ذي القرنين (مقدمة)

روابط السلسلة:
ذي القرنين - وأصحاب الكهف والرقيم (مقدمة)
(الجزء الأول) العين الحمئة ها هي .. والشمس التي تغرب فيها
(الجزء الثاني) قوم مطلع الشمس
(الجزء الثالث) السدين والعالم المتقدم من دونهما
(الجزء الرابع) يأجوج ومأجوج بعيدًا عن الخرافة وكيف من كل حدب ينسلون؟!
(الجزء الخامس) زُبُر الحديد المتساوي الصدفين؟!

(الجزء السادس) إفراغ القطر في زُبُر الحديد في زماننا؟!

(الجزء السابع) الفرق بين اسطاعوا واستطاعوا والفرق بين أن يظهروه والنقب؟!

المقدمة:

لابد ونحن بصدد محاولة التعرف على المعنى الحقيقي للمواجهة بين ذي القرنين ويأجوج ومأجوج وكيف أننا استسلمنا لهم في عصرنا الحالي لتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان وغيره من دلالات القرآن فلابد أن نعرف الفارق بين الكلام والقول أولاً؟!

وعلى مدى الأجزاء القادمة سوف نعرض إن شاء الله ما هي يأجوج ومأجوج، وكيف فُتحت، وتم بثها فأصبحوا من كل حدب ينسلون في كل شيء حولنا وكيف حولناهم بأيدينا إلى مفسدين في الأرض وكيف نعاني منهم وكيف أنه لا يوجد حماية وستراً منهم وعلاقتهم بمطلع الشمس، وأين مغرب الشمس، وأهل الكهف والرقيم، هذا من خلال التفكر في آيات الله تعالى وتدبرها، ويجب أن نؤكد ونحن نتدبر آيات القرآن لا نطرح الحقيقة المطلقة، فلا يعلم تأويله إلا الله، وإنما الله يظهر لنا جانب من التأويل يلزم زماننا.

ولكن قبل كل هذا سوف نعرض على مدار بعض الأجزاء كمقدمة لابد من أن نتأمل فيها كيف نستدعي العقول وكيف ندرك الحكمة في القرآن الكريم.

فمن خلال العقل ندرك الحكمة وبالحكمة نصون العقل ونصحح اتجاهه فقد قال تعالى:

{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة البقرة 269]

ورغم هذا فإن هناك سدنة دين جعلوا من أنفسهم أوصياء على الدين ومن أجل أن يتحايلوا علينا، قدموا لنا المناهج الصالحة والأغلبية الطالحة ليدخلوا بنا إلى سراديب التفسيرات لنبتعد عن الحق الذي يحمله كتاب الله فيحجبوه عن الناس، ولأننا وقعنا معهم في غيهم فحجب الله فضله علينا في فهمه، فلم يعد من القرآن غير رسمه فذهبنا إلى سراب صنعناه لأنفسنا، فأصبحنا فرق وجماعات ومذاهب وسلفيين وإخوان وبيت مقدس ودواعش وأنعام، وضعفت دول إسلامنا بسبب شخص سلم نفسه لشيخ أو مرشد أو مرجع أو ضريح أو لزعيم دنيوي، ولم يسأل نفسه وربه وكتابه عن دينه؟! وشخص كان على دين أبائه وأجداده فلم يسأل نفسه وكتاب ربه عن دينه، فتحول الدين لوثن في قلبه؟!

فحين خاطبنا الله تعالى بقوله:

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [سورة آل عمران 144]

كان يريد جل علاه بأن نتفكر ونتدبر ونستنبط بشكل مستمر للحقيقة، هذه الحقيقة أن هذا المنهج وهذه الرسالة لا تموت والتي تنتقل من جيل إلى جيل بحيث يمكن أن تحل مشاكله الحضارية، ولم يكن يريدنا أن نرتبط بتاريخ معين وشخوص معينة ففي كل الأحوال يموتون لذلك وقعنا في الخطأ الجسيم بأن تعلق المنهج بشخصهم التاريخي دون نص الرسالة [القرآن الكريم] أي انقلبنا على أعقابنا ورجعنا للوراء بعد موتهم، فالله تعالى يقول لا تبحثوا عن المنهج في التاريخ، بل أبحثوا عن التاريخ في المنهج.

فابتعدنا عن هذا البيان القرآني فقدمنا الرواية التاريخية لمجرد الزعم أنها منتسبة للرسول صلى الله عليه وسلم على أنها جزء من المنهج دون التحقق من موافقتها للمنهج أو عدم موافقتها بالذي أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله وهو القرآن الكريم، وما زال الكثير يرتكب هذه الخطيئة التي تخدم عصبياتهم، فالقرآن هو الحقيقة التي تهدم هذه العصبيات، وهكذا قدسوا التاريخ على حساب المنهج وما زالوا يقدموا الشيخ والمذهب والإمام وما ينسب إليهم على حساب التدبر في كتاب الله تعالى، فنمارس الخطيئة والتي شكونا بسببها الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حين يقول لربه:

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [سورة الفرقان 30]

فلا يمكن للتاريخ الذي يصنعه ويكتبه الإنسان بيده أن يكون أمينًا على حفظ منهج الله تعالى، وقد تم اختبارهم في رسله السابقين ولم ينجحوا في حفظ ما بين يديهم فحرفوه، ولأجل ذلك تعهد الله تعالى بحفظ منهجه [القرآن الكريم] فقال:

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [9] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ} [سورة الحجر 9 – 10]

والحفظ هنا له دلالة حفظ الحاجة الدائمة للإطلاع على المزيد:

ما المعنىالحقيقي لحفظ الذِكر في قوله [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُلَحَافِظُونَ]؟!

إن القرآن الكريم منهجًا كاملًا يحمل في ظاهر عباراته وباطنها تبيانًا لكل شيء

{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [سورة النحل 89]

{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة 23]

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [سورة يونس 38]

{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [سورة الإسراء 88]

وهنا قد عجز الإنس والجن أن يأتوا بنص كالنص القرآني لأنه معجزة بين أيدينا ولا يمكن لأحد استيعاب سر صياغته ولا الوقوف على نهاية إعجازه ولا حدود دلالاته ولا نهاية معاني كلماته فشرط المعجزة أن نشاهدها ونعجز ونقر بعجزنا بالإتيان بمثلها، وأن لا نحيط لسرها وإلا استطعنا الإتيان بمثلها وإلا ما كانت معجزة أصلاً والأهم إن إدراكك لمعجزة القرآن ليس أن يتم إبلاغك بذلك من خلال سدنة دين ولكن من خلال عقلك وتدبرك وتفكرك في القرآن فلا وكيل على الوصول لليقين سوى عقلك وإدراكك، فإما يصدقه العقل وإما يكذبه، فهذا قول الله يكلمك أنت ويخاطبك ويستدعي عقلك.

فهل تفكرت في الآيات؟

هل حاولت أن تستوعب سر صياغته أم السدنة منعوا عقلك أن يفكر وأوهموك أنهم يعرفون سر صياغته؟
هل حاولت أن تقف على نهاية إعجازه أم السدنة منعوا عقلك أن يفكر وأوهموك أنهم يعرفون نهاية إعجازه؟
هل حاولت أن تقف على حدود دلالاته أم السدنة منعوا عقلك أن يفكر وأوهموك أنهم يعرفون حدود دلالاته؟
هل حاولت أن تقف على نهاية معاني كلماته أم السدنة منعوا عقلك أن يفكر وأوهموك أنهم يعرفون نهاية معاني كلماته؟

وإذا كان سدنة الدين يوهموك أنهم يعرفون ويحيطون بكل ما سبق، فأين المعجزة إذن، ولماذا لا يأتون بمثله أم أمثالهم حاولوا وفشلوا. تساؤلات كلها تخاطب العقل فلماذا وكيف تركنا العقل جانيًا.

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [سورة الأَنعام 159]

{مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [سورة الروم 32]

فهؤلاء السدنة الذين يدفعون نحو روايات التاريخ ورجالاته ووضعهم داخل المقدس الديني ويقطعون المنهج فيما بينهم إربًا شتتوا فروع المنهج ونسى الناس أصل الشجرة في مقابر التاريخ.

فأصبحنا نمشي فوق ألغام انفجر منها الكثير على مر التاريخ الإسلامي ومع إصرارهم على الزج بأبشع الروايات عن الرسول والصحابة ازدادت الفروع وأزداد التعصب وهلك المسلمين وزاد التكفير، فكان كل لغم منهم ينفجر في وجه آية من آيات القرآن، كان بمثابة طمس حقيقة قرآنية دامغة لحساب رواية مضللة يرفعوها إلى قدس الأقداس، في أبشع صور الشرك ورفض آيات الله وإنكارها والتحايل عليها وتحريفها.

والآن بعد أن تفرقنا لفرق وجماعات وكل فئة قدست مناهجها التي صنعتها بيدها فتفرقت الأمة وزادت الغمة وأصبحت المواجه لهم ولانحرافهم زنديق ومرتد وكافر، وفي المقابل أصبح لأصحاب هذه المناهج والفرق خراف يتبعونهم، ويرفضوا كشف أماكن الألغام لهم، وكأنهم يؤمنون بذلك شرها ولا يدرون أنهم وهم يمشون فيها وناحيتها ستنفجر تحت أقدامهم، ولم يستوعبوا حتى الآن كيف أنفجر كثير من اللغم في وجوهنا، وكان آخرهم داعش ومن قبلهم الممهدين لهم، فهي ألغام أصبحت متسلسلة تجرنا إليها بسلاسل من رقابنا فضاع عمرنا دون أن نعقل أمور ديننا وخدعونا سدنة ديننا ليتكسبوا من خلال أدمغة الأنعام التي ذبحت عقولها وسلمتها لهم وسلمت للشيطان جسدها فهل ينهض الإسلام في حلقة الثيران أم بالتفكر والعقل والتدبر.

{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [سورة فصلت 53]

من هنا كان لا بد أن يعلم سدنة الدين أن محاربَة العقل في رحلته لتعقل الحقيقة سواء في مادة الكون أم في نصوص القرآن الكريم هو محاربٌة لمنهجِ الله تعالى سواءٌ في كتابه المنشور "الكون" أم في كتابه المقروء "القرآن الكريم"

فالمنهج الإلهي بين يدينا والبشرية مطالبة بتدبره واستنباط الدلالات منه وكل ذلك يتطلب استقلالية المنهج عن شخص الرسول واكتمالًا للمنهج في النص القرآني، وكذلك بالنسبة للمعجزة، فبما أن المنهج للبشرية جمعاء ويتطلب تصديقه معجزة مستمرة لقيام الساعة، هذا يتطلب أيضًا استقلال المعجزة عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ووجودها بين يدي البشر في كل زمان ومكان فكانت الحاجة لرسالة كمنهج ومعجزة مؤيدة للمنهج خارج إطار التاريخ وأشخاصه، وهذا ما حققه القرآن الكريم وهم يريدون طمسه.

ولابد ونحن بصدد محاولة التعرف على ذي القرنين وغيره من دلالات القرآن فلابد أن نعرف الفارق بين الكلام والقول؟!

فالكلام: هو الدلالة والمعنى الكائن في ذات المتكلم.

والقول صياغة هذا الكلام بقالب لغوي عبر لغة محددة.

فكل كلمة مقولة لابد أن تمر بمرحلتي الكلام والقول، ولكن الله تعالى سيجعل من كلامه في قول صياغته مطلقة لا تزيد ولا تنقص، فالآيات القرآنية التي تصور لنا قول المخلوقات والقصص القرآنية التي كانت لغاتها مختلفة تأتي في صورة مطلقة وبصياغة لغوية مطلقة للمعاني الكائنة في ذوات المخلوقات ومن هنا لم يكن مهمًا معرفة اللغة المنطوقة حينها، ولكن ما يهمنا الصياغة المطلقة لحقيقة المعاني إذًا اللغة والصياغة التي نراها في القرآن باللغة العربية التي تصور الأحداث والقصص لا يشترط أن تكون بذاتها وبحرفتيها نطق بها شخوصها ولكن هي حقيقة المعاني المطلقة في ذوات القائلين وهي تلك المعاني التي يعرفها الله علماً مطلقاً، بل الصياغة الربانية لا يمكن أن يبلغها القائل ذاته.

فالكلام: هو المعنى الكائن في الذات.

أما القول هو صياغة هذا المعنى في قالب لغوي.

واللفظ هو إخراج الكلام المصوغ بقالب لغوي لعالم المادة.

{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [سورة ق 18]

إذن فالكلام يمكن صياغته بأكثر من قالب

الكتب السماوية السابقة على القرآن كلام الله تعالى، ولكنها من صياغة المخلوقات، أي الكتب السماوية السابقة عن القرآن هي كلام الله وقول المخلوقات، لذلك لم يتحدى الله أحد أن يأتي بمثل الكتب السماوية السابقة على القرآن، إذن القرآن الكريم معجزة ملتحمة بالمنهج ونصًا مصوغًا من الله تعالى كما هو تمامًا في اللوح المحفوظ دون تغيير أو تحويل كلماته وهذا مكمن معجزته أن ينتقل في صباغة تحمل الكلمة وانفراده عن باقي الكتب السماوية، ولما كانت الصياغة للقرآن الكريم من عند الله، فعلم الله تعالى لا يحيط به المخلوقات فكانت دلالات النص القرآني لا نهاية لها ولا يمكن للمخلوقات أن تحيط بها وقد أكد الله هذه الحقيقة بقوله تعالى:

{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [سورة الكهف 109]

{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة لقمان 27]

وبالتالي كان لزامًا أن يحمل القرآن الكريم تبيان لكل شيء في هذا الكون بقوله تعالى:

ومن ثم فإن النص القرآني يحمل عمقاً ظاهرًا محكمًا ويحمل عمقًا باطنًا نهايته عمق التأويل الذي لا يعلمه إلا الله نرى منه ما ينكشف لنا عبر كل زمان ومكان.

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة آل عمران 7]

محكم هو القرآن الكريم ومتشابه مع الرسالات السابقة فالقرآن الكريم بكليته محكم بقوله تعالى:

{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [سورة هود 1]

فالقرآن الكريم بكليته يحمل عمقًا متشابهاً مع الكتب السماوية السابقة فيقول الله تعالى:

{اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [سورة الزمر 23]

أترك الخرافة وراء ظهرك وواجه الواقع الذي نعيشه واحصل على الإجابات من القرآن الكريم .

وعلى مدى الأجزاء القادمة سوف نعرض إن شاء الله ما هي يأجوج ومأجوج، وكيف فُتحت، وكيف بُثت فأصبحوا من كل حدب ينسلون في كل شيء حولنا وكيف حولناهم بأيدينا إلى مفسدين في الأرض [كل الأرض] وكيف نعاني منهم وكيف أنه لا يوجد حماية وستراً منهم وعلاقتهم بمطلع الشمس، وأين مغرب الشمس هذا من خلال التفكر في آيات الله تعالى وتدبرها، ويجب أن نؤكد ونحن نتدبر آيات القرآن لا نطرح الحقيقة المطلقة، فلا يعلم تأويله إلا الله.

ولنترك لكم لتتفكروا في آيات الله حتى الجزء القادم:

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا [86] قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا [87] وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} [سورة الكهف 86 – 88]

والسؤال الآن:

ما هو مغرب الشمس الذي بلغه ذو القرنين؟!
ذو القرنين وجدها تغرب؟ فإيجاد الشيء ليس كالرؤيا، فكيف وجدها؟!
تغرب في عين حمئة؟!كيف تغرب الشمس في الطين الأسود؟!
وجدنا عندها قوماً؟! كيف نجد قوماً عند غروب الشمس؟!
ما هي الشمس الذي تتكلم عنها الآية؟!
ما يمكن أن ترشدنا الآية في زمننا فهي لم تأتي لتبلغنا عن تلك الخرافات التي زعموها؟!
إذا فُتحت يأجوج ومأجوج كيف من كل محيط تنبعث منهم نسخ ونظائر تلك النسخ تنتقل لأماكن أخرى وتنبعث منها نسخ ونظائر أخرى وهكذا؟!
إذا فُتحت يأجوج ومأجوج تشير لمفرد وهم في ظاهر النص مثنى على الأقل.. فكيف يصير المفر مثنى؟!
لو أن يأجوج ومأجوج قوم لماذا ذي القرنين يحفر في الأرض ويساوي بين قمة الحفرة وقاعها بدلًا من سد ويضع عبوات حديد ويصب عليها سبائك كردم؟
عندما يكون قوم بين سدين ماديين كيف يصل لهم ذي القرنين وإذا كان يأجوج ومأجوج قوم كيف هم الآخرين يمرون؟!

منهج الحروف القرآنية

القائمة الرئيسية

الصفحات