آدم:
صفة أول مخلوق إنسان كانت في اسمه
فالألف الممدودة: فهو من تم ضبط أحواله مع أحوال الدنيا
لتتآلف مع أحواله هو وذريته من بعده
والدال: ما تم ضبطه مع قوانين إليها موضوعة وموجهة لعالم
المادة
الميم: ما تم جمعه مع مادة عالمه في جسد آدم.
فيصير المعنى للاسم
آدم
من تم ضبط أحواله مع أحوال الدنيا لتتآلف مع أحواله بكل اختلافاتهما
الظاهرية بقوانين إلهية تحكم عالم المادة وتضبط حركتهما معاً وتوجهه بكل متغيراته
في عالم المادة فتم جمعه في جسد هو نفس مادة الدنيا من طين يحمل جميع عناصر عالم
المادة بعناصرها الأساسية (تراب – ماء – نار).
القرين
هو نسبة من مخلوق يخرج من مصدره أو من عالمه ليندمج في
عالم آخر فيتحول إلى صورة مخالفة لصورته الأصلية فيرتبط بهذا العالم ويؤثر عليه
مؤثرات هذا العالم ويخضع لقوانين هذا العالم، ولكنه يكون شاذًا مع هذا العالم
مقيداً فيه ومتنافراً في ذات الوقت معه.
فحتى النفس هي نسبة من مصدرها أصبحت قرينة الجسد فأصبحت
في صورة مخالفة لأصلها مقيدةً في هذا الجسد تسري عليها قوانين هذا العالم الذي
قيدت فيه وتظل متنافرة معه حتى ترحل عنه لتتزوج من جديد مع نسبتها الأصل التي
ارتحلت عنها من قبل.
فالقرين من اقتران: والمقترنان في حالة النفس والجسد، تكون في هذه العلاقة النفس قائدة الجسد
والجسد سيارة النفس.
ثم يأتي اقتران النفس بشيطان في قوله تعالى:
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ
شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (سورة الزخرف 36)
يَعْشُ
ويعش من عشو، أي يخرج عن ذكر الله وأمره ورسالته بما اكتشف
من علوم متشابهات ظنية دنيوية، فالله يقيض له شيطان أي دمج نسبة من يزين له ويخرجه
ويجعل يضيق صدره بكتاب الله فيجعله أكثر إقبالًا على المتشابهات من العلوم
الدنيوية أي يجعله أكثر خروجًا عن نطاق الذكر ويأتي بصور غريبة ومخالفة عن هذا
الذكر الإلهي.
وجاءت كلمة يَعْشُ بضم الشين، ليبين أن حالة العشو تشمل
ظاهره وباطنه فلا يعتمد في ظاهره وباطنة إلا على تلك المتشابهان من دون ذكر الله.
فيجعله يندمج بتلك النسبة الشيطانية ليقودان معًا الجسد
بما كان ضامرًا لدى الشيطان فيصير منفذًا وفاعلًا لرغبات الشيطان.
فيصيران شريكان أحدهم بما يضمره لبني الإنسان ويجد في
هذا الإنسان ضالته، ويجد النفس التي تخرج أغراضه في حيز التنفيذ من خلال الجسد
الذي تسيطر عليها النفس بأفكارها التي توائمت مع بعضها البعض فغوى كل منهما الآخر
ويقودها، حيث قال تعالى:
(وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ
النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ
الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا) (سورة النساء 38)
(قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ
كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ
إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ) (سورة ق 27 - 28)
فهذا الشيطان يشارك الإنسان في قراره ويجعله متشابه مع
العمل الصالح ظاهرًا ومنافي له باطنًا، فلا يأتي من وراء عمله إلا سوء العمل
ضامرًا شرًا في ذات العمل فكان فعلًا ضالًا.
تعليقات
إرسال تعليق