كامل عشري يكتب : تأويل .. { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) } (سورة ق 1)
قال تعالى :
{ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) } (سورة ق 1)
س1 : ما هي الحكمة في تواجد حرف القاف في أول السورة؟!!!!!
س2 : لابد وان يكون للحرف معنى وإلا ما المبرر في وجوده؟!!!!!
س3 : لماذا لم يستطع أحد منذ بداية الدعوة أى منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وحتى الآن تأويل تلك الحروف، بالرغم من أنهم تصدوا لتأويل القرآن كله بجميع حروفه وكلماته وآياته فى مجلدات ضخمة في جميع العصور، هل عدم تأويلهم عن عمد أو عن عدم معرفة؟!!!
س4 : ما معنى ودلالة حرف القاف في هذه السورة ؟!!!!
=======
وفي إطار محاولة التأويل بقدر علمنا الإنساني للمعنى الكائن بالذات الإلهية من خلال القرآن المجيد سوف نستعرض التالي :
س2 : لابد وان يكون للحرف معنى وإلا ما المبرر في وجوده؟!!!!!
س3 : لماذا لم يستطع أحد منذ بداية الدعوة أى منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وحتى الآن تأويل تلك الحروف، بالرغم من أنهم تصدوا لتأويل القرآن كله بجميع حروفه وكلماته وآياته فى مجلدات ضخمة في جميع العصور، هل عدم تأويلهم عن عمد أو عن عدم معرفة؟!!!
س4 : ما معنى ودلالة حرف القاف في هذه السورة ؟!!!!
=======
وفي إطار محاولة التأويل بقدر علمنا الإنساني للمعنى الكائن بالذات الإلهية من خلال القرآن المجيد سوف نستعرض التالي :
- أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
- ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
- ثالثاً : فهم حرف القاف من القرآن الكريم :
- مختصر ما قيل في حرف القاف
- خصائص حرف القاف من القرآن الكريم
- ما وعيناه من دلالات حرف القاف بالقرآن الكريم
- رابعاً : تَدبر.. قول الله تعالى في سورة ق : { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) } (سورة ق 1)
============================
أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
- منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى اللهولم يفسرها
- منهم من قال هي فواتح افتتح الله بها القرآن
- منهم من قال هي إسم من أسماء السور
- منهم من قال هي إسم من أسماء الله تعالى
- منهم من قال هي حروف استفتحتمن حروف هجاء أسماء الله تعالى
- منهم من قال هي مدة أقوام وآجالهم .. فالألف مفتاح الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد . فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة
- منهم من قال هي الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف
- منهم من قال هي ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين
- منهم من قال هي كررت ليكون ابلغ فى التحدي والتبكيت.. وكرر التحدي بالصريح قال وجاء منها على حرف واحد كقوله) ص ، ن ، ق) وحرفين ( حم) وثلاثة (الم) وأربعة مثل (المر) و (المص) وخمسة مثل )كهيعص، حمعسق( لأن أساليب كلامهم على هذا مـن الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة أحرف وعلى أربعة أحرف وعلى خمسة أحرف لا أكثر من ذلك (قلت) ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسعة وعشرين سورة
- منهم من قال (كهيعص) التي جاءت في "سورة مريم: " هو اسم تخشاه السماء والأرض
- منهم من قال هي يستبارك بها الناس ويكتبونها على واجهات منازلهم ومحلاتهم التجارية للبركة دون فهم لمعانيها.
- منهم من قال هي قرع لأسماع وقلوب القارئينللقرآن أو المستمعين إليه ، حتى يتهيئوا لتلقى كلام الله
- منهم من قال هي معجزة لرسول الله( ص) من حيث نطقه بأسماء الحروف ، وهو أمي، والأمي ينطق بأصوات الحروف دون معرفة أسمائها
- منهم من قال هي فيها تنبيها عن إعجاز القرآن الكريمالذي صيغ من جنس تلك الحروف الهجائية التي يتكلم بها العرب ، ويعجزون عن الإتيان بشيء من مثله
ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
هنا سوف نعتمد على ما يعلمنا الله من خلال القرآن الذي يحوي كلماته ويحوي المعنى الكائن بالذات الإلهية . وهو القول الذي صاغه بلسان عربي كقالب صاغه الله تعالى أيضاً ليعبر لنا عن دلالات ومعاني كلماته .. فالمُعلم والمبين لنا هنا القرآن الكريم .. وإذا كنا بصدد أن نتعلم من القرآن .. فليس العلم البشري إلا علم ظني يفتقد هذا الإلهي المطلق
ولعل دائماً ما يضطرب التأويل حينما لا يفهم من يقوم بالتأويل مقصد قول الله تعالى أي عدم فهمه المعنى الكائن في ذات الله ، وبالطبع لن يعلم تأويله إلا الله ، ولكن يظل هناك طرفاً من معنى يمكن أن يدركه البشر هو جزء من المعنى الكائن بالذات الإلهية ، يكشفه الله لنا كل مرة عندما يكشف لنا عن ساق (جانب) من القرآن فنكتشف أفاق جديدة بالقرآن تمنحنا فهماً أعمق لمساعدتنا في فهم أحداث جارية
والإنسان غير قادر على اختراع اللغة ، وبالتالي لابد له من معلم يعلمه بغض النظر عن مفهوم الخلائق لبداية الإنسان فالله تعالى هو الذي علم الإنسان اللغة ، فعندما علم الله اللغة للإنسان كان لابد من إطلاق مسميات على الأشياء ، وتكون هذه المسميات صحيحة لأن علم الله مطلق بالأشياء وقدرته على الصياغة أيضا مطلقة وليس مثل البشر ، فعلم الله تعالى اللامحدود بالشيء ومميزاته وخواصه وتغيراته وقدرة الله المطلقة سبحانه على صياغة ما علِمهُ تجعل من تسميته للشيء تسميه مطلقة لا عيب فيها ، بحيث تكون الكلمة التي يطلقها الله تعالى على الشيء تختصر كل خواص هذا الشيء بداخلها بحيث لا يحيط بمعناها الكامل أي مخلوق فكلمات النص القرآني من المستحيل أن تكون من صنع البشر وإلا كان القرآن ناقص وليس مطلق لان كلمات البشر ناقصة وليست مطلقة
فالقرآن الكريم يحتوي على :
- الكلام : هو المعنى الكائن بالذات الإلهية .. لذلك لن يعلم تأويله إلا الله
- القول : فهو صياغة الكلمة التي هي كائنة بالذات الإلهية بقالب لغوي عبر لغة (لسان عربي)
فالبيان .. هو من عند الله .. فقد قال تعالى :
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } (سورة القيامة 16 - 19){ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) } (سورة الفرقان 33)
فكيف يأتي أحدهم ليقول لك أن فلان فسر القرآن؟!!!!!!! .. فكيف يكون الكتاب الذي جاء ليفسر لنا يفسره أحد فهل المُستًفسِر من الكتاب مُفَسر له .. أم يتعالون على الله
لذا .. كان لزاماً علينا طلب البيان من الله ومن خلال كتابه .. ولكن نعرض عليكم مختصر ما جاء في قول السلف عن الحروف المقطعة ..
ثالثاً : فهم حرف القاف من القرآن الكريم :
1- مختصر ما قيل في حرف القاف :
قالوا فيه أنه قوة فصل لبيان وتقصي آثر الحركة .. وقالوا حرف لهوي وله خواص في مدد القوى، ولهذا ابتدأ به أسماؤه تعالى (قادر، قوي، قائم، قهار) والقاف هي درجة (قرب قاب قوسين) التي يعرفها المتقربون جدا إلى الله.. وقالوا القاف فقادر على جميع خلقه وقيل هو شديد. يلفظه بعضهم مهجورا، وبعضهم يلفظه مهموسا. يصفه العلايلي بأنه: (للمفاجأة تُحدث صوتا) . ويصفه الأرسوزي بأنه : (للمقاومة). وكلا الوصفين يفضيان به إلى أحاسيس لمسية من القساوة والصلابة والشدة، وإلى أحاسيس بصرية وسمعية ، من فقاعة تنفجر، أو فخارة تنكسر.
2- خصائص حرف القاف من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف القاف بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف القاف :
- قبح :
{ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) } (سورة القصص 42)
فهم مقبوحين (إسم مفعول من قبح) من خلال قبح أفعالهم في الدنيا .. أصبحوا هم والقبح سواء فلا أثر لأصل إنسانيتهم الأولى فأصبحوا بالقبح مندمجين فلا يمكن عودتهم لحالتهم الأولى .. فالمقبوحين كما يلي :
فبالـ (الميم) تم جمع وضم أصحاب القبح في قالب واحد وبالـ (القاف) خروج ما هو ضد الحسن من فعل أنفسهم فاندمجا فكان نتاجهم حالة لا يمكن الرجوع إلى الحالة الأولى .. فخرجوا من حالة الحسن حيث تزول أثاره ولا يبقى للحسن اي أثر .. وبالـ (الباء) ينتقلوا من شيء لنقيضه فيظهر القبح على الحسن من داخل النفس لمحيطها .. وبالـ (الواو) جمعوا خواص القبح بداخلهم وخارجهم ظاهره وباطنه فيختفي فيهم كل أي حسن ويمنع ظهور الحسن فيهم .. وبالـ (الحاء) فيصبحوا مصدر القبح .. [أنفسهم].. محيطون بأغوار هذا القبح إحاطة كاملة ملتف حولهم غالب عليهم
- قبر :
{ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) } (سورة عبس 21)
خروج جسم من أصل متجسد .. إلى فناء لا أثر له فلا يمكن عودته لحالته السابقة (متجسد)
فبالـ (الألف) تأليف بين أحوال متفرقة بين حياة وموت وفناء جسد في إنضباط تام .. وبالـ (القاف) يصل إلى فناء لجسد فيصبح لا أثر له فلا يمكن عودته لحالته الأولى المتجسدة .. وبالـ (الباء) ينتقل من شيء لنقيضه من الحياة للموت .. وبالـ (الراء) فيتم ربط هذا الشخص بين طرفي الدنيا والآخرة حتى لو بدون إتصال .. وبالـ (الهاء) يهيمن عليه الموت دون الحياة فلا يجتمعان هازماً لهذه الحياة بالموت وحبسه عن الحياة مهندساً لكيفية فناءه
- قتل :
{ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) } (سورة المائدة 30)
فبالـ (القاف) إخراج نفس من أصل .. فيزول الحال الأول وتزول أثارة [الحياة] .. فلا يمكن إعادة من تحررت نفسه من جسده لحالته الأولى بعد موته .. وبالـ (التاء) إتمام مهمة ما قبله [القاف] وإتمام الهلاك والتلف للمتتامين والمتساويين في الوظيفة والمشاركة الدنيوية [الجسد والنفس] .. وبالـ (اللام) فيتم إتصال النفس لنسج حركة جديدة في عالم آخر وتحول من حالة الخلق إلى عالم الأمر
{ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ } (سورة يوسف 25)
- قرح :
{ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) } (سورة آل عمران 140)
وهنا لم يتم استعمال كلمة جرح لوصف الحالة الناتجة عن الأحداث.. حيث أن القرح كان واصفاً لأحداث وأثارها التي ينتج عنها حالة جديدة من المصاعب التي يكون تأثيرها مندمجاً مع المجتمع ناتجاً منه حالة مغايرة للحالة الأولى فلا يمكن إعادة ما تم فقدانه وخسارته وابتلاءات نتج عنها أحزان وكذلك ترقي في الحالة الإيمانية فزالت الحالة الأولى ولا يمكن الرجوع إليها وانتهت آثارها
فبالـ (القاف) خرج القرح من أصل الجرح بحيث تزول أثار الجرح وتظهر حالة آخري (القرح) ويتحول من حال إلى حال آخر فلا يمكن الرجوع للحالة الأولى فينتهي أثر الجرح ويظهر ظاهر آخر نتيجة للقرح وبالـ (الراء) فتصبح ألامه وأحزانه الناتجة عن هذا القرح مرتبطة بأحواله وأموره وحركته الدنيوية متحكمة فيها بدون إتصال متجسد وإنما من خلال الحس وبالـ (الحاء) يحيط به هذا القرح والألم إحاطة كاملة ويصل لأغواره
- قَذف :
{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) } (سورة الأنبياء 18)
وبتأمل الآية نجد أن القذف بمقذوف الحق والمقذوف عليه الباطل .. فيتحول الباطل من حال إلى حال فلم يعد له آثر وقد بين الله تعالى وأكد ذلك من خلال قوله (فيدمغه)
فبالـ (القاف) خروج الحق من أصل [من عند الله تعالى] فيصيب الباطل فتزول أثاره وتظهر حالة آخري ويتحول الحال إلى حال آخر فلا يمكن الرجوع للحالة الأولى فينتهي أثر الباطل ويظهر ظاهر آخر هو ظاهر الحق وبالـ (الذال) تجعل الحالة اوالأحوال الجديدة تحمل صفات الحق كاملة وتعرف تلك الأحوال من خلال الحق وتذيل ما دونه وهو الباطل فيجعله في ذيل الأشياء وبالـ (الفاء) تُفرَق الأمور والأحوال ويفرق بين الحق والباطل ويمحص الناس بهذا القذف في الفتن
فبالـ (القاف) خروج الحق من أصل [من عند الله تعالى] فيصيب الباطل فتزول أثاره وتظهر حالة آخري ويتحول الحال إلى حال آخر فلا يمكن الرجوع للحالة الأولى فينتهي أثر الباطل ويظهر ظاهر آخر هو ظاهر الحق وبالـ (الذال) تجعل الحالة اوالأحوال الجديدة تحمل صفات الحق كاملة وتعرف تلك الأحوال من خلال الحق وتذيل ما دونه وهو الباطل فيجعله في ذيل الأشياء وبالـ (الفاء) تُفرَق الأمور والأحوال ويفرق بين الحق والباطل ويمحص الناس بهذا القذف في الفتن
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف القاف بالقرآن الكريم :
ردت بالقرآن الكريم بحرف القاف نستنتج أن حرف القاف خصائصه :
خروج شيء من أصل شيء وإندماجه مع آخر فيتحولا المندمجان لحالة آخري لا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الإندماج .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً فلا يبقى لها أثر .. وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الإختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت .. وهذا التحول يعتمد في سرعة وقوة كلمة حرف القاف المصاحبة له
رابعاً : تَدبر.. قول الله تعالى في سورة ق : { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) } (سورة ق 1)
الحروف في بداية السور ليس كما يظن البعض أنها قسم .. أو مجرد حروف أو كل ما ورد فيها .. بل أنها جزء لا يتجزأ من السياق بل تحوي ما هو يضاهي ألاف الكلمات والتي فيهل يكمن دلالات لا حدود لها في شرح ما يليها وفي ضوء محاولة فهم خصائص حرف القاف سوف نعرف جزء من التأويل في الآية لم يكن في مداركنا من قبل
فحرف القاف في الآية ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) .. هنا بواو المعية مع القرآن المجيد .. وسياق والخط البياني للآيات بل والسورة بأكملها تعبر عن معنى حرف القاف :
خروج شيء (القرآن المجيد) من أصل شيء (الكتاب المبين – اللوح المحفوظ ) وإندماجه مع آخر (بين مجتمع المشركين) فيتحولا المندمجان لحالة آخري (الإيمان والعلم الإلهي) ولا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الإندماج (الإشراك وباطل الشيطان) .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً فلا يبقى لها أثر (الجهل بالله وعلمه) .. وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الإختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت .. وهذا التحول يعتمد في سرعة وقوة كلمة حرف القاف المصاحبة له)
فنجد أن جاء لهم منذر فأخرجهم من الظلمات إلى النور .. (بالقرآن المجيد) .. ويكأن القرآن هو الحق الذي يُقذَف به الباطل فيدمغه فما كان من الباطل إلا أن زهق :
{ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) } (سورة الإسراء 81)
فهو كتاب خرج من أصل (الكتاب المحفوظ) بل كلاهما من العلم الكائن بالذات الإلهية وبنزوله وتنزيله بالحق أصبح نوراً لنا وفينا حال بين حالة ما قبل تنزيله وحالة بعد تنزيله فكان فيه (الكتاب والحكمة) و (الكتاب والميزان) و (الهدى والبشرى) و (الهدى والرحمة) و(الشفاء والرحمة) و (الهدى والفرقان) و (الهدى والشفاء) والقرآن العظيم
فالقرآن المجيد :
===============
(القرآن) : هو الذي تنزل من عند الله وبه كلمات الله وقوله
وصياغته صياغة إلهية بلسان عربي مبين فبإندماج الشخص والمجتمع فيه يتحولا به لكيان
واحد ويصبح الشخص والمجتمع في حال غير ذات الحال الذي كان عليه فلا يكون هناك أثر
للشخص والمجتمع قبل أن يعمر القلوب بالقرآن والإيمان فيتبدل حاله من حال إلى حال
فبعد ما بلغه من علم لا محالة أن يعود لحالته الأولى فلا يكون لها أثر فيدمغ في
القلوب كل باطل ويحل محله كل حق وهذا يتوقف بالطبع على مقدار وسرعة حركة القرآن في
هذه القلوب .. فبه يتم تحكم المؤمن بأحواله وأموره وأطرافها من خلال الحس والبصيرة
.. فيألف بين أمورهم وأحوالهم فيضبطها ضبطاً تاماً وتظهر صفاته الإيمانية على
غيرها من أباطيل فيؤنس به المؤمنين ويصبحوا نسيج واحد .. فتكون صفاتهم النقية
الناتجة من تعاليم القرآن وهداية الله تعالى منقاه بلا اختلاط متنافرة مع كل صفة
باطلة وينسفها وينهي القرآن على غيره من أباطيل لينفرد ويبقى وحيداً متفرداً فيقضي
على كل ما يختلط به فهو علم من عند الله لا يحتاج لغيره ليدعمه أو يكمله
(المجيد) : فمن صفاته أنه فيه تم جمع وضم أشياء شتى وتم وضعها في قالب واحد وكتاب واحد .. فهو جامع لمكونات متفرقة ليصير واحداً فتكون جلال الأشياء والأمور والأحوال وكمالها وظهورها في اشد حالاتها .. فهو جالياً للشيء في حيزه وأبعاده وكينونته دون إختلاط بغيره ودون حاجة لعلم دونه .. فبجلاءه للامور يغير ما سبقه من أباطيل ويحل محلها الحالة الأكثر وضوحاً والأنشط والأنفع فينجلي لنا به عمق خفي وما خلا القرآن وما إتبع أحد غير هذا القرآن إلا اختلف عنه ونقص جلاء الشيء فيختل تمامه
===========
فدلالات حرف القاف بالقرآن مطلقة وبالطبع تتجاوز فهمنا المحدود ولكن نحاول الاقتراب من خصائص هذا المطلق بقدر يمكن معه تدبر الآيات .. وطبقاً لهذا الفهم فنحن أمام (ق) الحرف الذي يحتوي في أول السورة ووجود القرآن المجيد معه ما هو إلا بيان لنا أن هذا القرآن هو السبيل للحق الذي يحوي على كلمات وقول الله تعالى وآثاره في حالة فهمه وتدبره والعمل بما جاء فيه فيمحق الله تعالى الباطل فينا ونتحول من حال إلا حال .. فلا يبقى آثر لحالتنا السابقة ..
فإذا ما أردت التوبة وسلوك الطريق المستقيم بل أن (ق) هنا تشير لنا أن فعل هذا القرآن فينا مستمراً ودائم التغيير وأنه سوف يظل هذا القرآن حاقاً للحق يبطل كل باطل ويدمغه :
{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) } (سورة الصف 8 - 9)
بل المتتبع والمتدبر لسورة (ق) سوف يجد في آياتها كثيراً من الأمثلة التي يضربها الله لنا فيها عن واقع الحركة والقوة والتبديل من حالة إلى حالة مغايرة فخلق السماء والأرض ونزول المطر وخروج الزرع وكل هذه أفعال الخالق بمثابة خصائص حرف القاف في واقع التبديل من حال إلى حال .. إلا أنه جاء في مقدمة وصدر الآية القوة التي يمثلها الحرف (ق) مصاحبة للقرآن المجيد وتأثيره الشامل على مستوى المجتمع ومستوى الفرد إذا ما أراد لنفسه أن يتحول من حال الباطل إلى حالة الحق .. من حالة الشر إلى حالة الخير .. الخ .. فلا يبقى للحالة الأولى أثراً
حق النشر والكتابة للكاتب: كامل عشرى
تعليقات
إرسال تعليق