القائمة الرئيسية

الصفحات

٧٢ ساعة جعلت العالم كله خان غزة وحصل الكل على الثمن



التفاهمات الصينية الأمريكية الروسية الإيرانية الحوثية ورشوة بعض الأنظمة والمليشيات حول المنطقة في الساعات الأخيرة، حيث بدأت التفاهمات يوم الثلاثاء 14 نوفمبر 2023

لقد أصبح العرب ضيوفاً على بلادهم فقط منزوعي القرار.

فقد لجأت أمريكا وإسرائيل مجموعة من التفاهمات نلخصها في الآتي:

١- اتضح هدف أمريكا بأن أساس خطتها مع إسرائيل أن يكون ميناء غزة أكبر قاعدة عسكرية بحرية في الشرق الأوسط في مقابل قاعدة طرطوس الروسية في سوريا

٢- بدا التهديد الروسي باستهداف البوارج البحرية الأمريكية في البحر المتوسط أثناء محاولات إسرائيل الدخول إلى ميناء غزة الذي كان يوجد به حوالي عشر مقاومين فقط.

٣- تراجعت البوارج البحرية الأمريكية داخل البحر المتوسط وأكدت أنها غير منخرطة في معركة ميناء غزة وتركت العملية للمناورة الإسرائيلية سياسياً ومحاولة نتنياهو تأكيد أنها ضمن العملية البرية فقط لبوتين لحين استكمال التفاهمات الأمريكية مع الأطراف

٤- بدأت أمريكا بعض التفاهمات نلخصها فيما يلي:

أ- بدأت برشوة بعض الأنظمة العربية بمساعدات للسكوت عن دخول غزة وإحكام حصارها وتأكيد بقاء وحماية هذه الأنظمة كرشوة أخرى للبعض الآخر وبدء تنفيذ حزام التجارة الشرقية الغربية للمندمجين في المشروع.

ب- تفاهمات مع أنصار الله في اليمن وتفاهمات مع الحوثي في إمكانية منح قروض وتسهيلات تجارة مواني .... الخ ولم يعلن الرد الحوثي فالمباحثات عالية السرية حتى الآن وجاء هذا بعد أن اتضح استهداف مباشر لبارجة أمريكية بطيارة بدون طيار.

ج- تم فك مبالغ محتجزة لصالح دولة إيران تصل ل ١٠ مليار دولار وهناك تسهيلات قادمة في الطريق أعقبها تسريبات بغضب الخوميني من انفراد حماس بقرار ٧ أكتوبر وغسل يد إيران من هذه الحرب.

د. حدوث تفاهمات مع الصين وقبول أمريكا فكرة أن يكون العالم برأسين امريكا والصين وتفاهمات أخرى أهمها قبول الخلط بين حزام التجارة بين الهند البحرين الإمارات السعودية الأردن إسرائيل وطريق الحرير الصيني.. ليس هذا فقط، بل إمكانية تواجد الأسطول الصيني بجوار الأسطول الروسي مع طلب من الصين تطمين روسيا على بقاء الأسطول الروسي في طرطوس مقابل الموافقة على وجود الأسطول الأمريكي في غزة.

هذه التفاهمات جعلت المنطقة كطبق يتم تقسيمه على العشاء وتكمن المشكلة شكل كراسي الجلوس التي هي محور الاختلاف الأخير.

وفي ظل استسلام كامل المنطقة والتسليم بخدمة الدجال والخنوع لجنته التي هي في أصلها نار، في ظل محاولة إقناع شعوبهم أنهم يطفئوا نار الحرب وهم في صمتهم وخنوعهم يحولوا المنطقة لقاعة نزال كبيرة.

فهكذا الجميع خان غزة بلا استثناء لتحقيق مصالحه التي في انعكاساتها الحقيقية هي مصالح شخصية للبعض على حساب الشعوب مستقبلاً.

ولكن يبقى قدر الله الذي جاء وسوف يجيء ببقيتهم لفيفا.

القسام هي من لها السيطرة العسكرية والتفاوضية وليس المكتب السياسي لحماس وسبب تسلم القيادات الأمريكية إدارة العمليات في غزة:

استكمالاً للجزء السابق وبعد خيانة الجميع وخصوصاً العرب وفي انتظار الموقف النهائي الروسي والحوثي خاصة بعد أن تم إغرائهم بمكاسب وبعد أن قبلت الصين عرض أمريكي بعالم ذو رأسين.

يبقى ٤ أيام حاسمة في حرب المقاومة للنيل من أي قوة نفسية لإسرائيل، ولذلك دفعت أمريكا بقادتها لإدارة العمليات داخل إسرائيل، فلن ترى جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي ولا نتياهو بهذه الكثافة السابقة بعد الآن.

فقد اتضح في الفترة الأخيرة وباعتراف الجانب الإسرائيلي أن السِنوار يتلاعب بالجميع ويدير حرب نفسية على إسرائيل على أعلى مستوى في مقابل مراهقين سياسيين غربيين وإسرائيليين.

وهذا يتضح بشكل موضوعي من طريقة المفاوضات حول الأسرى.

حيث عرض ١٠٠ مدني إسرائيلي يتم إطلاق سراحهم وحينها حاول الجانب الإسرائيلي إعلامياً إظهار بأنه له الغلبة التفاوضية وأنه يريد الإفراج عن جميع الرهائن، والغريب أن العالم ردد أفكار إسرائيل حتى في منتدى إسرائيل المسمى بمجلس الأمن.

إلا أن السِنوار مع كل استهداف لمستشفى كان يخفض من عدد من سيتم الإفراج عنهم حيث اصبحوا ٨٠ وصولاً إلى ٥٠ على دفعات مقابل دفعات من الجانب الإسرائيلي لأسرى فلسطين ثم إبلاغه الجانب القطري بقطع الاتصالات ووقف التفاوض حين اقتحموا مستشفى الشفاء.

هنا اضطر الإعلام العبري أن يكشف عن طبيعة المفاوضات في حين لم يكشفها القسام، ليكشف ما لا تقدر الحكومة الإسرائيلية أن تعلنه لشعبها بأنهم أصبحوا جميعاً أسرى قرار قيادة القسام المتمثلة في السنوار.

وليس من الغريب أن تبدي صحف عالمية الإعجاب بالسنوار لكن الأغرب ما أبدته الصحف العبرية من إعجاب في طيات الكلام وعناوينهم الصحفية التي تشير بوضوح بتلاعب السنوار وممارسته حرب نفسية على إسرائيل.

لا إنه جعل أمريكا هي الأخرى مزحة بعد أن جعلها تتنازل تنازلات قصوى كما عرضنا في الجزء السابق وصولاً لعرض في مشاركة الصين في زعامة العالم، وأن تقود بنفسها العملية الحربية ضد السنوار والقسام والفصائل.

فماذا يعني كل ذلك:

١- يعني أن القرار العسكري والتفاوضي مع القسام ولا يخضع لضغوط تُمارس على المكتب السياسي في الدوحة.

٢- قطع التفاوض يشير بوضوح بأن القسام والفصائل هم من يديرون الحرب ويتحكمون في قدراتهم العسكرية وواثقون منها ولا يحتاجون لهدنة من الأساس.

٣- الهدنة كانت سوف تصبح فقط جزء من الحرب النفسية وزيادة الرصد للتموضعات العسكرية وتوزيع القوات الإسرائيلية.

فعلى أمريكا أن تعلن بوضوح أنها من تدير العمليات حتى تستطيع التغلب لبضع أيام أخرى بعد الأربع أيام القادمة والتغلب على الضغوط النفسية التي يعيشها يهود إسرائيل والأهم كمية الأسلحة المهولة الجديدة وصواريخ الباتريوت التي جاءوا بها للإجابة على سؤال الأمن للمواطن الإسرائيلي.

فماذا لو لم تستطع القيادة الأمريكية أن تجيب على أسئلة الإسرائيليين:

أين الأمن؟ وأين التفوق العسكري؟ وأين التفوق الاستخباراتي؟ وأين الأسرى الإسرائيليين؟!

يا تلاميذ غزة

شعر: نزار قباني

يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا

علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا

علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا

كيف تغدو دراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا

كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا

يا تلاميذ غزة لاتبالوا بإذاعاتنا ولا تسمعونا

إضربوا إضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا

نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا

إننا الهاربون من خدمه الجيش فهاتوا حبالكم واشنقونا

نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى لا يملكون عيونا

قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم ان تقاتلوا التنينا

قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا

يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقراونا

نحن آباؤكم فلا تشبهونا نحن أصنامكم فلا تعبدونا

نتعاطى القات السياسي والقمع ونبني مقابرا وسجونا

حررونا من عقدة الخوف فينا وطردوا من رؤوسنا الافيونا

علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا

يا أحباءنا الصغار سلاما جعل الله يومكم ياسمينا

من شقوق الأرض طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا

هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاه لحونا

أمطرونا بطولة وشموخا واغسلونا من قبحنا إغسلونا

إن هذا العصر اليهودي وهم سوف ينهار لو ملكنا اليقينا

يا مجانين غزة الف أهلا بالمجانين إن هم حررونا

إن عصر العقل السياسي ولي من زمان فعلمونا الجنونا

 

وأضيف إلى شعر شاعرنا المتميز نزار القباني حسن خاطر وقال:

 

لا تسامحونا يا تلاميذ غزة .. بالله عليكم لا تسامحونا

وبالقلم الأسود على صفحات الكراسات تخيلونا وارسمونا

واقلعوا أحذيتكم الطاهرة وعلى رؤوسنا بقوة إضربونا

فكيف لا نهب لنجدتكم وبالصمت قادتنا إلتزموا .. وألزمونا

هو جبن وخوف على الكراسي وللشجاعة إفتقدوا وأفقدونا

تجول اسرائيل بين دياركم قتلا وسحلا وبقتلكم وقتل شبابكم قتلونا

وبالتمزيق وقتل الأمل فيكم أكدوا الجبن والخسة والأنانية فينا

بالله عليكم قولوا لي من هب لنجدتكم من العرب .. من أهلينا

فقط شجب وصوت عال واستنكار وشعوبا عربية مساكينا

تتظاهر الشعوب .. والشرطة تضرب وتفرق وتعتقل المتظاهرينا

هكذا نصرنا لكم وانتم تقتلون ونحن لا نمد إليكم ايادنا مساندينا

ولا نهب لنجدتكم ونصركم ولا نرد اليهود عنكم إن كنا فاعلينا

ولو كانت فينا نخوة ومرؤة وشجاعة لإليكم مشينا وجرينا

وحملنا السلاح وأشهرناه في وجوه أعدائكم وعنكم كنا مدافعينا

ولقلنا صائحينا .. يا تلاميذ غزة يا أحباب .. نحن لكم منقذينا

فما يحدث لكم شيء مرعب .. قتل .. بكاء .. دموع .. وأنينا

ومن السهل أن ما حدث لكم ولأهلكم.. يحدث لشعوبنا ولينا

ولن يتورع اليهود عن فعل الأفاعيل المشروعة وغير المشروعة فينا

طالما أننا صامتون لا قوة لنا، فقط نشجب أحيانا ونصمت حينا

وبعد أن فقدتم الأمل في نصرنا لكم.. قدموا لله شكوى فينا

ولكن لا يفوتكم أن الله بالمرصاد وسينصركم على أعدائكم

وسيرفعكم عاليا فوقهم وفوقينا

وسوف يسألنا رب العباد.. ماذا فعلتم لتلاميذ غزة وأهلهم وأهل

فلسطين وقت أن كانوا لكم متوسلينا؟؟

ولن نجد لدينا جوابا وسنقف بين يدي الله يومئذ أذلة.. صاغرينا

تعليقات