فأحسن صوركم .. وليس نظرية التطور

 فأحسن صوركم .. وليس نظرية التطور :

====================

تتضح وتتجلى المفاهيم الصحيحة التي حاول الإنسان بلورتها في نظريات مثل نظرية التطور والبقاء للأصلح والإنتخاب الطبيعي وغيرها في قوله تعالى :

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} ﴿٣﴾ سورة التغابن

فالصورة الكامنة في أعمق جزء من المخلوق والتي ينشأ منها كمثال الحيوان المنوي والبويضة وما في أعماقهما اللذان يكونا الصورة بعد إقترانهما فتترابط الصفات في صورة جديدة تكون فيها الصفات الغالبة هي الأحسن والأفضل لزمانها ومكانها

لذلك قوله تعالى كان أكثر تحديداً بالنسبة للإنسان من كون أن الصورة يتم تحسينها في الأرحام بالمشيئة والتقدير الإلهي وليس عبثياً نتيجة هذا الإقتران في قوله تعالى :

{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ﴿٦﴾ سورة آل عمران

إذن الصورة بمكوناتها وعناصرها موجودة ولكن تحسينها بإظهار صفات تتناسب مع الزمان والمكان .. هذه عملية متعلقة بالمشيئة والتقديرات الإلهية والمنسجمة مع إدراكات الإنسان لعالم المادة وتغيرات البيئة نتيجة استعمال أدوات وزينة الأرض

فالأحسن في مجتمع البداوة يختلف عن أهل التكنولوجيا في ذات الزمن مع اختلاف المكان .. ويتساوى في ذلك مجموع المخلوقات في تلك البيئة لذلك تختلف قدرات وصور نفس المخلوق في بيئات مختلفة ليس لنشأة الصفة بإستحداثها من عدم وانما هي موجودة في الصورة ومختزنة وخروجها لعالم التجسيد المادي يأتي نتيجة هذا الإستحسان مع بيئتها لتختفي صفة أضعف في مواجهة البيئة بالتدريج

لكن تظل الصورة الأساسية تحوي جميع صفاتها المحتمل ظهورها في جميع الأماكن والأزمنة .. فجميع النظريات يمكن أن تحاول أن تفترض انها صحيحة من حيث مثلاً كيفية ظهور صفة للعين لكن تعجز عن تفسير كيفية خلق العين من الأساس من هذه الصورة التي هي مجرد شريط نووي يتكون من عناصر أمينية .. ولكن تبقى وراءها قوة وقوانين مطلقة صنعت الصورة فيها ووضعت فيها كل فرص الإستحسان وقدرت لها إمكانيات ظهور تلك الصفات