملية الوصل والربط بينهما

الروح :  تصل لعمق المخلوقات ومكوناتها وعمق النفس والجسد وتصل لأغوارهما لتحقيق عملية الوصل والربط بينهما
ــــــــــــــــــــــــــــ
نفخ الروح :
ــــــــــــــــــــــــــــ

ن : نفخ أمر إلهي يحمل طاقة نقية ناتجة كنسبة من كل الروح موصول بها بلا اختلاط مع أندادها المخلوقات التي تربط بينها (النفس والجسد) فتقوم بواجباتها تلقائياً في وضع الإسكان والتحريك

ف : فهي تفارق أصل تواجدها فتنفرد بزيادة وقوة فتفرق بين أمور وأحوال وشخوص ومراحل النفس والجسد للقيام بكل فعل وعمل وصنع

خ : وذلك بدخولها لعمق خفي بالمخلوقات .. وخروجها من أصل الروح أو ما خلا منها أو عنها بسبب فعل وعمل وصنع ضد نقائها فاختلف عنها وخصم منها فيخل بتمام وسلامة النفس والجسد
ــــــــــــــــــــــــــــ
فالروح تزيد وتنقص داخل المخلوق على حسب طبيعة عمل الإنسان الإيجابية والسالبة التي يمدها الله تعالى أو يسلبها منه على قدر إيمانه وطاعته وتسليمه لله فيلقيها على قلبه أو يسلبها منه .. فالنفخ يشمل السلب والعطاء كل أو جزء من الروح  حيث قال تعالى :

{ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ } (سورة آل عمران 49)

{ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73) } (سورة الأَنعام 73)

{ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) } (سورة السجدة 9)

{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) } (سورة الزمر 68)

{ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) } (سورة التحريم 12)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) } (سورة الإسراء 85)
{ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) } (سورة غافر 15)
{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) } (سورة المعارج 4)
{ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) } (سورة النحل 2)
{ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) } (سورة النبأ 38)
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) } (سورة القدر 1 - 5)

وهنا سوف نركز على ليلة القدر وكيف تقدس الملائكة لله وتتنزل والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر

فكما قلنا الروح طاقة وقوة بها من كل أمر تقدس الملائكة لله بأن تكون الروح فيها تلقى بأمر ربها من خلال العرش للمقام والمكان والميقات المحدد

فإن لله أن يلقي علينا روحه وأن يسلبها منا أو ينقص منها وهنا أيضاً تحملها الملائكة وتعرج إلى ربها في يوم مقداره خمسين ألف سنة .. وليس المقصود

وهناك آية أخرى تتكلم على معراج الملائكة أيضاً في ألف سنة إلا أنها زادت بقوله مما تعدون  .. وهناك أبحاث تحاول أن تثبت أنه بناءً على اليوم القمري فالألف سنة هي سرعة الضوء وأن الخمسين ألف سنة مساوية لها لأنها لم يتم يتبعها لفظ مما تعدون

والقضية في طبيعة اليوم .. فاليوم هو ميقات يكتمل معه حالة التغير من حال متواصل إلى انتهاء هذا الحال .. ويكون تفاصيل الحدث داخل هذا الميقات مجموعة في قالب واحد
فتعارفنا في حياتنا الدنيوية على اكتمال قالب اليوم بانتهاء ليل وبداية يوم آخر .. ولكن الحياة الدنيا هي يوم واحد فقط أيضاً لأن حال الدنيا واحد ينتهي بيوم القيامة .. وكذلك يوم البعث ويوم الجمع ويوم الفصل ويوم الحساب .. الخ .. فبمغادرة الحدث لا نشعر بالزمن الذي مر وتبقى الأحداث في ذاكرتنا بترتيب حدوثها  بلا زمن

فهل الخمسين ألف سنة أو الألف سنة مما نعد نحن بني آدم .. تدل على السرعة أم تعبر عن مقدار فترة مكوث الروح بما تشمله من أوامر في مرحلة تغيير من حال إلى حال على الأرض

إلا أنه ما نركز عليه أن الروح هي قالب غير مادي يحوي تفاصيل الأمر .. وأن الروح تتبدل على حسب الطلب والرجاء من العبد

فإذا كان مدى علمنا الدنيوي أن هناك 20 عنصر أميني يكون شريط DNA  بتباديل وتوافيق بين هذه العناصر العشرين تظهر الصفات المختلفة الجسدية للإنسان .. سواء لون العيون أو الطول والقصر والأدهى تكون هذه الأجهزة بكل تفاصيلها وأعضاء الجسد وخلاياه وتشعباتها وعروشها من عروق وشبكة أعصاب

ولكن هل سوف ينشط الحمض الأميني من تلقاء نفسه أم هناك أمراً وشفرة لهذا الأمر لا نراها تقف وراء كل ذلك .. فالروح التي نفخت في هذا المخلوق الذي لم يتكون بعد ليربط بين النفس وجسدها ويحدد كيف تتكون وكيف تنمو كل خلية فيها وميقات موتها وكل شيء يختزن في هذه الخلايا .. وكل حجر متى سوف يسقط وأين
ولكن يبقى سؤال هل هذا لا يمكن تغييره .. بالطبع يمكن فالملائكة التي قدست لله وحملت الروح من خلال العرش وصولاً لمكان تنفيذ الأمر لا تعلم سوى هذا الأمر ولا تعلم ما هو مُختزن لهذا الإنسان .. فكما هناك نظام الأمر فهناك نظام الأمر  .. فكان قوله تعالى :

{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) } (سورة القدر 1 - 5)

كون أن القرءان هو من نظام الحمد الذي تم تنزيله بعد أن ظن عالم الخلق أن ليس هناك رسالة أخرى .. فكان أحمد في موضع التبشير وتأليف وضبط الأرض لاستقباله ومحمداً عندما جُمع الكتاب به ومن خلاله ومحموداً بعد موته لبقاء ما أوصله لنا بين أيدينا

فكما تنزل القرءان .. تتنزل كل روح .. من خلال طلب ومناجاه لله لتبديل الحال مثل زكريا عليه السلام حين طلب بيقين من الله أن يعطيه الذرية .. فماذا حدث ..

تنزلت الملائكة تقدس لله والروح فيها من كل أمر لتغير الروح السابقة التي كان بها أمر العقم عليه وعلى زوجته فكانت روح جديدة سكنت مكان روح رحلت بأمر الله وبإذنه لتغير كل شيء وتعيد نشاط خلايا قد ضمرت بشفرة جديدة وأوامر جديدة .. وكذلك أيوب ويونس وغيرهم من الرسل والأنبياء   .. وصولاً لمحمد صلى الله عليه وسلم الذي ناجى ربه ليهديه إليه بغار حراء فكانت ليلة قدره بأن اختاره الله ليس فقط لهاديته إليه بل لحمل أمانة تبليغ الرسالة

فما بين الروح التي تتنزل للهداية أو الإصلاح الجسدي يجب أن يسعى الإنسان .. حتى فهم القرءان الكريم ليس علماً مجرداً فالله هو من عليه بيانه ولم يتوقف عمل جبريل عليه السلام يوماً في تعليم البشر هذا القرءان ولكنه بقدر رجائهم لله في طلب بيانه

وأتعجب من هؤلاء الذين يحرفون المعنى الظاهر الذي لا لبس فيه وارتكنوا لمفاهيم داعبت هواهم .. فيحرفون قول الرسول في ليلة القدر من التمسوها في العشر الأواخر (أي أطلبوها برجاء من الله) إلى معنى بعيد بمعنى انتظروها .. فحددوا لها ميعاد دنيوي ما بين الأيام الفردية أو السابع والعشرين وأهلكوا أنفسهم فيما لا ينفع فتركوا النصيحة النبوية التي نصحت بالاجتهاد في الطلب والرجاء من الله تعالى كون مر على طهارة النفس والجسد خلال عشرون يوماً من الصوم والصيام في أيام متتالية والتي يتفرد بها شهر رمضان عن باقي الشهور مما يكفل أن يصبح المسلم قريباً من الطاعة والطهارة التي يمكن أن يستحق فيها تلبية نداءه وأن تتنزل الملائكة والروح فيها لتحقيق هذا النداء .. فتأتي المؤمن في المقام والمكان والميقات الذي هو فيه أصبح من الطهارة والنقاء ما يستحق معه حسن الجزاء بعد التماس ورجاء وإلحاح في الطلب والرجاء .. فكان لكل مؤمن يستحقها ليلة قدره .. ؟!!!!!!!!!!!!!
وإذا كان الروح من أمر ربي فإن الله أعطى الرِّيحَ لسليمان عليه السلام
{ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) } (سورة الأنبياء 81)
{ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ } (سورة سبأ 12)

فمن مشتقات الروح في عالم الخلق الريح والرياح والريحان فما خصائصهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما هي الريح المسخرة لسليمان عليه السلام ولنا وما خصائص الرياح والريحان
إلى اللقاء في الجزء العاشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

روابط الأجزاء سوف يتم تحديثها بمجرد صدورها
------------------------------------------------
الفتنة الكبرى (الجزء السادس) : عرش بلقيس ..عروشها .. يعرشون .. معروشات
الفتنة الكبرى (الجزء السابع) : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. خصائص العرش الإلهي – وكيفية تنفيذ الأمر اسْتَوَي
الفتنة الكبرى (الجزء الثامن) : كيف تقدس الملائكة لله وما دور العرش في ذلك التقديس
الفتنة الكبرى (الجزء التاسع) : ما هي الروح وخصائصها وعلاقتها بتقديس الملائكة لله

تعليقات