صاحب المتعة في سن الستين
..........................................
في لحظة مجنونة إنطلق الرجل صاحب سن الستين في ظلام دامس يتلمس مكاناً أكثر ظلاماً ليخبأ فيه أحزانه التي تراكمت عليه
وأخذ يعتصر تفكيره في كل ما حدث وكيف كان ضحية شرود وعيه عن حقيقة ما يدور من حوله
لقد كان ضحية عمر مر من بين يديه دون أن يدري وقد كان يظن أنه يجاهد من أجل متع الحياة
ليكتشف أنه كان يسعى وراء سراب
فلقد كابد الحياة ولم يجد من الحياة إلا ماء يتسرب من بين يديه
ليتسائل في لحظة صدق مع نفسه لماذا كبلت نفسي بكل هذا الضجيج من تكاليف الحياة
لماذا اخترت أن أكون وسط هذا الزحام والصراع حول لا شيء وكنت أظنه كل شيء
لماذا اخترت أن أنتمي للواقع المفروض ولم أختار أن أفرض أنا ما أنتمي إليه
تسائل الرجل كيف مات قلبه في وقت أراده أن ينبض
لماذا تغلبت المادة حتى على مشاعره وقتلها بيده ليتخلص منها
لماذا لم يرى المتعة سوى في كل شيء فيه المال أساس الوصول وسرعان ما تنتهي المتعة ولا يبقى فيها إلا النفور
لماذا لم يعرف أن كل متعة تأتي بالمال تنتهي إما بالندم وإما بالضيق
وفي لحظات طالت في عتاب نفسه عن كل ما فات أيقظه صوت قطار
فقام هارباً من كابوسه الذي عاش فيه وهرول نحو المرآه ليتأكد أنه ما زال في سن الخامس والعشرين
فأجابته المرآه وطمأنته على نفسه فهرول إلى ملابسه ليخرج ليحتضن الحياة حالماً في أن يجد عقد سفر للخارج ليجمع مال ربما يجد المتعة من خلاله عندما يصل إلى سن الستين
تعليقات
إرسال تعليق