هذه المعركة التي بدأت وتتشابه مع غزوة الخندق إلى حد
كبير إذا ما عزلنا باقي المحيط المجاور فإننا أمام الآتي:
مقاومة تجاوزت دورها إلى دور التحرير من خلال إدارة
معركة طويلة تهدف إلى تكسير عظام الكيان حتى يدير النظام العالمي ظهره عن هذا
الكيان المنهار.
فكان في غلاف غزة ١٢ ألف جندي إسرائيلي وفي المقابل
قوات في حدود عشر هذه القوة وبالمقاييس العسكرية لابد في هجوم مضاد أن يكون
المهاجم أضعاف المدافع ولكن حدث العكس وانكشف الغطاء بأن كان يديهم مشلولة على
الزناد في مواجهة المهاجم فسقطوا وتم هزيمتهم.
ولكن الذهن الاستيطاني على المستوى المدني لا يقبل
فكرة وجود ما ينازعهم سطوتهم التي يتوهمون وهذا بطبيعة الحال انعكس على جنرالاتهم
الذين لا يستطيعوا مواجهة كل هؤلاء الذين يرفضوا الركوع للحقيقة.
وهنا اندفعوا نحو محاولة تغيير هذه الحقيقة بعملية
عسكرية لا يستهدفون فيها غير المدنيين بغباء أحكم عليهم الخناق من أشد مؤيديهم
الأمريكان
فقد تخندقت المقاومة وأطالت أمد الحرب ومارست جميع
الضغوط الإعلامية منذ البداية والتي جعلت إسرائيل تحاول بكل السبل الدفع بالكذب
دليلاً وبكافة سبل التضليل ففضحت نفسها تباعاً فأصبحت المصداقية والثبات والذي
أيقن الجميع من خلالها أن قوة الفعل هو الذي يدفع إلى الصدق وبالتالي أيقن الجميع
أن لا سبيل لهزيمة المقاومة فرسخوا لهدنة لالتقاط الأنفاس.
فالمقاومة في إدارتها للمعركة طرحت حلولاً وصولاً لحل
الدولتين وهي غايتها أن لا وجود لإسرائيل لأنها تعلم أن الداخل الإسرائيلي ذهنياً
لا يقبل فكرة الهزيمة ويرفضها أن يتعايش معها ولا يقبل أن يفرط في حلمه الذي ظل
يحفظه عن ظهر قلب من النيل إلى الفرات.
وبالتالي لن يقبل الحلول وسيندفع مرة أخرى نحو معركة
أخرى وخسارات جديدة وإفقاده لترسانته العسكرية تباعاً حتى يركع وهو في الميدان.
وسوف تنفتح جبهات حول العالم سوف تكون كفيلة بأن تكون
أمريكا في متاهة لن تجعلها تتحمل حماقة إسرائيل
وتتشابه الحالة الذهنية لقادة دول المنطقة مع الحالة
الذهنية الإسرائيلية في عدم قبول هزيمة القوة العسكرية الإسرائيلية لأنها سوف تكون
هزيمة للجميع
فمن لم يهزم إسرائيل هزيمة منكرة ومن لم يساعد بجيشه
المقاومة كلاهما هزم نفسه بنفسه وسيكون مصابه مصاب إسرائيل.
شروط
أمريكا في الحرب:
فبعد تباهي نتنياهو بالسيطرة على القرار الأمريكي
والرأي العالمي الأمس الإدارة الأمريكية بعد الضغوط الداخلية الشعبية وعلى مستوى
الخارجية التي استقال منها عضوان بارزان واعتراض عدد كبير من موظفيها على السياسة
الأمريكية تجاه غزة وانقسام موظفي البيت الأبيض والسي أي إيه التي أعلن إحدى كبار
موظفيها دعمها لفلسطين على حسابها الشخصي تفاجئ نتنياهو بشروط المرحلة الثانية
للحرب في غزة بنقاط أهمها عدم استهداف أي منشأة مدنية أو لوجستية أو بنية تحتية
وليس أي نزوح وعدم منع أي تدفق لأي مساعدات إنسانية أو وقود واشترطت أيضاً أن يكون
الناقلات دخولها من معبر رفح وخروجها فارغة من كرم أبو سالم لعدم وجود ازدحام
وأرسلت طائرة محملة بالمساعدات والأجهزة الطبية مطار العريش
وطلبت من نتنياهو تمديد الهدنة لحين إعادة دراسة
الشروط وكيفية التوائم معها ومنح الوقت اللازم لإعداد جيشه للتوائم مع هذه الشروط
إلا أن الجيش الإسرائيلي هو عصابة لا تستطيع سوى قتل
المدنيين غير أن هذا معناه سقوط إسرائيل في أضعاف الخسائر وهزيمة منكرة لإسرائيل.
فهذا الحيش اليائس الهارب من ميدان المعركة لا يستطيع أن يحارب وجهاً لوجه
ومن المرجح ألا تلتزم إسرائيل بهذه الشروط ولا تستطيع
وقف الحرب والا تزول.
تعليقات
إرسال تعليق