القائمة الرئيسية

الصفحات

الملاك الساقط الذي دسوه في جميع الأديان

 الملاك الساقط الذي دسوه في جميع الأديان

=======================
وقد جسدوا هذا الفكر بكل وضوح في فيلمهم الأكثر ترويجاً وهو الماتريكس والذي تم تمرير تلك الأفكار في شخصيات أساسية تم طرحها في الفيلم وأجزاءه .. ففي عالم الماتريكس الأمور مقلوبة :
===================
1- عالم البشر :
..........................
فبدلاً أن يكون عالم البشر هم خلفاء الله في الأرض .. كانوا مجرد مخلوقات برمجية دورها أن تكون مصدر لطاقة المخلوقات العليا ..

ويمكن لبعض هؤلاء البشريين أن يصلوا لمراتب المخلوقات العليا .. (عالم أتباع الشيطان) في حالة إختيارهم للتغيير والتمرد على مُلك وقدرة المصدر ويتحدوا مع عالم زيون (عالم الشيطان) ..

فالبشر يتم عرضهم كمسيرين لا مخيرين وأن المنتقين منهم من يمكنهم الإختيار للتمرد على الوهم الذي يعيشونه حيث يعرض الفيلم أنهم كمخلوقات جاءوا بسبب خطأ المصدر (إله العالم المادي) وهذ طبعاً مصدره الفكري للعقيدة الثيوصوفية
======================
2- عالم أصحاب النظارات السوداء
(المستنسخين)
............................................
وهم هنا يرمزون لهم بأنهم الملائكة وفي زماننا الحالي يروجون لفكرة أنهم أنواع من الزواحف تحكم العالم أو مخلوقات فضائية تلبثت جسم الإنسان

المهم أنهم يصورون أنهم الذين لم يتمردوا على المصدر (الإله المادي) وأتباع المصدر والمسخرين لمواجهة عالم زيون (عالم الشيطان) إذا ما دخلوا داخل عالم الإنسان

وكما هو مصور في الفيلم على ان الملائكة هم الأشرار الذين يريدون أن يتحكموا في عالم البشر بعيداً عن بلوغ الحقيقة التي يحاول أن يسوقها الفيلم بأنهم يعيشون في عالم وهمي وأن عليهم أن يتمردوا على المصدر (الرب) ..

وفي عالمنا الحقيقي مهدوا لذلك بتحريف معاني الكلام الإلهي في كتبه وخصوصاً في الإسلام الذين جعلوهم يهجروا كتابهم ويصنعون كتب بشرية يتبعونها من دون كتاب الله
==========================
3- عالم زيون :
............................
وقد تم تصويره في الفيلم على أنه عالم الخير وهو في حقيقته عالم الشياطين الذي يمكن أن ينضم له أتباع لهم من عالم البشر وأنهم يمكن أن يتجسدوا في عالم البشر لمحاولة إنقاذه من سيطرة الملائكة فعالم زيون يتم إبادته كلما استفحل أمرهم فقد تم إبادتهم أكثر من مرة على حسب ما جاء في الفيلم ..

كونهم يعتبرون أن الأقوام من الإنس والجن الذين عصوا الله عبر الزمن هم عالم التغيير وأن الله عندما أباد عاد وثمود وغيرهم .. كونهم تمردوا على قوانين المصدر (الرب) وكما يصور الفيلم أن عالم زيون حينها كان شريك معهم لبلوغ الحقيقة
=========================
4- المصدر :
...................
والذي تم تصويره بأنه الإله (الشخص) إله الظلام الذي قام ببرمجة العالم الأول وخلق البشر والذي أصابه عطب لعدم الكمال ..

وكان نتيجة ذلك كان لابد أن يأتي بأنظمة أخرى تسيطر على هذه الأخطاء وأصبح نتيجة لذلك صراع بين هذه المخلوقات وسط محاولات تحرر تلك المخلوقات عن المصدر ..

وفي المقابل يتم إبادة من يريد التحرر عندما يتعاون مععالم زيون

وأن عالم البشر لا يمكن أن يتحرر إلا من خلال المختار والمنتظر والمهدي وعيسى آخر الزمان وكريشنا والماثيريا وكل مُخلص تم دسه بالأديان .. الذي يسعى للبحث عنه عالم زيون (عالم الشياطين) وأن من يعيق هذا البحث ويحبطه هو عالم أصحاب النظارات السوداء (عالم الملائكة) .
========================
5- العرافة :
..............
وهي الشيطان والملاك الساقط لوسيفر المتمرد على المصدر إله العالم المادي أودوناي حسب الفكر الشيطاني وفي حالة صراع دائم معه ..

ويؤمن به عالم الأتباع من الجن والإنس وتصويره أنه ند للمصدر ومصحح لأخطاءه ويتحداه من أجل إرشاد وحماية العالم المادي من أخطاء المصدر
======================
6- موروفيوس :
........................
وهو من الرعاه في مختلف الرسائل السماوية والأديان الوثنية (كهنة الأديان) فيقع على عاتق الراعي جر الناس لهذا المختار والتبشير به في كل الأديان

فلابد أن تجد شخصية تم دسها في كل رسالة سماوية ومذهب بل في مختلف الوثنيات ينتظره الناس لينقذهم من عالم الشر .. وينقذهم من الفقر والجوع ..

فيجب أن يؤمنوا بالمختار الذي معه قوة كقوة الله .. فمورفيوس .. هو الحاخام والبابا والشيخ الوهابي والسلفي والمرجع الشيعي والمرشد والرهبان والكهنة في مختلف الوثنيات الذي يبشر بمن سوف يخلص كل أمة وطائفة من عذابها
======================
7- نيو :
..........
المسيح المخلص في مُختلف الأديان الذي لا يعرف نفسه في أغلب الأديان وسوف يعرفه الرعاه كهنة الدين والذي في حقيقته هو الدجال الذي سوف ينتقيه عالم الشيطان زيون ويبشر به الراعي موروفيوس ويؤمن به كما يصورون في أحداث الفيلم عالم الخير هو عالم زيون (عالم الشيطان) من الإنس والجن الذين اشتركوا في إحياء مُلك العرافة (الشيطان) على الأرض والإيمان بالمختار المسيح المخلص (الدجال) الذي سوف يحرر مصدر قوة المصدر الآلات (الروح) ومن قبله يحرر البشر من عالم أصحاب النظارات السوداء (عالم الملائكة) ويواجه ويتمرد على كل ذلك بمراحل التجلي المختلفة لبلوغ حقيقة يريد أن يطرحها الفيلم أن الإنسان إله نفسه .. (العقيدة الثيوصوفية)
=======================
وعلى العالم أن ينتظر هذا الدجال ليؤكد للبشرية أن الأديان وكل ما يعيشون يجب أن يتمردوا عليها وان يصنعوا حياتهم بأيديهم
=====================
فالفرق والجماعات طريق البداية لتجسيد الإله في الإسلام لكن الطريق كان سهل للشيطان في باقي الأديان

فشهوانية الفرق والجماعات في جميع الأديان نحو تجسيد الإله قوية ..

ولم تكن مسألة تجسيد الإله بالطبع وليدة الفكر الديني اليهودي والمسيحي وبعض الفرق الإسلامية فقط ولكن كان حاجة الإنسان منذ الأزل لتفسير الظواهر الطبيعية تفسيراً منطقياً ..

فكان على الشيطان وأتباعه من الجن والإنس دائماً أن يساعدوهم على الغوص في الخرافة في اختيار هذه القوى وتجسيدها لهم ..

وتم نسج الأساطير للعديد من الآلهة والشركاء في السموات إلا أنه مع التطور العلمي ومع تطور الوعي الظاهري غير المستند لوعي حقيقي.. أذهبت الأساطير التي تم نسجها نحو أبعاد وأشكال أرقى وفلسفات معقدة ..

وما يهمهم كيف يتم تطوير فكرة التجسيد وكيفية إدخالها بعد ذلك إلى البناء المركزي للعقيدة الدينية في مختلف الأديان
===========================
§ كيف تم تجسيد الإله في اليهودية
===================
هناك كثير من الأسماء التي تشير إلى الإله في العديد من نسخ وترجمات التوراة .. مثل .. يهوه .. وتعني (الذي هو) في العبرية وهو الإله القومي للإسرائيليين ..

ويصفوه في أسفارهم يقاتل مع الجيش بسيف من نار وله خيمة تسمى خيمة الرب .. يستريح بها وتقدم الأبقار المشوية له فيستمتع برائحة شوائها وله ساقان طويلان يمشي بها على رءوس الجبال ..

وهناك أسماء أخرى مثل : ألوهيم أو أيلوهيم وإيل وشداي وأدوناي ورب الصبؤوت (أي رب الجنود)

وجاءت تفاصيل تجسيدهم لله في العهد القديم
- أن له رأساً، شعره أبيض "شعر رأسه كالصوف النقي الطاهر الطويل، وعرشه لهيب نار" (دانيال 7/9)
- وله عينان وأجفان "عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بني آدم" (المزمور 11/4)
- وله شفتان "شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة" (إشعيا 30/27 – 28)
- وله رجلان ترى ..."نـزل وضباب تحت رجليه"(المزمور 18/9) .. " يرى الرب فوقهم و سهمه يخرج كالبرق و السيد الرب ينفخ في البوق و يسير في زوابع الجنوب " زكريا 9 - الرب بطيء الغضب و عظيم القدرة و لكنه لايبرئ البتة الرب في الزوبعة و في العاصف طريقه و السحاب غبار رجليه " ناحوم 1: 3"
....
وبهذا أصبح اليهود من أوائل المذاهب الدينية التي سيطرت عليها ومنحوا الخالق صفات بشرية وجعلوه في حالات شبيهة بالإنسان من حيث الهيئة

وامتد ذلك لبقية الطرق والشيع بأشكال مختلفة فمالوا للتجسيد في المسيحية والسلفية في الإسلام وغيرهم في كل العقائد المشركة بالله .. التي قدمت المرجع والمرشد والشيخ السلفي وشيخ الطريقة والبابا عن قول الله تعالى

وهناك فيهم أهم أتباع الدجال من فرقة القبالا والتي تسيطر على جميع الحركات السرية والفرق الباطنية حول العالم حتى الجماعات الحديثة في الإسلام ..

ومعبودهم لوسيفر الشيطان وجميعهم يجهزون العالم للدجال ..

وهم يؤمنون أن الله حال في الطبيعة وفي الإنسان (الواحدية الكونية)

وبذلك الله لديهم ليس خالق للكون بل هو الكون ذاته وبهذا يتوحدون مع إلههم في أنفسهم وإذا توحدوا مع إلههم فيكونوا أشباه آلهة وبذلك يكون الخلاص حسب معتقدهم

وهم يعتقدون أن هناك توراتان .. احداهما مكتوبة بنار سوداء وهي التوراة الحرفية

وأن هناك توراة كتبت بنار بيضاء وهي التي توصلوا إليها بحساب الجمل والأعداد

وإلههم في فلسفتهم أنه كان عدم ثم حدث التجليات العشرة ..

والتجلي الأول التاج الأعلى أو الأب الكوني .. تجلي مزدوج لإله مذكر (الحكمة) واله مؤنث (الفهم) ثم تتوالى التجليات حتى يصلوا لما يسمى بالتجلي العاشر والذي يسمونه بالتجلي النوراني مالكوث .. وتعني عندهم جماعة بني إسرائيل ويرون الله على شكل عشر أجزاء .. ويرون أنفسهم جزء من الله وأنهم خلقوا من مادة خلقها الله وحل الله في هذه المادة لذلك يرون أنهم أبناء الله .. وباقي البشر لا .. ويرون أن الله مشتت .. طالما أنهم مشتتين .. والخلاص عودتهم للأرض المقدسة وبذلك يكون بتجمعهم يكون عاد تجمع الإله من جديد بذاته وهذا الخلاص بالنسبة لهم .. ويرون الدجال المسيح المخلص في اعتقادهم .. الذي سيقودهم لسيادة العالم
ناهيك عن أهم نظرية علمية يتداولها العالم ومنهم المسلمين نظرية التطور لدارون والتي هي أهم فلسفة إلحادية آمن بها الكثير وتمهد للدجال الطريق
=====================
§ كيف تم تجسيد الإله في المسيحية
====================
جعل لهم الإله واحد في ثلاثة (اقانيم الثالوث الأقدس) الأب الإبن الروح القدس .. ثلاث خواص أساسية ..

والتجسيد في الديانة المسيحية يأخذ شكل آخر حيث يجسد في شكل إنسان كامل ينزل إلى الأرض ويعيش بين الناس

- يقول أنصار المسيح ان المسيح دعانا الى الإيمان به كالله (أنا والأب واحد ) .. ( من رآني فقد رأى الأب ) ( أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي ) ( من آمن بي ولو مات مسيحيا ) .. ( أنا هو الطريق والحق والحياة).. (قال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن)
- بطرس 1 : 20 ( عالمين هذا أولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس)
- متى 26 : 63 ( أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله, قال له يسوع أنت قلت وأيضا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء )
- عندما كان يسوع في الهيكل سأله اليهود إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهرا ( واليهود يعرفون أن المسيح حسب العهد القديم يعني الله المتجسد ) أجابهم يسوع إني قلت لكم ولستم تؤمنون , الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي ولكن لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم , خرافي تسمع صوتي وانا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي , أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي أنا والآب واحد( يوحنا 14 : 9)
- يوحنا 20 :28 ( أجاب توما وقال له ربي وإلهي ) ويسوع هنا لم يصحح اعتقاد توما
- كولوسي 1 : 17 ( الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل
- يوحنا 1 : 1 (في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ) ويسوع المسيح هو كلمة الله .
- رومية 8 :8 ( فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكنا فيكم . ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له ) أي ليس له روح الله أي ان روح الله هو نفسه روح المسيح فالله والمسيح واحد . يوحنا5: 20
- ونعلم أن إبن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في إبنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية يوحنا 10: 22
- قال لهم الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها هو يعملها أيضا ويعمل أعظم منها لأني ماض الى أبي ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله.

ونلاحظ كيف من خلال هذه النصوص لله أن يختار جسداً بشرياً ليحل به وهو حسب اعتقادهم هو المسيح إبنه أيضاً ..

وبما أن الله يتشكل من أقانيم ثلاثة إلهاً واحداً ..

فالله هو المسيح الذي نزل إلى الأرض وصلبوه ثم مات وتم إدخاله إلى القبر ثم خرج منه وجلس على يمين نفسه ..

فأصبح طبقاً لهذا هو إله دخل إلى باطن امرأة ليمكث في رحمها تسعة أشهر ثم تلده طفلاً يأكل ويلعب ويكبر بين الناس بطبيعته الإنسانية بكل تفاصيلها
==================
§ كيف تم تجسيد الإله في الإسلام
====================
جاء الإسلام ليؤكد عدم الإشراك بالله وكانت المعوقات للدجال صعبة فالقرآن جاء ليأكد إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر مادون ذلك لمن يشاء..

فهو الإله الواحد كوصف لغوي للذات الإلهية وله الأسماء الحسنى وهي أكثر مما تعد وتحصى فالمسلمون لا يعبدون إلا الله وهذا معنى لا إله إلا الله ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد﴾ سورة الاِخلاص

وهناك شرح وافي لله في الإسلام في أية الكرسي حيث تقول: ﴿اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّه مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ .

فالإسلام جاء ليواجه التجسيد ويواجه الدجال (الشيطان) ومع ذلك استطاع الدجال أن يخترق المسلمين من خلال جماعات جعلت هناك متاهات ومتاهات لكي يوقر في القلوب التجسيد للإله

فكلف هذه الجماعات والفرق الإسلامية أن تأخذ على عاتقها فكرة التجسيد لله جزءاً أصيلاً من إعتقاداتها الأساسية..

فالتجسيد أكبر همهم عندما يقفوا أمام الآيات القرآنية التي في ظاهرها التجسيد مثل
( يد الله فوق أيديهم)
فقالوا أن لله يد واستشهدوا بحديث للرسول"إِنَّ قُلُوب بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ" )

وقالوا أن لليد أصابع .

ثم قالوا ان لله ساق محتجين بالاْية التي تقول
( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ويدعون الى السجود فلا يستطيعون ) رغم أنها بشأن كشف جانب من علم الدنيا فيعبثون ويغيرون خلق الله فيفسدون في الأرض فلا يستطيعون إعادة الشي لسجوده الأول

ثم قالوا أن لله وجهة
(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).

وحين يحاولون الخروج من الورطة التي وضعوا أنفسهم فيها أذهبتهم إلى القول بان هذه الصفات معلومة وكيفها مجهول والسؤال عنها بدعة حتى يخرسوا كل لسان يعترض على فكرة التجسيد ..

وطالما وافق المسلمين على وجود يد وجنب وساق وعين ووجه لله فيقبلوا وجود يد يمين ويسار وساق يمين ويسار وجنب يمين ويسار ..

وطالما مرروها في ذهنهم فلهم أن يتخيلوا أن إلههم مُركب من أجزاء وكل مُركب من أجزاء يحتاج لخالق يخلقه .. فتصطدم مع الله أحد ..

ولعل أهم أتباع الشيطان المخلصين والذين يجسدون الله في العصر الحديث هم الوهابيين في السعودية والذين سميناهم السلفية في مصر وشمال إفريقيا ليمرروا الخدعة فيما بينهم ويعتلي الدجال عرش منابرهم ويروج لمعتقدات اليهود في قلب قوة التوحيد في مصر
========================
فهكذا تم تخريب معتقدات الرسائل السماوية الثلاثة فالإله هنا إنسان دموي عند اليهود وإنسان ضعيف لا حول له ولا قوة عند المسيحيين ينتهي معلقا على خشبة الصليب . وعند بعض الفرق الإسلامية له يد ووجه وساق .. الخ ..

فما أسعد الدجال (الشيطان) بأتباعه حول العالم ومختلف الأديان وسيحتفلوا بقدوم الدجال المسيح المخلص مع عباد الأوثان

فماذا يريد الشيطان والدجال غير استقرار النفوس نحو هوى التجسيد للإله وظهوره بشكل أرضي وحبذا أن يكون على الصورة البشرية فيظهر بمظهر إنسان مثلنا تماماً ذا لحم ودم وحبذا أن يأتوا ببعض أدوات الإبهار والتحكم والقوة لتصبح قناعاتهم بالإله الإنسان سهلة التمرير

ولا يختلف الشيطان في الرسائل السماوية عنه في الديانات الوثنية الصريحة فكلها عقائد يتم التعامل معها بنفس آلية تجسيد الإله إلا أنه وببعض التشويق يعطوا له قدرات إلهية تجعلهم يؤمنون به حتى لو ماتوا قبل إظهار هذا الدجال لهم فهم آمنوا بهذه الخرافة وهذا يكفي الشيطان أن يموت الإنسان منتظراً إنسان يخلصه من ألامه فلا يفكر في اللجوء إلى الله فكيف يقول إياك نعبد وإياك نستعين وهو ينتظر إنسان مثله يهديه
=======================
التجسيد في الأديان الوثنية
=======================
ففي العهد الروماني المعاصر للمسيح كان من الشائع إطلاق اسم الرب أو لفظ ابن الإله أو لفظ المخلص على بعض الأباطرة كأغسطس ويوليوس قيصر ونيرون

وكان الاعتقاد بوجود نسب وقرابة بين بعض الناس والآلهة اعتقادا مألوفا ومنتشرا في عالم الشرق الأدنى القديم نراه في صورة أساطير دينية حيث كانت أساطير آلهة اليونان والرومان تستخدم للتعبير عن إحساس بانتماء بعض عظمائهم لعرق أسمى وعالم آخر، فكان إطلاق ألقاب مثل: " ابن زيوس" أو " ابن هليوس " على بعض العظماء إطلاقا شائعا جداً.

و قد طالب الإسكندر من اليونانيين و من غيرهم من رعايا مملكته أن يعبدوه عبادة كاملة كما تعبد الآلهة في حال حياته و قد استجاب له في ذلك أهالي أثينا وإسبارطا وغيرهما من مدن اليونان الكبيرة و بهذا كان الإسكندر الأكبر أول ملك يوناني يأمر بعبادته كإله و يحظى بهذه العبادة فعلاً في حال حياته ومشى على نهجه خلفائه ..

فقد أصبح الحد الفاصل بين الألوهية و البشرية رقيقاً و ضعيفاً إلى درجة أن اليونانيين القدماء لم يعتقدوا أن البشر يمكن أن يصيروا آلهة فحسب بل أعلنوا أيضاً أن الآلهة لم يكونوا من قبل إلا بشراً ثم تألهوا بعد ذلك

والمصريين القدماء كانوا يجيزون حصول جماع واتصال بين إنسان أنثى و إله ذكر... وتأليه أحد الملوك في مصر القديمة يعتبر أمراً عادياً، حيث كان يُنظر إلى الملوك القدماء عند اعتلائهم العرش في مصر على أنهم التجسد الحي لإله الشمس " حوروس " Horos

وقد أصبحت أيضاً تجسيد الآلهة بالبشر مستمد أساسي للقصص والأساطير ونستخدمها الآن في الأفلام والكرتون للأطفال

وفكرة إطلاق لقب " ابن الله "على بعض الرجال فكرة قديمة في اليهودية ففي كتاب العهد القديم أطلق على الملك داوود وعلى الملك سليمان وعلى بني إسرائيل لفظ " أبناء الله ". وقد تم تحريف الكلم

و كل من كان مطيعاً لإرادة الله كان يسمى ابناً لله و لذلك كان بنو إسرائيل يعتبرون أنفسهم أبناء الله ومثلهم جماعات وفرق في جميع الديانات و بناء عليه فالمسيح المنتظر الذي كان اليهود ينتظرون خروجه ليؤسس مملكة الله على الأرض كان سيعتبر بلا شك ابناً بارزاً لله..

و هذا المسيح المنتظر كان يتوقع أنه سيكون ملكاً أرضياً و من ذرية داوود .. وعندما كان ملوك اليهودية القدامى الذين هم من نسل داوود يُمْسَحون بالزيت خلال مراسم تتويجهم كانوا يعتبرون أبناء الله و لعل العبارة التالية من مزامير داوود : "إني أخبر من جهة قضاء الرب، قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (مزمور 2 /فقرة 7)، قيلت في حفلة تتويج ذلك الملك.
=============
وفي الهندوسية :
============
يؤمن أتباعها بأن الإله ”فشنو” المظهر الثاني لبرهمان باعتبار أن برهمان: أي الله في الهندوسية ـ واحد ذو مظاهر ثلاث: براهما ووِشنو و شيفا .. قد ظهر في الهند حتى الآن عدة مرات بشكل إنسان أي تجسَّـد آخرها تجسّده بشكل ”كريشنا”: النبي الذي جاء إلى الهند حوالي خمسمائة سنة قبل السيد المسيح ـ ـ و الذي ينظر إليه الهندوس على أنه إلـه متجسِّـد.
==============
إذن التجسيد وطوائف التجسيد والمجسمة دعوتهم ترسخ في العقل الباطن الوثنية مهما تظاهروا أن التوحيد جل إهتمامهم .. ففي حين يظهروا للعامة والبسطاء أنهم أهل التوحيد فتفاصيل دعوتهم ترسخ مفاهيم الوثنية وتجسيد الإله .. فكل هؤلاء سيهللون بقدوم الدجال كإله أرضي يمشي بينهم
===========
ويظل الشيطان عبر التاريخ في محاولات دائمة لتجسيد الإله ما بين تجرأ واستحياء ..

فما كانت الخديعة من ظهور الأطياف الضوئية للإيحاء بظهور مريم العذراء أعلى الكنائس المصرية على سبيل المثال سوى مرحلة للمرور للايحاء بظهور جبريل عليه السلام في رابعة العدوية وبعض صور لأطياف من الملائكة فوق الكعبة والقدس وغيرها كثير .. وعلى جماعات وفرق تمرير هذا المكر والخداع من خلال الإيحاء ..
==================
فالإبهار القادم سيتخطى المدى .. وسيتم التلاعب بكل الأديان . . وسيعيش العالم أسوأ سنوات الخداع .. فخدعة الشيطان تم التمهيد لها منذ بداية الخليقة .. ومنذ أن تم طرد لوسيفر من الجنة وحتى الآن يعمل مع شياطين الإنس وأهمهم رعاه قديسين في مختلف الأديان تراهم تحسبهم ملائكة من لحن القول ولكن قلوبهم قلوب ذئاب .. فتفاصيل كلماتهم يزرعوا بها في نفوس الناس أن الله تسري عليه أحكام الأجسام من الجهة والحد والزمان والمكان .. الخ .. بحجة أنهم يثبتون لله ما يثبته لنفسه .
======================
إن أهم خدعة وهي كذلك اسهل الخدع حتى فيما بين المسلمين فالرعاه من الشيوخ يخاطبون عاطفة الناس لتجسيد الإله ليكون أقرب لنفوسهم ليسهل التعامل معه ويأخذون المغفرة منه وإحساس التميز عن بقية الخلق وسط خداع للنفس فأخذوا في الماضي يرسمون الإله على الحجارة وينحتوه بأيديهم فقال الله عنهم ووصف نظريتهم : (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)
===================
ولكن هم فعلياً لا يعبدون الحجر ولكن يعبدون صفة الإله الذي رسموها على الحجر والإمام والشيخ والمرشد وصاحب الضريح والحاخام والرهبان وتجسيد هذه الصفات واسقاطها عليهم فتصبح عبادة حقيقية ويحل هؤلاء الأشخاص في الطاعة كزلفى لله .. رغم أنهم عللوا أنهم يريدون أن يتقربوا إلى الله من خلالهم وهذا التجسيد للإله هو من أحد الأسباب التي ادخل الوثنية للأمم .
=====================
ولو كانت فكرة التجسيد غير جائزة عند من يجسد الإله الأرضي لما عبدوهم بعد ذلك فالمصيبة الأكبر ليس في عمل التماثيل أو رفع قيمة إنسان لمرتبة الآلهة وجعله زلفى بل في قبولهم لفكرة تجسيد الإله من الأساس .. وبقبول الفكرة نكمل الطريق
================
إذن من يبررون فكرة التجسيد في مختلف الديانات ومنها المجسمة في الإسلام بحجة إثبات ما أثبته الله لنفسه ويدفع ببعض الآيات والأحاديث والنصوص التي في ظاهرها التجسيم ما هو إلا في حقيقته .. شخص يرسخ في الأمم فكرة الوثنية من جديد فهم دعاة وثنية من أتباع الشيطان وليس دعاة توحيد

فالركن الأساسي للتوحيد هو أن تفصل في الاعتقاد بين صفات الخالق وصفات المخلوق وبين حقيقة ذات الخالق وبين حقيقة ذات المخلوق إلا أن الساعين للتجسيد في الإسلام يرجعون الاختلاف أن الله لا يتشابه مع المخلوق في الكيف وهذا بالطبع كلام باطل لا ينجيهم من التجسيد والتجسيم

ففي التوحيد حقائق لا عن كيفيات فإن حقيقة ذات الله وصفاته وافعاله لا تشبه حقيقة ذات المخلوق ولاصفاته ولا أفعاله . ولكن هاهم المجسمة يعملون من أجل الشيطان في جد واجتهاد
==========================
فالحقيقة بين الخالق والمخلوق مختلفين تماماً فالتوحيد هنا فصل الحقيقة وليس مجرد الكيفية ..

فإثبات الإختلاف من حيث الكيفية يلزم معها أن تكون الحقيقة واحدة .. وتصبح حقيقته لا تختلف عن حقيقة المخلوقين

وأهم من جددوا فكرة التجسيم ونشروها في الإسلام على نطاق واسع ؟ الوهابية ومن رحمها خرجت السلفية المصرية من أخطر الدعوات التي تثبت لله تعالى هذه الصفات من حيث المكان والحد والجهة والعين واليد والساق والنزول والضحك وغيرها ..

فعندما تقع هذه المقولات لشخص في خياله لابد أن يجعلها في ذهنه ملازمة لوصف الأجسام ..

فهي أكثر دعوة مجسمة إخترقت المسلمين في كل مكان
.......
1- ويمكن تلخيص طرق خداع التجسيد واختراقها لجميع الأديان وبطبيعة الحال في العقائد الوثنية أيضاً وأهمها : استخدام ألقاب مثل لقب" ابن الله بمعاني مختلفة و إطلاق هذا اللقب على كائنات بشرية و على كائنات فوق بشرية

2- كذلك تأليه أو تصعيد إنسان استثنائي للعالم السماوي.

3- الاعتقاد بكائنات سماوية أو وسطاء بين الله و الإنسان مع افتراض أن أولها كان أداةَ الله في الخلق وأن الكائنات الوسيطية التي بعده قد تنزل لعالم الدنيا لتعِين الإنسان. و أحد هذه الكائنات الوسيطة سيقوم بدور وكيل أو نائب عن الله في الحكم و القضاء بين الناس في آخر الزمان.

4- كون الخلاص و النجاة الأبدية يتم منحها عبر الدخول في تماثل واندماج روحي صوفي (باطني) بإله هبط للدنيا ثم صعد منها إلى السموات ثانية مثلما كانت تمارسه بعض الأديان السرية (الغامضة)

5- مجيء شخصية عظيمة سماوية لتقوم بالكشف عن أسرار الكون و عن المصير الروحي للإنسان، كما تصوره بعض أساطير التخليص والافتداء

6- ظهور رئيس هذه الكائنات السماوية على الأرض بصورة تجسد حقيقي

تعليقات