القائمة الرئيسية

الصفحات

تفاعل قوانين الاختيار والفطرة وسنة الله ووجوب انقلاب الواقع الحالي



الاختيار بين منحنى ذو طرفين وفي قمته نقطة انقلاب يحكم توقيتها أسماء الله الحاكمة لعالم الاختيار لتعيد كل شيء للفطرة من جديد وما بين نقطتي المنحنى سنة الله تدور رحاها.

فأنت تختار بين حيز السنة الإلهية حتى تخرج عنها تماماً فافعل ما شئت فلن تخترق حيز السنة الإلهية في خلقه فسوف تعود الفطرة إما بعذاب كما عاد وثمود وقوم نوح وقوم لوط وغيرهم وإما ميراث للمتقين كما ورثها بني إسرائيل من ملأ فرعون وورثها محمد عليه الصلاة والسلام من ممالك الفرس والروم.

والعلو الثاني نهايته ميراث لتدخلوا في الفطرة التي هي مسجد كما دخلتموه أول مرة.

فالواقع الأليم الذي يعيشه العالم لا يظل للأبد فالله خلقنا والدنيا على قواعد وقوانين الفطرة وإفسادنا للفطرة له نطاق ينتهي بسنة الله في انقلاب الحال بإعادة الأمور على الفطرة من جديد.

والفتنة ما هي إلا اختبار للمؤمنين وضلال للضالين وغرور للمغضوب عليهم، وتزداد الفتن باقتراب انقلاب الحال بسنة الله في الأرض، فهل ننجح في الاختبار أم نكون من الضالين وظننا أننا مصلحون أم من المغضوب عليهم بغرورنا بفساد الفطرة والعبث بقوانينها، هذه خياراتنا وعلينا أن نختار

فإذا تأملت طبيعة خلقك وتصويرك سوف تجدها معقدةً جداً، والذي يستحيل معه أن تتعامى عن كل ذلك وتتصور أنك الشخص الذي يجب أن يعيش من أجل أن يأكل ويشرب ويتمتع بحياة رغدة أو حتى يعاني الفقر والجوع والعبودية، فكلا النموذجين يفضي إلى حيوان ناطق لا أكثر.

لذلك أضافوا بعض الابتكارات لهذا الحيوان الناطق من أجل أن يغوص من خلالها في مزيد من تصديق نفسه أنه خرج من هذه الحيوانية بشتى الطرق والمتاهات.

ولنا أن نسأل كيف نكون خارج منطقة الحيوانية التي تم فرضها على العالم.

فالإنسان كتعريف مجرد هو ما يستخرج التوافق النقي مع السنن الإلهية في الدنيا واستمرار توافقه وانضباطه على هذه الحالة النقية.

وهنا لو تم تطبيق هذا التعريف في جميع مناحي حياتنا سوف تكون الغاية حاكمة على اختيار الوسيلة.

وكمثال: إذا كانت غايتك التوافق مع السنن الإلهية فسوف تتجنب الربا وسعر الفائدة وتلجأ لوسائل مثل الصناعة والزراعة والتجارة المتوافقة مع هذه السنن وبالتالي لن تضحي بإنسانيتك لا طالما تتحكم الغاية في الوسيلة.

ولكن ضحى هذا الإنسان واختار أن تكون الوسيلة غاية في حد ذاتها فانزلق إلى حيوانية تعف عنها الحيوانات وأجبر الجميع أن يشرب من نفس الإناء.

وكان الإنسان وظيفته أن يكون خليفة أي يقوم بتخليق ما يواصل به حركة الحياة ومتغيراتها في أفضل ما يمكن ويفارق ما اعتاد عليه، ولكن بإتقان تفعيل ما قام بتخليقه بما يتمم ويكمل به ما يحتاجه.

إلا أن هذا الإنسان الذي انزلق إلى حيوانيته المفرطة جعل من خلافته على الأرض تدميراً لها بان عبث بكل شيء بمنطق أنه سوف يقوم بتخليق ما هو افضل من خلق الله.

وهنا نسى أنه يستعمل نفس مادة الخلق التي لم يخلقها، وظن انه بالتدخل في صفات الخلية خالقها، وتناسى أن ما بين يديه من مادة خلق هي في أساسها وسيلة ما بين استعمالها بما يوافق أسس إنسانيته أو فتنته بها لإشباع حيوانيته التي جذبه الشيطان إليها ليغير خلق الله بإبتكان منبت الخلايا وآذانها.

والإشكالية في مجتمعاتنا الحالية أنها خاضعة لنظام عالمي دجال أحكم السيطرة على قطعان البشر الذين انصاعوا له من البداية ليحولهم لماعز أليف ضحت بخلافتها على الأرض ودورها الإنساني.

تعليقات