القائمة الرئيسية

الصفحات

الفتنة الكبرى (الجزء الأول) : فتنة سليمان عليه السلام



الفتنة الكبرى (الجزء الأول) : فتنة سليمان عليه السلام  


لكي نعي ما نتجه نحوه مستسلمين .. وإذا قرأنا القرءان سوف نكتشف أننا في خِضَم الفتنة الكبرى حيث أننا جمعنا من كل علوم الحضارات السابقة التي جاء ذِكرها فيه فقد جمع هذا العصر قشور من تلك الحضارات مجتمعة فنسجت خيطاً عنكبوتياً يبدو في ظاهره قوياً ولكن في تفاصيله واهناً ضعيفاً شقياً لأنه كان سعياً لتفاضل فئات بشرية على أخرى سعت للتحكم بالآخرين وجعلهم تحت سيطرتهم

فهي حضارة شيطانية بمعنى الكلمة وإن وضعوا لها مساحيق تجميل من الأحبار والباباوات والشيوخ الذين جعلوا الناس مغيبين ومنعوهم من التفكر في دينهم

وفي سعينا لمعرفة تفاصيل هذه الفتنة لابد أن نتعرض لبعض هذه الحضارات التي نقلنا عنها أو تلت الشياطين عنها وسنبدأ  أولاً بما ألقاه الله على سليمان من علم .. فأشباه وصور هذا العلم سبباً أساسياً في فتنة هذا العصر .. فقد حولوا هذا العلم إلى مسخ وسخروه في إطلاق عنان الطاقة السالبة .. في حين أن ما ألقى الله على سليمان فتنة علم خاص به ليس لعموم البشر .. وبالطبع لا نستقي شكل وظاهر مُلك سليمان من الإسرائيليات ولكن نعرف عنه من خلال القرءان حيث قال تعالى

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) } (سورة ص 34)
(فَتَنَّا)
فَ : فلقد ألقى الله تعالى على سليمان عليه السلام من المعرفة والعلم ما يمحص بها نفس سليمان عليه السلام  بمفارقة وزيادة كبيرة عن المعرفة والعلوم التي تفوق كل علم عرفته البشرية تَ : تلك المعرفة والعلم والقدرة كانت تتكامل وتُتِم له قوته وسلطانه الدنيوي فكانت المعرفة هي المصدر الأساسي لقوته وسلطانه  ن :   المتفوقة عن كل قوة أخرى فهي المعرفة والعلم والقدرة الناتجة من علم الله تعالى وبقدر الله تعالى كنسبة من هذا العلم نقيه بلا اختلاط مع المعارف أخرى (فرع من المعرفة والعلم والقدرة مُتفرد)  ا : فهو أفضل وأقصى علم يمكن أن تصل له البشرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالفتنة عموما هي كل معرفة وعلم وقدرة يلقي الله لنا بها فبإدراكنا لها وتمكننا من استخدامها ليمحصنا الله بها  فإما نقوم بإتمام استخدامنا لها في طاعة الله بخير وإتقان وإما نستخدمها بهلاك وتلف وإفساد للأشياء .. فكاد سليمان أن يَركن لما هو تلف للبشرية حيث كانت طاقة الجن من ضمن مصادر قوته والتي هي من الضروريات في عالمنا ولكن لها من العيوب ما يمكن أن تؤدي إلى فتنة الناس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(وَأَلْقَيْنَا)
وَ : فجمع الله ووصل وضم لسليمان عليه السلام خواص كُرْسِيِّهِ جَسَدًا .. الذي يوصل من خلاله بين بيئتين بيئة جسد الكرسي وبيئة ما يتم التحكم به عن بُعد بهذا الكرسي أَ : بتآلف مستمر لهذا الكرسي وما يُتِم قدرته في التحكم بمملكته من خلاله وضبطه ضبطاً تاماً وكأنهما سليمان عليه السلام وكرسيه شيئاً واحداً في أقصى ضبط ممكن  لْ : هذا التحكم عن بُعد في أمور مملكته تم من خلال تلاحم وتواصل من خلال  الكرسي جسداً بنسيج حركة في مجال معالجة أمور وأحوال التحكم لينقل أشياء من حال إلى حال  ومن خلال نطاق لنطاق آخر  قَ : فهذا التلاحم مع تلك المعرفة أتى له  بخروج معرفة وعلم وقدرة من عند الله وبأمره واندمجت في عُمق نفس سليمان عليه السلام  يْ : فأخرج له المعرفة من عند الله وبأمره في مرحلة تغيير لمعارفه السابقة ليحل محلها هذه القدرة والمعرفة الجديدة فهي المعرفة والقدرة الأكثر وضوحاً والأنشط والأغرب والأكثر خطورة  نَ : فألقى الله له المعرفة على حالتها النقية من عند الله التي له الاختيار في استعمالها في الخير أو الشر فهي أداة فتنته فهي نسبة موصولة بعلم الله تكون نقية بلا اختلاط مع فروع المعارف الأخرى الدنيوية المكتسبة ا : فكانت تلك المعرفة مستمرة متراكمة في تأليف مستمر بين كشفها له وبين أموره وأحواله التي يحتاجها فيها في ضبط مستمر لهذا الكشف في سياقه فكان هو الأفضل في فروع المعرفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي أن معارف وعلوم سليمان عليه السلام تراكمية وعلى مراحل وهذه طبيعة الإلقاء على العبادبقدر قدرتهم على التحمل .. فإن الله تعالى يلقي لعباده المعرفة ويلقي بين أيديهم ويُخرج لهم من مواد الكون ما ينفعهم ويفتنهم بها في ذات الوقت حيث يضعها بين أيدي عباده إما يصلحوا بها الأرض أو يفسدوا فيها .. إلا أنه سخر لنا من السنن ما لا يلقيه لنا فهي بيد الله تعالى لاستمرار صلاح الكون مثل النجوم والشمس والقمر والرياح والغيث .. وما استثنى أحداً من هذا إلا سليمان الذي وصل من المعرفة إلى قمتها فعندما نجح فيما فتنه الله به وأناب إلى الله في كل عمل وفعل وصنع وكشفت بصيرته أن قمة المعرفة لديه لا توازي شيئاً أمام ما سخر الله لنا فطلب من الله تعالى ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده .. هذا الملك الذي لا يخضع له المعرفة الدنيوية عندها سخر له الريح والشياطين .. الخ .. وهذا الملك لم يكن لينبغي لأحد من بعد .. ولكن يظل من بني إسرائيل ومن الشياطين من يسعى لاستعادة هذا المُلك ولكنهم سوف يفسدون في الأرض بسعيهم هذا ولن يبلغوه

فسليمان عليه السلام حُجة على بني إسرائيل وغيرهم مما هم على شاكلتهم

فإِسْرَائِيل 
---------
صفتة (إِ) : أنه قام بتأليف وضبط مستمر ونشط وذو تأثير (سْ) : لما بلغ من مركز وعمق القوانين والآيات الدنيوية (رَ) : وربط تلك القوانين والآيات العجيبة في زمانه والتي بلغ إليها (ائِ) بتأليف وضبط مستمر ومتتالي ونشِط وأعجب وأغرب كل مرة وذو تأثير  (ل) : في نسيج حركة الحياة

.. وبني إسرائيل ذريته التي تميزت وأعطاها الله تلك القدرة التي أعطاها إلى إسرائيل ومن بعده فصيل تميز بهذه الميزة .. ولكن معظمهم ينحرفوا بعد أن أتاهم الله البينات وأرادوا أن يحققوا منافع خاصة بهم بما ميزهم الله به عن باقي الخلق .. ومنهم السامري .. لذلك كان رسلهم يبعثون بما هو أعجب وأعجز عن كل ما بلغوه من علم دنيوي استأثروا به .. فمنهم داود وسليمان وموسى وعيسى  كشاهدين عليهم يوم القيامة فقد بلغ سليمان قمة العلم وقمة الآيات الدنيوية ولم يكفر ولكن الشياطين من الجن والإنس كفروا لما تلوه على ملك سليمان من بعده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهم في زماننا .. ما زالت لديهم القدرة على استخراج تلك القوانين والآيات وهم ملكوا تلك التكنولوجيا الهائلة التي استأثروا بها وجعلوها وسيلة للتحكم في العالم فعلوا علواً هائلاً .. ففتنتهم استخراجهم واستئثارهم بهذه الآيات وإفسادهم لها بدلاً من نفع البشرية بها .. وفتنتنا استعمال ما قدموا لنا على حاله الفاسد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما هو كرسي سليمان عليه السلام  .. والذي له أشباه وصور في عالمنا
إلى اللقاء في الجزء الثاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط الأجزاء سوف يتم تحديثها بمجرد صدورها
------------------------------------------------
الفتنة الكبرى (الجزء الثالث) : لماذا كرسي سليمان عليه السلام جسداً
الفتنة الكبرى (الجزء الرابع) : منسأة سليمان عليه السلام
الفتنة الكبرى (الجزء الخامس) : ما هي دابة الأرض التي اكلت مِنْسَأَتَهُ
الفتنة الكبرى (الجزء السادس) : عرش بلقيس ..عروشها .. يعرشون .. معروشات
الفتنة الكبرى (الجزء السابع) : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. خصائص العرش الإلهي – وكيفية تنفيذ الأمر اسْتَوَي
الفتنة الكبرى (الجزء الثامن) : كيف تقدس الملائكة لله وما دور العرش في ذلك التقديس
الفتنة الكبرى (الجزء التاسع) : ما هي الروح وخصائصها وعلاقتها بتقديس الملائكة لله

تعليقات