القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف ينشق القمر عند اقتراب الساعة؟!


قال تعالى:

(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)) (سورة القمر 1)

لكي نعي المعاني هنا، يجب أن نعرف ما هي الساعة، وما هي الحالة القمرية، هل الجسم المعتم ذاته الذي يرافق الأرض أم ماذا؟!!

السَّاعَةُ:

من سوع، وهو مقياس أو مكيال أو قانون أو آية نصل من خلال هذا المقياس لكشف عن شيء كان خفيًا عنا فندركه، فيمكن نتخذ هذا المقياس من حركة الشمس أو طول الظل أو مكيال معين، فكان سواع الملك مكيالًا ومقياس.

فساعتنا الدنيوية هي بمثابة مقياس صنعناه لنستدل على الوقت.

فالسَّاعة:

هي صور متعددة من السنن والقوانين الإلهية المختلفة والمتفرقة كحدوث والمضبوطة مع بعضها البعض ضبطًا مستمرًا لتكشف ما كان خفيًا عنا حيث تتم كل سُنة وقانون إلهي عمل الأخرى وتتشارك في هذا الكشف عن يوم القيامة.

أي أن هناك مقياس تبلغه السنن الإلهية والقوانين التي تجمع مخلوقاته تتلاقى عند نقطة معينة تنهي مرحلة لتبدأ مرحلة جديدة وتكشف مرحلة جديدة هي يوم القيامة.

 فبقياساتك الدنيوية المحدودة من الصعب بلوغ موعد الساعة كونك لا تعلم متى تتلاقى تلك السنن الإلهية عند نقطة نهاية حالة استقرارها.

فهذا يحتاج منك أن تعلم جميع القوانين التي تجمع هذا الكون وحركة هذه القوانين وهذا مستحيل من الناحية الدنيوية، ولكن في ذات الوقت يمكن بلوغ بعض القوانين الدنيوية المحدودة التي تُنبأ باحتمالاتها.

 إذن الدنيا ونتائج أعمالنا وحركة هذا الكون مجتمعة وسننه تؤدي لكشف العالم الآخر ويوم قيامة هذا العالم الآخر.

 ومن أهم الظواهر المصاحبة لبداية اجتماع السنن الإلهية لتنهي الحالة الدنيوية على استقرارها حين انشق القمر، فما هو؟

حقيقة الحالة القمرية:

فالقمر الخاص بنا هو منازل النور التي تنعكس لنا نحن وليس الجسم المعتم الذي خلفه، فنور الْقَمَرُ هو ناتج:

(قَ) خروج أشعة الشمس أو النجم من مصدرها وتندمج بمحيط مادة كونية لها طبيعة صلبة معتمة أيًا كانت؛ فتتحول الأشعة في المحيط الخاص بالقمر لحالة أخرى مختلفة عن أصليهما، حيث تتحول الأشعة بطبيعتها الخانسة الغير مرئية باندماجها بهذا المحيط المعتم إلى نور منعكس من المحيط المعتم، (مَ) وتتجمع وتتداخل الأشعة في منازل على المحيط المعتم وتكون قالب الاندماج والانعكاس للنور (رُ) فترتبط تلك الأشعة المتتالية وتترابط وتتحكم وتسيطر على هذا المحيط أو المنزل المعتم وتسيطر سيطرة كاملة على عملية الاندماج والتداخل في باطنها أشعة خانسة في محيط الجسم المعتم، وفي ظاهرها بالنسبة للأرض على هيئة نور.

 هذه العملية هي عملية تتم في جميع السماوات كون عملية الانعكاس للأشعة الخانسة التي تحملها الخُنَّس، والتي تتحول في مجالنا الجوي فقط لصفة الجواري كُنَّس، فتصبح سراجًا وهاجًا كأشعة شمس وتصبح على المحيط المعتم نورًا منعكس، أو ما يسمى موجات الأشعة التي تكون خانسة حتى تصل لمجال مادي مثل الأرض.

 والنور هو ناتج نقي عن الوصل والارتباط بين الأشعة أو الطاقة المحمولة على الأشعة، أو ما يجب ان نسميه تسمية القرآن الكريم الخنس الجواري الكُنَّس كصفتي حمل الطاقة، والتي تسقط على الأجسام المعتمة فتنتج النور أو تترشح بفعل مجال جوي للأرض فتصير جواري كُنَّس، أي أمواج لها تكوين متنافر عن بعضه، وكل متنافر له مقياس ومركز وهو ما نسميه ترشيح الأشعة وتنافرها عن بعضها البعض، فتعطي طاقة وضوء ناتج عن هذا الترشيح لما تحمله الخُنَّس.

المقصد أن القمر والشمس هما الصورة التي تصلنا وليس أصليهما، فأصل القمر جماد متجمع لا نراه ولا ندركه إلا بمنازل النور المنعكس عن اندماج الخنس بالمحيط المعتم أو بتقنيات عالية الدقة، وبالطبع هذا الجسم المعتم ليس له صلة بالانشقاق الذي جاء بالقرآن الكريم ولكن الانشقاق بصور أخرى من الحالة القمرية، فالقمر حالة النور المنبعث.

  شق القمر:

عندما يتم بدء وصول واقتراب الساعة بانشقاق القمر فهناك جمع ووصل خواص السُنتين أو الآيتين كمعية:

وأصل انشق.. شق: أي صور أو أجزاء أو أشباه من أصل القمر أو الحالة القمرية، واندماج تلك الأجزاء أو الأشباه في شيء آخر ليتحول المندمجان لشيء جديد على حالة قمرية أيضًا ولكن يختلف عن الأصل الذي في السماء، والآن لنعيد قراءة المعنى ونراعي استرجاعنا لفهم الحالة القمرية وليس الجسم المعتم الذي يقف وراء الحالة القمرية.

انْشَقَّ الْقَمَرُ:

تآاالف وضبط صور أخرى أو شِق أو أشباه من الحالة القمرية (النور) يُسمَح من خلالها أن توجد الحالة القمرية بعيدًا أو تتفشى وتنتشر وتكون في كل مكان كصورة أخرى من الحالة القمرية، وتندمج في أشياء أو مواد مادية أخرى لتتحول من خلال الصورة المندمجة لمزيد من التفشي والانتشار في كل مكان وبشكل متواصل، لذلك جاء القمر بضم الراء، فالتحكم والسيطرة على الحالة القمرية متواصلة ومستمرة.

 

فاقتراب الساعة موصول بتمكن الإنسان من الاستغناء نسبيًا عن نور القمر، واشتقاق صور متعددة ومنتشرة من صور النور أثناء الليل أو في أي مكان معتم بصورة من الحالة القمرية من النور الغير المصحوب بحرارة كالحالة الشمسية، وهذا ما نعاصره ونعيش فيه.


تعليقات