القائمة الرئيسية

الصفحات

الحكمة وعلاقتها بالكتاب

الحكمة

قال تعالى:

{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } (سورة البقرة 268 - 269)

وهي هنا جاءت في سياق وعد الشيطان للناس بالفقر 

الفقر

الفقر هو مفارقة ما اندمج وارتبط بالشيء أو بالشخص فنقول فقر الدم والفقر المائي ونقول الفقير، فما فأرقق بعد ما كنت مندمج فيه ومرتبطاً به حسيًا أي ماديًا أو معنويًا فأن مفتقر إليه.

فالفقير في الوعد هذا جعله مشغولًا بنطاق الدنيا فصار مفارق عن اندماجه وارتباطه بما هو أفضل أي بالله عز وجل وصارت الدنيا سبب الفراق ما بينه وبين الله.

فهنا تعبير عما أحدثه الشيطان  الدنيا في هذا الشخص فيصير فقير.

فالحكمة طبقًا لماعاني الحروف القرآنية:

ح .. إستخراج العلم الإلهي والإحاطة بعلم جامع يصل لأغوار وعمق العلم

ك .. وإدراك مدى التوافق بين هذا العلم الإلهي وبين التطبيق الدنيوي له ويدرك قوة هذا العلم وقوانينه المتوافقة مع الأحوال الدنيوية

م .. والقدرة على جمع أغوار العلم  بأحوال الدنيا في إطار تطبيقي واحد.

ـة .. بإتقان تام لهذه الإحاطة بالعلم وتوافقه مع جمعه وضمه وتطبيقه في أحوال الدنيا بما يكامل ويفاعل بين هذا العلم وحركة الحياة الدنيوية في أقصى إتقان ممكن مع نسيج الحركة الدنيوية.

فيرى ما وراء ما يظنه شر له ويرى مدى التوافق بين الرسالة والتطبيق وبين الأوامر الإلهية ومردها فائدة البشرية، ومدى التوافق بين المخلوقات والأحداث والأسباب.

الحكمة وعلاقتها بالكتاب

والكتاب الإلهي أدرك الرسل الحكمة منه بإحاطتهم بعلم بالرسالة وادركوا التوافق بين هذا العلم وأحوال الدنيا وقوة تأثير هذا العلم وسلطانه على إتقان حركة الحياة الدنيا

فالكتاب والحكمة قرينان يتزكى الإنسان باستخراج الحكمة من الكتاب وإقرانها ومزاوجتها بصور التوافق بين العلم والدنيا ليحدث أفضل تأثير على أحوال الدنيا


فإذا فقدنا الحكمة يكون قد احتجب عنا علم الكتاب وكذلك إذا فقدنا الحكمة فلا نتزكى ولا نقرن العلم الصحيح بأمور الدنيا .. فيصبح الكتاب مهجوراً حيث بافتقاد الحكمة ستكون النتائج المترتبة على التطبيق هي نتائج سيئة ليست من الكتاب في شيء


فهل النتائج الحالية هي نتاج الحكمة من الكتاب ؟!

قال تعالى :

{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة 151)

{ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } (سورة النساء 113)

تعليقات