القائمة الرئيسية

الصفحات

 

الفرق بين العليم والخبير

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

قال تعالى :


{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} ﴿٣٢﴾ سورة البقرة

{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ﴿١٤﴾ سورة الملك

 

الْعَلِيمُ

قانون أساسي من قوانين الله له صفات وخصائص يمكن استخلاصها من خلال خصائص الحروف نتبعها بمثال

 

عَ : الله العليم يضبط  ضبط مستمر وصول الإنسان في عالم الخلق إلى أعماق العلم الخفي الغير مُدرِك الذي لم يكن يراه ليدرك عمقاً لم يكن بالغه ليكتشف ما كان خفياً عنه .. وبإكتشافه لهذا العلم إما يكون مجرد ناظراً أو مبصراً فيُعْلَم ويعلم التغيير الذي طرأ عليه بعد هذا الكشف

 

لِ : هذا الكشف الإلهي لما كان خفياً يجعله الله من خلال تواصل الإنسان بنسيج حركة هذا العلم الذي كان خفياً فعادة ينتقل من ساحة أو نطاق لساحة أو لنطاق آخر ليدرك الذي كان خفي منها ..

 

يِ : فبوضوح هذا الذي كان خفي وبخروجه لمنطقة إدراكه فيجد علماً عن عضواً أو مرحلة أو شيئاً هو الأكثر تأثيراً وأنشط وأعجب وأصغر أو أدق فيكون الأغرب مما وصل إليه إدراكه .. وضوح الإدراك هذا متتالي  يتكرر ويزيد باستمرار لا نهاية له

 

مُ : هذا الإدراك المتتالي الذي يكشفه الله للإنسان مجموع ومضموم ومتداخل في قالب مادي ويكون كل مرة مجموع على هذا المقام الذي يدركه في ميقات ومكان محل الكشف فيتفاعل مع ما اكتشفه ويتواصل معه جامع له علم وخواص ظاهرة وأخرى باطنة يوقي أحدهم الآخر فيكون هذا العلم وسط بين البيئتين ما ظهر واكتشفه وأدركه وباطن ما زال لم يدركه يمكن أن يدرك بعضه من خلال ما ظهر له من هذا القالب

 

 

والآن فلنضع مثال (المادة)

 

1-   الله العليم يضبط  ضبط مستمر وصول الإنسان لخفايا علوم المادة في عالم الخلق

2- وصلنا ونصل إلى أعماق علم خفي غير مُدرِك عن المادة والذي لم نكن نراه لندرك أعماقاً خفية منها لم نكن بالغيه من قبل حيث وصلنا للجزيء ثم اكتشفنا الذرة ثم مكوناتها وما زلنا نكتشف حيث بلغنا عمقاً لم نكن بالغيه لنكتشف ما كان خفياً عنا ..

3-   بإكتشافنا لهذا العلم عن أعماق إما نكون مجرد ناظرين أو مبصرين لقوانين الله وخلقه فيُعْلَم ويعلم التغيير الذي طرأ علينا من هذا الكشف هل الإيمان بالله أم الكفر به والعناد

4- هذا الكشف الإلهي لما كان خفياً في مكونات وأعماق المادة يجعله الله من خلال تواصل الإنسان بنسيج حركة المادة فينقلنا من ساحة خارجية منها لساحة أعمق فأعمق  ليمكن أن الذي كان خفي منها

5-  بوضوح هذا الذي كان خفي في عمق ما من المادة وبخروجه لمنطقة إدراكنا نجد علماً عن عضواً أو مرحلة أو شيئاً هو الأكثر تأثيراً وأنشط وأعجب وأصغر أو أدق فيكون الأغرب مما وصل إليه إدراكه .. فالجزيء أنشط وأعجب من المادة وأكثر من المادة والذرة أكثر وأكثر وأجزاء الذرة أنشط وأعجب وأكثر تأثيراً وهكذا وضوح الإدراك هذا متتالي  يتكرر ويزيد باستمرار لا نهاية له

6- هذا الإدراك المتتالي للمادة الذي يكشفه الله للإنسان مجموع ومضموم ومتداخل في قالب مادي ويكون كل مرة مجموع على هذا المقام الذي يدركه في ميقات ومكان محل الكشف فيتفاعل كل مرة مع هذا القالب فتفاعل الإنسان مع المادة ككل ومع الجزيء المفرد وكذلك الذرة بل ومكوناتها فيتفاعل مع ما اكتشفه ويتواصل معه جامع له علم وخواص ظاهرة وأخرى باطنة يوقي أحدهم الآخر فيكون هذا العلم وسط بين البيئتين ما ظهر واكتشفه وأدركه وباطن ما زال لم يدركه يمكن أن يدرك بعضه من خلال ما ظهر له من هذا القالب ولكن علم قوانينه .. مثل معرفته تفاعل الذرة مع أخرى كقوانين .. ولكن لا يصل كيف يتم التفاعل وهذا يلزم كشف آخر ولكن دائماً يظل هناك ما هو خفي لا يعلمه إلا الله في أي ميقات للكشف لعمق ما فيظل الإنسان يسعى للإدراك الكامل ولا يصل إليه

 

فاسم الله العليم من الأسماء الذي من خلال قانونه ندرك الله تعالى ونُبصِر فيما يكشفه الله لنا عظمة الخالق وعجزنا عن الوصول لنهاية عمق عالم المادة بكل ما فيه من أسرار خفيه لا يعلمها إلا الله فيزيد الإيمان لمن أبصر أن الله حق في هذا الكتاب المنشور ويفتتن من ظن أنه يمكنه الوصول لأصل المادة

 

 

 

الْخَبِيرُ

 

قانون أساسي من قوانين الله له صفات وخصائص يمكن استخلاصها من خلال خصائص الحروف وتشكيلها نتبعها بمثال

 

خَ : الله الخبير يضبط  ضبط مستمر خروج المخلوقات من عمق خفي أو من شيء اختلف عنه أو خصم منه أو يضر بسلامته أو استواءه .. فيكون ما خرج خُلِق لذاته أو دخوله من عمق خفي بضبط تام ومستمر لإتمام الظهور

 

بِ : فيظهر ويبرز ويبدو ظاهراً على آخر أو من داخل آخر خارجاً عن محيطه ظاهراً عليه فينتقل من شيء لنقيضه فيبرز من شيء للخارج أو عن طريق تغيير الشيء وخصائصه

 

يِ : فبوضوح هذا الذي بدا على أو من داخل هذا الآخر وبخروجه لمنطقة إدراكنا فنجد عنه خُبرا عنه وعن العضو أو المرحلة و الأكثر تأثيراً وأنشط وأعجب وأصغر أو الأدق في ظهوره ووضوحه.. ووضوح الإدراك للعضو الأساسي أو المرحلة الأساسية لحدوث الظهور متتالي  يتكرر ويزيد باستمرار لا نهاية له فكل مرة نكتشف عضو أو مرحلة أدق وأنشط وأكثر تأثيراً في مراحل الظهور

 

رُ : كل مرحلة من مراحل الظهور للمخلوق المُكتشفة مرتبطة ومترابطة مع باقي المراحل وتتحكم فيها وبين أطرافها فلا تسمح باقتطاعها عن تلك المراحل فهي تربط المفصول والمفكوك في كل مرحلة في عملية متزايدة من الارتباط مع كل مرحلة تالية لها في عملية متواصلة في الربط من خلال ما هو ظاهر وما هو باطن لم نكتشفه بعد بل حتى ما نكتشفه من ارتباط ظاهر يكون هناك باطن عنه لا ندركه مهما وصلنا داخل اسم الله الخبير وقانونه في ظهور المخلوقات من إدراك

 

والآن فلنضع مثال (خلق الإنسان بالذرية)

 

 

1- الله الخبير يضبط  ضبط مستمر خروج الإنسان من عمق خفي لم يكن موجوداً وهو آدم أو من آدم وزوجه وما بعده فاختلف عنه أو خصم منه أو يضر بسلامته أو استواءه  .. فيكون ما خرج خُلِق لذاته أو دخوله من عمق خفي كآدم بضبط تام ومستمر لإتمام الظهور .. مثل أن يكون الإنسان على هيئته المادية في ظاهر الأمر في البداية من بين الصلب والترائب ومن ماء مهين

 

2- فيظهر ويبرز ويبدو ظاهراً على آخر أو من داخل آخر خارجاً وهنا يخرج من زوج آدم ويخرج عن محيطها ظاهراً عليها فينتقل من داخلها لخارجها من ماء مهين لجسد  لنقيضه فيبرز منها للخارج

 

3- يِ : فبوضوح هذا الذي بدا على أو من داخل زوج آدم وبخروجه لمنطقة إدراكنا فنجد عنه خُبرا وعن العضو أو المرحلة و الأكثر تأثيراً وأنشط وأعجب وأصغر أو الأدق في ظهوره ووضوحه.. ووضوح الإدراك للعضو الأساسي أو المرحلة الأساسية لحدوث الظهور متتالي  يتكرر ويزيد باستمرار لا نهاية له فكل مرة نكتشف عضو أو مرحلة أدق وأنشط وأكثر تأثيراً في مراحل الظهور .. فبإدراكنا المحدود نراه الوليد الذي ظهر ولكن بالبحث بإدراكنا سوف نصل لإدراك مراحل متتالية أدق وصولاً للحيوان المنوي والبويضة فإذا بنا نجد ما هو أعمق وأنشط وأكثر تأثيراً وهو الحمض النووي ألا وهي الآذان التي ينبت منها الإنسان .. ثم نجد أحماض أمينية متفردة في تركيباتها الحاملة لصفات .. وهكذا سوف نستمر نصل لما هو أعمق وأدق وأعجب وأكثر تأثيراً في مراحل ظهور المخلوق

 

4- كل مرحلة من مراحل الظهور للإنسان المُكتشفة مرتبطة ومترابطة مع باقي المراحل وتتحكم فيها وبين أطرافها فلا تسمح باقتطاعها عن تلك المراحل فهي تربط المفصول والمفكوك في كل مرحلة في عملية متزايدة من الارتباط مع كل مرحلة تالية لها في عملية متواصلة في الربط من خلال ما هو ظاهر وما هو باطن لم نكتشفه بعد بل حتى ما نكتشفه من ارتباط  ظاهر يكون هناك باطن عنه لا ندركه مهما وصلنا داخل اسم الله الخبير وقانونه في ظهور المخلوقات من إدراك

 

فاسم الله الخبير من الأسماء الذي من خلال قانونه ندرك الله تعالى ونُبصِر فيما يكشفه الله لنا عظمة الخالق وعجزنا عن الوصول لأصل العنصر أو المكون الأساسي والأول لخلق المخلوق بكل ما فيها من أسرار خفيه لا يعلمها إلا الله فيزيد الإيمان لمن أبصر أن الله حق في هذا الكتاب المنشور ويفتتن من ظن أنه يمكنه الوصول لأصل العنصر الأساسي والأول لخلق المخلوق

 

قم بتطبيق ذات الخصائص وابحث عن العنصر الأول الأكثر تأثيراً في بداية أصل المخلوق من الظاهر إلا الباطن فستجد كلما تقدم إدراكنا ما هو أعمق وأدق في التأثير وكلما ظننا أننا وصلنا لمنتهى الإدراك سوف نجد ما هو أعمق فلا يمكن الحصول على نتائج دقيقة من محاولاتنا في استعمال مادة الخلق التي بين أيدينا لوجود عمق خفي لم نزال لم ندركه ذو تأثير في احتمالات وصفات الظهور للمخلوق وخصائصه .. فنجد نتائج سيئة لتدخلنا نكتشفها ذات تأثير ضار فالله وحده الخبير .. ويجب أن نخضع لقانون الخبير ولا نخل بالتوازن .. فلنا الإدراك والسعي للوصول لما هو أعمق لتهيئة ظروف أداء القانون وإتقان العمل ولكن التدخل وتغيير الصفات .. بدون الوصول لأصل الإدراك الكامل هو إفساد وفتنة وقعنا فيها

تعليقات