القائمة الرئيسية

الصفحات

ذي القرنين (الجزء الخامس) زُبُر الحديد المتساوي الصدفين؟!

كما تناولنا في الجزء السابق طبيعة يأجوج ومأجوج وكيف من كل حدب ينسلون وكيف أن يأجوج ومأجوج هو التلاعب بالنبتة الأساسية للذرة، والتي جعلتها تتحول من حالة الاستقرار لحالة الحركة غير المستقرة في كل مكان، بداية من خروج الإلكترون (يأجوج) وغيرها من مكونات الذرة واستخدامها بعيداً عن حالة الاستقرار، وصولاً لنفس الاستغلال في مجال الطاقة النووية، جميعهم يولدون إشعاعات وطاقات سلبية بدرجات مختلفة، وأصبح تأثيرهم ينسل من كل حدب، من كشافات الإضاءة مروراً بالتلفزيون وجميع الأجهزة الكهربية والمحمول، الخ، وصولاً للمحطات النووية وما شابهها، وليس بيننا وبينها أيضاً ستر وحماية ونتأثر بالإشعاعات المنبعثة منها بدرجات مختلفة، كل هذا كان ثمن للتكنولوجيا الحديثة، التي لم تراعي كيفية التخلص من أضرار الانبعاثات عموماً والانبعاثات والنفايات النووية خاصة ووقف الإنسان عاجزاً أمام زحف التلوث في كل مكان بل كان مغاليًا في استعمالها في كل الكماليات ولم يترك للطبيعة متنفساً لتعيش .. وفي ذات الوقت كان متلكئاً نحو الحد من هذه المفاسد ووقف مستويات الغرور بمحاولة اقتحام عوالم أخرى عن طريق تجارب أشد وطأة ومحاولات التحكم بالمناخ والطقس والتحكم في الزلازل والبراكين وتهديد استقرار الأرض، في محاولة لتأليه الإنسان والإعداد لخداع الدجال بكل ما أوتي من قوة.


إذن فتح يأجوج ومأجوج، هي عملية خروج المادة والذرة من حالة الاستقرار بخروج شيء منها ودخولها لمكان آخر ينشطها، ويخرجها من حالة الاستقرار لحالة تسبب عدم وجود توازن وينتج عنه مفاسد نتيجة عدم استقرارها، وما يتولد منه من أضرار (ردم) صحيح للنفايات والتي بردمها الخاطئ يفسد الأرض ويجعلها غير صالحة للزراعة بل نتيجتها من الزراعة حتى لو على بُعد كبير يؤدي إلى أن تكون نتيجة الزراعة مسرطنة.

فيجب أن ننوه لشيء هام أنك لو كنت تبحث عن الخرافة من خلال التفاسير والأحاديث والروايات، فلو كنت في زمان سابق لم ولن تصل ولم تكن تتصور يوماً ما نعيش فيه الآن ولو كانت تناولته التفاسير والروايات في الماضي كان سيقال عنها قمة الخرافة والانحراف، فبدلاً من أن يسكتوا عن تفسيرها ويتركوها لزمانها غالوا في الخيال بحكايات وروايات تشبه من يخيف أبناءه بأبي أرجل مسلوخة في عبث اتبعه من بعدهم ونسجوا جهلاً سموه علم آخر الزمان لا علاقة له بالقرآن الكريم.

فأصبحنا شعوبًا إسلامية متخلفة عن اللحاق بهم لعدم سيطرتنا على عل الشمس الغاربة ولا التي تطلع ولا يأجوج ومأجوج، ولا الرقيم فأصبحنا تحت سيطرتهم يقودهم الشيطان لهذه السيطرة. وأصبح الحاجز الحقيقي في زماننا أن نرى القرآن يخاطب الحقيقة عدة أشياء أهمها:

  1. - إصرار البعض على خرافات التفاسير الماضية وكأنها قرآن في ذاته.
  2. - هجر القرآن واعتباره غريباً كوننا تمسكنا بالتفاسير والروايات على حساب القرآن.
  3. - استعمال القرآن للتظاهر بالتدين سواء بالاحتفاظ بالكتاب أو قراءته والانضمام به لطابور المقرئين والاسترزاق أو تعلية الصوت به ليصاب الناس بصمم القلوب والعقول، مع عزله وهجر معانيه وفوائده لهذا الزمان ومنع تدبر معانيه والتفكر في آياته.
  4. - وجود طائفة من البشر في كل مذهب هم في حقيقتهم يريدوا أن يصنعوا لأنفسهم مجموعة خراف يستظلون بظلهم ويقاتلون بهم، ويدفعونهم للنيل من أعدائهم ويستعملونهم بكافة الأشكال، فهم بالطبع لا يحتاجون من يعقل ويفهم ويتدبر ويتفكر كما أوصانا القرآن ولكنهم يحتاجون فقط عميان.

طبيعة التركيبة التي نحمي بها أنفسنا من أخطار فتح يأجوج ومأجوج، وطبيعة زُبر الحديد تمهيداً للتعرف على القِطر التي نضعها فيها:

في الصورة أعلاه شكل موضع عن الردم بشكل عام وهنا سوف نتعرض لتأويل خصائص الحروف القرآنية في سياق الآيات:

{ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } (سورة الكهف 96)

قول من خلفنا في ذلك:

قيل في آتوني زبر الحديد:

قالوا قطع الحديد وقيل فَلَق الحديد، وقرأ بعض أهل الشام "زبرا" بفتح الباء، قال قتادة ومجاهد "زبرا" أي: كتبا، يعني دان كل فريق بكتاب غير الكتاب الذي دان به الآخرون، وقيل جمع زُبْره كغرف في غرفة وهي القطعةُ الكبيرة.

وقرأ الجمهور: «ردماً آتوني» أي: أعطوني. وروى أبو بكر عن عاصم: «ردمٍ ايتوني» بكسر التنوين، أي: جيئوني بها.

قيل في الصدفين:

قالوا حشى بين الجبلين بالحديد، والصدفين الجبلين، وبينهما واد عظيمـ وقال ابن عباس ومجاهد والضحاك: الصدفان: جبلان، وقيل أي أعلى منقطع الجبلين الموصوفين، سميا لتصادفهما - أي تقابلهما وتقاربهما، واختلف القراء في {الصَّدَفَين} فقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: «الصُّدُفَين» بضم الصاد والدال، وهي: لغة حِمْيَر. وروى أبو بكر والمفضل عن عاصم: «الصُّدْفين» بضم الصاد وتسكين الدال.

وقيل في انفخوا:

{قَالَ انْفُخُوا} وفي القصة: أنه جعل الفحم والحطب في خلال زبر الحديد، ثم قال: انفخوا، يعني: في النار بالمنافخ وقيل {قال انفخوا} بالمداومة على الأذكار والأوراد {حتى إذا جعله ناراً} بتأثير حرارة الطاعة والذكر في حديد القلب {قال آتوني أفرغ عليه قطراً} هو جوهر المحبة وكيمياء الإخلاص النافذ في سويدات القلوب بحيث لا ينفذ فيه كيد الشيطان ولا يعلوه، وقبل انفخوا بالكير على هذه القطع الحديدية.

أقرب المعاني:

زبر الحديد: قطع الحديد بعضها فوق بعض بشكل منتظم.

ساوى: جعلهما متعادلان ومتماثلان.

الصدفين: الناحيتين أو الجوفين.

انفخوا: كبَّره، غذّاه وأشعله.

ولعل أقرب المعاني تنسف ما قالوا في ذلك ولكن سوف نعتمد في إفهامنا المعاني منهج خصائص حروف القرآن.

{ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } (سورة الكهف 96)

ملحوظة: الآية بالكامل تتكلم عن تصنيع زُبر الحديد ذاته وصولاً لإعداد العبوات التي سوف تتحمل الصدأ ولا علاقة بالآية بمكان التخزين أو الجبل أو حتى الأرض، فالآية لوصف كيفية تكوين العبوة التي سوف تخفي في طياتها النفايات الذرية والتي لا أحد يستطيع له نقبا، وسوف نفرد للقطر جزء خاص كي نضع فيه آخر ما وصل له العلم من تلك العبوات وما بها من قِطر.

آتُونِي

هنا هو ما يضبط استعمال ما آتوه به وهم يملكونه وليتقن استعماله في شيء ما وهنا علاقة تكافؤ بين المتلقي ومن أتاه بالشيء فيتشاركون العمل فقط المتلقي ما يضبط استعمال زُبر الحديد في شيء جديد يتضح باستعماله لها.




زُبَرَ الْحَدِيدِ

مادة الحديد عندما تصبح (زُبَرَ) كيف يكون حيث تصبح صفة الحديد فيه كالتالي:

زُ: الحديد موصول أطرافه وتقترن وتنضم أطرافه، بُ: فيظهر ويبرز تلك الأطراف وتبدو على تجويف داخلي أي يصبح بارز على شيء يصبح بداخله فيكون تلك الأطراف هي البادية والظاهرة من العبوة من الحديد، رَ: تلك الأطراف مترابطة فيما بينها لتتحكم وتسيطر على ما يوضع بداخلها ويتوافق ما بداخلها مع شكل زُبُر الحديد.


حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ

ساوى: أي مقياس متساوي متآلف موصول بعضه بالآخر متآلف معاً وهنا الصدفين هما المتساويان فما هما إذا كان تجهيزاً لعبوات الحديد، حيث في العبوة يتم شبيه من التحكم والسيطرة والربط على حركة شيء أو نشاط شيء ووضعه في قالب الأرض وهنا قالب الحديد على شكل صدفين متساويين.

حتى إذا ساوى بين الصَّدَفَيْنِ: صَّ: بتغيير في مركز وعمق العبوة الحديدية ولُبها ليصل لعمق بها متساوي مع طرفها على سطحها تماماً ويأخذ طريقًا مستقيمًا أو مسارًا معتدلًا لا يميل يمينًا ولا يسارًا إلى عمق العبوة المطلوب بلوغه، دَ: بقصد تغيير العمق وصولاً إلى منتهى عمق محدد، فَ: فيفرق بين سطح العبوة وعمقها لتفارق أعلاها لجزء ونسبة من مادتها الحديدية وإفراغها من محتواها فتكون بمثابة الفراغ في الحديد، يـْ: باستخراج هذه النسبة من مادة الحديد ليحل محلها شيء آخر (القطر والمواد المشعة) فبخروج هذه النسبة من الحديد تتضح كفجوة، نِ: تشغل نسبة من عبوة الحديد تنأى عن سطحها وموصولة به ففيها يمكن النزول والنقل إليها (القطر والمواد المشعة) أي نواتج فتح يأجوج ومأجوج داخل عبوات الحديد المتساوية الصدفين.


قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا

النفخ: عموماً في القرآن الكريم جاء في أغلبه للروح وفي الصور، فهو بشكل مطلق خروج أو انفصال ناتج يتم تنقيته من مصدر ما أو نسخة من هذا المصدر، فيتفرق وينتشر في محيط ما ذو عمق فيعطي نواتج مختلفة عن جنس ما تم نفخه، فهو خروج ناتج من أصل أو نسخة من الأصل، فتتفرق وتنتشر بعيداً عن أصل وجودها فتعطي نواتج مختلفة عن أشكال جنسها، فمثلاً لو تم النفخ في مزمار بالهواء ينتشر الهواء بمحيط داخل هذا المزمار الخفي، ثم يعطي نواتج مخالفة لجنس الهواء فيعطي أصوات مختلفة والصوت يختلف تمامًا عن الهواء الذي يحمله.

فنحن أمامنا نتائج النفخ للحديد حين يتم النفخ يصير الناتج نارًا، في ظاهره أي يتحول الحديد لكتلة نارية.

وإلى هنا نكتفي بهذا القدر لنفرد في الجزء القادم كيف يتم تصنيع زُبُر الحديد وصب القِطر في العصر الحديث حتى لا يستطيع أحد له نقبا.




تعليقات