القائمة الرئيسية

الصفحات

الرايات الكاذبة خلعت عباءتها وألبستها الأنظمة

إسرائيل وحلفائها لعبوا دورًا حاسمًا في صناعة الرايات الكاذبة التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، سواءً من خلال الدعم المباشر أو غير المباشر لتوجيهها نحو الأنظمة العربية.

 ولكن في الوقت الذي أصبحت فيه الأنظمة العربية مستسلمة، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح دولة واحدة تحت مظلة إسرائيل وحلفائها، ويأتي وقت تقسيمها لقطع أصغر ليسهل قطافها، انتفضت الرايات الكاذبة وأصبحت حقيقة واقعة، وأصبحت هذه الرايات أقوى بكثير من الأنظمة العربية، وبدأت تتخذ عداءً مباشرًا مع صنّاعها، وقررت التصدي بشكل مباشر لمن صنعها.

والسبب وراء هذا الانتفاضة هو أن قواعد اللعبة تم تشكيلها من خلال قيادات الرايات الكاذبة، والتي كان توجيهها بيد صانعها، فكان توجيههم يركز على أن العدو الأقرب هم الأنظمة العربية والإفريقية، وعندما تصبح هذه الرايات هي الأنظمة، ستتوجه هذه الرموز لمواجهة عدوها الأكبر، وكان من ضمن مداعبتهم لأهواء هذه الرايات، حين استولى الإخوان على الحكم في القاهرة، وطالبان في أفغانستان، والحوثي في اليمن، وحزب الله في اليمن، وداعش وغيرها في سوريا، ولكن في النهاية، لم يصبحوا أنظمة حقيقية، ولم تكن رموزهم سوى رموز كاذبة، لقد انكشفت غمرًا من هذا العالم الذي خلقهم، ولذلك ظهرت الفرصة لهم لمهاجمة هذا العالم الذي صنعهم.

الوضع الحالي يجدنا بين منتجي الرموز الكاذبة وأنظمتنا العربية والإفريقية التي تواجه صعوبة في التصدي لجيل جديد من الرايات، إن الزمن يمر بسرعة، وستكتشف هذه الأنظمة في وقت ما أنها فاتت الفرصة عليها، فهم يعتقدون بأن من صنع الرايات يمكنه أن يكبح جماحهم.

السؤال الذي يجب طرحه هو ما إذا كان هناك من ساسة في هذه الأنظمة يدركون الواقع وما ستؤدي إليه الأحداث المستقبلية، فيبدو أن المشهد الكامل يشير إلى أن الشرق سيقود العديد من هذه الرايات في المنطقة، وستبقى داعش حلفًا لإسرائيل والحلفاء حتى النهاية. وستكون راية الحوثي وداعش هما الطرفين الرئيسيين في الصراع في الحجاز.

أمريكا تركت الساحة للرايات الجديدة

فقد اتضح للجميع أن إسرائيل هي من تقود أمريكا وخاصةً بعد إهانة بلينكن  من نتنياهو وإهانة الجيش الأمريكي من جالانت وهذا بطبيعة الحال سوف يقسم أمريكا

حاولت أمريكا لملمة شتاتها بأن عقد بلينكن في عمان لقاء مع وزراء خارجية عرب بلا جدوى

وحاول الجيش الأمريكي أن يزيد من حشوده في المنطقة وعمل مناورات في البحر المتوسط دون جدوى، فأدوات الاستعراض الأمريكي لم يعد لها مبرر

والأغرب أن جنرالات إسرائيل في حالة خوف ورعب من مصيرهم بالرغم من كل ما أحاطتهم به أمريكا والحلفاء من استعدادات عسكرية وضرب الحائط بكل المعاهدات الإنسانية

فمصير أمريكا على قمة النظام العالمي كانت تغذيه إسرائيل حيث أن سياسة احتواء إسرائيل كانت وسيلة السيطرة على المنطقة والآن هذا الاحتواء انتهى.

في الختام، يبدو أن إسرائيل والغرب قد صنعوا عدوهم، ويجب أن نتساءل إذا ما زال هناك من يستيقظ في أروقة هذه الأنظمة العربية والإفريقية ويدرك ما سيحدث في المستقبل.

تعليقات