القائمة الرئيسية

الصفحات

الهدنة المزعومة بين التنفيذ والرعونة واشتعال جبهات ثلاث مع اقتراب الهدنة... لماذا؟


الهدنة المزعومة بين التنفيذ والرعونة

المفترض أن تعلن قطر عن موعد تنفيذ الهدنة بالساعة تحديداً بعد تنسيقها بين الجانبين، لكن تلوح علامات التأجيل ساعة بعد ساعة نتيجة أن إسرائيل تريد انتصاراً على الأرض قبل ساعة الهدنة، فتحركت إسرائيل في جميع الجبهات في محاولة إحراز تقدم ما وفتح جبهات جديدة مثل الشجاعية التي لم تحرز فيها أي تقدم والتي كانت من الأماكن المحظورة الدخول فيها لقوة الكتائب فيها، ولكن هي محاولة لكسر الرمزية أيضاً قبل الهدنة.

وكذلك تنفيذ عمليات في خانيونس لرمزيتها من جانب بأنها مسقط رأس محمد الضيف والسنوار ولسبب آخر أهم، وهو إرسال رسالة واضحة لمصر أننا بدأنا في الجنوب وسوف نكمل فيها بعد الهدنة، وفي الجانب الآخر اتصل بايدن بالرئيس المصري ليضعه في الجزء البارد من الثلاجة بتأكيد أن أمريكا ضد التهجير.

فهناك تناسق بين ألاعيب إسرائيل وأمريكا بشأن الجنوب وفي المقابل ضمان عدم وجود أي تحرك مصري تحت نشوة الهدنة حتى على مستوى التصريحات فمن يسكت الآن سوف يسكت إلى الأبد، وهذا تصور أمريكا بعد أن نجحت أن تضع مصر في زاوية الثلاجة حتى الآن، وبعد خان يونس لن يتم بذل أي مجهود مع مصر فيما بعد، فقد انتهت فرص مصر السياسية.

وفي وسط عدم قدرة إسرائيل التقدم في مختلف المحاور وربما تراجعها في جباليا بعض الشيء يطرح سؤالاً، هل ستقبل العصابة الهدنة وهم في حالة يضطروا معه لنقاط الانطلاق السابقة أم يستمروا لحين الوصول لنقاط تمركز أفضل.

هذا هو السؤال التي يصعب الإجابة عليه من قطر.

اشتعال جبهات ثلاث مع اقتراب الهدنة .. لماذا؟

بالتزامن مع اقتراب الهدنة اشتعلت جبهة لبنان والعراق واليمن ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية.. لماذا؟

من الواضح أن هناك رسائل أساسية وأخرى ضمنية في هذا الاشتعال، فالرسالة الأساسية أنه يجب أن تتحول الهدنة لوقف إطلاق نار دائم وإلا تحول المشهد إلى حرب شاملة وهو ما تقاومه عصابات الاحتلال حتى الآن بمحاولة إضعاف الجبهة الرابعة في سوريا، فالأمريكان والإسرائيليين على حد سواء يعتقدون انه لا حرب شاملة بدون جبهة سوريا. لذلك تركز إسرائيل ضرباتها في سوريا لإضعافها وتمركز أمريكي في سوريا رغم الخسائر التي تتلقاها ويروا أن بعد سوريا يمكن أضعاف جبهة العراق

أما الأسباب الضمنية

السبب الضمني الأول: هو استمرار استنزاف عصابة إسرائيل حيث أن إسرائيل خسرت ٢٠٪ من عتادها وقواتها في شمال غزة خلال ٤٧ يوم وإذا تضاعفت هذه النسبة يعني أن إسرائيل خرجت من الحرب وسقط جيشها البري. لذلك كان هناك تركيز في المقابل في شمال فلسطين مع الحدود اللبنانية على استنزاف آخر سوف يأتي شرحه لأهميته.

السبب الضمني الثاني: هو الضغط على أمريكا لفصلها عن إسرائيل وما زالت أمريكا تناور وتريد أن تمتد الهدنة على جميع محاور المقاومة، لذلك تعرض نفسها على أنها هي من ضغطت من أجل الهدنة زعماً كاذباً لذلك سوف تستمر الضربات ضد قواعد أمريكا في العراق وسوريا.

السبب الضمني الثالث: إرهاق الداخل الإسرائيلي. فكما استطاعت الكتائب إرغام مستوطني غلاف غزة بالرحيل استطاع حزب الله أن يجعل مستوطني شمال فلسطين المحتلة يرحلوا ويسكنوا في فنادق طبرية ويأخذوا دعماً مالياً من ميزانية المحتل لتتضاعف خسائره الاقتصادية، واستطاعت اليمن أن تجعل هناك توتر في مناطق مستهدفة في الداخل الإسرائيلي وخاصة أم الرشراش والتي حرصوا في بياناتهم استخدام هذه التسمية وليس إيلات وإجبار قاطنيها للدخول إلى الملاجئ كما تهدد الملاحة الدولية في باب المندب مع استمرار الحرب.

إذن نحن أمام رسائل متوازية ومتزامنة مع الهدنة بين الجبهات الفاعلة للتأثير على ما بعد الهدنة ومستقبل الصراع

ولكن ماذا عن جبهة حزب الله؟

فقد دخل حزب الله مرحلة ثالثة من الاستنزاف دون إعلان وقد سبق أن قلنا أنها أخطر جبهة وأسرعها كونها جبهة هجومية في استنزاف المحتل.

نعم حزب الله آثر عدم عمل دعاية كبيرة عن عملياته حتى لا يسحب البساط عن التركيز على الكتائب وما يحدث في غزة ودعم ذلك خطاب حسن نصر الله الذي وصف العملية بأنها عملية فلسطينية مائة في المائة وعزز ذلك توبيخ الخوميني للمكتب السياسي لحماس بعدم إعلامهم بعملية طوفان الأقصى ومن جانب آخر والأهم أن تزيد عملياته تصعيداً دون تركيز إعلامي يسمح لابتلاع إسرائيل تلك الضربات في وقت قرار التصعيد تعلم أنه له عواقب كبيرة.

فحقيقة الأمر أن المراقب للمشهد يجد أن حزب الله

في المرحلة الأولى: بدأ يستهدف الأبراج والكاميرات وأجهزة الاستشعار الخاصة بأجهزة الاستخبارات.

في المرحلة الثانية: بدأ يستهدف قواعد الاستخبارات حتى أصبحت شمال فلسطين عيون عصابة إسرائيل عمياء تماماً عنها.

في المرحلة الثالثة: بدأ يستهدف الثكنات العسكرية وأماكن الصواريخ.

فالمتتبع للمراحل يكتشف أن عمليات حزب الله في مجملها كبيرة، ولكنها ترمي لهدف أكبر يلوح في الأفق يوماً بعد يوم وهو السيطرة على العمق الذي يتم التركيز عليه بالضربات من ٥ الى ٢٠ كيلو داخل فلسطين المحتلة، ولكن مجهول حتى الآن الآلية التي سوف يستخدمها وهل سوف يدفع بمجموعة الرضوان، وهي قوات خاصة على مستوى أعلى بكثير من القوات الخاصة بالكتائب، بل أعلى من مستويات قوات خاصة كثيرة حول العالم

هذا ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة وخصوصاً بعد تحول جميع هذه الجبهات وتوحدها حول جبهة القدس.

فكان هناك رأي أن هذه الجبهات تتحرك لتحسين المستوى التفاوضي لإيران لكن مع الوقت يتضح أنه يصعب الرجوع للخلف ومختلف الجبهات معنية بالحرب على غزة بشكل مباشر ولا تناور خارج هذا الهدف.


تعليقات