ما المعنى الحقيقي لحفظ الذِكر في قوله (إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)؟!!
قال
تعالى:
(إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (سورة الحجر 9)
الذِّكر القرآني:
هي
الآيات التي تخرج منها أطراف وأحكام وحكمة هامة متشابهة مع أمور حياة الناس، وتكون
إطارًا من القوانين التي من خلالها تسيطر وتتحكم في أحوالهم بارتباطهم بها فتعطيهم
قوة في مواجهة فتن الحياة.
وذِكرك
يختلف عن ذِكر غيرك في القرءان فلكل منا أحواله.
فالذِّكر
صفة من صفات القرآن الكريم.
ولكن لماذا جاء في هذا السياق بهذه الصفة؟!!!
للأسف
ربطوا حفظ القرن من حيث النص ولم يلتفتوا لسياق الصفة لما سوف يتم حفظه كذِكر،
فالحفظ هنا يتجاوز فكرة الحفاظ على النص، بل حفظه كذِكر، كيف؟!!
سوف
نتناول الكلمة بخصائص الحروف لنتفهم المعنى.
لَحَافِظُونَ
(لَ) سوف
نجد الذكر متنقلًا ومتناسباً معنا من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان أي في كل زمان
ومكان متواصلاً ومتلاحماً مع نسيج حركة الحياة وتقدمها ومتوافقًا معها (حا) بما
يحويه ويحمله من كامل الذِّكر ورغم احتوائه على قدر ثابت من القول فهو يحمل كامل
القول الإلهي والذي يحمل كامل المعنى والغرض خالصًا نقيًا مهما اختلف الزمان أو
المكان (فِ) فيخرج منه ما يفرق بين الحق والباطل وما يمحص للناس في الفتن فنزيد
فهمًا بزيادة أو بنسبة أكبر أو بفهم أفضل يتناسب مع كل زمان ومكان (ظُونَ) فيظهر
لنا منه معاني كانت ملازمة له ويحويها فينتقل المعنى وذِكرنا من باطن الذِكر
لظاهره فينتج لنا إدراكاً لذِكرنا ينقي به أحوالنا وأمورنا، بما يحويه من ذِكر
كأنه نسخة من ذِكرنا بكل أحوالنا الدنيوية.
وهكذا
فإن القرآن الكريم يحوي الذِكر أي الآيات القرآنية
التي تعالج أمور أحدهم الحياتية أو معالجة أمور مجتمع من خلال الآيات
التي تشرح طريقة المعالجة لتلك المشاكل، وبالتالي فيه ذِكرنا وذِكر من قبلنا،
وكيف كانوا يعالجون أمورهم بهذه الأجزاء النافذة من الأحكام والتعاليم التي
بالكتاب، متواصلًا مع نسيج الحياة ومتوافقًا معها في كل زمان ومكان بما يحويه
ويحمله من كامل الذِّكر الإلهي والذي يحمل كامل المعنى والغرض مهما اختلف الزمان
أو المكان فيخرج منه ما يفرق بين الحق والباطل وما يمحص للناس في الفتن، فنزيد ما
فهمنا منه بظهور ذِكرنا فيه، فيظهر لنا منه معاني من باطن الذِكر فينتج لنا
إدراكاً لذِكرنا ينقي به أحوالنا وأمورنا في كل زمان ومكان.
تعليقات
إرسال تعليق