( الـمـ )
من الحروف المقطعة التي يوجد بها مد على حرفي اللام والميم .. وهي تلخص صفة الآيات التي تليها من حيث أمر الله تعالى بضبط أمره وتنزيله بقالب مادي ودنيوي قولاً أو فعلاً فجميعهم قول الله وصفة تنزيله لعالم الخلق .. فهو أمر الله بكتابه المرسل وكتابه المنشور
(ا)
· تأليف وتآلف وضبط مستمر للأمر الإلهي مع أمور وأحوال متفرقة ومختلفة في مجال عالم الخلق ضبطاً تاماً
· هذا الضبط لأمور وأحوال الدنيا والخلق التي بينها اختلافات بهذا الأمر الإلهي يعطي النتيجة الأفضل لضبط الإختلاف التي يؤنس إليها به عن غيره
· هذا الأمر الإلهي الضابط للأحوال والأمور هو الأفضل فهو الأدنى أو الأقصى عن أي ضبط آخر حسب الأفضل من حيث قياس الصفة
أي أن هناك أمر إلهي سوف يأتي بعد الم هذا الأمر تلك صفاته الأساسية أنه يتنزل لضبط إختلاف .. وهذا الأمر يحتوي على الأوامر الأفضل لضبط هذا الاختلاف والتفرق
(ل)
· هذا الأمر الإلهي يتنزل من الله تعالى إلى عالم الخلق فيتواصل مع نسيج حركة الحياة وفي مجال أمور وأحوال الشخوص
· هذا الأمر الإلهي ينقل عالم الخلق من حال إلى حال آخر
· هذا الأمر الإلهي يلاحم ويلاصق بين متفرقات أو مختلفات فيَلِمها ويَلِفها بهذا الأمر ويلبسها ويأخذها من حالة الإختلاف لحالة الضبط والتآلف مع الأمر الإلهي
أي أن الأمر الإلهي الضابط لأمور وأحوال عالم الخلق بمجرد تنزيلة يتواصل مع النسيج العام لعالم الخلق متآلف معه وينقله من حالة الاختلاف لحالة أخرى مضبوطة فيلاحم بين هذه الاختلافات ويروضها ويأخذها لحالة الضبط التام مع الأمر الإلهي على الحال الأفضل
والمد يعني أن حالة التلاحم والتواصل مع ساحة الخلق تأخذ مدى من الزمن أو الميقات لتغيير الحال ونقله لحالة الضبط فيكون في بضع سنين كما في حالة الروم بعد غلبهم سيغلبون أو إمتداد فترة التنزيل للكتاب الذي يضبط الاختلاف بين الناس ومدى الهداية والعمل به أو مدى فتنة الناس واختبارهم لضبط الكاذبين ممن هم على هدى ..
(م)
· هذا الأمر الإلهي بتنزيله يتم جمعه وضمه ويتداخل في قالب دنيوي واحد ويكون له مقام جمع ومكان جمع وميقات تنفيذ الأمر
· لكل أمر متنزل يفاعل بمقامه في عالم الخلق فيحل محل الأمر الذي قبله
أي أن الأمر الإلهي له قالب دنيوي سواء كان مقامه كتاب كالقرءان أو التوراة والإنجيل أو قالب مقامه كتاب منشور بأحداث تحل على المكان والميقات فيتم جمع هذا الكتاب كصياغة يحل محل أي كتاب قبله أو كتداخل مع الأحداث فيغير من حالة الأحداث وينقلها لما يتوافق مع الأمر الإلهي ما يؤول عليه .. فالأمر الإلهي فيه مفاعله بين الشخص وكتاب الله من خلال قول الله فيغير حاله من حال الجاهلية إلى حالة الهدى يفاعل الحدث ويتداخل معه أحداث بأمر الله تغير الحالة التي ظن الناس أنها سوف تكون على مسار معين على حسب قراءتهم الظاهرية للأمور والأحداث
والمد هنا أيضا يدل على طول فترة المفاعلة والتفاعل ما بين المؤمن والكتاب المرسل أو المفاعلة مع الفتن أو المفاعلة بين الأمر الإلهي وتغيير مسار الأحداث
........................
قال تعالى :
{ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) } (سورة البقرة 1 - 5){ الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) } (سورة لقمان 1 - 4)
{ الم (1) اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) } (سورة آل عمران 1 - 3)
{ الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) } (سورة السجدة 1 - 3)
{ الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) } (سورة العنْكبوت 1 - 3)
{ الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) } (سورة الروم 1 - 4)
تعليقات
إرسال تعليق