القائمة الرئيسية

الصفحات

نتيجة بحث الصور عن طس تلك ايات القران وكتاب مبين

كامل عشري يكتب : تأويل (طس) .. من القرآن الكريم
 (طس) من الحروف المقطعة في أوائل السور .. جاءت في موضع واحد ..  وهنا نتعلم من كتاب الله معنى ودلالة الحروف المقطعة في قوله تعالى :
{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) } (سورة النمل 1 - 2)
فنجد أن تلك الأسئلة تفرض نفسها علينا :
  • س1 : ما هي الحكمة في تواجد حرفي (طس) في أول السورة؟!!!!!
  • س2 : لابد وان (طس) حرفان لهما معنى وإلا ما المبرر في وجودهما؟!!!!!
  • س3 : لماذا لم يستطع أحد منذ بداية الدعوة أي منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وحتى الآن تأويل تلك الحروف، بالرغم من أنهم تصدوا لتأويل القرآن كله بجميع حروفه وكلماته وآياته في مجلدات ضخمة في جميع العصور، هل عدم تأويلهم عن عمد أو عن عدم معرفة؟!!!
  • س4 : ما معنى ودلالة حرفي (طس) في هذه السورة ؟!!!!
    =======
    وفي إطار محاولة التأويل بقدر علمنا الإنساني للمعنى الكائن بالذات الإلهية من خلال القرآن المجيد سوف نستعرض التالي :
  • أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :
  • ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :
  • ثالثاً : فهم حرف (الطاء) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (الطاء)
  2. خصائص حرف (الطاء) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (الطاء) من القرآن الكريم
  • رابعاً : فهم حرف (السين) من القرآن الكريم :
  1. مختصر ما قيل في حرف (السين)
  2. خصائص حرف (السين) من القرآن الكريم
  3. ما وعيناه من دلالات حرف (السين) من القرآن الكريم
  • خامساً : تَدبر.. قول الله تعالى  (طس)
 ============================

أولاً : قول السلف عن الحروف المقطعة في أوائل السور :

  • منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى اللهولم يفسرها
  • منهم من قال هي فواتح افتتح الله بها القرآن
  • منهم من قال هي إسم من أسماء السور
  • منهم من قال هي إسم من أسماء الله تعالى
  • منهم من قال هي حروف استفتحتمن حروف هجاء أسماء الله تعالى
  • منهم من قال هي مدة أقوام وآجالهم  .. فالألف مفتاح الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة
  • منهم من قال هي الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف
  • منهم من قال هي ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين
  • منهم من قال هي كررت ليكون ابلغ فى التحدي والتبكيت.. وكرر التحدي بالصريح قال وجاء منها على حرف واحد كقوله(ص ، ن ، ق) وحرفين حموثلاثة (الموأربعة مثل (المر) و (المص) وخمسة مثل )كهيعص، حمعسقلأن أساليب كلامهم على هذا مـن الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة أحرف وعلى أربعة أحرف وعلى خمسة أحرف لا أكثر من ذلك (قلت) ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع في تسعة وعشرين سورة
  • منهم من قال (كهيعص) التي جاءت في "سورة مريم: " هو اسم تخشاه السماء والأرض
  • منهم من قال هي يستبارك بها الناس ويكتبونها على واجهات منازلهم ومحلاتهم التجارية للبركة دون فهم لمعانيها.
  • منهم من قال هي قرع لأسماع وقلوب القارئينللقرآن أو المستمعين إليه ، حتى يتهيئوا لتلقى كلام الله 
  • منهم من قال هي معجزة لرسول الله( ص) من حيث نطقه بأسماء الحروف ، وهو أمي، والأمي ينطق بأصوات الحروف دون معرفة أسمائها
  • منهم من قال هي فيها تنبيها عن إعجاز القرآن الكريمالذي صيغ من جنس تلك الحروف الهجائية التي يتكلم بها العرب ، ويعجزون عن الإتيان بشيء من مثله

ثانياً : طريقة الفهم الصحيح للحروف المقطعة :

هنا سوف نعتمد على ما يعلمنا الله من خلال القرآن الذي يحوي كلماته ويحوي المعنى الكائن بالذات الإلهية . وهو القول الذي صاغه بلسان عربي كقالب صاغه الله تعالى أيضاً ليعبر لنا عن دلالات ومعاني كلماته .. فالمُعلم والمبين لنا هنا القرآن الكريم .. وإذا كنا بصدد أن نتعلم من القرآن .. فليس العلم البشري إلا علم ظني يفتقد هذا الإلهي المطلق  
 ولعل دائماً ما يضطرب التأويل حينما لا يفهم من يقوم بالتأويل مقصد قول الله تعالى أي عدم فهمه المعنى الكائن في ذات الله ، وبالطبع لن يعلم تأويله إلا الله ، ولكن يظل هناك طرفاً من معنى يمكن أن يدركه البشر هو جزء من المعنى الكائن بالذات الإلهية ، يكشفه الله لنا كل مرة عندما يكشف لنا عن ساق (جانب) من القرآن فنكتشف أفاق جديدة بالقرآن تمنحنا فهماً أعمق لمساعدتنا في فهم أحداث جارية
 والإنسان غير قادر على اختراع اللغة ، وبالتالي لابد له من معلم يعلمه بغض النظر عن مفهوم الخلائق لبداية الإنسان فالله تعالى هو الذي علم الإنسان اللغة  ، فعندما علم الله اللغة للإنسان كان لابد من إطلاق مسميات على الأشياء ، وتكون هذه المسميات صحيحة لأن علم الله مطلق بالأشياء وقدرته على الصياغة أيضا مطلقة وليس مثل البشر ، فعلم الله تعالى اللامحدود بالشيء ومميزاته وخواصه وتغيراته وقدرة الله المطلقة سبحانه على صياغة ما علِمهُ تجعل من تسميته للشيء تسميه مطلقة لا عيب فيها ، بحيث تكون الكلمة التي يطلقها الله تعالى على الشيء تختصر كل خواص هذا الشيء بداخلها بحيث لا يحيط بمعناها الكامل أي مخلوق فكلمات النص القرآني من المستحيل أن تكون من صنع البشر وإلا كان القرآن ناقص وليس مطلق لان كلمات البشر ناقصة وليست مطلقة
 فالقرآن الكريم يحتوي على :
  • الكلام : هو المعنى الكائن بالذات الإلهية .. لذلك لن يعلم تأويله إلا الله
  • القول : فهو صياغة الكلمة التي هي كائنة بالذات الإلهية بقالب لغوي عبر لغة (لسان عربي)
فالبيان .. هو من عند الله .. فقد قال تعالى :
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } (سورة القيامة 16 - 19){ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) } (سورة الفرقان 33)
فكيف يأتي أحدهم ليقول لك أن فلان فسر القرآن؟!!!!!!! .. فكيف يكون الكتاب الذي جاء ليفسر لنا  يفسره أحد فهل المُستًفسِر من الكتاب مُفَسر له ..  أم  يتعالون على الله
لذا .. كان لزاماً علينا طلب البيان من الله ومن خلال كتابه .. ولكن نعرض عليكم مختصر ما جاء في قول السلف عن الحروف المقطعة ..

ثالثاً : فهم حرف (الطاء) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف (الطاء) :
قيل فيه تضخيم احتوائي واجتذاب داخلي للحركة  الطاء فالطاهر المطهر مهموس شديد يشبه شكله في السريانية صورة الطير . ويقول عنه العلايلي: إنه (للملكة في الصفة والالتواء والانكسار) وقيل  صوت هذا الحرف ، إنما هو تفخيم للتاء الرقيقة. وعندما ينفخ في الرقيق ويضخم ، لابد ان نحصل منه على ما هو مجوَّف كالطبل. وهكذا كان صوته أشبه ما يكون بضجّة الطبل. له إيحاء لمسي بين المرونة والطراوة، وله من المذاقات طعم الدسم، ومن الشمِّيات رائحة العطور، وله إيحاء بصري من الضخامة بين التكوّر والفلطحة.
2-  خصائص حرف (الطاء) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (الطاء) بالقرآن الكريم طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف (الطاء) :
  • طعم :
قال تعالى : 
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا } (سورة البقرة 61)
تأويل (طعم)
فبالـ (الطاء) تطويع الغذاء والسيطرة عليه وضبط حركته ونقله من نطاق مصدره لآخر ونطاقات أكثر تفصيلاً (مرحلة إنتاجه وصولاً لتناوله)  .. وبالـ (العين) الوصول إلى أعماق علم بطرق إعداد هذا الغذاء بجميع مراحله ومذاق هذا الغذاء  .. وبالـ (الميم) ضم هذا الغذاء في قالب واحد وهو نتاج هذا التجهيز للتناول والأكل والتذوق 
تأويل (طعام)
فبالـ (الطاء) تطويع الغذاء والسيطرة عليه وضبط حركته ونقله من نطاق مصدره لآخر ونطاقات أكثر تفصيلاً (مرحلة إنتاجه حتى تناوله)  .. وبالـ (العين) الوصول إلى أعماق علم بطرق إعداد هذا الغذاء بجميع مراحله .. وبالـ (الألف) تأليف وتدبير مستمر بين الأنواع المتفرقة والمختلفة من أنواع الغذاء وتجهيزههم وضبطهم ضبطاً تاماً على أحسن وجه ممكن فيؤنس بهذا الغذاء .. وبالـ (الميم) ضم هذا الغذاء في قالب واحد وهو نتاج هذا التجهيز للتناول والأكل

خصائص (الطعام) من خلال دلالات ومعاني الحروف :
  • الطعام : هو نتاج تطويع وتجهيز الغذاء من مصدره حتى تجهيزه لمرحلة التناول والأكل
  • الطعام : هو نتيجة تجهيز أصناف عدة ووضعها في قالب واحد
  • الطعام : يحتاج إلى المعرفة بعلوم شتى في مختلف نطاقات ومراحل إنتاج وإعداد وتجهيز الأغذية المكونة للطعام
  • طبق :
قال تعالى :
{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) } (سورة الِانْشقاق 19)
فبالـ (الطاء)  تطويعهم والسيطرة عليهم وضبط حركتهم ونقلهم من نطاق إلى آخر إستعداداً لنقلهم لنطاق أخر وهكذا وبالـ (الباء) الانتقال من حالة  لنقيضها في كل نطاق  .. وبالـ (القاف) خروج شيء من أصل شيء واندماجه مع آخر فيتحولا المندمجان  لحالة آخري لا يمكن الرجوع إلى حالته الأولى قبل الاندماج  .. بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً فلا يبقى لها أثر .. وتنمو من داخل الحالة الأولى حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن الحالة الأولى فلا يمكن أن تعود لحالتها السابقة كما كانت .. وهذا التحول يعتمد في سرعة وقوة كلمة حرف القاف المصاحبة له .. فدخول الإنسان عالم الدنيا بهذه الكيفية وخروجه لحياة البرزخ بنفس الكيفية وخروجه للبعث بنفس الكيفية
  • طمس :
قال تعالى :
{ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ } (سورة يونس 88)
بالـ (الطاء) تم تطويع الأموال والسيطرة عليها وضبط حركتها ونقلها من نطاق الفعل لنطاق آخر الضرر وهكذا  وبالـ (الميم) تم جمع وضم وتداخل تلك الأموال ووضعها في قالب واحد (أموال المشركين) .. وبالـ (السين) هو بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر بعمق الأموال وأنفسهم ويسيطر الأمر عليهما سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من نفع الأموال إلى عدم نفعها
———————————–
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3-  ما وعيناه من دلالات حرف (الطاء) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (الطاء)  نستنتج أن حرف (الطاء) خصائصه : 
تطويع الشيء والسيطرة عليه وضبط حركته ونقله من نطاق إلى آخر إستعداداً لنطاقات آخرى أكثر تفصيلاً 

رابعاً : فهم حرف (السين) من القرآن الكريم :

1- مختصر ما قيل  في حرف (السين) :
قالوا فيه أنه يشبه الصوفيون حرف السين بالمشط الذي تمشط به الجميلة شعرها، او يشبهونه بأسنان المحبوب وقيل السين فالسميع البصير وقيل أنه مهموس رخو، يشبه رسمه في السريانية صورة السن. يقول عنه العلايلي: إنه (للسَّعة) والبسط بلا تخصص. وقال الأرسوزي عنه: إنه للحركة والطلب .. وقيل حرف السين هو أحد الحروف الصفيرية ، صوته المتماسك النقي يوحي بإحساس لمسيِّ بين النعومة والملاسة، وبإحساس بصري من الانزلاق والامتداد، وبإحساس سمعي هو أقرب للصفير. وليس في صوته مايوحي بأي إحساس ذوقي أو شمي أو مشاعر إنسانية. فما رصيد هذه الخصائص الصوتية في حرف السين من معاني المصادر التي تبدأ به
2- خصائص حرف (السين) من القرآن الكريم :
وهنا سوف ندرس مصدر بعض الأفعال التي تبدأ بحرف (السين) بالقرآن طلب للبيان من الله تعالى لفهم حركة ومعاني ودلائل وخصائص حرف (السين) :
  • سَبِّحْ  
قال تعالى :
 { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) } (سورة النصر 3)
فبالـ (السين) النفس بمركزها وعمقها تسيطر على أمر الجسد سيطرة تامة للتمكن من الإنتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة ومن أمر إلى أمر آخر ..  وبالـ (الباء) ظهور الحركة من داخل الأمر الإلهي وإنتقال الأمر من عالمه إلى حركة ظاهرة في عالم الخلق .. وبالـ (الحاء) هي الإحاطة بالعلم عن الأمرالذي يستدعي الحركة والسعي بعلم ملتف ومحيط بكيفية تنفيذ الأمر ويعلم أغواره
وبإضافة التاء والياء يكون (التسبيح) 

خصائص (التسبيح) من خلال ومعاني ودلالات الحروف : 
  • التسبيح : التسبيح هو عمل وحركة
  • التسبيح : يحتاج إلى قمة إتقان العمل
  • التسبيح : هو إتقان للعمل من خلال خضوع تام للأمر الإلهي
  • التسبيح : يحتاج إلى يسطرة تامة للنفس على الجسد
  • النسبيح : يحتاج لحركة وسعي من خلال إحاطة بعلم أمر الله 
  • التسبيح : عمل وحركة تنتج عنها عطاءات الله في الدنيا والآخرة وتعطي العلم لهذا المُسبح
  • التسبيح : في أعلى درجاته يتجاوز نظام الأمر ويصل لنظام الحمد (بأن يتعدة حدود الأمر لما هو أزكى عملاً) 
  • سبغ :
قال تعالى : 
{ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) } (سورة لقمان 20)
 فبالـ (الألف)  الله تعالى ألف بين الأمور والأحوال والأشياء  المتفرقة والمشتتة من النعم وضبطها ضبطاً تاماً لأقصى مدى لينس بها في الدنيا .. وبالـ (السين)  تم تسخيرها لتصل إلى عمق النفس البشرية بما يمكنها من خلال هذه النعم الإنتقال بحركته من موضع إلى موضع وبباطنها من حالة إلى حالة  .. وبالـ (الباء)  فأظهرها لنا تلك النعم ومكننا منها لنتقل من حالة السكون إلى حالة الحركة والسعي   .. وبالـ (الغين) إحتفظ في تلك النعم  بما لم يتم كشفه محجوب غير مُدرَك غالب على المنتفع به غني عنه يعمل بدون إرادته وخاضع كلياً لإرادة خالقهم الله (كحركة القلب في جوف الإنسان وحركة الشمس والقمر في السماء)

خصائص (أسبغ) من خلال ومعاني ودلالات الحروف : 
  • أسبغ : قدرة الله تعالى على جمع لجميع اللأمور والأشياء والأحوال لخدمة الإنسان
  • أسبغ : قدرة الله تعالى على ضبط تام  لتلك  الأمور والأحوال والأشياء لخدمة الإنسان 
  • أسبغ : تمكين الإنسان من خلال هذا الجمع والضبط  للأحوال والأمور والأشياء من حركة وسعي لتحقيق الهدف من وجوده
  • أسبغ : وجود ضبط أمور وأحوال وأشياء لا يمكن أن يدرك الإنسان مداها ولا يمكن بلوغ بواطنها وأغوارها
  • سبق :
قيل س ب ق : سَابَقَهُ فسَبقَهُ من باب ضرب و استَبَقَا في العدو أي تَسابَقَا وقيل في قوله تعالى { إنا ذهبنا نستبق } أي ننتضل و السَّبَقُ بفتحتين الخطر الذي يوضع بين أهل السباق و سِبَاقَا البازي قيداه من سير أو غيره .. فلنستعرض المعنى والدلالة :
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) } (سورة الحشر 10)
فبالـ (السين)  كانوا بعمق نفوسهم ومركزها وحركتهم وسعيهم  بالحياه الدنيوية فسيطروا على أمورهم وأحوالهم فانتقلوا من حالة إلى حالة من ضلال إلى إيمان من باطل إلى حق  .. وبالـ (الباء) ظهر عليهم  الإيمان وظهروا هم على من دونهم ممن تمسكوا بالباطل فكان سعيهم وحركتهم في الدنيا ظاهرة على غيرهم   .. وبالـ (القاف) من خلال الرسالة الإلهية على لسان رسله وبكتبه فاختلطن في نفوسهم وعمقها فاندمج هذا العلم في نفوسهم فاندمجا فتحولوا لمؤمنين فلم يعد الحالة الأولى لها أثر ما قبل الإيمان
-----------------------------------
ونكتفي بهذا القدر .. من دراسة الحركة والخصائص .. والتي إستقينا منها :
3- ما وعيناه من دلالات حرف (السين) بالقرآن الكريم :
من خلال دراسة الكلمات السابقة  التي وردت بالقرآن الكريم بحرف (السين) نستنتج أن حرف (السين) خصائصه : 
هو بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر أو الشيء بمركز النفس وعمقها ويسيطر الأمر أو الشيء أو الحالة عليه سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من شيء إلى شيء ومن موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة

خامساً : تَدبر.. قول الله تعالى (طس):

{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) } (سورة النمل 1 - 2)
وباستعراض ما وصلنا إليه من معاني ودلالات لحرف الطاء والسين :
حرف الطاء (ط)
تطويع الأمر أو الحالة أو الشيء  والسيطرة عليه وضبط حركته ونقله من نطاق إلى آخر إستعداداً لنطاقات آخرى أكثر تفصيلاً 
حرف السين (س)
بلوغ المركزية أو العمق فيضع الأمر أو الشيء أو الحالة  بمركز النفس وعمقها ويسيطر الأمر أو الشيء أو الحالة عليه سيطرة تامة للتمكن من الانتقال من شيء إلى شيء ومن موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة (نفسي – طاقي – مشاعر) 

طس :

(الطاء) تطويع المعنى الكائن بالذات الإلهية  (الكلمات) وصياغتها صياغة إلهية والسيطرة عليها وضبط حركتها ونقلها من ساحة إلى ساحة..  من نطاق السماء إلى نطاق الأرض إستعداداً لنطاقات آخرى  داخل نفوس وفؤاد وقلوب المؤمنين  (السين) فتبلغ وتُنفذ هذه الآيات إلى مركز وعمق النفس والفؤاد فبوصولها لمركز النفس المؤمنة وعمقها تسيطر على هذه النفس سيطرة تامة مما يُمكن النفس من السيطرة على الجسد وما حوله من أحوال وأمور سيطرة تامة تُمكن المؤمن من الانتقال من موضع إلى موضع ومن حالة إلى حالة من الضلال إلى الهدى ومن الباطل إلى الحق   

فبالطاء والسين  كانت تلك الآيات من القرآن والتي تم جمعها في الكتاب المبين فكان من خلال هذا التطويع والصياغة وناذها إلى نفس وأفئدة الناس فكانت بمثابة هدى وبشرى للمؤمنين

حق النشر والكتابة للكاتب: كامل عشرى

تعليقات