القائمة الرئيسية

الصفحات




لماذا إسمه إِبْلِيس

قال تعالى :
{ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) } (سورة سبأ 20 - 21)

كلمة المصدر (بلس) .. فما معنى إبليس من خلال حروف وتشكيل الاسم :


إِ : إسمه إِبْلِيس .. لأنه يقوم بتأليف وضبط مستمر بين ما يبديه ويبرزه للإنسان بما يخالف الأوامر الإلهية المختلفة والمتفرقة ويضبط هذه المخالفة ضبطاً تاماً فيجعل ما أبداه للإنسان وأبرزه كأنه هو الأمر الإلهي شيئاً واحداً ويصوره له أنها الطريقة  الأفضل والأنشط والأكثر تأثيراً  في تنفيذ الأمر الإلهي فيكون الناتج خروج تام عن الأمر الإلهي


بْ : اسمه إِبْلِيس .. لأنه يُظهِر ويُبدي ويُبرِز ويبرر للإنسان ما يُخرِج الأمر الإلهي عن محيط هذا الأمر بتغيير خصائصه عن أصله فيؤدي في النهاية لنقيضه فهو يبدي الأمر مكن نطاقه لخارج هذا النطاق

لِ : اسمه إِبْلِيس .. لأنه بما يبديه ويبرزه للإنسان يصوره له أنه أكثر تلاحماً وتواصلاً مع نسيج حركة الحياة فينقل الأمر الإلهي من نطاق إلى نطاق آخر مختلف فيلف ويلبس الأمر الإلهي بآخر ويأخذه لمجال آخر  

ي : اسمه إِبْلِيس .. لأنه بما يُبديه للإنسان ويُبرزه يكون في المرحلة الأشد والأكثر تأثيراً ووضوحاً والأنشط من بين كل مراحل تنفيذ الأمر الإلهي أي في مرحلة وضوح الفعل

س : اسمه إِبْلِيس .. لأنه يُبدي ويبرز ما يخالف أساس ومقياس الفعل ويخالف المركز والعمق الذي وضع من أجله الأمر بما يجعل هذا النقيض والمخالفة يسيطر على جميع مراحل تنفيذ الأمر الإلهي ويسطر عليه سيطرة تامة مما يجعل هذه المخالفة للأمر الإلهي تنتقل من حالة إلى حالة ومن موضع المنفعة العامة إلى موضع المنفعة الخاصة وتصبح تلك الحالة الجديدة من سنن حياة وحركة الإنسان على حال واحد غير قادراً على الخروج من هذا الحال الذي وصل إليه
-------------------------------------
كمثال .. ما نعيش فيه من نظام عالمي يصعب الخروج منه هو نتاج تلبيس إبليس للأمر الإلهي في مراحل هامة لتنفيذ الأمر الهي وإخراجه من أصله فأصبح سعر الفائدة حلال على لسان رجال الدين حتى أصبح من أساسيات استمرار هذا النظام وأصبحت الدول والأفراد عبيد لهذا النظام وما تخلل ذلك من تلبيس على مراحل الجبِبت والطاغوت الرأسمالي وغيرها من المذاهب والمعتقدات الدينية والدنيوية .. فأخرجوا الأمر الإلهي من غايته وهو خفض معدلات البطالة وعدم جور الغني على الفقير واحتياج كل منهما للآخر .. فإذا يبدي لهم أن الربا أهم شيء في النظام فتمسك الناس بهلاكهم وزادت الفوارق وقلت الطبقات وفسد الغني والفقير وفسدت معيشتهم وزادت معدلات البطالة والفقر .. فأصبح البديل شن الحروب والفتن من أجل إعادة توزيع الثروات بين الدول واستغلال دول لأخرى .. وبدلاً من أن يرجعوا لأصل أمر الله يفكرون في التخلص من جزء كبير من سكان الأرض عن طريق الحروب 

وكمثال آخر على المستوى الفردي .. يمكن أن نضربه للإيضاح .. فمثلاً الزكاة أو الصدقة أو حتى الصلاة .. حينما يُخرِج الإنسان عن أصل الأمر بتلبيس هذا الأمر بالاستفادة الدنيوية بأهم مرحلة من مراحل الأمر .. حينما يوسوس للإنسان بأنه الأفضل في الصدقة أو الزكاة العلانية حتى يراه الناس فيصيبه بالرياء وحب الشهرة .. وحين يصلي يتلمس أن يراه الناس مداوماً عليها فيهتم باشتهاره بين الناس بها فيكون مرابضاً على مسجد بعينه ومكان داخل المسجد يحفظه الناس به .. فيصيب الإنسان في أهم مراحل تنفيذ الأمر الذي فيه يكون بيان حقيقة العمل لله أو لإصابة دنيا ..

وهكذا إبليس على المستوى الفردي والجماعي .. يُخرِج الإنسان والمجتمع  عن الأمر الإلهي بما يبديه من أفكار تحقق ظن بالنفع الدنيوي يجعل كامل الفعل يخرج عن غاية الأمر الإلهي
==========
الأدهى أن إبليس مارس نفذ الغواية ونفس صفة نفسه على نفسه .. حيث أبدى وأظهر وأبرز تبرير مخالفة الأمر الإلهي له بالسجود لآدم وتلاحم وتواصل بحركة نسيج حياته هو ومنفعته وتعلل بالصفة الأنشط والأكثر تأثيرا فيه وهي أهم أسباب تسخيره طبيعته وخلقه من نار .. فجعلها مركز مخالفته للأمر الإلهي وأساساً ومقياساً وسنة له لمخالفة الأمر الإلهي فكانت غوايته في صفته ومركزها طبيعة مادة خلقته فطبيعة النار هي تغيير طبيعة الأصل أي طبيعة مصدرها بل وتضمرها وتنسفها وتفنيها .. حيث قال تعالى :

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) } (سورة الأَعراف 11 - 16)



تعليقات