في الأجزاء السابقة تكلمنا عن فتنة سليمان عليه السلام وكرسيه ومِنسأته
.. وكيف أن الله أعطاه من العلم ما يفوق كل التكنولوجيا التي بين أيدينا وأن كرسيه
جسداً هو أداة التحكم الدنيوية في الأشياء ومِنسأته هي أداة التحكم في هذا الكرسي
..
برجاء مراجعة الأجزاء السابقة .. الروابط أسفل المقالة
إلا أن بموت سليمان عليه السلام ظل كرسيه يعمل كما ضبطه عليه سليمان
عليه السلام من خلال مِنسأته .. إلا أن تلك المِنسأة أكلتها دابة الأرض .. إلا أنه
راح الكثير يبرمج الناس على أنها نوع من أنواع الحشرات ووضعوا لها فرضيات من آكلي
الأخشاب على افتراض أن المِنسأة عصا وأنها من الأخشاب .. ولا نعلم لماذا اختصوا
الحشرة بأنها دابة الأرض وعلى أي أساس دون غيرها
فما هي
دَابَّةُ الْأَرْضِ :
فهي ليست دابة
تُبَث على الأرض أو منها أو فيها.. بل هي دابتها هي التي أكلت مِنْسَأَتَهُ ..
قال تعالى :
{ فَلَمَّا
قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ
الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ } (سورة سبأ 14)
ومصدر كلمة دابة .. دبب ..
دَ : دَابَّةُ
الْأَرْضِ .. تتحرك أياً كانت نوع الحركة وسرعتها .. يتحكم في حركتها نظام إلهي
وقوانين إلهية مطلقة
ا : دَابَّةُ
الْأَرْضِ .. حركتها بتأليف وضبط مستمر
لأمورها وأحوالها المتفرقة والمختلفة فيتم ضبط حركتها ضبطاً تاماً فتظهر دابة
الأرض على الأرض فتجعل حركتها والأرض
كأنهم شيئاً واحداً فلا نفرق بينهما ..
بَّ : دَابَّةُ الْأَرْضِ .. بحركتها تُظهر
نفسها على الأرض أو ظهورها من داخلها أو منها خارجة عن محيطها الأصلي التي تتواجد
فيه والانتقال من محيطها لنقيضه فتحل على محيط الأشياء التي على الأرض فتبرز وتبدو على
تلك الأشياء شيئاً فشيئاً فهي صورة وأشباه من أصل الأرض ومادتها ويُسمح من خلال
حركتها على سطح الأرض أن تتواجد بعيداً عن محيطها الأصلي فهذه الصورة والأشباه من مادة الأرض تتفشى
وتنتشر
لذلك فهي لها صفة الدابة
ـةُ : دَابَّةُ الْأَرْضِ .. بحركتها في محيط المِنسأة أتمت
الظهور على مِنْسَأَتَهُ بخير وإتقان لقدر الله وهلاك وتلف مِنْسَأَتَهُ
فحركتها متساوية ومتتامة ومتشاركة مع الظهور والتتاخم بينها وبين
مِنْسَأَتَهُ فوصلت الدابة وجمعت مادتها وضمت لها منسأته فكانت حائلاً بين المنسأة
وكرسي سليمان عليه السلام فأصبحت توقي دابة الأرض مِنْسَأَتَهُ عن الكرسي
ووطنت عليه
أَ
: دَابَّةُ الْأَرْضِ .. بتأليف وضبط مستمر
لحركتها على سطح المِنسأة وأجزائها المختلفة ضبطاً تاماً حتى أصبحت دابة الأرض
والمِنسأة كأنهما شيئاً واحداً لحين تمام أكلها لكامل المِنسأة .. فربطت وترابطت
دابة الأرض بالمِنسأة بينها وبين المنسأة
بداية من أطرافها وأخذت تُرسل إليها منها وعليها وبين أطرافها فلا تسمح
بقطع الصلة بينهما
ضِ : دَابَّةُ الْأَرْضِ .. فكانت تُضاد مِنْسَأَتَهُ
وتُضعفها
وتُضيق عليها وتُضمر صلتها بالكرسي وتضرها وتُفسدها في كل مرحلة حلول عليها حتى
تمام الحلول حتى تصبح دَابَّةُ الْأَرْضِ هي
الأوضح عليها فابتلعتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كذلك هو نشاط دابة الأرض تأكل وتبتلع الأشياء على ظهر
الأرض إذا ما تم تركها على حالتها دون رعاية وصيانة قد تأخذ سنوات لإتمام هذا
التآكل وربما عقود أو قرون على حسب طبيعة ما تبتلعه وربما يكون التآكل والابتلاع
سريعاً بكارثة طبيعية مثل الزلازل والبراكين وغيرها .. فكثيراً من الحضارات ابتلعتها
دابة الأرض وكثيراً من الاكتشافات الأثرية لا تحدث إلا بعد إزالة دابة الأرض عن كاهل
هذه الآثار القديمة
لذلك عندما أكلت دابة الأرض وابتلعت منسأة سليمان التي
هي عصا التحكم أو أداة التحكم في كرسيه والضابطة لطبيعة الأوامر المرسلة لهذا
الكرسي كما بينا في الأجزاء السابقة أصبح هناك حاجزاً بين المِنسأة والكرسي يمنع
النظام أن يعمل فخر هذا النظام فانكشف للجن المسخرين والذي كان يتحكم في طاقتهم
الكرسي بعد أن تحررت طاقتهم أنه لابد أن يكون سليمان عليه السلام قد مات ..
ولعل عمليات التنقيب الذي يبحثوا عنها تحت مدينة القدس
هي محاولتهم لكشف هذه الأسرار من الكرسي والتي تم كشف جزء كبير منها في هذا العصر
الذي نعيش فيها من تكنولوجيا حيث كشف الله لنا ساق من هذه المعرفة ظاهرها دون
باطنها ..
من خلال الشياطين الذين اختزنوا جزء منها وشطنوه لمفاسد في هذه الدنيا ..
ولكن
قد يسأل البعض كيف للشياطين والجن المسخرين من خلال هذا الكرسي بأمر الله فيه أن
لا يعلموا كل تلك الفترة أن سليمان عليه السلام مات .. ويقولوا أنهم لو كانوا
يعلمون الغيب .. فهل موته الفعلي غيب بالنسبة لهم .. فهذا يحتاج أولاً فهم طبيعة
الجن في عالمنا وكيف كانوا مسخرين في هذا الكرسي لكي بعيداً عن الخرافات التي
أهلكنا أنفسنا به
والآن
وقبل أن ندخل في طبيعة الجان .. يجب أن نتعرض لحضارة سبأ وعرش بلقيس كحضارة مقابلة
لعلم سليمان لديها أيضاً علم عظيم منعهم عن الإيمان .. وكانت المقارنة بين علمهم
وعلم سليمان عليه السلام هو محور بيان البرهان بين المملكتين .. فعرش بلقيس لم يكن
أيضاً كما نتصور وتخيلنا مكان للجلوس كما تصورنا خطئاً عن كرسي سليمان وسبق بيانه
في الأجزاء السابقة
فقبل أن نستطرد في أنواع وخصائص الجان وجب علينا التعرض لفهم ما هو
عرش بلقيس الذي حرفوا مفهومه كما حرفوا مفهوم كرسي سليمان الجسد .. فالتحريف نال
العرش الإلهي المطلق وعرش بلقيس وما كانوا يعرشون ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما هو طبيعة عرش بلقيس والعروش
وما يعرشون والمعروشات وما خصائص العرش العظيم
إلى اللقاء في الجزء السادس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط الأجزاء سوف يتم تحديثها بمجرد صدورها
------------------------------------------------
الفتنة الكبرى (الجزء الأول) : فتنة سليمان عليه السلام
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني) : كرسي سليمان عليه السلام
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني) : كرسي سليمان عليه السلام
الفتنة الكبرى (الجزء الثالث) : لماذا كرسي سليمان عليه السلام جسداً
الفتنة الكبرى (الجزء الرابع) : منسأة سليمان عليه السلام
الفتنة الكبرى (الجزء الخامس) : ما هي دابة الأرض التي اكلت مِنْسَأَتَهُ
الفتنة الكبرى (الجزء السادس) : عرش بلقيس ..عروشها .. يعرشون .. معروشات
الفتنة الكبرى (الجزء السابع) : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. خصائص العرش الإلهي – وكيفية تنفيذ الأمر اسْتَوَي
الفتنة الكبرى (الجزء الثامن) : كيف تقدس الملائكة لله وما دور العرش في ذلك التقديسالفتنة الكبرى (الجزء الرابع) : منسأة سليمان عليه السلام
الفتنة الكبرى (الجزء الخامس) : ما هي دابة الأرض التي اكلت مِنْسَأَتَهُ
الفتنة الكبرى (الجزء السادس) : عرش بلقيس ..عروشها .. يعرشون .. معروشات
الفتنة الكبرى (الجزء السابع) : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. خصائص العرش الإلهي – وكيفية تنفيذ الأمر اسْتَوَي
الفتنة الكبرى (الجزء التاسع) : ما هي الروح وخصائصها وعلاقتها بتقديس الملائكة لله
تعليقات
إرسال تعليق