القائمة الرئيسية

الصفحات

ذي القرنين والدجال - وأهل الكهف والرقيم .. (6)



كامل عشري يكتب : ملخص رحلة ذي القرنين في العوالم الثلاث






قبل أن نرحل إلى رحلة أخرى سوف نلخص ما إستعرضناه على مدار الـالأجزاء السابقة في 25 سؤال وإجابتهم والتي من خلالها تعرفنا على مغرب الشمس ومطلعها ومن هم الأقوام عند مطلعها وعند مغربها وبين السدين ومن هم يأجوج ومأجوج وما هو الردم وطبيعة التركيبة في الردم .. فسوف نستعرض ملخص عام عن قصة ذي القرنين قبل أن نرحل لرحلة جديدة لإكمال القصة ، فالرحلة ما زالت طويلة ، وفيها الشجرة الملعونة في القرآن ، ولنا أن نستخلص ما يلي حتى الآن :




1- ذو القرنين في رحلته لم يكن كما يظن البعض أنه إتبع طرقاً منفصلة ليس بينها ارتباط وثيق .. ولكنها كانت بترتيب خاص لبلوغ الهدف النهائي ، وهو نفس ترتيب خطوات زماننا إذا ما أردنا أن نتعلم من القرآن ومن قصة ذي القرنين شيئاً




2- فلكي نواجه مفاسد أقوام بين السدين (دول العالم المتقدم) وأقوام عند مطلع الشمس (دول العالم الثاني) لابد أولاً السيطرة على موارد مغرب الشمس (دول العالم الثالث) .


3- فمغرب الشمس يدفع أصحابه للفساد والتفاوت والظلم فيما بينهم،فلابد من تطبيق العدالة بين شعوب مغرب الشمس أولاً قبل مواجهة مطلع الشمس.


4- مطلع الشمس ، فيه مفاسد تؤثر على الشعوب وهي مقهورة لا تستغني عن مطلع الشمس ومن بيده مطلع الشمس ، فلذلك ليس هم المعنيين بالمواجهة ،ولكن من يستغلهم ويخضعهم بهذه الشمس ذات التأثير السالب


5- وجودنا بين السدين هو بإرادة من يريد أن يتحدى قدر الله ويريد أن يغير في خلق الله


قال تعالى :


(وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)) سورة الكهف


(وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)) سورة الأنبياء
س1 : ما هو مغرب الشمس الذي بلغه ذي القرنين ؟!


ج 1 : بالطبع لن يبلغ ذي القرنين الشمس التي نعرفها ، فبالتالي لن نبحث عن مغربها الذي يمكن إيجاده كما في الآية ، ولكنه بالطبع بلغ شيء يأخذ صفة الشمس وبالتالي هذه المادة الشمسية تغرب في العين الحمئة وتغوص فيها ، وهذا لا شك فيه فهذا قول الله تعالى.


{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا } (سورة الكهف 86)
س2: ذي القرنين وجدها تغرب ؟! .. فإيجاد الشيء ليس كالرؤيا .. فكيف وجدها ؟!


ج2 : نعم وجدها .. بمعنى وجودها وليس مجرد رؤيتها .. بل يمكن أن يلمسها ويمسكها بيده ، إذن هذه المادة الشمسية التي تغرب في بئر يمكن إيجادها والحصول عليها ، فقد وجدها فعلياً بلا شك ، فهذا قول الله تعالى.
س3: تغرب في عين حمئة ؟! .. كيف تغرب الشمس في الطين الأسود النتن اللزج ذو الرائحة العفنة ؟!


ج3 : نعم تغرب في عين حمئة وليس هناك شك في ذلك .. فهل يمكن أن تكون هذه المادة الشمسية تغرب بين الطين الأسود وفي بئر ، هل تغرب في شيء أسود لزج شديد السواد هل تغوص فيها وتكمن في مادتها .. ولكن ما هذه المادة ؟!!
س4 : وجدنا عندها قوماً ؟! ... كيف نجد قوماً عند غروب الشمس ؟!


ج4 : بالطبع لا يمكن أن يكون هناك قوماً عند الشمس التي نعرفها كما صور البعض ، ولكن بالطبع هناك قوم عند الشمس الذي ذكرها الله تعالى في الآية ، ولكنهم يمكن أن يكونوا عند هذه المادة الشمسية بل أن ذكرهم ووجودهم في هذا المكان موقوف على هذه المادة الشمسية الغاربة التي تجمعهم عندها وتجعلهم حولها .. ومن الواضح أنهم وأعمالهم الدنيوية مرتبطة بهذه الشمس إلى حد ما كبير ، فما هي هذه الشمس ؟!
س5 : ما هي الشمس الذي تتكلم عنها الآية ؟!


ج5 : هنا ما يهمنا أن نبحث عن الشيء الذي وصفه الله تعالى بالشمس ، وليس مجرد شمس فإنها هي شمس تغرب ، وليس فقط شمس تغرب بل هي شمس تغرب في عين حمئة وفي بئر بل هي تغرب في مادة بها صفة أنها شديدة السواد واللزوجة بل هي تغرب في مادة ذات رائحة نتنة.


فلو أننا نتكلم عن مادة بها صفة الشمس الغاربة فالمواد التي فيها صفة الشمس الغاربة كثيرة ، على سبيل المثال (أوراق الشجر والحطب والفحم والمازوت والبترول .. الخ) وفيها الشمس (الطاقة) تغرب أي خاملة إلا إذا تم إعطائها العامل المحفز لكي تستخرج شمسها وطاقتها ويمكن استغلالها حينها وتتحول لطلوع الشمس (الطاقة) ، وهذا معناه أن هؤلاء القوم يكتفون بالشمس التي تغرب في حدود غروبها في الوضع الخامل .


فهناك مواد في البيئة بإشعالها تتحول لشموس مضيئة ، نكتسب منها الطاقة بجميع أنواعها ، ولكن ما هي المادة التي تكمن فيها الشمس والطاقة وتغرب فيها التي تتكلم عنها الآية ،فقد تم وصفها أنها تغرب في عين حمئة سوداء لزجة ، في بئر ، رائحتها نتنة


فبحدود علمنا الإنساني الذي وصلنا إليه ، أن هذه الصفات تنطبق ، على مادة البترول السوداء اللزجة ،التي تغرب في مادتها الشمس التي بإشعالها تتحول إلى مصدر للشمس والطاقة ، ويكتفي معظم من يعيشون عندها بإستخراجها وبيعها على وضعها الخامل بصفة غروبها بل ويتصفون بها . أي دول البترول


فهل الآية تتكلم عن قوم يعيشون في مكان فيه بترول .؟!!!! هل للطاقة البترولية هذه تأثير على أفعالهم الدنيوية ؟!!!! هل أفسد البترول بعض أحوالهم ومارسوا الظلم فيما بينهم كما في زماننا وأحوال دولنا النفطية ؟!!! .. فقد تم ربط المكان بالشمس بالقوم الذين عند الشمس وعقاب ذو القرنين للظالم فيهم حيث قال الله تعالى (قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)) فهل ترتبط هذه الشمس بأحداث خاصة بالدجال في زماننا ؟!!!!!!!!!! هل عصر ذو القرنين كان فيه تقدم علمي ؟!!!!


قبل أن تجيب لا تنسى أن الله أتاه من كل شيء سببا يعالج فساد سوء إستعمال أسباب ..
س 6 : ما هو مطلع الشمس الذي بلغه ذي القرنين ؟!!


ج6 : فقد سبق أن أوضحنا أن ذي القرنين وجد الشمس فعلياً في مغربها ، ولم يراها رؤية كاذبة مثل ما حاول البعض ، وأوضحنا لماذا ، وأن الآية لابد أن تتكلم عن شمس يمكن التعامل معها من خلال الإنسان وأن المادة التي بها صفة الشمس الغاربة مواد كثيرة ، وأن هناك مواد في البيئة بإشعالها تتحول لشموس مضيئة نكتسب منها الطاقة بجميع أنواعها.


إذن هذه المرة ما هو مطلع الشمس ؟!!!.. فهذه الصفة تسري على المواد التي هي ليست خاملة وليست خام كما ذكرنا في الغروب ، بل النشطة الفعالة المتداولة بين أيدي البشر فهي تشبه ما هو الآن نولده بيدنا من الكهرباء ونصنع به أدوات الإضاءة التي تعتبر شموس مشرقة وأيضاً الطاقة المتولدة بالمصانع وبكل محطات الطاقة وبكل ما حولنا في عصرنا، فهل كان هناك تقدم في عصر ذو القرنين ؟!!!!! بالطبع نعم فالرجل أتاه الله من كل شيء سببا لمواجهة من لديهم جزء كبير من الأسباب.


فتصور البعض في زماننا أننا العصر الذي إحتكر العلم ، هو محاولة للبعض لعبادة العلم ليس إلا وجعله إله يناطح به الله خالق العلم
س7 : ذي القرنين وجدها تطلع.. فإيجاد الشيء ليس كالرؤيا .. فكيف وجدها ؟!!!!


ج7 : ذي القرنين تثبت من وجودها وليس مجرد رؤيتها ، بل يمكن أن يلمسها ويمسكها بيده ، ولكن هذه المرة في مطلع الشمس هناك اختلاف بسيط أن هناك خطراً في التعامل مع هذه المادة الشمسية ولابد من ستر ، يمكنه من التعامل معها بدون مخاطر.
س8 : تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا .. كيف لا يمكن أن يكون لديهم أدوات وقاية من هذه الشمس وشيء يسترهم عنها ولماذا لم يجد ذي القرنين لهم ستراً مباشرة رغم كل ما لديه من أسباب ؟!!.


ج8 : أي أن مطلع الشمس فيه استعمال الطاقة واضحاً وجلياً ، والمادة الشمسية فيها قوية ، ولكن تأثيرها في ذات الوقت على مستعمليها له مشاكل عدة ، فهي ليست بينهم وبينها أدوات حماية تحد من تأثيرها عليهم فليس بينها وبينهم سترا .. فقد تعدت وضعها الخامل وأصبحت منتشرة فيما بينهم بين أدواته ، ولكنهم في ذات الوقت متعايشين معها ليس كما تظنون ، فهم لم يطلبوا مساعدة من ذو القرنين فهم لا يدركون مساوئها ، ولم تذكر الآية أي أثر يدركونه هؤلاء القوم وإلا طلبوا منه المساعدة ، بشكل واضح بالآيات ، ولكن هذا لم يحدث ، بعكس كل تصورات من فسروا الآية وحملوها فوق طاقتها بما ليس فيها.


إذن مطلع الشمس هنا ، كل أنواع الطاقة المنبعثة من إستعمال الشمس بالأدوات التكنولوجية حسب زمانها ، ومدى تأثيرها المنعكس في زماننا ، بكثرة الإنبعاثات الإشعاعية والحرارية والمغناطيسية الحادة وغيرها من مفاسد استعمال التكنولوجيا المعتمدة على الطاقة المصنعة وتأثيرها غير المباشر والمباشر على الحالة الصحية والعقلية للبشر .. وعادة لا يدرك ضررها مستعملها ولكن علم الله فوق كل علم.


وهؤلاء القوم الذين ليس بينهم وبين الطاقة التي يستعملونها أدوات حماية تتناسب وخطر هذه الطاقة بإختلاف أنواعها لا يملكون تصنيعها أو أدواتها ولا منبعها ، فهم مجرد شعوب مغلوبة على أمرها ، وأن أدوات الحماية من الإنبعاثات الضارة لهذه الشمس يكمن في مكان توليدها ، وأماكن تصنيعها وليس بيدي هؤلاء الناس البسطاء ، والذين لا يملكون حتى قرار الإستغناء عنها.
س9 : كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا .. ثم اتبع سببا .. لماذا ترك القوم الذين يعانون من الشمس وسلك طريقه .. وما هو الخبر (العلم) الذي لديه وجعله يسلك طريق إلى بين السدين؟!!!!!


ج9 : بما أن الله أعطى ذي القرنين من كل شيء سببا ، فقد علم أن الحل ، في أن يستمر في طريقه إلى المكان بين السدين ، ليوقف الضرر الواقع على هؤلاء القوم .. فمطلع الشمس يؤثر على حياتهم سلباً وكما قلنا فإن ومن الواضح أن هؤلاء القوم كانوا مجرد مستعملين لأدوات تديرها الشمس والطاقة المتولدة ، ومنبع مطلع الشمس ليس في يدهم ولا يعلمون كيف يحدوا من أثارها عليهم.
س10 : قال تعالى : وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) سورة يس


ما هو السد الذي بين أيديهم ؟ما هو السد الذي من خلفهم ؟هل كان يمكن لو أنه سد لعدم إتمام الفعل فقط .. كان يكتفى بسد واحد .. فلماذا كان السدين ؟هل يختلف السد الذي بين أيديهم عن السد الذي خلفهملماذا أصبح من أراد أن يقتلوا محمد عليه الصلاة والسلام بين السدين ؟هل يمكن أن نكون بين السدين .. إعطي مثال ؟هل كل من دخل بين السدين كان بهدف الإفساد ؟هل من دخل بين السدين ولم يسجد لله .. وأراد تخريب مساجد الله .. لابد أن يدخلها خائفاً ؟!


ج 10 : لم يتم ذكر السد في القرآن إلا في هذه الآية ، وقصة ذي القرنين ، فهل هناك علاقة بين السدين في سورة يس والسدين في قصة ذو القرنين بسورة الكهف.. هذا ما يمكن أن نراه ، ففهم طبيعة السدين في سورة يس فقال تعالى : وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)


أي أن الله جعل لمن أراد تغيير خلق الله وقدره من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً ، أي هناك سداً من الأمام وآخر من الخلف حاصرهم وأغشى بصيرتهم ، وهنا السد حائل لما هو أمامهم وهو قتل الرسول وتحدي قدر الله ، والسد الآخر حائل فيما خلفهم التوبة والرجوع لله.


فماذا فعلوا كي يجعلهم الله بين السدين ؟!!!!!!!!!!!!! لقد أرادوا أن يغيروا قدر الله ، وأن يتحدوا الله ، فرغم أنهم يعلمون أن محمد رسول الله وأن الله لابد متم قدره وأن مخلوقاته في طبيعتها فيها إفادة للبشر.


إذاً علة بناء السدين ووقوع الشخص أو القوم بين السدين ، هو أن يقع الشخص أو القوم بمنطقة محاولة تحدي قدر الله وأمره ، فيغشى الله بصيرته ، ويصبح غير قادرا على التمييز بين الخير والشر ، والحق والباطل والإيمان والكفر ، ويبقى الشخص بين السدين فسواء تم إنذارهم أو لم يتم إنذارهم فهم مصرون على طريقهم لأنهم يرفضوا أن يسجدوا لله ..


فمن الآثام الكبيرة التي تجعلنا نقع بين السدين هو محاولة تغيير خلق الله ، وتوهمنا بالضلال والأماني أن لا نكون مجرد مستخدمين لأسباب الله وخلقه ، بل يجب أن نتناول العلم الدنيوي بقوانين الرحمن التي وضعها بالكون .. ولا يجب أن نصنع لأنفسنا قوانين نستقيها من الشيطان ونخرج عن قوانين الرحمن بهدف التحكم في مادة الكون وتغيير قدر الله ، لذلك سيكون خسراننا خسرانا مبيناً.


فسوف ينقلب علينا ما فعلنا ويقع الضرر على الجميع ناهيك عن وقوعنا ما بين السدين ، فمن يقعوا ما بين السدين لا هم قادرين على التحكم في القدر وخلق مادة الخلق من عدم ولا هم قادرين على العودة والسجود لله بما أفسدوه من مادة الخلق فقد تحولوا إلى من هو مغشي بصره ، وهذا مصير من غرته أماني الشيطان وأنصاع لخطة الشيطان ببناء معبده على الأرض .. وإنصاع للدجال معاونه على الأرض وخطته الأساسية في هذه الآيات .. حين قال تعالى :


لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) سورة النساء


قالوا في .. ليبتكن آذان الأنعام لأدعونَّهم إلى تقطيع آذان الأنعام وتشقيقها وقيل فيشقونها، فيجعلونها بَحيرة.. وقيل البتك في البحيرة والسَّائبة، كانوا يبتّكون آذانها لطواغِيتهم.. وقيل دينٌ شرعه لهم إبليس، كهيئة البحائر والسُّيَّب وقيل يعني البحيرة والبحيرة الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن وكان آخرها ذكرا شقوا آذانها ولم ينتفعوا بها وقيل شقّوا أذن الناقة ، وامتنعوا من الانتفاع بها


ولكن ما يهمنا هنا أن هذه خطة الشيطان : اتخاذ نصيب من العباد يصبحوا أتباع للشيطان إضلالهم يمنيهم يأمرهم بشق الخلية وأساس النبتة للأنعام يقطعون أشياء بالخلية البنوية محاولين تغيير صفات الأنعام


إذن من سقطوا بين السدين كانوا من النصيب المفروض من العباد الذين ضلوا نتيجة أمانيهم التي مناهم الشيطان بها فيأمرهم الشيطان لتغيير خلق الله وقدره .. ويغتروا بأنفسهم ويظنوا أنهم يمكن أن يتحكموا في الخلق والمخلوقات وأن يتعدوا العلم الدنيوي المحدود إلى العلم الإلهي غروراً منهم وصلفاً


فذهبوا لخطة الشيطان التي رسمها لإضلال العباد بأن يضلهم عن الحق وعن السجود لله ثم يمنيهم بتغيير خلق الله ثم يأمرهم بأن يغيروا خلق الله بشطر (آذان) الخلية وكل ما ينبت منه الأنعام (DNA) ويشطرن الأجنة وخلايا الأنعام وشطر الذرة والتلاعب بإستقرارها والوصول بالأماني والغرور والأوامر الشيطانية للزعم أنهم قادرين على خلق المادة ..


بل يزعمون في مرحلة من غرورهم أنهم آلهة من دون الله يتحكمون ويخلقون ويزدادون غياً ويظنون أن لديهم العلم اللادوني ، وينسون أن معلمهم الذي يعطونه صفة الإله الأكبر ، هو مجرد مخلوق ألا وهو الشيطان.


ومن بين السدين وهم يحاولون تغيير قدر الله ، فهم ينفذون قدر الله بإيجاد أعظم فتنة في التاريخ ولكنهم لا يعلمون ، ويظلوا في منطقة لا هم قادرين أن يصبحوا آلهة كما يزعمون أنهم يتحكمون في كل شيء ولا هم قادرين على الرجوع والسجود لله ، فالشيطان مناهم بالغرور الذي يجعلهم مستمرين في صلفهم وضلالهم.


فهم رغم بحثهم في مادة الخلق ، وتأكدهم أن هندسة الرحمن للكون وآذان الأنعام في إستقرارها وهي في حالة توازن هي مسخرة بذلك لخدمة الإنسان ، وأن دخولها يجب أن يكون بحساب وبقوانين الرحمن ،إلا أنهم آثروا شقها وإخراج مكوناتها والإخلال بهذا التوازن والتلاعب بآذانها ، فكان النتيجة الخسران المبين والواضح الذي كان لابد أن لا يختلف عليه إثنين ، وهذا سبب إشتراكنا معهم في نتائج الخسران ، كوننا لهم مستسلمين ، فنحن يسري علينا ، حكم القوم الذي لم يجعل لهم من دونها سترا فالخسران يصيب الجميع في هذه الحالة إلا من إلتزم الكهف إلى حين أو كان في حركته ضمن جيش ذو القرنين.


ولكن السؤال .. هل مصرح لنا .. الدخول ما بين السدين .. ومتى ولماذا؟!!!!!!!!!


ونقول لمن أرادوا أن يساعدوا من هم بين السدين على الإستمرار في غيهم وتبرير أفعالهم وحجب الناس عن رؤية ضلالهم .. وإصابتنا نتيجة لهذا بالخسران المبين في زماننا .. قوله تعالى :


وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6) سورة الشعراء
س11 : ما هما السدين ؟!!


ج11 : السدين جاءوا في الآية معرفان ، رغم أن قصة ذو القرنين كلها ، كانت غير معلومة واليهود سألوا عنها الرسول هي وقصة أهل الكهف كنوع من أنواع التعجيز .. إذن القصة بأكملها وتفاصيلها لم تكن معلومة ،فكيف يأتي لفظ السدين معرفاً ؟!!!!


فذهب البعض لسور الصين ، والأغرب أن يأتي المفسرين .. بما هو أدهى ، بأن يعرفون هذان السدين بجبلين .. فهل كلمات الله قاصرة أن تقول ما بين الجبلين ، ثم ذهب الناس لما هو أدهى ، نتيجة لهذا التحريف ، أن مروا على جبال العالم كله ، ليبحثوا عن يأجوج ومأجوج خلفهم ، وبحثوا وراء كل الأوهام والخرافات ولم ينظروا في الآيات ولم يتدبروها.
س12 : إذا كان هناك قوم بين السدين .. فإننا سوف نجد سداً بيننا وبينهم .. ثم سداً بينهم وبين جانب آخر .. فكيف وصل القوم بين هذان السدان ؟!!!!!


ج12 : فإذا كانوا بين سدين ماديين ، فالسد الأول سيكون حائلاً بينهم وبين جانب من العالم والسد الثاني حائلاً بينهم وبين الجانب الآخر من نفس العالم ، فكيف تواجدوا بين السدين ؟!!!! لماذا لم يقوموا ببناء السدين بأنفسهم ؟!!!فطالما أنهم قادرين على بناء السدود .. لماذا طلبوا من ذو القرنين أن يبني لهم سداً بينهم وبين يأجوج ومأجوج ؟!! هذه التساؤلات .. ستجعل الأمور أوضح الآن ..
س13 : كيف وصل ذي القرنين هو الآخر بين السدين ؟!!!!!


ج13 : فإذا كان السدين ماديين فمن البديهي عدم قدرة وصول ذو القرنين إليهم ولا يأجوج ومأجوج كذلك .. فالسد الأول حائل بينهم بين ذي القرنين والقوم من دونهما .. وكذلك يأجوج ومأجوج لا يستطيعون الدخول عليهم من السد الثاني .. وبالتالي هما سدين غير ماديين.
س14 : لماذا جاء لفظ السدين معرفاً رغم إدعاء الجميع أنهما مجهولان؟!!!!!!!!!!!!!


ج14 :لفظ السدين معرفين ، أي أنهم معلومان في قصة كانت قبل ذلك مجهولة ، فأن يكونوا بين السدين الماديين فهو حائل بينهم وبين ما هو أمامهم وحائل بينهم وبين ما خلفهم.فمن أين يأتيهم يأجوج ومأجوج ؟!!!!!والأدهى كيف دخل عليهم ذو القرنين وتخطى السد الأول وأصبح بين السدين ؟!!!!


أي أن السدين المعلومان لا يمكن أن يكونا حائلاً مادياً وإلا لم يكن لذو القرنين الدخول عليهم ، وإن كان له إمكانية الدخول ، فلهؤلاء القوم أن يخرجوا من ما بين السدين والهروب من يأجوج ومأجوج ، كلها تساؤلات مشروعة ، بسبب عدم فهم الآيات على الوجه الصحيح.
س15 : وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) سورة يس .. فهل هناك علاقة بين هذان السدين والسدان في الآية؟!!!


ج15 : إذن السدين المعلومان في القصة التي قبل ذلك كانت مجهولة .. هما من أعلمنا الله بهما من قبل في قرآنه حيث قال تعالى : وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) سورة يس


فهم قوم دخلوا لتحديهم قدرة الله وقدره .. فكان مكانهم بين السدين وهي منطقة يتوه الإنسان فيها ، إن لم يكن محافظاً على صلة الله بمخلوقاته محترماً لقدرة الله في خلقه ، فهي المنطقة ما بين العلم الدوني والعلم اللادوني ، هي منطقة قد يحاول فيها الإنسان أن يتعالى على الله ويظن نفسه قادراً على التحكم في مخلوقات الله بقوانينه الخاصة ، فالسد الذي بين أيديهم هو حاجز بينهم وبين أمانيهم فأنهم مهما غرتهم الأماني فلن يغيروا في خلق الله سوى ما سوف يكون بقدر الله ، ولن يخلقوها من عدم فلن يصبح هذا المغرور يوماً إله ، والسد الذي من خلفهم قد تم بناءه نتيجة لاستمرار الغي والغرور والكبر مما أفقدهم الطريق للرجوع والعودة لله.
س16 : هل هؤلاء القوم غير القوم الذي لم يجعل لهم من دون الشمس ستراً ؟!!!!!!!!!


ج16 : بالطبع .. فهناك من خلط بين القومين ، فالقوم الذين لم يكن بينهم وبين الشمس ستراً هم أقوام عاديين وشعوب عادية ، يتأثرون بنتائج المعصية والمفاسد والاستخدام السيئ للطاقة ، أما القوم بين السدين فهم أقوام كانوا بين السدين لكونهم حاولوا أن يغيروا خلق الله فعلموا نتيجة فعلهم من مفاسد وإفساد للأرض كلها وليس نفسهم فقط
س17 : لماذا القوم الذين بين السدين يكادون لا يفقهون قولاً علماً بأن عدم فقه القول ليس معناه اختلاف اللغة .. ولكن عدم إدراك ناتج عن مرض عضوي أو عقلي ؟!!!!!


ج17 : إن من تأثيرات وجودهم بين السدين جعلهم مغرورين بأمانيهم متعالين على الله فلا يفقهون قول ذي القرنين فهو يتكلم بعين الدنيا والآخرة ، فهم يرون بعين الدنيا فقط ، ففقه قول الله يتطلب الإيمان وهم غير مؤمنين باللهوإنما تحريف المعنى والدلالة ، وهذه الآيات تدلل عن المعنى والدلاله عن عدم فقه القول .


{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) } (سورة الكهف 93)
{ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) } (سورة النساء 78)
{ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) } (سورة الأَنعام 65)
{ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) } (سورة الأَنعام 98)
{ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا } (سورة الأَعراف 179)
{ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) } (سورة الأَنْفال 65)
{ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) } (سورة التوبة 81)
{ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87) } (سورة التوبة 87)
{ صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127) } (سورة التوبة 127)
{ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (15) } (سورة الفتح 15)
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) } (سورة الحشر 13)
{ فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) } (سورة المنافقون 3)
{ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) } (سورة المنافقون 7)
س18: من يأجوج ومأجوج .. ؟


مفسدون في الأرض .. ما طبيعة إفسادهم ؟!طلب من لا يفقهون قولاً بينهم وبين يأجوج ومأجوج سداً في حين أن ذو القرنين جعل بينهما ردماً بماذا خالفهم ؟!!!كيف يكون الردم مجرد حائل بين القوم وبين يأجوج ومأجوج وليس دفنهم للأبد ؟ما فائدة هذا الردم للقوم الآخرين الذين ليس بينهم وبين الشمس سترا .. والذي بسببهم بلغ ذو القرنين بين السدين ؟!


ج18 :حين بلغ ذي القرنين عند القوم الذين وقعوا في الضلالة بأنهم حاولوا التغيير في خلق الله ، وقد إكتشفوا أنهم بفعلتهم هذه قد أفسدوا في الأرض ، ولم يكون كل هؤلاء القوم على قلب رجل واحد وليس صادقين كل الصدق .


وقد قالوا له إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ، فلم يقول عنهم قوم كما إدعى البعض ، والغريب تكرار كلمة قوم عند مغرب الشمس ومطلعها وأيضاً بين السدين ولم يقولها على يأجوج ومأجوج ، وهم تقسيمات ثلاث نعيشها الآن ،بنفس ذات التقسيمات


1-الدول النامية (العالم الثالث) الذي تمتلك الموارد ولا تملك إستعمالها عند مغرب الشمس2- دول العالم الثاني أو التي تستعمل تقنيات حديثة ، دون أن تتحكم في النظام الدولي (من ليس بينهم وبين الشمس ستراً)3- دول العالم الأول التي تمتلك التكنولوجيا الحديثة ، بل وتتحكم في النظام العالمي (من هم بين السدين ولا يكادون يفقهون قولاً)


وهي ذات التقسيمات التي وجدها ذي القرنين أثناء رحلته ، والتي نظمت ضرورة مواجهتها طبيعة حركته ،وهي ذات الحركة في زماننا إن أردنا حقاً المواجهة .. والتخلص من عبودية الدجال .


فوجد القوم الذين يعيشون عند مغرب الشمس ولا يستغلونها الاستغلال الجيد ، كما في زماننا ، والقوم الذين ليس بينهم وبين مطلع الشمس ستراً ، فيستعملونها ولكن يعانون تأثيرها ، ثم القوم الذين هم بين السدين ، والذين بين يديهم التكنولوجيا الأكثر تقدماً في زمانهم.


وهنا أيضاً نجد أن القوم قالوا له إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ، وهنا فساد يأجوج ومأجوج ليس محصوراً على هؤلاء القوم بل فساد يأجوج ومأجوج يصيب الأرض كلها وليس كما غالط البعض في تناولها بالتفاسير والروايات ومغايراً للنص ومغلطاً له.


وهنا طلب القوم من ذي القرنين أن يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج سداً ، وهذا كان يجب أن يستوقف الجميع .. ويسأل .. إذا كان هناك سدان .. ووجد القوم بين سدان ماديان كما صوروا لنا معنى الآيات ، فهل هم الذين بنوه ؟!!!! .. فلماذا لا يبنوا آخر ؟!!!!أو يدعموا ما هو موجود ؟!!!!.. وبالطبع هذا دفع البعض أن يقيم تفسيرات مخالفة للنص ، فجعلوا السدين جبلين .. وهربوا ثم هربوا ثم جعلوا الملحدين يقتاتون على ما بنينا من سدود بيننا وبين النص القرآني الذي يحوي كل التفاصيل .


وإذا كان السدين كما سقنا حائلان بين مبتغاهم في تغيير القدر وتغيير خلق الله وغيرها من محاولات البعض لإدعاء الإلوهية وبين الرجوع والتوبة ، كما جعل الله بين من أرادوا قتل الرسول سداً من بين أيديهم ومن خلفهم .. فطلبهما المخالف لقوانين الكون والتخريب فيه هو سدين حقيقين منع عنهم الوصول للعلم اللادوني وأمانيهم وغرورهم الذي مناهم به الشيطان وأغواهم ، وجعلهم يقعون بين سدين خلف أحدهما كانوا يمكن إستغلال علمهم في إعمار الأرض وأمامهم سد عن القدرة اللادونية فلن يبلغوا إدعاء الألوهية بخلق مادة الخلق من عدم وإن لهم القدرة في تغيير خلق الله بإذن الله ، ولأنهما لا يفقهون قولاً فطلبوا الشيء الذي لا يتناسب مع صد مخاطر يأجوج ومأجوج الحقيقية فكان رد ذو القرنين تصحيحاً لخطأهم في إختيار نوع الحماية من يأجوج ومأجوج ....... (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) .. إذاً هنا اختار ذو القرنين نوع الحماية الحقيقية فإختار بما لديه من أسباب ردم وليس سد كما صورته الرويات والتفاسير وليس كأي ردم كما سنبين لاحقاً ، وبالطبع لم يفرق الكثير بين السور والردم والجبلين واختلط الحابل بالنابل ووقعنا في مزيد من الضلال، فانهار بناء التفسير فانحرف كثيراً عن البيان.


والسؤال إذا كانوا يأجوج ومأجوج قوماً لماذا لم يواجههم أو يحاول أن يقاتلهم ويستأصل شأفتهم ذي القرنين ؟!!!!.. فلقد أعطاه الله من كل شيء سبباً .. فهل لو كانوا أقواماً وهو الذي ذهب في أماكن كثيرة ليصلح أحوالها .. فلماذا لم يواجههم .. ؟!!!! هذا لأننا تصوراتنا عن يأجوج ومأجوج تصورات خاطئة من البداية فهم ليس أقوام


فلماذا إختار ذي القرنين ردماً ؟!!!.. وما فائدة الردم ؟!!!ولماذا لم يكن سداً ؟!!!!.. وما أفضلية الردم عن السد ؟!!!!!.. بالطبع الردم أفضل .. لأن السد مجرد حائل يمكن أن ينهار هذا من الناحية العملية ، أما الردم فيقتل كل ما أسفله ويمحوه تماماً ..


ولكن لماذا لم يفكر القوم في نفس التفكير الذي قام به يأجوج ومأجوج؟!!!.. أم هو السر يكمن في طبيعة التركيبة التي صنعها ذي القرنين من نفس المواد التي يمتلكها هؤلاء القوم ؟!!!!.. فعلمهم كيف يقوموا بالردم ؟!!!! ..


أي السر في مواجهة يأجوج ومأجوج ، هو طبيعة التركيبة التي تم بها الردم ، إذن لو عرفنا طبيعة هذه التركيبة سنعرف بدقة طبيعة يأجوج ومأجوج .. بكل تأكيد .. وبدون تخمينات.


ولكن جاء قوله تعال : (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) والغريب أن عندما تم فتحها في زماننا ، كانت في الآية مفردة مؤنثة فلماذا جاءت يأجوج ومأجوج في بداية الآية مفرد مؤنث ؟!!!! ، ثم في ذات الآية هذه المفردة المؤنثة أصبحت من كل حدب ينسلون ؟!!! .. فلماذا تحولت في نفس الآية لجمع بل وصف بعزارة الشيء و بدلالة على الجمع وليس المفرد في أول الآية بل من كل مكان يخرجون ؟!!!!..فهم حقاً مفسدون في الأرض ولا يقف ضررهم على هؤلاء القوم الذين بين السدين بل مفسدون للأرض كلها ..الآن وقد سقنا لكم الصورة الكلية لهذه الآيات جاء الوقت الذي تستقيم الصورة التي رسمناها ، لا نلتزم بها التزاما قطعياً ولكن هكذا يمكن أن نواجه ما نحن فيه وما هو قادم ، ونكشف الجزء المتغافل عنه في كيفية مواجهة عظائم الأمور من خلال ما أرشدنا عنه الرسول الكريم بالإستعانة بسورة الكهف على هذا الزمان إذن يأجوج ومأجوج ، هي الشيء الذي نواجهه بالردم ، وليس أي ردم بل ردم ومواصفاته بسورة الكهف ، وإلا ما تم ذكره بهذا التفصيل ، وسبق وأن قام به ذي القرنين ، وأن يأجوج ومأجوج لا يمكن صدها سداً ولا أي حائل بل ردم وبمواصفات معينة أعلمنا بها الله في آياته ، وأن عندما تم إعادة الفتح تم بفتح يأجوج ومأجوج واحدة مؤنثة ، ثم أصبحت من كل حدب ينسلون ، ومن كل مكان يخرجون ليفسدون في جميع الأرض وليس مكان محدد بذاته ، وحان الآن أن نضع النقاط على الحروف.


أجوج الكلمة الوسيطة بين الكلمتان هي اَجُوجُ : النيِّر المضيء .. مشع .. مضطرم ، ملتهب ، مشتعل .. والأولى تبدأ بالياء والثانية بالميم ، إذن ما بينهما إرتباط بل يحملون نفس الخواص والسر ما بين الياء والميم ، وهذا هو التحول البسيط في عملية البناء ، وهذا السبب المباشر في الإفساد ما بين الياء والميم ، فما هذا الشيء المضطرم الملتهب المشع المشتعل الذي يؤدي لفساد الأرض ، خرج من شيء إلى شيء فبدأت عملية الإفساد.


فهؤلاء القوم الذين جعل الله من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً لأنهم ممن مارس عليهم الشيطان خطته ، ومناهم وغرهم ، في تغيير صفات خلق الله وعدم الإلتزام بقوانين الرحمن وصلاته بمخلوقاته ، والتبديل من حالة خلق الله الساكنة إلى الحالة الغير مستقرة ، وخروج الطاقة المختزنة من حالة الإستقرار إلى الحالة الغير مستقرة ، ليس للإستفادة منها بقدر التخريب فيها ، محاولين الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك طمعاً وغروراً ، مما يؤدي إلى فساد الأمر وفساد الأرض.


قال تعالى وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) سورة النساء فعندما .. نغير بالحمض النووي ونقتطع منه صفات ونضع فيه صفات أخرى ظناً أننا نحسن صنعاً ، فإننا نكتشف فيما بعد أن هذا الإخلال بهذا التوازن يؤدي إلى ظهور نباتات مسرطنة ليس لعيب فيها سوى خلل في الأحماض الأمينية يسبب مشاكل وخلل مقابل بجسم الإنسان وأمراض كثيرة لم نكن نعرفها وإضطراب وسرطانات ، وهكذا في مختلف الأمور كذلك عندما نخرب مساجد الله في الأرض التي هي منبت المواد والكائنات


ولكن ما هي يأجوج ومأجوج التي فتحت ؟!!!!! والتي جعلت الإفساد يخرج من كل مكان ؟!!!!! .. فيأجوج ومأجوج هو التلاعب بالنبتة الأساسية للذرة ، والتي جعلتها تتحول من حالة الاستقرار لحالة الحركة غير المستقرة في كل مكان ، بداية من خروج الإلكترون وغيرها من مكونات الذرة واستخدامها بعيداً عن حالة الإستقرار ، وصولاً لنفس الاستغلال في مجال الطاقة النووية ، وكذلك الإندماج النووي هدم لإستقرار بنية الخلية بدمج نواه بنواه أخرى جميعهم يولدون إشعاعات وطاقات سلبية بدرجات مختلفة ، وأصبح تأثيرهم ينسل من كل حدب ، من كشافات الإضاءة مروراً بالتلفزيون وجميع الأجهزة الكهربية والمحمول .. الخ .. وليس بيننا وبينها ستر وحماية ونتأثر بالإشعاعات المنبعثة منها بدرجات مختلفة ، كل هذا كان ثمن للتكنولوجيا الحديثة ، التي لم تراعي كيفية التخلص من أضرار الإنبعاثات عموماً والإنبعاثات والنفايات النووية خاصة ووقف الإنسان عاجزاً أمام زحف التلوث في كل مكان .. وفي ذات الوقت متلكئاً نحو الحد من هذه المفاسد ووقف مستويات الغرور بمحاولة اقتحام عوالم أخرى عن طريق تجارب أشد وطأة ومحاولات التحكم بالمناخ والطقس والتحكم في الزلازل والبراكين وتهديد استقرار الأرض ، في محاولة لتأليه الإنسان والإعداد لخداع الدجال بكل ما أوتي من قوة .


إذن يأجوج ومأجوج .. هي عملية خروج المادة والذرة من حالة الاستقرار بخروج شيء منها ودخولها لمكان آخر ينشطها ويخرجها من حالة الاستقرار لحالة تسبب عدم وجود توازن وينتج عنه مفاسد ، نتيجة عدم استقرارها .. وما يتولد منه من أضرار طالما لم يكن هناك بيننا وبينها ستراً ، أو ردم صحيح للنفايات والتي بردمها الخاطئ يفسد الأرض ويجعلها غير صالحة للزراعة بل نتيجتها من الزراعة حتى لو على بُعد كبير يؤدي إلى أن تكون نتيجة الزراعة مسرطنة ، ولأن هناك زيادة غرور الإنسان في استخدامها لتحدي الله ، فهي أهم أدوات الدجال في السيطرة والنفوذ على بني الإنسان ، فمن خلال تغيير خلق الله يحاول إبهار البشر وإيهامهم أنه مسيطر على كل شيء من حولهم ، فيتبعونه كالخراف وبدون تفكير في توازن الكون فيزداد غروراً وتألهاً.


ويجب أن ننوه لشيء هام أنك لو كنت تبحث عن الخرافة من خلال التفاسير والأحاديث والرويات .. فلو كنت في زمان سابق لم ولن تصل ولم تكن تتصور يوماً ما نعيش فيه الآن ولو كانت تناولته التفاسير والروايات في الماضي كان سيقال عنها قمة الخرافة والإنحراف ، فأنت تعيش قمة الخيال لزمان سابق ولكنك أصبحت تتبعه دون إكتراث ، وتريد أن تبرر ما تم من تحويل الجموع البشرية لمجرد خراف ، يلهثون وراء البرسيم كالأنعام .. وكالغثاء ،لن يصدر عنهم غير التعلق بمزيد من الخرافات،خوفاً من أن يحركوا ساكناً ، فمن هم أولي البأس فينا ، لعلهم ينتشلونا مما تبقى من انسانية ، ويوقفوا قتل الشعوب تحت يافتة عالمية إسمها المحبة والحرية والسلام ، في قمة الخداع من الدجال ، ليس لذكائه ولكن في المقابل قمة الغباء والضعف والهوان من بني الإنسان فكيف كان يتصوروا في الماضي نظام عالمي يتبعه المسلمين بحكامهم كالخراف ، وكيف كانوا سوف يروا أن المسلمين هم أهم أدوات هدم دول إسلامهم وتسليمهم للصهيونية العالمية تسليم مفتاح ، بكل ما لديهم وكل ما هو متاح ، ومن كان يتصور أن الحكام المسلمين كعبتهم النظام الصهيوني يذهبون دوماً للسجود إليها هناك بين قرني الشيطان ، الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويناشدونه بدلاً من مناجاة الله بطلب الهداية للطريق المستقيم يناشدون الشيطان أن يكونوا من الضالين وربما يتمنون أن يكونوا من المغضوب عليهم ربما ينالوا عارأن يكونوا عبيد الشيطان .


ولكن الحاجز الحقيقي في زماننا أن نرى القرآن يخاطب الحقيقة عدة أشياء أهمها :1- إصرار البعض على خرافات التفاسير الماضية وكأنها قرآن في ذاته2- هجر القرآن .. واعتباره غريباً كوننا تمسكنا بالتفاسير والروايات على حساب القرآن3- إستعمال القرآن للتظاهر بالتدين سواء بالاحتفاظ بالكتاب أو قراءته والإنضمام به لطابور المقرئين والإسترزاق أو تعلية الصوت به ليصاب الناس بصمم القلوب والعقول ، مع عزله وهجر معانيه وفوائده لهذا الزمان ومنع تدبر معانيه والتفكر في آياته4- وجود طائفة من البشر في كل مذهب هم في حقيقتهم يريدوا أن يصنعوا لأنفسهم مجموعة خراف يستظلوا بظلهم ويقاتلون بهم ، ويدفعونهم للنيل من أعدائهم ويستعملونهم بكافة الأشكال ، فهم بالطبع لا يحتاجون من يعقل ويفهم ويتدبر ويتفكر كما أوصانا القرآن ولكنهم يحتاجون فقط عميان .


وأنا هنا أريد أن أحرر عقلي من ظلماته ولا نفرض على عقولكم شيئاً ، وليس من الضرورة أن الحق ما أقول ، فالحق المطلق هو من عند الله ، وما دونه فهو مجرد سعي وراء الحق وما دون ذلك كل ما تعلق بالهوى فهو هباء سوف تأخذه الرياح
س19: قرر ذي القرنين أن يقوم بعمل ردم بدلاً من طلب القوم أن يكون سداً .. لماذا ؟!!!!!


ج 19: بالتأكيد أن طبيعة السد كحائل لا يفي بالغرض بالحد من مخاطر يأجوج ومأجوج وبالتالي فإن يأجوج ومأجوج ليس أقواماً كما صور البعض ، والردم ليس سداً كما صور البعض ولا سد بين جبلين كما صور البعض في تحريف لنص القرآن .. ولكن الأهم أن ننتبه أن الردم لابد أن يكون مساوي للأرض ، وبالتالي فهو ملاصق لها .. لذلك ذهب البعض أن يأجوج أقوام في جوف الأرض وجنحوا للخرافة ، والأسوأ من ذهبوا إلى عطارد في السماء ، وبالطبع لا ننكر عليهم إجتهادهم .. ولا نفرض ما نقول ، ولكن أن نصبح ما بين تحريف النص والشطط إلى قمة الخرافة ونريد أن نقتل أي تفسير بينهما .. هو العجيب في الأمر
س20 : لماذا هذه التركيبة بالذات التي قام إستعمالها في الردم ولماذا ذكرها القرآن بهذه الكيفية وماذا سوف نستفيد منها إن لم نحتاجها مرة أخرى .. ؟!!!!!!


ج20 : بالطبع جاء ذكر المركبات التي إستعملها ذو القرنين في الردم ليس على سبيل الرفاهية والتسلية ، وعدم حاجتنا لها في زمان ما ، وطالما أن الله ذكرها لنا فنحن لن نصل للأسباب التي أعطاها لذو القرنين ونحتاج إلى بعض المساعدة التي وضعها في قرآنه ، لذلك من المعتقد أن يكون زمان ذو القرنين أكثر حضارة وعلماً من حضارتنا ، ولكن ما يهمنا ضرورة البحث عن هذه التركيبة وطبيعة هذا الردم .. والذي لا يشترط أن يكون ردماً عادياً ، فيمكن أن يكون مجرد تركيبة ، أو محولاً للطاقة تؤدي للتوازن .. فمن، الغريب .. أن يأتي بالحديد قطع متساوية لماذا ؟!!!!!!!! .. ولو نظرنا لطبيعة الردم وخلط الحديد بالنحاس بهذه الكيفية المنتظمة ، نجد أننا محصورين في التفكير في نطاق معين لهذا الخلط يخضع لتفكير زمان ماضي في حدود تصورهم ، فعلى سبيل المثال ، هناك أشكال جديدة لدمج الحديد والنحاس في زماننا


وهناك أيضاً وهو الأقرب لإستخدام هذا المركب ، أنه لمعالجة فساد يأجوج ومأجوج ، وأثرها الداهم مثلما نعالج النفايات النووية في عصرنا الحالي ولا نستطيع أن ننهي تماماً ضررها فتكون النفايات النووية الناتج عن الانفجاريات النووية والمفاعلات فى حالات الفيزيائية المختلفة ( صلبة وسائله وغازية) والتخلص من نشاط هذه النفايات المشعة يتم عن طريق تخزينها فى برك مغمورة بماء وتحت رقابه مشددة لسنوات عديد حتى تفقد جزء من نشاط الاشعاعى العالى


كما تجرى على النفايات عدة عمليات كيميائية معقدة لتقليص كميه الإشعاع الذي لازلت تحتوى على إشعاعات وذلك باستخدام مبادلاته ايوانية مناسب قادرة على استخلاص نسبة عالية من النويدات المشع وتركيز داخل المبادل الايوانى ثم يجرى تقليص حجمها أيضا باستخدام طرق فيزيائية وكيميائية الى اقل حجم ممكن وذلك بصبها على شكل قوالب صغيرة توضع داخل قوالب أخرى من الخرسانة محاط بجدار سميك من الفولاذ حيث يتم نقلها بكل عناية إلى أبار الخرسانة العميقة التي قد يتراوح عمقها عدة كيلو مترات فى باطن الأرض


فهل العملية الأخيرة تتشابه إلى حد كبير مع ما فعل ذو القرنين من استعمال الفولاذ كنوع من ردم الإشعاع وإحاطته في صدفين جوفين إلا أن الإختلاف إفراغ عليه قطرا ، هذا ما يحتاج إلى بحث وتدقيق من متخصصين في هذا المجال الفيزيائي


أما تخزين النفايات النووية فى قيعان البحار والمحيطات فا يتم بطمر العبوات الخراسانية تحت أعماق تصل الى 500 متر من الطين البحري ويعتبر هذا العمق كافينا لتقليص مخاطرها الى الحد المقبول اذا أخذ فى الاعتبار الاستقرار الذى يغطى هذا القيعان والتى يصل عمقها الى عدة كيلومترات ويدرس العلماء اليوم إمكانية إرسال ألاف من الأطنان من النفايات النووية فى طرود استخدام صواريخ متجه نحو الشمس أو أضعت في الفضاء الخارجي البعيد عن الأرض والتخلص من مخاطرها .. لكن الملاحظ حتى الآن أنه يتم معالجة النفايات بالردم وإن كان لم يقضوا تماماً من أثارها السلبية


لذلك من الواجب أن يتم البحث في هذه الآيات والتدقيق فيها واستخراج ما بها من دروس نحتاجها في عصرنا الحالي
س21 : حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا.. إذا ماكان ذي القرنين ساوى بين الصدفين فكيف ينفخ ويشعلها ناراً بعد إن إكتمل الردم .. وكيف يتحول إلى ناراً ؟!!!!


ج21 : من الصعب أن يكون التصور الذي تم محاولة تمريره من طرق النفخ ، البدائية التي تم تصويرها من مجموعات هائلة من العمال يقومون بالنفخ لإشعال الحديد .. فبالطبع إذا كان بهذه الصورة البدائية فلابد أن يحترقوا جميعاً ، وكما قلنا يجب ألا ننحصر في الصورة المقدمة لنا من الماضي ، فلو تأملنا صور تحويل الطاقة ، سنجد مثلاً إمكانية لتحويل الطاقة الكهربية إلى طاقة حرارية ، ونستعمله في كثير من المجالات مثال ذلك السخان ، الذي تتحول المادة المعدنيه فيه لشكل النار دون أن تتحول لشيء منصهر ، وبالتالي فإن طرق الإشعال ليس محصورة في هذه الصورة الغير واقعية
س22: من الذين لم يستطيعوا أن يظهروه ومن لم يستطيع التنقيب هل يأجوج ومأجوج أم القوم بين السدين .. ؟!!


ج22 : فيأجوج ومأجوج أصبحوا تحت الردم ولو أنهم أقوام كان انتهى أمرهم تحت الردم فمن هم من يريدون أن يظهروه ويريدوا له نقبا ، النقب أي الحفر من سطح الأرض إلى أسفل وليس العكس فمن ينقب من فوق الردم أم تحته؟!!!!!!!! وهل هؤلاء جزء من القوم الذين بين السدين ؟!!!!!! .. هل ليس كل القوم بين السدين يريدون خروج يأجوج ومأجوج من جديد فيريدون أن ينقبوا في الردم ؟!!!!!!
س23 : َإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا .. ما هو الشيء الذي يجعله الله دكاء .. ؟!!!!


ج23 : فالردم أملس وملاصق للأرض فكيف يتم دكه ويصبح مساوي للأرض ، ولعلنا سوف نعرف ما الذي سوف يكون دكاء عندما نعرف ما هو وعد الله الذي أتى في زماننا في الفصول القادمة ، فالمقصود هنا أن خروج يأجوج ومأجوج لعالمنا الحالي ، وسيكون آخر خروج وعندما يأتي وعد الله ، فسوف يكون الردم هذه المرة دكاء لن يتمكن من إخراج يأجوج ومأجوج أحد ويظل هذا حال الدنيا التي لن يمر وقت طويل حتى يتم النفخ في الصور .. فسوف تتداخل الأقوام الثلاث ويختلطون ويتصارعون ؟ ؟!!!!!!!!!!!!!!
س24 : كيف حصلوا هؤلاء القوم الذين يكادون لا يفقهون قولاً على زبر الحديد والنحاس وكل هذه الإمكانيات ؟!!!!!!!


ج24 : بالطبع لأنهم ليس كما صورهم لنا المفسرون ، فمن الواضح أن هؤلاء القوم لديهم حضارة ما ، وليس كما أعطونا من تصورات حجبت عنا الكثير من المعاني.
س25: ما هو وعد الله هنا ؟!!!!!!!!!!!!


ج25 : وعد الله الحق ، هو هزيمة الدجال في آخر الزمان بعد علوه الكبير من خلال عباد الله من أولي البأس (القوة والعلم والإيمان)


فذي القرنين صفة تتكرر وليس إسم لشخص معين ، فعلينا أن نسلك سلوك ذي القرنين كي نسيطر على مواردنا وقد فطن من هم بين السدين في زماننا لذلك فبادروا بالسيطرة على مقدراتنا وتقسيم مناطق مواردنا وحصارنا إقتصادياً وتولية حكام موالين لهم وجعل بقائهم كحكام ببقاء سيطرتهم على مواردنا وصناعة فرق وجماعات تشتت شملنا وتحولنا لصراعات مذهبية لا طائل منها سوى مزيد من سيطرة النظام العالمي







حق النشر والكتابة للكاتب: كامل عشرى

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. من أحسن ما قرأته في حياتي من حقيقة ربنا يوفقك ويفتح عليك كمان وكمان..تحياتي لك

    ردحذف

إرسال تعليق