وننشئكم في
مالا تعلمون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال
تعالى:
{عَلَى
أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)} (سورة
الواقعة 61)
ـــــــــــــــــــ
-
النشء للنفس كمخلوق نقي من عالم الأمر عندما
يصير في عالم آخر فهو يتآلف مع شيء آخر ليصير أشباه من النفس على صورة معينة تنتشر
على ذات الشبه في هذا العالم الذي تم اختيار نشأته فيه، فالإنسان شبيه بالنفس على
هيئة جسدية، والنفس هنا لا تختلط به وتظل نقية عنه، فتقوم النفس بواجباتها من خلال
هذا الجسد.
-
وَنُنْشِئَكُمْ: ونخرجكم من عالمكم إلى عالم
آخر بذات النفس بعد انفصالها عن الجسد ثم تصيرون في العالم الجديد في أشباه أخرى
نخرجكم على هيئتها تتآلفون معها ومع تكوين العالم الآخر.
-
فالله تعالى سوف يبدل أمثالنا وأمثالهم ثم
يخرجنا في عالم آخر بذات الكيفية كمخلوقات ولكن بتكوينات عالم لا نعلم مقاييسه
وسننه، فهو عالم مختلف عن التكوين المادي للدنيا التي نعلمها بإدراكنا طبيعتها
ومعاصرتنا لها، لذلك تدليلاً على علمنا وإدراكنا بما نشأنا فيه، في قوله تعالى:
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ
النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62)} (سورة الواقعة 62)
-
ثم عدد صفات من هذا التكوين واستتبعها
بإمكانية منعه عنا في قوله تعالى:
{ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ
أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ
تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)
أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ
مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ
أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ
(71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ
جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ (74) } (سورة الواقعة 63 - 74)
المعاني
الحرفية:
ـــــــــــــــــــــــــــ
ن: النشء.. وجود شيء نقي ناتج عن أصله نسبة
من هذا الأصل الموصول به بلا اختلاط مع الأصل الذي هو منه يقوم بواجباته دون حاجة
للأصل
ش: النشء.. فهو صورة أخرى من أصل أو أشباه
أو شكل أو شق من الأصل ويُسمح من خلال هذا الشق المٌنشأ من الأصل أن يوجد بعيداً
عن الأصل وتفشيه وانتشاره بصور متعددة وكثيرة كأنه الأصل
ء: النشء.. هذا الشق من الأصل يتعدد وينتشر
بعيداً عن أصله من خلال تأليف وضبط مستمر بين أحواله وأموره المختلفة وأصله فتنضبط
انضباطا تاماً كأن هذا الإنشاء المتعدد والمنتشر والأصل شيئاً واحداً وهو الأفضل
وفي أقصى مؤانسة به
ــــــــــــــــــــــــــــــ
خصائص النشء:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
النشء: شيء نقي ناتج عن أصله.
النشء: ينتج كنسبة من أصله.
النشء: لا يختلط مع أصله الذي هو منه.
النشء: يقوم بواجباته دون حاجة للأصل
الذي هو منه.
النشء: هو صورة أخرى من أصل أو أشباه أو
شكل أو شق من الأصل.
النشء: يتفشى وينتشر بعيداً عن الأصل
الذي هو منه.
النشء: هو الأفضل لقياس وحمل الصفة
الكاملة للأصل في أقصى ضبط مهما تعدد النشء وانتشر
تعليقات
إرسال تعليق