القائمة الرئيسية

الصفحات

ذي القرنين (الجزء الرابع) يأجوج ومأجوج بعيدًا عن الخرافة وكيف من كل حدب ينسلون؟!

 


قبل أن نتعرف على يأجوج ومأجوج وحتى تفتح عقلك للتفكر وقلبك للتدبر فلتسأل من قالوا أن يأجوج ومأجوج قوم مفسدين في الأرض بل وصفوهم بأبشع الجرائم، فأين توعد الله لهم في كلام الله في كتاب الله بالعذاب أو حتى بالحساب؟! فهل عقلك استفاق؟!

من هم يأجوج ومأجوج؟!

إذا أردت أن تعرف ما هي يأجوج ومأجوج فدع الخرافة التي عشت فيها وتاجروا عليك بها وسبحوا في الأوهام وضيعوا عليك مواجهة الدجال ونظامه العالمي وأدواته يأجوج ومأجوج، فقد آن الأوان أن نتعرف على يأجوج ومأجوج الذين يعيشون في كل مكان معنا يل ينبعثون من كل مكان في كل يوم في زيادة مطردة وينتشروا بسرعة رهيبة وحولنا ومنذ سنين. فقد قال الله تعالى في محكم آياته:

قال تعالى

{ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا } (سورة الكهف 94 - 95)

{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } (سورة الأنبياء 96)

ملخص ما ابتدعوا عن يأجوج ومأجوج في بالتفاسير

برجاء التفكر في هذه التفاسير على واقعنا المعاصر لتروا مدى التخبط الارتجال في تلفيق المعاني:

- قالوا هما أخوان من ولد يافث بن نوح وقال مقاتل: إنما سموا الترك لأنهم تركوا خلف الردم وقيل أمتين من وراء ردم ذي القرنين: - قال: الجبلان: أرمينية وأذربيجان، وقيل عنهم يأجوج ومأجوج يزيدون على سائر الإنس الضِّعف، وإن الجنّ يزيدون على الإنس الضعف، وإن يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما يأجوج ومأجوج.

- وقيل يأجوج ومأجوج لهم أنهار يَلْقَمون ما شاءوا، ونساء يجامعون ما شاءوا، وشجر يلقمون ما شاءوا، ولا يموت رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا.

- وقيل أجوج ومأجوج، إِنَّ الرجل منهم ليترك بعده مِنَ الذرية ألفاً فَمَا زاد، وإن وراءهم ثلاث أمم: منسك وتاويل وتاريس لا يعلم عدتهم إلا الله".

- وقيل أنَّ يأجوج ومأجوج شبر وشبران، وأطولهما ثلاثة أشبار، وهم مِنْ ولد آدم.

- وقيل فيهم يأجوج، ومأجوج ينقرون السد بمناقرهم، حتى إِذَا كادوا إِنَّ يخرقوه، قالوا: نرجع إليه غداً فنفرغ منه، فيرجعون إليه وقد عاد كما كَانَ.

- وقيل عنهم عراض الوجه صغر العيون، صخب الشفار، مِنْ كُلّ حدب ينسلون. كَانَ وجوههم المجان المطرقة".

- وقيل فيهم الأَرْضُ سَبْعَةُ أَجْزَاءٍ، سِتَّةُ أَجْزَاءٍ فِيهِ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَجْزُءٌ فِيهِ سَائِرُ الْخَلْقِ".

- وقيل قبيلتان من بني آدم لكنهم ينقسمون أنواعاً كثيرة اختلف الناس في عددها، فاختصرت ذكره لعدم الصحة، وفي خلقهم تشويه: منهم المفرط الطول، ومنهم مفرط القصر، على قدر الشبر، وأقل، وأكثر، ومنهم صنف: عظام الآذان، الأذن الواحدة وبرة والأخرى زعرى يصيف بالواحدة ويشتو في الأخرى وهي تعمه. قيل فسادهم أنهم كانوا يخرجون أيام الربيع إلى أرضهم فلا يدعون فيها شيئاً أخضر إلا أكلوه ولا يابساً إلا حملوه وأدخلوه أرضهم، فلقوا منهم أذىً شديداً وقيل فسادهم أنهم كانوا يأكلون الناس.

- وقالوا في، مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. من كل مكان يخرجون من كل جبل، وأرض، وبلد، وخروجهم عند اقتراب الساعة.

- وقيل إن أهل التأويل اختلفوا في المعنيّ به، فقال بعضهم: عني بذلك بنو آدم أنهم يخرجون من كل موضع كانوا دفنوا فيه من الأرض، وإنما عني بذلك الحشر إلى موقف الناس يوم القيامة.

- وقيل أنهم يخرجون مشاة مسرعين في مشيهم كنسلان الذئب وقيل جميع الخلائق يخرجون من قبورهم إلى موقف الحساب.

- وقيل يسرعون في المشي إلى الفساد، وقيل ينشرون من جوف الأرض من كل ناحية فنسجوا الأكاذيب من أنهار وشجر وذرية ولهم مناقير ولهم أذان كبيرة ومشوهين وشبر وشبران وطويل وقصير وأذربيدجان وتركيا، وسباحة في الأوهام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وما بعدها من خرافات وأوهام، فالله تعالى اختزن في آياته العلم لزمانه فقد يسوء زمانه، فعلم الناس في زمان الرسول بعلومنا الحديثة وطبيعة زماننا قد يسوئهم بأن يتركوا واقعهم الذي يعيشون فيه ليسبحوا في أمال لن يدركوها أو يعتبروها خيال فيكذبوها، ولكن هناك ما استيق الأحداث ومالوا للخرافة

(والآن نعود لآيات الله تعالى لنتعرف على يأجوج ومأجوج)

حين بلغ ذي القرنين عند القوم الذين وقعوا في الضلالة بأنهم حاولوا التغيير في خلق الله ووقعوا من دون السدين كما شرحنا طبيعة السدين في الجزء السابق ووضحنا في الأجزاء السابقة.

- عند مغرب الشمس قوم يملكون الشمس (مواد الطاقة) في وضعها الخامل، وكيف صحح أمرهم من ظلم إلى عدل وسيطر على الطاقة الخاملة.

- ومطلع الشمس يملكون تلك الطاقة الخاملة ويستعملونها في وضعها النشط المشمس، ولكن لا يتمكنون من حماية أنفسهم من التلوث الناتج منها وكيف حبس هذا التلوث وضاعف الطاقة.

- ومن هم دون السدين كما سنرىـ الذين أرادوا أن يستخرجوا تلك الطاقة من تشويه الذرة وشطرها أو إدماج أجزاء مشطورة منها، للإخلال بتوازنها فتنتج طاقة هائلة ومعها إشعاع هائل يضر بالإنسان والنبات والحيوان والأرض والطبيعة، فتنتشر أثار إفسادها في كل مكان.

فذي القرنين جاء بصفته وليس باسمه كون قصته مكررة في أزمان مختلفة لها طبيعة خاصة من التقدم، ومكررة في زماننا، فتلك سنة الله على الأرض ولن تجد لسنة الله تبديلاً وسوف نتناول طبيعة اسمه التي تحكل صفته

وجاءت الآيات لإفهامنا أن طبيعة المنافسة على امتلاك الطاقة وصراع على الطاقة التي ذرأها الله لنا عند مغرب الشمس وغروبها في العين الحمئة (في البئر ووسط الطين وماته اللزجة السوداء ذات الرائحة العفنة)، ومطلع الشمس في استخدام جميع ما ذرأ الله لنا من مواد لإنتاج الطاقة وأخيراً من يريدون إنتاج طاقة بإخلال توازن الذرة، وأن السيطرة تبدأ بالسيطرة على مغرب الشمس فينصاع لك كلاً من مطلع الشمس ومن هم دون السدين.

وهذا أدركه القابعين من دون السدين في عصرنا الحالي، ففهموا ما لم نفهمه من قرآننا فسيطروا على مغرب الشمس فملكوا العالم، وأصبحوا يتحكمون في شعوب الأرض ويستعبدونهم، ويحركون الجيوش لو شعروا أن شعوب مغرب الشمس يمكن أن يدركوا قوتهم ويتحكموا في مواردهم.

 فمغرب الشمس يعيش في عبودية من خلال حكام تم وضعهم على رؤوسهم حتى لا يدركوا طبيعة فتنة الدجال وكيفية مواجهته، فكانوا ثلاثة أقوام موازين لأقوام زماننا.. وهم:

1- الدول النامية (العالم الثالث) الذي تمتلك الموارد ولا تملك استعمالها عند مغرب الشمس

2- دول العالم الثاني أو التي تستعمل تقنيات حديثة، دون أن تتحكم في النظام الدولي (من ليس بينهم وبين الشمس ستراً)، وقد بدءوا في التفكير في حل ذي القرنين في حبس الملوثات.

3- دول العالم الأول (العالم المتقدم) التي تمتلك التكنولوجيا الحديثة، بل وتتحكم في النظام العالمي (من هم بين السدين ولا يكادون يفقهون قولاً). فهم لا يسخرون العلم إلا للشيطان.

فهم مثل قوم شعيب لا يفقهون كثيراً مما يقول لاختلاف الهدف، بل اختلاف الرؤى، فهو ذوي القرنين الذي يرى بعين الدنيا والآخرة.. أما هم فيرون بعين الدنيا فقط، لذا كان صفته ذي القرنين، (ذو العينين، عين الدنيا وعين الآخرة)

{ قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) } (سورة هود 91)

أجوج

أجوج هي الكلمة المشتركة بين مشتقاتها يأجوج ومأجوج، ومن مشتقاتها أُجاح ومنها أجيج، وفي المعاني العربية أجوج المشع المضي

أ: تعبر الألف عن تآلف وضبط بين ما بينهم اختلاف وتفرق فيكونوا بتوافقهم وتآلفهم وضبط العلاقة بينهم يصبحون كأنهم شيء واحد في أقصى تآلف ممكن بينهم، ج: هذا التآلف والضبط جامع لمكونات متفرقة ليصير واحداً كجسم واحد في حيز وأبعاد وكينونة لا تختلط بغيرها فهي جامعة جابرة جاسرة فيظل غير مختلط بغيره مما يخالفه من وسطه المحيط مجرداً من الأخلاط والشوائب، و: هناك الواو الذي يجمع ويوصل بين خواص الجيم الأولى أو المكونات الأولى في تكوين باطن أو داخلي بخواص الجيم الأخيرة ظاهرة فيوقي الظاهر الباطن فيتوسط الواو بينهما أي توصل بينهما بوصل ما، ج: مجموعة أخرى ظاهرة يوجد بينها تآلف والضبط جامعة لمكوناتها متفرقة ليصير واحداً كجسم واحد في حيز وأبعاد وكينونة لا تختلط بغيرها فهي جامعة جابرة جاسرة فيظل غير مختلط بغيره مما يخالفه من وسطه المحيط مجردة من الأخلاط والشوائب.

إذن أجوج هو أي جسيم يتكون من أجسام متجمعة معاً في مركز الجسيم بينها وبين مجموعة أخرى خارجية صلة لها ذات مواصفات التجمع، تلك المجموعات الثلاث الباطن والظاهر والواصل بينهما يكونوا معاً جسيماً واحداً في ظاهره مفرد والواصل بينهما ليس شرطاً أن يكن محسوساً أو مادياً فهو مجرد أداة وصل وضعت بينهما أيضاً عندما تم فتح هذا الجسيم وأصبح يأجوج (و) مأجوج وهنا أيضاً بينهما الواو.

فكلمة فُتِحَت: أي تفارقتا عن حالتهما المعتادة بتفعيل وإتمام استخراج إحداهما من الأخرى عن حيز الأخرى تماماً.

{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } (سورة الأنبياء 96)

ولكن هنا يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ كلاهما أجوج مضافاً له حرف يوضح وظائفه أي أن الحقيقة لهذا الجسيم وربما مع تقدم العلم يكتشفون ذلك أنه عبارة عن أربع مجموعات:

1- المجموعتين يأجُوجُ: وهي أجوج ظاهر مكون من مجموعتين إحداهما أيضاً ظاهر وباطن بينهما وصل واتصال يحافظ على توازنهما المجموعة الظاهرة هي التي تنطبق عليها خصائص الياء.

والياء هنا التي تخرج عند الفتح أو وجود تفاعلات فتحدث تغير في التركيبة بخروج مجموعة من المجموعتين لتنضم لغيرها أما هنا إذا فُتِحت فهم يتحررون عن الأربع مجموعات التي بين كل مجموعتين وصل وبين كل مجموعة من المجموعتين وصل، في هذه اللحظة يحدث عدم توازن بين قوانين الوصل بين المجموعات الأربع وإخلالاً شديداً سوف نشرح نتيجته من خلال الآيات حيث سوف تجد على كل جيم ضمة أي كل مجموعة موصولة فيما بينها وتوازن في الوصل فيما بينها ثم الواو بينها ما يبين أن هنا بين كل مجموعة أيضاً وصل وتوازن وبين كل مجموعتين مستقلين باطن وظاهر وصل وتوازن.

2- المجموعتين مأجوج: وهي أجوج باطن وآخر ظاهر أيضاً وكلاهما باطن يأجوج بينهما وصل واتصال يحافظ على توازنهما ولكن تنطبق عليهما خصائص الميم، فهما متداخلان يصعب التفريق بينهما كمجموعتين متماسكان في قالب واحد لا يتفرقان كمجموعتين بفعل خصائص الميم وهو ما يرمز به للنواة ويرمز للمجموعتين النيترونات والبروتونات.


إذن طبقاً للمنهج الحرفي في القرآن أن الإلكترون يصاحبه مجموعة أخرى بنفس كيفية النواة في المسارات الظاهرة للذرة، أصحاب العلوم الفيزيائية هم من يمكن على أن يجيبوا عن هذا من خلال تجاربهم، وعندما يتم التفاعل أو الفتح يفترق كلاَ منهما معاً لمسارات أخرى خارج الذرة إما لترتبط بذرة أخرى تعطي نواتج مستقرة وتركيبة جديدة يمكن فك ارتباطها فيما بعد، أو فتحها بما يهدد استقرارها، فتعطي نتاج غير مستقرة أخرى:



مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ

حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدبٍ ح َ: حيز فارق فيه يأجوج عن مأجوج فيحلق هذه الجسيمات بجسيمات أخرى في بغيرها في محيطها فيحيط بكل ما في محيطه ويصل لأغواره بدون أن يختلط بما يحيطه، دَ: فيغير ما تداخل فيه من حال لآخر أو يخرج منها نتائج مغايرة عن حالتها الأصلية، بٍ: فيبدو ويظهر من هذا الحيز أو المحيط أو عليه ومن داخله لخارجه هذه النتيجة المغايرة عن أصل طبيعة المادة التي دخلت حيزها يأجوج، هذا الناتج المغاير الذي يظهر نظير من يأجوج أكثر وضوحاً وأنشط  وأكثر تأثيراً وأكثر خطراً وأعجب وأغرب ويكون متنافراً مع محيطه الجديد حيث أن هذا الحيز يعمل على خروج نتائج مغايرة ونظائر نتيجة وجود يأجوج عن مأجوج فهما لا يختلطان  ويتنافران في هذا الحيز فيعطون نسخة من كل منهما ونظائر خطرة.



يَنْسِلُونَ يَ: أي النظائر تلك التي تخرج من هذا الحيز أو المحيط في حالة أنشط وأسرع في تغيير اتجاهها وأعجب وأخطر نْ: فتكون كل نظير نشط نتيجة جديدة و نسبة من أصل يأجوج أي تلك النتيجة المغايرة تخرج بنسب من أصلها منبعثة سِ: حيث تخرج كل نسخة ناتجة ونظائر مُشعة بمقاييس معينة من مركز كل محيط وتنتقل من موضع إلى موضع فتكون هي الأشد تأثيراً وأنشط وأكثر خطراً  لُ: فتنتقل من مكان إلى مكان ومن محيط إلى محيط كنسخ نشطة  و: حيث تكون تلك النظائر والنسخ المنبعثة من محيط إلى محيط آخر بشكل متواصل ومستمر نَ: بنسب منها فلا يتوقف إنتسالهم وانبعاثهم من محيط إلى محيط حتى يفسدوا كل محيط يمكن أن يصل إليه هذا الانبعاث.


وكما هو يتبين من سياق الحروف، أن بمجرد فتح يأجوج ومأجوج تفارق نسبة منها إلى محيط وتغيير تركيبته وتوازنه ثم تغادر نسخة بنسبة منها إلى محيط آخر وهكذا بنسب تقل كل مرة كلما تباعد عن المحيط المركزي الذي انطلق منه.


في الجزء القادم سوف نتعرف إن شاء الله على طبيعة الردم الذي قام به ذي القرنين وطبيعة تركيبته.

تعليقات