القائمة الرئيسية

الصفحات

الفتنة الكبرى (الجزء الثامن) : كيف تقدس الملائكة لله وما دور العرش في ذلك التقديس



تكلمنا في الأجزاء السابقة عن كرسي سليمان عليه السلام وما هو وما طبيعته وما هي منسأته وما هي دابة الأرض التي أكلتها كلها وليس جزءاً منها كما يدعي البعض ويتصور أنها عصا خشبية يتوكأ عليها .. وعرش بلقيس .. وما معنى كلمة عروشها ويعرشون ومعروشات و خصائص العرش الإلهي العظيم وكيفية تنفيذ أمر الله اسْتَوَي في السماء وعلى العرش والفرق بينهما

فكيف تقدس الملائكة لله تعالى .. هذا ما سوف نعرفه من خصائص حروف الكلمة حيث قال تعالى
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) } (سورة البقرة 30)
ــــــــــــــــــــ
وَنُقَدِّسُ لَكَ :
ـــــــــــــــــــــ
وَ : وَنُقَدِّسُ لَكَ .. الواو المفتوحة تفيد الوصل بين التسبيح بإتقان العمل والعبادة والإقبال عليهما في ساحة الأمر وبين التقديس لله ما بين ساحة الأمر وساحة الخلق  

نُ : وَنُقَدِّسُ لَكَ .. بنقاء ناتج التقديس لك في كل مرة عن معصيتك بطاعة أمرك فيكون تقديسك نسبة من كل طاعة لك بلا اختلاط مع أي معصية متنافرين مع كل من يعصون أمرك  

قَ : وَنُقَدِّسُ لَكَ بخروج أمرك الإلهي ودمجه  بنا نحن الملائكة الموكلين بتنفيذه فنتحول لحالة أخرى حيث  تصبح الروح فينا والتي هي بمثابة قوة وطاقة التنفيذ التي تجعلها فينا بأمرك وصدور أمرك بأن نتنزل من خلال عرشك العظيم .. فنكون في حالة متفردة خلال ميقات التنفيذ لأمرك وذلك من خلال الجمع والوصل والضم لخواص الروح فينا فنصير تكوين واصل بين ضدين وساحتين مختلفتين  فنصير  بتكويننا الجديد المندمج بالروح التي هي من أمرك رابط بين ما لا رابط بينهما عالم الأمر وعالم الخلق

دِّ : وَنُقَدِّسُ لَكَ  بتنزيلنا بأمرك  نحن الملائكة في مرحلة تغيير حال سابق من أحوال الخلائق بحال جديد فتجعل حركتنا  وقصدنا بدليل وبرهان إلهي لأقصى مدى فنصير بهذا الوصل والجمع ما بيننا نحن الملائكة والروح التي من أمرك بمثابة صورة أو أشباه من أصل الأمر (نتحول لنظام الأمر بتكويننا الجديد فيمكن أن يكون الوصل بين روح وملك واحد أو أكثر وبالوصل بيننا وبين الروح نكون بناء ونظام واحد للأمر الإلهي )  هذا النظام المندمج الذي يُسمح له وبإذنك له على صورته الأمرية الجديدة أن يوجد في ساحات وبيئات بعيدة وتفشيه وانتشاره لتنفيذ الأمر .. فأمرك يشمل تغييرات في العديد من الساحات ما بين عالم الأمر وصولاً لعالم الخلق وما به وليس فقط تغيير حال مخلوق مفرد وإنما ربما يستدعي الأمر تغيير يشمل جميع المخلوقات ليتهيأ الأمر كما ينبغي

سُ : وَنُقَدِّسُ لَكَ  ببلوغنا بأمرك مركز وعمق الساحات والسماوات والأراضي والمخلوقات والخلايا والذرات وما تحت الثرى وكل ما يشمله أمرك  بالتغيير ونسيطر عليه سيطرة تامة بأمرك للتمكن من نقلها من حالة إلى حالة أو من موضع إلى موضع فنحن مُسَخَّرين بأمرك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذن الملائكة تقديسهم من خلال تنزيلهم والروح فيهم لتنفيذ الأمر الإلهي ولكل أمر مقام ومكان وميقات في عالم الخلق هذا العرش الإلهي بمثابة شعيرات ورقة الشجرة التي تتصل بكل جزء في هذا الكون والذي مثابة صلة وعنوان فيكون العرش هو الدليل والمرشد وبه مسار الملك لموضع تقديسه لله وبه مسار عودته

ولكن ما هي الروح المحولة والتي تتنزل في الملائكة لتنفيذها وكيف تكون في عالم الخلق وما دورها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما هي الروح وخصائصها وعلاقتها بتقديس الملائكة لله
إلى اللقاء في الجزء التاسع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط الأجزاء سوف يتم تحديثها بمجرد صدورها
------------------------------------------------
الفتنة الكبرى (الجزء السادس) : عرش بلقيس ..عروشها .. يعرشون .. معروشات
الفتنة الكبرى (الجزء السابع) : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .. خصائص العرش الإلهي – وكيفية تنفيذ الأمر اسْتَوَي
الفتنة الكبرى (الجزء الثامن) : كيف تقدس الملائكة لله وما دور العرش في ذلك التقديس
الفتنة الكبرى (الجزء التاسع) : ما هي الروح وخصائصها وعلاقتها بتقديس الملائكة لله

تعليقات