خاتم النبيين
قال تعالى :
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ
مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ
اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} ﴿٤٠﴾ سورة الأحزاب
مصدر كلمة خاتم .. ختم .. ومن مشتقاتها
مختوم وختامه
وختم تعني :
ما اختلف وكان مختلف عن غيره فهو خارج
الأشباه وخلقه الله لذاته التام المتمم لما قبله المتساوي في الوظيفة والمشاركة والمتفاعل
والمتتاخم المتمم لكل ما قبله فجمع وضم وتداخل كل ما قبله فيه (في قالب واحد) في
مكان ومقام وميقات أي في المحل والمنزل فيكون الفاعل الذي ختم هو المفاعل وما يفعل
به مفعول
فالله تعالى حين ختم على قلوب الكافرين
.. فكان الله الفاعل ومفاعل والكافرون هم المفعول به .. فاختلف حال قلوبهم فأصبحت
خارج الأشباه عن بني جنسهم وأصبحت قلوبهم تامة الكفر متفاعلة على هذا الكفر فضمت
وجمعت وتداخل الكفر في تلك القلوب فكان المكان مكان كفرهم على الأرض والمقام
بقلوبهم والميقات فترة معيشتهم الدنيوية
ولكن ما الرحيق المختوم
قال تعالى :
{يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ}
﴿٢٥﴾ سورة المطففين
الرحيق .. ما ارتبط وأحاط وبلغ أغوار
الشيء في حالة نشطة في زيادة يخرج من مصدر
ما ويندمج بالشيء فيتحول الشيء والرحيق لحالة جديدة مختلفة عن أصليهما
فالرحيق مرتبط باللقاح ومحيط به ويبلغ
أغوار اللقاح .. ويخرج من اللقاح في حالة نشطة وفي زيادة مستمرة فينمج بالزهرة ككل
فيتحول الرحيق باندماجه بأوراق الزهرة وأوراقها لحالة جديدة مختلفة عن المادة
الزيتية للرحيق ولكن تصبح لها رائحة خاصة تختلف باختلاف الزهرة
ولكن ما صفة الرحيق كونه مختوم
أي أن الرحيق مجموع ومضموم في قالب خاص
وله مقام خاص لكل مؤمن خلقه الله لذات المؤمن فيختلف رحيق كل مؤمن عن آخر حسب مقامه
فيكون لكل درجة منة تامة ومتممة لما قبلها حيث أنه في ظاهره هو رحيق واحد ولكن
باطنه يظهر حين يسقى المؤمن ويجمع ويضم هذا الرحيق إليه فيصير الرحيق مختوم حسب درجة الإيمان فتمامه وزيادة
نشاطه حسب مقام هذا المؤمن بالجنة ودرجته فتنبعث منه بزيادة عن غيره وتحل وتغلب
مقام غيرها حسب درجة إيمان المؤمن بالحياة الدنيا
والآن لابد وأن اتضح معنى خاتم النبيين
فهو النبي الذي يختلف عن غيره من
النبيين وخارج الأشباه التام والمتمم لكل الأنبياء قبله رغم أنه يشاركهم ويتساوى
معهم في وظيفته كنبي يبلغ البشرية ولكن رسالته في حالة ضبط مستمر لأحوال البشر فهو
نبي يتفاعل ويتمم كل الأنبياء ويضم كل الرسالات في قالب واحد كتاب الله تعالى
القرءان الكريم الذي يصلح لكل زمان ومكان ومقام يلي تنزيله .. فكانت الرسالة
الخاتمة للنبي الخاتم
فحالة انبعاث العلم من الرسالة مستمرة
لا تحتاج لرسالة او نبوة بعده ليتممها ..
وكل ادعاء غير ذلك فهو ينافي القرءان الكريم ويهجره
تعليقات
إرسال تعليق