القائمة الرئيسية

الصفحات

معركة خانيونس هي نهاية لإسرائيل مهما كانت نتائجها



المفاجئة تفجرها إيران في وجه العالم بأن دعت إلى دولة واحدة ديموقراطية في إسرائيل تشمل جميع الأطياف واندماج الفتحاوية وحماس في الجيش الإسرائيلي وكامل الشعب الفلسطيني في السياسة الإسرائيلية، مع الموافقة على بقاء اسم دولة إسرائيل على غرار دولة جنوب إفريقيا اللاعنصرية الآن والتي يحكمها السود، حيث تعتبر أن لفظ إسرائيل كما هو معتقد أن مرجعه إلى يعقوب، وكلاً من الأطراف يفسره حسب ميوله الإسلامية أو اليهودية أو المسيحية كلًا حسب معتقداته، فلن ينشأ على هذه النقطة خلاف.

ويجد الليكود كحكومة متطرفة أن هذا معناه نهاية وجودهم ونهاية لدولة إسرائيل الحالية من الناحية السياسية والعسكرية، لذلك بدأ ينوه إلى الصدام مع فتح لتبرير بقاء الوجود، ويرفض المقترح المصري والأمريكي بدولة منزوعة السلاح فلسطينية، لأن هذا معناه أيضًا عدم وجود مبرر لوجود اليمين المتطرف في إسرائيل ووجود قوة عسكرية في غلاف هذه الدولة الوليدة، وعدم وجود مبرر لهذا مما سوف يقضي على العقيدة الإسرائيلية العنصرية بالكامل ومن ثم انتهاء إسرائيل سياسيًا وعسكريًا أيضًا.

لذلك جاءت تصريحات بايدن مفاجئة للعالم، ولكن يحكمها رفض إسرائيل لما فرضه طوفان الأقصى من خيارات، فكان ملخص تصريحات بايدن:

·        على نتنياهو تقويه وتغيير مجلس الوزراء لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

·        بايدن سلامه الشعب الإسرائيلي أصبحت على المحك.

·        بدأت إسرائيل تفقد الدعم الدولي في جميع أنحاء العالم بسبب القصف العشوائي.

·        أمضيت ساعات طويله بالحديث مع القطريين والمصريين لتأمين إطلاق سراح ١٠٠ رهينه.

·        الحكومة الحالية هي أكثر حكومة متطرفة في تاريخ إسرائيل ولا تريد حل الصراع.

الأدهى أن الحكومة المتطرفة في إسرائيل لا تسعى لنزع سلاح كامل من غزة أو من رام الله، بل بالعكس تريد أن تحافظ على جزء منه لبقاء الوضع على ما هو عليه، وعدم القفز لدولة منزوعة السلاح أو اندماجهم في دولة واحدة، فكما قلنا أن في كلتا الحالتين نهاية إسرائيل سياسيًا وعسكريًا.

وبطبيعة الحال كان البدء في معركة خانيونس خطأ كبير، فيعد أن غاصت إسرائيل في خانيونس ونقلت معظم قواتها هناك، اكتشفت أنها أمام نتيجتين، إما اجتياح لغزة بطيء جداً ينتج عنه ضرورة قيامها بنزع سلاح المقاومة، وهذا مستحيل حتى قي حالة نجاحها أن تفعله بالكامل لما سردناه من قبل، وفي حالة هزيمتها في خان يونس سوف يملى عليها الشروط.

لذلك شكل نتنياهو لجنة سرية لدراسة خيارات ما بعد خانيونس حسب النتائج المحتملة، وتحويل دفته الحالية لفكرة القضاء على حماس، وعدم التركيز على حركة الجهاد في الوقت الحالي، مع طلب هدنة، يفرج بها عن شخصيات مخابراتية إسرائيلية في ألأسر، تعطيه أملًا في فهم طبيعة توزيع الأسرى داخل غزة بعد أن فشل خلال الهدنة الأولى.

ولأن المقاومة تعلم ما تسعى إليه إسرائيل في هذه الفترة من رأب الصدع الداخلي في إسرائيل ورأب الصدع العسكري والاستخباراتي، فلا خيار أمام المقاومة سوى الرفض، لفرض المزيد من الشروط.

فيجب أن يعلم العالم العربي أن إسرائيل انتهت سياسيًا وفي طريقها للنهاية العسكرية، لذلك انبرت دول عربية للدفاع المستميت على هذا البقاء، فوجود أنظمة المنطقة هي أيضًا مبني على وجود الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويتغذى وجوده على الحفاظ على أمن إسرائيل، وأنه في حالة زوال الخطر، لم يعد هناك مبرراً لوجودهم.

ومن الطبيعي أن تعلم مصر التي اقترحت دولة منزوعة السلاح وإيران التي اقترحت دولة واحدة أن طلبهما مرفوض من هذه الحكومة المتطرفة، ولكن كلاهما يتلاعب سياسيًا بالرأي العام الدولي، الذي بطبيعة الحال تبدل نحو إسرائيل بعد رفض اليمين المتطرف لهذه المقترحات.

تعليقات