القائمة الرئيسية

الصفحات

المقال الثامن عشر: النفس العليا – من أنت في المستقبل؟ كيف يرشدك "أنت" من مستوى أعلى؟

 



استكمال عرض ملخص كتاب مادة رع

🧠 المقال الثامن عشر: النفس العليا – من أنت في المستقبل؟ كيف يرشدك "أنت" من مستوى أعلى؟

"النفس العليا هي أنت، بعد أن وعيت أنك الخالق… ثم عدت لتُرشد نفسك التي لم تتذكر بعد." – رع
"أنتَ ظاهرُكُما، وباطنكما، وأنت المرآة والمُبصِر فيها." – ابن عربي


🌌 أولًا: من هي النفس العليا (Higher Self) في فلسفة رع؟

رع يُعرّف النفس العليا بأنها:

  • أنت، بعد أن بلغت الكثافة السادسة.

  • أي: أنت، بعد أن عشت جميع التجارب الممكنة في الكثافة الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة…

  • ثم أصبحت كائنًا يجمع الحب والحكمة معًا.

ولكنك – رغم ارتقائك – لم تنس نفسك الأدنى،
بل تعود إليها عبر الحجاب لتُرشدها من الداخل.

إنها ليست "كائنًا غريبًا"، بل:

"نُسختك الأعمق، الأوسع، الأكثر معرفة، والأشد صبرًا… والتي ما زالت تحبك حتى في أخطائك."


🧬 ثانيًا: ماذا تفعل النفس العليا تحديدًا؟

وفقًا لـ رع، النفس العليا تؤدي عدة مهام من خلف الستار:

  1. تساعد في اختيار ظروف تجسدك قبل ولادتك.

    • من هم والداك، مكان ميلادك، قابلياتك، وحتى التحديات التي ستواجهها.

  2. تزرع "المنبهات" على طريقك.

    • مواقف تكررها حتى تستيقظ.

    • أناس يوقظون فيك شعورًا مألوفًا لا تفسير له.

  3. تبعث لك الإلهام والتوجيه عبر الحدس.

    • ليس بصوت خارجي، بل كـ"صوت داخلي يبدو أنه منك… لكنه أكبر منك."

  4. تحترم إرادتك الحرة تمامًا.

    • لا تجبرك، لا تتدخل إلا حين تطلب منها بصدق.


🔄 ثالثًا: هل يمكن التواصل مع النفس العليا بوعي؟

نعم – لكن وفق شروط دقيقة:

  • الصمت الداخلي: لا تسمع النفس العليا في ضجيج القلق والرغبة.

  • النية النقية: لا تسألها من أجل المنفعة الشخصية، بل من أجل الاتساق.

  • التأمل والتأمل والتأمل: هو المفتاح الذي يفتح قناة الاتصال.

رع يقول:

"الاتصال مع النفس العليا ليس خارقًا، بل طبيعي…
لكن الناس فقدوا الصبر للاستماع إلى ذواتهم الأعمق."

في التصوف، يُعبَّر عن ذلك بالوصول إلى "سرّ النفس"،
حيث تنقشع حُجُب النفس السفلى، وتبدأ إشراقات الباطن.


🧭 رابعًا: ما الفرق بين النفس، النفس العليا، والمرشد الروحي؟

المفهومالتعريف في فلسفة رع
النفس (Self)وعيك اليومي – شخصيتك، غرائزك، أفكارك المؤقتة.
النفس العلياوعيك بعد اكتماله – أنت الحقيقي، الكلي، المتصل بالخالق.
المرشد الروحيكيان آخر – قد يكون من كوكب آخر أو بعد آخر – يساعدك عند الطلب.

لكن رع يقول:

"أعظم مرشد لك هو نفسك العليا… لأنها هي أنت، وأنت بها تكون."


🔍 خامسًا: هل النفس العليا تسيّر حياتنا أم نحن أحرار؟

رع يُصرّ على أن النفس العليا لا تتحكم في خياراتك.
هي فقط:

  • تضع الاحتمالات،

  • تزرع إشارات،

  • تنتظر منك الوعي والاختيار.

"الفوضى التي تعيشها أحيانًا هي نتيجة مقاومة النفس العليا…
هي لا تعاقبك، لكنها تضعك مجددًا في الطريق كلما تهت عنه."

وفي التصوف، يُقال:

"ما يريك الله إلا ما تُخفيه نيتك…
فإن كانت نيّتك الرجوع، فتجلياته مرايا، وإن كانت نيتك الهرب، فتجلياته سياج."


🧠 خلاصة المقال:

النفس العليا ليست خيالًا روحانيًا…
إنها أنت – حين تتجاوز وهم اللحظة، وتلمح ذاتك الكونية الأعمق.

هي اليد التي تمتد إليك من المستقبل،
لتأخذ بيدك إلى ما اخترته قبل أن تنسى.

إذا سألت: لماذا أشعر أن هناك من يراني رغم وحدتي؟
فالجواب: لأن "أنت الآخر" معك… ينتظر أن تلتفت.


🟦 في المقال القادم (التاسع عشر):
نغوص في "قانون الكارما" كما شرحه رع –
ما هي "الكرمة"؟ وهل هي عقاب؟
هل يمكن تغييرها؟
وكيف تعمل جنبًا إلى جنب مع الإرادة الحرة؟

تعليقات