القائمة الرئيسية

الصفحات




كامل عشري يكتب : إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ
قال تعالى :
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) } (سورة آل عمران 59)
 قد يسأل سائل ومن حقه أن يسأل :
س1- هل تم خلق آدم عليه السلام من أم بدون أب  ؟ !!!!!!

س2- هل عيسى عليه السلام ولد بدون أب وأم كآدم ؟!!!!!!!!!
س3- ألم يقل الله تعالى (ا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) فكيف يكون عيسى بدون ذكر ؟!!!!!
وقبل أن نجيب عن هذه الأسئلة .. يجب أن نعرف أولاً من كلام الله طبيعة الحياة والموت والخلق ، فقد قال تعالى :
{ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) } (سورة غافر 11)

 فما هو الموت الأول والثاني والحياة الأولى والحياة الثانية ؟!!!!!

الموت الأول : بعد عرض الأمانة على المخلوقات (وهيئة الإنسان كانت غير معلومة) :

{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) } (سورة الأحزاب 72)
والأمانة هنا .. أمانة الإختيار .. ما بين عبادة الله وطاعته والسجود لقوانين الرحمن .. فلا يكون مجبولاً على الطاعة كبقية المخلوقات التي عرضت عليهم الأمانة ..وهذا يثير تساؤل هل الجن لم تعرض الأمانة عليهم رغم قولة تعالى :
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) } (سورة الذاريات 56)
فهل لم يتم عرض الأمانة على الجن كما الإنسان ، والجن خلقه يسبق الإنسان؟!!!
فما لدينا وبين أيدينا من القرآن يبين لنا طبيعة الجن في إبليس فهو لم يكن معروض عليه الأمانة ، بل كان معروضاً عليه الطاعة بالسجود لآدم مثله مثل الملائكة الموكلين بخدمة آدم وأن تكون بدايتهم ونهايتهم في طاعة الله بتسخيرهم في خدمة آدم إلا أن إبليس ترفع واستكبر عن خدمة آدم
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) } (سورة البقرة 34)
فإبليس رفض الطاعة .. ولم تعرض عليه الأمانة .. بل طلبها .. طلب الإختيار .. ولكنه في ذات اللحظة عندما أعطاه الله الإختيار ما بين الطاعة المطلقة والإختيار ، سارع بإظهار نيته الذي إختارها وطلب طول عمره حتى يوم القيامة ، ليأخذ نصيباً من الإنس في طريقه ليمفروا بالله ويفسدوا في الأرض ويمنيهم ويغويهم ويبعدهم عن طريق الله محاولاً إثبات أن الإنسان ليس أهل لحمل الأمانة ولا يستحق أن يخدمه الجن
{ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) } (سورة الإسراء 62)
 إذاً كانت طبيعة هذا المخلوق (إبليس) نشير لطبيعة الجن عموماً وهي طلبها للإختيار فكان إبتلائها بقدراتها التي تفوق الإنسان وعمرها الأطول بل كان الإنسان ذاته فتنة لتلك المخلوقات .. فهناك منشياطين الإنس هم من يعوذون بالجن 
{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) } (سورة الجن 6)
 .. وهذا يشير أيضاً أن الإنسان بطبيعته الأولى لم يكن رافضاً للطاعة المطلقة ولكن عندما عرضت عليه الأمانة حملها .. وكان هذا أول إختيار للإنسان

الموت الثاني : بعد انتهاء عمر الإنسان  في الدنيا (وهيئة الإنسان  المعلوم  الجسدية) :

{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) } (سورة الأَنعام 61)
{ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) } (سورة السجدة 11)
فهذا الموت ينهي قدرة الإنسان على الإختيار .. وينهي فترة حمل الأمانة ويبدأ في مرحلة التجهيز ليوم الحساب على ما فعله بتلك الأمانة فلا عقاب بدون حساب وهذا يتطلب أن يأتي يوم البعث لمواجهة الإنسان بفعله ثم بعمله

الحياة الأولى : بداية حياتنا الدنيا حتى نهايتها  (وهيئة الإنسان  المعلومة .. الجسدية) :

{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) } (سورة الملك 2)
وفيها يبتلى الإنسان لتفرز أعماله وفعله وصنعه .. وماذا سوف يفعل بهذه الأمانة التي بين يديه ‘ فكان تجهيز النفس في عالمها ، ثم البدن الذي سوف يحمل تلك النفس في عالم الدنيا ، ووهبها الله الروح لكي تكون النفس التي تم إعدادها لتقود البدن (الجسد) وهنا كانت فترة تمرين النفس على قيادة الجسد لآدم في فترة وجوده في جنته ليتأهل للنزول إلى الدنيا وحمل الأمانة .. فكانت خياراته محدود ما بين الأكل من الشجرة أو عدم الأكل منها ، ثم في عالم الدنيا والذرية فكانت خضانة النفس خلال فترة تكوين الجسد في رحم الأم وفترة الطفولة حتى يبلغ الحلم ويكتمل الجسد لتواجه النفس الدنيا ويكون لها قدرة الإختيار ما بين الطاعة والكفر

الحياة الثانية : بداية من البعث مروراً بالحساب والمصير النهائي في الجنة أو في النار (وهيئة الإنسان غير معلومة) :

{ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) } (سورة المؤمنون 16)

فنحن كنا أمواتاً فأحيانا الله تعالى ثم يميتنا ثم يحيينا :

{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28 } (سورة البقرة 28){ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66) } (سورة الحج 66){ قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) } (سورة الجاثية 26){ اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) } (سورة الروم 40)

والله تعالى أبلغنا بدقة طبيعة خلق الإنسان بالصورة الدنيوية بكل دقة وبكل تفاصيلها :

فالمخلوقات الإنسانية الذين تلقوا الأمانة والذين كانوا على الهيئة غير المعلومة كان يلزم قانونا ربانياً لطبيعتها الدنيوية التي تؤهلها لطبيعة الابتلاء القادم وكذلك طبيعة الأطوار وما ينتقل منها إلى الآخرة ..
فالنفس ليس أنثى ولا ذكر ، فالنفس هي الأصل وخلق الله منها زوجها فتعددت الأنفس ،فالنفوس اخوة ، وقد تسمع هذا التعريف للنفوس ولا تعي معناه ، وتحمل هذه النفوس الخلق الأول الذي حمل الأمانة .. لتكون هذه النفس في عالمها معدة لتكون قائداً مخيراً وتُعطى الجسد في الدنيا لتقوده ، فكانت النفس في عالمها ليست على جنس معين وسوف تعود كذلك ، ولكنها في الدنيا أُُعطيت جسداً متلائماً مع قوانين الله التي وضعها لنا في هذه الدنيا وفي أحسن تقويم  ،فبث الجسد على شكل ذكر وأنثى كصفات داخل كل جسد كهرمونات تطغى إحداهما على الآخرى وشكل ظاهري للجسد يمايز بين من يغلب عليه صفة الذكورة أو الأنوثة ، وعندما يكتمل بناء الجسد أصبحنا جسدياً رجالاً ونساءً وبقوانين الله في الدنيا فكان هناك سوءات ظاهرة تحدد نوع الجسد .
أما من حيث توالي نزول الأنفس من عالمها إلى عالم الدنيا ، كان خلق أدم جسداً من مادة الأرض التي سوف يعيش فيها فيما بعد ، ولكنه كان جسدا بدون سوءات ظاهرة حملت النفس الأولى في ترتيب النزول على أرض الجسد ، وكان يافعاً فكانت فترة حضانته في جنته ، وكانت حواء بذات طريقة خلق الأنفس من أدم ، فكل نفس خلق منها زوجها فكانت ترتيبها النفس الثانية والجسد الثاني ، وحتى هذه اللحظة لم يتمايزا جسدياً في الجنة كلا من حواء وآدم حتى أكلوا من الشجرة التي كشفت لهما جنسيهما ،  فكان نزولهما للدنيا للخضوع الكامل لقوانين الدنيا ، وبدء مرحلة ترتيب نزول الأنفس على أرض الجسد من خلال الذرية ونتاج تزاوج وتكاثر ليصبح كل ناتج  من التزاوج جسد هو أرض النفس التي تحمل النفس المكلفة بقيادة هذا الجسد حسب ترتيب نزولها .
ووضع الله تعالى في هذا الجسد إمكانية قيادته من خلال النفس وسخر الروح والأمر لتحقيق الترابط بين هذه النفس وهذا الجسد الدنيوي 
فالروح كنظام إلهي لتمكين النفس من تشغيل هذا الجسد فإذا فارقت الروح الجسد تحررت النفس وذهبت لعالمها لحين البعث وفنى الجسد 
والأمر والذي ينقسم إلى :
1- أوامر غير إرادية والتي تحافظ على بقاء حياة الإنسان مثل حركة القلب والتمثيل الغذائي والهضم وكل الوظائف الخاصة بالمخ والتي تعمل ليل نهار بدون توقف وبشكل تلقائي فهي عادة تعمل بدون خيار للنفس فهي مسيرة إلا إذا أقدم شخص على الإنتحار ، أو جاء مخلوق آخر لينهي حياته أو يعطل أمر ما ، أو يموت شخص ، وكل هذا أيضاً قدراً بأمر الله وعلمه
2- أوامر إرادية مكن النفس فيها لإستعمال الجسد منها أوامر الحركة وغيرها .. بل وضع في الجسد أوامر يمكن بها إمتاع النفس من خلال شهوات ، وجعل تلك الأوامر تحت تصرف النفس كإبتلاء لهذه النفس ، وهذا هو جانب التخيير وحمل الأمانة رغم أن علم الله سابق لما سوف يفعل وماذا سوف تختار النفس
بل وضع الله الأمر في كل عضو وخلية وجين بالجسد  ، من خلال هذه الأوامر يعمل لا إرادياً ومحدد به حتى نهاية حياته وأسباب ضموره ، أو بقاءه ونشاطه وعلى النفس أن تحفظ هذا البلد الأمين الذي يسكنه (الجسد) وينقي (روحه) ويحفظ أوامر الله الذي مكنه منها (الأوامر الإختيارية) حتى يحفظ له الأوامر اللاإرادية ، فيحتفظ ببلد أمين لا ترد إلى أسفل سافلين  وذلك من خلال العمل الصالح
بل أن ليلة القدر ، هي ليلة مهمة لمن أهمل صيانة الجسد والروح ولكل من يريد من إعادة عمرة جسده ، ليلتمس ليلة القدر لإعادة توازن الأمر داخل الجسد ، وعادة هذا يحتاج لطلب العبد وتوبته إلى الله ومن أفضل أوقات الإلتماس شهر رمضان بصيامه وصومه وخاصة في العشر الواخر بعد عمل مع الله متواصل 
فالصيام يطهر الجسد والصوم يعيد نقاء الروح ، وكلاهما يمكنان النفس من قيادة الجسد من جديد والتحكم فيه والتحكم في الأوامر الإختيارية ويضبطها تمهيداً لإعادة صياغة الأمر داخل هذا الجسد ، بل يتعدى الأمر هذا ، فهو يحكم علاقة هذا الإنسان الذي يجمع ما بين النفس والروح والجسد وينظم علاقتهم ببعضهما البعض ، وأيضاً الأمر له إمتداد بجميع المخلوقات من حوله فإما يسخر الله له الأمر ويسخر المخلوقات من حوله له وإما يستعصي عليه الأمر فتستعصي عليه باقي المخلوقات .. فإما شقي وإما سعيد وما بينهما درجات.
فإننا ضمن ساق وجانب الدنيا .. وفي وضعنا البشري .. حعل الله الإنسان مكوناته ألأساسية لأداء وظيفته في الدنيا :
  1. النفس قائداً وسائقاً في الدنيا  وتجزى على فعلها وعملها وصنعها .
  2. الجسد أرضا للنفس وسيارة العبور كبلد أمين يجب أن تقوده النفس في الطريق المستقيم لتصل النفس إلا مبتغاها عند نهاية الطريق ويرى فعلها وكيف قاومت شهوات الجسد فإن أحسن فعلها جزاها الله بأحسن عملها .. بل لو صنعت شيئاً صالحاً جعله الله لفائدة البشر وثواب لها .. وما أسوء النفس التي تسيء إستعمال أرضها وبلدها .
  3. الروح : وهي مصدر الطاقة الإلهية لتشغيل الجسد وجعله تحت إمرة النفس .
  4. الأمر : وينقسم إلى :
أ- الأمر الثابت للجسد : نظام التشغيل اللاإرادي.. فلكل جزء في الجسد أوامر يعمل بها ويقوم بوظيفة بل كل جين وخلية لها من الأوامر التي تعمل به .. وبها أوامر إنتاج الخلايا وإستعاضتها بل وبها الأمر عن نهاية حياة الجسد 
ب- الأمر المتغير على حسب حاجة  (النفس) سائق الجسد : وهو أيضاً نظام تشغيل لأجزاء كثيرة من الجسد على حسب إرادة النفس تتيح للنفس تسخير هذا الجسد حسب إحتياجاتها وتسخير إمكانياته .. بأن وضع الله سبحانه وتعالى أوامر  ببعض أجزاء الجسد تساعد النفس على قيادة الجسد .. وتظل أفعال النفس بالجسد بذاكرة أجزاء الجسد وتكون شاهدة علينا يوم العرض والحساب عما إقترفه الإنسان من أخطاء في قيادة الجسد فهو الأمر المتاح إستعماله للنفس لتملك إرادة إستعمال الجسد والتحكم فيه .. وهو ما يحاسب الإنسان على حسن إستعمال أو سوء إستعمال الأمر :
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) } (سورة الشمس 7 - 10)
ففي لحظة الموت .. يأتي الأمر بانتهاء حياة هذا الإنسان .. فترحل الروح عن الجسد .. وتتحرر النفس عن أرضها وسيارتها (الجسد) وفي هذه اللحظة يتم إعداد النفس لرحلتها ما بين الدنيا والآخرة فتلتف الساق بالساق ويلتف جانب الدنيا بجانب الآخرة

فطبيعة خلق النفس .. ليس هي طبيعة خلق الجسد .. والروح هي من أمر ربي لا ولاية للنفس أو الجسد عليها

فقد أعطانا الله تعالى الأمثال في الدنيا لنفهم الفارق ما بين خلق النفس والجسد .. فلو نظرنا لطبيعة التكاثر في الدنيا سنجد نوعين أساسيان .. وهما التزاوج والانقسام .. وهي قوانين الخلق الأساسية

فالله تعالى خلق النفس الأولى :  

وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) } (سورة الأَنعام 98)

ثم خلق منها زوجها (بطريقة الإنقسام) :

فالأصل موجود وانقسم منه نفس أخرى ..  وهكذا .. كل نفس تنقسم لزوج .. لتحمل كل واحدة منها الخلق الموازي له في من طلب حمل الأمانة انتظارا لدورها لتنزل على أرضها الجسد لتبتلى بالحياة الدنيا :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } (سورة النساء 1)

أما خلق الجسد في الحياة الدنيا فهو له أيضاً مرحلتين :

فالله خلق الجسد الأول (آدم) من مادة الأرض التي سوف يعيش فيها

فكان التناسل الأول أشبه بطريقة الانقسام لتكون حواءثم توالت بعد ذلك خلق الأجساد (بطريقة التكاثر) والتي هي أرض النفوس التي سبق خلقهافالنفوس في إنقسامها إخوة .. والأجساد بهيئتها الدنيوية ذريةولكن هذه الطبيعة الدنيوية احتاجت أن تتشكل الأجساد  لطبيعة التكاثر في الدنيا أن يكونوا في هيئهم الجسدية المكتملة رجالاً ونساءً
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } (سورة النساء 1)
وهذا يجعلنا نسأل أنفسنا .. هل طبيعتنا في البعث والجنة والنار والتي ليس فيها تكاثر أو إنقسام .. هل سوف نحتاج جسد دنيوي بذات السوءات .. أو بذات مواصفات  الجوارح .. وموصفات الحواس .. الخ ؟!!!!
وهذا يجعلنا نسأل أنفسنا .. هل طبيعتنا في البعث والجنة والنار والتي ليس فيها تكاثر أو انقسام .. هل سوف نحتاج لتمايز بين النساء والرجال من حيث المواصفات الجسدية الظاهرية وكذلك الأحاسيس والمشاعر وشهوة الجنس .. الخ  ؟!!!!

بعد هذا العرض السابق يسهل علينا تدبر قول الله تعالى :

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) } (سورة آل عمران 59)

وهنا نفس آدم كنفس عيسى .. فكلاهما خاضعان لذات طبيعة الخلق .. وكان إنتقالهما للحياة الدنيا يحتاج لخلق جسد لهما لتكون أرض النفس .. فكلا الجسدين لم يخضعا لطريقة التكاثر من خلال التزاوج الذي تم ما بعد خلق آدم وحواء .. فكان جسديهما يتكونان في حاضنة بدون حيوان منوي وبدون بويضة  فالأم مريم بنت عمران هنا حاضنة .. لكلمة الله والذي بوجوده في الدنيا أصبح قول الله .. كن فيكون .. والآية هنا .. توضح طبيعة خلقه .. فالجسد الدنيوي بعد آدم .. بقوانين الله التي وضعها في الدنيا  هو نتاج إتحاد حيوان منوي لرجل  وبويضة أنثوية  .. وقول الله هنا بأن عيسى كخلق آدم  .. حتى عندما يصل العلم الدنيوي لطبيعة الإنجاب لا يظن أحدهم أن عيسى جاء من بويضة بدون حيوان منوي .. بل هو بدون الاثنين .. وخلقه كخلق آدم بدون حيوان منوي وبدون بويضة .. ومريم بنت عمران هي الحاضنة لهذا المخلوق عيسى عليه السلام فقط .. فلم تكن الآية لإيضاح القدرة والمشيئة فقط فخلقنا عن طريق التزاوج أيضاً قدرة ومشيئة وكل ما على الأرض هي بيان لقدرة الله ومشيئته ولكنها آيات كانت مختزنة لمعنى ودلالة مهم تبيانها عندما يحاول أحدهم بالعلم الدنيوي مناطحة كلام الله
فإذا كان آدم الذي تم خلقه من عدم مثال الله ضربه لنا لطبيعة وسهولة البعث .. فكان خلق عيسى مثال لإمكانية البعث ووجود من العدم أيضاً .. وأيضاً عندما يخلقنا من خلال التزاوج من حيوان منوي وبويضة .. هو أيضاً مثال حي أمامنا كل يوم لإثبات سهولة البعث وإمكانية إرجاعنا بعد فناء الجسد فإنه على رجعه لقادر .. كما وضحت آيات الله بالتفصيل في سورة الطارق .. حيث قال تعالى :
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) } (سورة الطارق 1 - 17)

الرد على من يدفع بإنكار إمكانية خلق أحدهم حتى آدم بدون رجل وإمرأة بقولة تعالى :

فهناك من يقول أن الله تعالى قال في كتابه :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) } (سورة الحجرات 13)
فكيف وهي القاعدة التي سنها أن يكون خلق الإنسان وأي إنسان من ذكر وأنثى ؟!! وأن القاعدة عامة حتى على آدم وغيسى ؟!!!!
وهنا حتى من تجاوز آدم عليه السلام وحواء ويعتبرهم الذكر والأنثى الأول  .. فعليه أن يصطدم  بهذه القاعدة التي ذكرها الله في كتابه بخلق عيسى عليه السلام إذا ما تناول الآيات بمعناها الظاهري .. فلماذا لم يأتي حتى بلفظ آدم وحواء  بآدم وحواء ؟!!!! إذا كان هذا المعنى المقصود .. 

ولو إستعرضنا جميع الآيات التي تم ذكر كلمة خلقكم أو خلقناكم ما دون تلك الآية ستجد أن الله تعالى يتكلم عن نفس واحدة أو مادة خلق واحدة .. ولكن ما المعنى المقصود هنا ؟!!!!
ذكر وأنثى غير معرفين تجمع بينهم  واو المعية  يحملهما الإنسان في جسد واحد . فكلنا رجالاً ونساءً نحمل في داخلنا هرمون الذكورة وهرمون الأنوثة .. والشكل الجسدي يظهر لنا سيادة صفة على صفة .. فليس كل الرجال بذكورة مستواها واحد وليس كل النساء لها صفة الأنوثة واحدة .. بل الأجناس المختلفة تختلف في مستوى الأنوثة والذكورة
وله أن يجعلنا في ظاهرنا الجسدي ذكوراً .. وعندما يكتمل بنيانهم يصبحوا رجالاً

وله أن يجعلنا في ظاهرنا الجسدي إناثاً .. وعندما يكتمل بنيانهن الجسدي تصبح نساءً
فإختلاف مستويات الذكورة والأنوثة تجعل الطبائع مختلفة وتمايز للأجناس المختلفة والشعوب فصفة الذكورة والأنوثة هي طبيعة خلقنا الجسدية وكلنا خاضعين لهذا التمايز في الدنيا
ففي ظاهر المولود ذكر .. وظاهرها إنثى .. ولكن من يخضعوا لعملية التزاوج الفعلية هم الرجال والنساء وليس الذكر والأنثى 
{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) } (سورة الشورى 49 - 50)
إذن الذكر والأنثى خلقوا معاً في آدم كامنين ليس بظاهرين .. فقد خلقكم من ذكر وأنثى .. والمعنى هنا المقصود خلق شجرة الأنوثة والذكورة داخل الجسد المخلوق .. فإذا بالجسد ينقسمان لحواء وآدم بدون تمايز .. وكلاهما أيضاً بهما شجرة هرمونات الذكورة والأنوثة .. فما إن أكلا من الشجرة .. حتى تمايزا .. وعلت صفة على آخرى فظهرت سوءاتهما كلاً منهما على الصفة الغالبة والطاعية فآدم غلبت عليه هرمونات الذكورة وحواء غلبت عليها هرمونات الأنوثة .. وكان هذا موعداً لنزولهم الأرض بعد إنتهاء فترة حضانة نفسيهما وجسديهما في الجنة التي أعدت لذلك .. ليخضعا لقوانين الأرض بكل تكاليفها هما وذريتهما
فكل جسد في الدنيا كذلك يحمل الذكورة والأنوثة .. وتغلب صفة على صفة جسدياً .. فنسمي إحداهما ذكر والآخر أنثى حسب تلك الطبيعة الجسدية الخارجية .. ثم عندما يكبر ويستكمل البناء وتتضح الصفة الغالبة عند البلوغ .. يصبحوا رجالاً ونساءً .. وهناك القليل ما تغلب من صفة مغايرة للجسد .. كظاهره ذكر وهو أنثى والعكس .. سواء من حيث النشاط الهرموني فقط .. وإما يصل في بعض الأحيان لإختلاف في التكوين التشريحي وكلا الحالتين يحتاجا لعلاج يتناسب مع الوضع التشريحي الحقيقي
والذكورة والأنوثة هي القوانين التي وضعها الله في الدنيا فقط لإنتاج الذرية .. وليس شرطاً أن تكون تلك القوانين هي قوانين الآخرة ,, فالبعض يعزي وجودنا في الآخرة عرايا الجسد وعدم إكتراث الناس بأجسادهم العارية هو هول الموقف فقط .. ولكن لم يفكر أن الجسد ربما تكون طبيعته مخالفة كلياً لما نحن فيه .. فآدم وحواء كانا بجسد خاص قبل ظهور سواءاتهما لعدم الحاجة للذرية ولم يكترثا بتغطية جسديهما إلا بعد ظهور تلك السوءات .. وبالتالي في الآخرة ايضاً لا نحتاج لتلك السوءات فلم نعد خاضعين لقوانين الدنيا من حيث إنتاج الذرية فقد إكتمل نزول الأنفس على أرض أجسادها الدنيوية واختبرت فيها ورحلت الأنفس عن الأجساد الدنيوية الفانية وجاء دور الأجساد الأخروية غير الفانية والتي ينتهي إكتمال تكوينها الجديد حسب مكانها الأخير في الجنة أو النار فكما طبيعتها المختلفة في الدنيا فهناك طبيغتها المختلفة في الجنة عنها بالنار
فالذكر والأنثى طبيعة دنيوية لها حكمة ظاهرة لنا وهي ضمان إنتاج الذرية لتحط عليها الأنفس وتمكين الأنفس التي نزلت بعد أدم وحواء في الدنيا أن تعيش فترة حضانة قد تكون مغايرة عن فترة حضانة أدم وحواء نسبياً ولكن هي تؤدي نفس الوظيفة حتى البلوغ فيصبح مستعد للتكليف الكامل .. وأيضاً حكمة إيجاد ووضع عاطفة أبوية وعاطفة الأمومة والأخوة .. الخ .. كعواطف تجعل الإنسان كائن إجتماعي يرتبط ببعضه البعض .. فيكتمل بناء المجتمع بشكل يؤدي لإستمراره سوياً لو تم الإلتزام بالتكليفات على وجهها الصحيح .. وبالطبع هناك من الحكمة ما لم نبلغها
فالذكر والأنثى كائنان غير مكلفين في الدنيا حتى يصبحا نساء ورجالاً .. وهما متساويان أمام الله في الحساب .. والجنة والنار .. رغم إختلاف طبيعتهم التشريحية والهرمونية والوظيفية .. فكلاهما يحاسيا حسب طبيعة تكليفاتهما في الدنيا والتي تتناسب وطبيعتهما الجسدية وكذلك كيفية قيادة النفس لهذا الجسد والذي يحمل عواطف وشهوات خاصة به .. بل كل جسد له مواصفات القوة والضعف في مختلف الصفات التي تجعل كل نفس لها إبتلاء خاص بها .. وحساب خاص بتلك النفس دون غيرها وبمقاييس عادلة وترقي في درجات الجنة والعكس حسب قدرة النفس على قيادة قوة الجسد للخير
ومن العجيب أن نجد حتى من المسلمين من يتجرأ على الله ويريد أن يخضع الإنسان وطبيعة خلقته إلى بعض العلوم في إستنساخ مثل النعجة دوللي على سبيل المثال .. وكأن الله لم يذكر هذا الإبتكان على وجه التحديد في قرآنه .. وكأنها خارجة عن قدرة الله ويضربها مثلاً ليجعل القرآن غريباً غير قادر على إفهامنا طبيعة الخلق وكأنه يخاطب أحد غيرنا  .. فقد قال تعالى : 
{ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121) } (سورة النساء 119 - 121)
فهم شطروا وقطعوا وغيروا في ا آذان الأنعام ومنبتها وحاولوا تغيير خلق الله بالإستنساخ وغيره ولكنه قدر من العلم وجانب وساق منه في ظل قوانين الله وليست خارجه وجاء ذكره بالقرآن ولم يفقهوا كلام الله في حينه .. فكل شيء بقدرة الله .. وخروجهم في مجال الأنعام سيأتي وبالاً عليهم في الدنيا والآخرة .. فالقرآن تبيان لكل شيء
فمن العجيب أن نجد هناك من المسلمين من هم أشد وطأة من الملحدين في كونهم يرون أن قدرة الله ومشيئته تتعارض مع السنن والقوانين التي خلقها لنا .. فيتباهى أحدهم بالرد على سنة يتم شرحها ويقول ( أليس الله بقادر بأن يقول للشيء كن فيكون ) وكأن النواميس والقوانين والسنن التي خلقها الله لنا في الحياة خارج منطقة الإرادة والمشيئة وخارج  كن فيكون .. فكونهم لم يتاملوا ما إعتادوا عليه في حياتهم .. فاعتبروا تلك الايات شيء عادي حقاً لهم وعندما يكتشفوا علماً يعتقدوا ان هذا الكشف كان ضد إرادة الله .. ويظنون في قلوبهم أن الله ضد العلم .. ويسنسوا أنهم يحاربون الله بالعلم الذي منحهم إياه .. بل يستنكرون على القرآن إمكانية إحتوائه على علم دنيوي ..  فهم يهاجمون القرآن أكثر من الملحدين لأنهم أوقفوه على تراث سابق ولم يطلبوا في تدبره ما يظهره الله لنا في زماننا

حق النشر والكتابة للكاتب: كامل عشرى

تعليقات