روابط السلسلة:
ذي القرنين - وأصحاب الكهف والرقيم (مقدمة)
(الجزء الأول) العين الحمئة ها هي .. والشمس التي تغرب فيها
(الجزء الثاني) قوم مطلع الشمس
(الجزء الثالث) السدين والعالم المتقدم من دونهما
(الجزء الرابع) يأجوج ومأجوج بعيدًا عن الخرافة وكيف من كل حدب ينسلون؟!
(الجزء الخامس) زُبُر الحديد المتساوي الصدفين؟!
(الجزء السادس) إفراغ القطر في زُبُر الحديد في زماننا؟!
(الجزء السابع) الفرق بين اسطاعوا واستطاعوا والفرق بين أن يظهروه والنقب؟!
في هذا الجزء سوف نتعرض لطبيعة القطر الذي يصعب مع اختلاطه مع النفايات الذرية يصعب نقبه، وللأسف كل ما أنجزه ذي القرنين وأرشدنا الله له في قرآنه كان القوم من جدون السدين يستحوذون عليه ونحن غارقين في خرافاتنا التي غرقنا فيها.
وقبل أن نستعرض القطر نحتاج مراجعة زبر الحديد وكيفية المساواة
بين الصدفين للحديد.
زُبَرَ الْحَدِيدِ
مادة الحديد عندما تصبح (زُبَرَ) كيف يكون حيث تصبح صفة الحديد فيه كالتالي:
زُ: الحديد موصول أطرافه وتقترن وتنضم أطرافه، بُ : فيظهر ويبرز تلك الأطراف وتبدو على تجويف داخلي أي يصبح بارز على شيء يصبح بداخله فيكون تلك الأطراف هي البادية والظاهرة من العبوة من الحديد، رَ: تلك الأطراف مترابطة فيما بينها لتتحكم وتسيطر على ما يوضع بداخلها ويتوافق ما بداخلها مع شكل زُبُر الحديد.
حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ
ساوى: أي مقياس متساوي متآلف موصول
بعضه بالآخر متآلف معاً وهنا الصدفين هما المتساويان فما هما إذا كان تجهيزاً
لعبوات الحديد، حيث في العبوة يتم شبيه من التحكم والسيطرة والربط على حركة شيء أو
نشاط شيء ووضعه في قالب الأرض وهنا قالب الحديد على شكل صدفين متساويين.
حتى إذا ساوى بين الصَّدَفَيْنِ: صَّ: بتغيير في مركز وعمق العبوة الحديدية ولُبها ليصل لعمق بها متساوي مع طرفها على سطحها تماماً ويأخذ طريقًا مستقيمًا أو مسارًا معتدلًا لا يميل يمينًا ولا يسارًا إلى عمق العبوة المطلوب بلوغه، دَ: بقصد تغيير العمق وصولاً إلى منتهى عمق محدد، فَ: فيفرق بين سطح العبوة وعمقها لتفارق أعلاها لجزء ونسبة من مادتها الحديدية وإفراغها من محتواها فتكون بمثابة الفراغ في الحديد، يـْ: باستخراج هذه النسبة من مادة الحديد ليحل محلها شيء آخر (القطر والمواد المشعة) فبخروج هذه النسبة من الحديد تتضح كفجوة، نِ: تشغل نسبة من عبوة الحديد تنأى عن سطحها وموصولة به ففيها يمكن النزول والنقل إليها (القطر والمواد المشعة) أي نواتج فتح يأجوج ومأجوج داخل عبوات الحديد المتساوية الصدفين.
قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ
نَارًا
النفخ: عموماً في القرآن الكريم جاء
في أغلبه للروح وفي الصور، فهو بشكل مطلق خروج أو انفصال ناتج يتم تنقيته من
مصدر ما أو نسخة من هذا المصدر، فيتفرق وينتشر في محيط ما ذو عمق فيعطي نواتج
مختلفة عن جنس ما تم نفخه، فهو خروج ناتج من أصل أو نسخة من الأصل، فتتفرق وتنتشر
بعيداً عن أصل وجودها فتعطي نواتج مختلفة عن أشكال جنسها، فمثلاً لو تم النفخ في
مزمار بالهواء ينتشر الهواء بمحيط داخل هذا المزمار الخفي، ثم يعطي نواتج مخالفة
لجنس الهواء فيعطي أصوات مختلفة والصوت يختلف تمامًا عن الهواء الذي يحمله.
فنحن أمامنا نتائج النفخ للحديد حين يتم النفخ يصير الناتج نارًا، في ظاهره أي يتحول الحديد لكتلة نارية.
وقالوا في أفرغ عليه قطرا:
أعطوني الصفر المذاب أصبه عليه ليلحمه فيكون أشد له،
وقيل فرغ عليه نحاسا، والقطر عند أكثر المفسرين النحاس المذاب، وأصله من القطر،
لأنه إذا أذيب قطر كما يقطر الماء. وقالت فرقة: القطر الحديد المذاب. وقالت فرقة
منهم ابن الأنباري: الرصاص المذاب. وهو مشتق من قطر يقطر قطرا.
وقيل في القِطْر أربعة أقوال. أحدها: أنه النحاس، قاله
ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والفراء، والزجاج. والثاني: أنه الحديد الذائب، قاله
أبو عبيدة. والثالث: الصُّفْر المُذاب، قاله مقاتل. والرابع: الرصاص، حكاه ابن
الأنباري.
ــــــــــــــــــــــــــــ
عودة إلى المنهج الحرفي سوف نستعرض معنى قِطر.
ما هو القِطْرِ؟!
القِطْرِ قِ: ناتج خروج ذرات أو جسيمات من أصل مادة واندماجها مع
ذرات أو جسيمات مادة أو مواد أخرى فيتحولا المندمجان لحالة أخرى جديدة هي الأكثر
تأثيراً والأنشط والأخطر والأغرب والأعجب فهي النسبة أو المرحلة الجديدة النشطة
والعجيبة والشاذة فهي مرحلة تغيير ما سبق فلا يمكن إعادتها لحالتها الأولى قبل
الاندماج. طْ: ينتج بتطويع الذرات أو الجسيمات
الخارجة من أصل مادتها والسيطرة عليها وضبط حركتها ونقلها من نطاق مادتها إلى نطاق
آخر استعدادًا لانتقالها لنطاقات أكثر تفصيلاً وأعقد فيطغى ويطوف ويطوق ما اندمج
به فيمكن تطويلها وتطويعها وتظفيرها في أشكال مختلفة مع هذه النطاقات الجديدة التي
طوقتها. رِ: فينتج القِطر بربط ذراتها أو جسيمات مع ذرات أو جسيمات أخرى لمواد
أخرى فلا تسمح بقطع الصلات بينها ولا تنفصل فتتماهى ذراتها أو جسيماتها مع بعضها
البعض فيرتبطوا مع بعضهم البعض فيكون ناتج الربط بين تلك الذرات ناتج هي الأكثر
تأثيراً والأنسب على الجسم الذي طوقه.
إفراغ القطر في زُبُر الحديد في زماننا
قال تعالى:
{ آتُونِي
زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا
حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } (سورة
الكهف 96)
حاويات مبطنة بالرصاص
بتصنيع حاويات الرصاص بمختلف الأحجام وسمك الرصاص والمواد.
وحاويات رصاص مزودة بغلاف وأقفال من الفولاذ المقاوم للصدأ للتخزين طويل المدى أو
الاضمحلال. يمكن استخدام حاويات تخزين الرصاص لتخزين ونقل المواد المشعة. التشطيب
الخارجي والداخلي القياسي مطلي بالرصاص.
حاويات متعددة الحواجز:
الحاجز الأول:
الحاجز الثاني:
تكون كل حزمة وقود من عدد من الأنابيب المختومة تسمى
عناصر الوقود. تحتوي عناصر الوقود على كريات الوقود وهي مصنوعة من معدن قوي ومقاوم
للتآكل يسمى Zircaloy. تتمثل وظيفة كل عنصر في احتواء وعزل كريات
الوقود.
الحاجز الثالث:
حاوية الوقود النووي المستعملة يتم وضع حزم الوقود
النووي المستخدم في حاويات كبيرة ومتينة للغاية. جنبا إلى جنب مع صندوق عازلة طين
البنتونيت (الحاجز الرابع)، الحاوية هي جزء رئيسي من نظام الحاجز الهندسي.
تمنع الحاوية النويدات المشعة الموجودة في الوقود من
الهروب إلى البيئة تحت الأرض. وتم تصميمها لتظل سليمة مع إبقاء الوقود النووي
المستخدم معزولاً تمامًا حتى ينخفض النشاط الإشعاعي للوقود إلى مستويات اليورانيوم الطبيعي.
تحتوي كل حاوية وقود نووي مستعملة على 48 حزمة وقود
مستعملة في سلة فولاذية (زُبر الحديد) داخل أنبوب من الصلب الكربوني ويتمتع
الأنبوب بالقوة الميكانيكية لتحمل ضغوط الصخور التي تعلوه والتحميل من الأنهار
الجليدية التي يبلغ سمكها ثلاثة كيلومترات. والأنبوب محمي بطبقة نحاسية مقاومة
للتآكل.
وتحتوي الحاوية على رأس كروي ملحوم في قلب الحاوية. تم تصميم
هذا الشكل الكروي لتحمل ضغط كبير. تعتمد تقنية أنابيب الصلب الكربوني والطلاء
النحاسي لتصميم الحاوية هذا على تقنية مجربة وهي متوفرة في كندا.
الحاجز الرابع:
طين البنتونيت أثناء وضعه في المستودع، يتم تغليف كل
حاوية وقود نووي مستعملة في صندوق عازل طيني مضغوط للغاية. طين البنتونيت مادة
طبيعية ثبت أنها عائق قوي لتدفق المياه. ينتفخ عند تعرضه للماء، مما يجعله مادة
مانعة للتسرب ممتازة. كما أن البنتونيت مستقر للغاية، كما يظهر في التكوينات
الطبيعية التي تشكلت منذ ملايين إلى مئات الملايين من السنين.
تساعد الخواص الكيميائية لطين البنتونيت والردم ومانعات
التسرب على عزل أي نويدات مشعة في حالة احتمال هروبها من الحاوية.
ويتم وضع كل صندوق عازل وفصله عن الصندوق التالي
باستخدام كتل مباعدة من طين البنتونيت. سيتم تكديس الحاويات في طبقتين.
بعد وضع حاويات الوقود النووي المستخدمة في المستودع،
سيتم أيضًا ملء جميع المساحات المفتوحة في كل غرفة تحت الأرض بطين البنتونيت (الردم).
سيتم استخدام مانع تسرب من طين البنتونيت المضغوط بدرجة
عالية من ستة إلى 10 أمتار وحاجز خرساني بسمك 10 إلى 12 مترًا لإغلاق مدخل كل غرفة.
تساعد الخواص الكيميائية لطين البنتونيت والردم ومانعات
التسرب على عزل أي نويدات مشعة في حالة احتمال هروبها من الحاوية.
الحاجز الخامس: الغلاف الأرضي (الردم):
يشكل الغلاف الأرضي حاجزًا طبيعيًا من الصخور، والذي
سيحمي المستودع من الأحداث الطبيعية المدمرة وتدفق المياه والتدخل البشري.
يكون المستودع حوالي 500 متر تحت الأرض - سيعتمد العمق
الدقيق على الموقع. سيتم حفره داخل تشكيل صخري رسوبي أو بلوري يلبي متطلبات
السلامة والمتطلبات الفنية للمشروع. سيكون للتكوين الصخري المختار نفاذية منخفضة،
مما يعني أنه سيكون هناك القليل من حركة المياه الجوفية. يمكن أن تستغرق آثار
المياه الموجودة في العمق، والمعروفة باسم المياه المسامية، 1000 عام للتحرك مترًا
واحدًا عبر الصخر وأكثر من 100000 عام للوصول إلى السطح.
سيضمن أن يحتوي المستودع على الوقود النووي المستخدم
بأمان ويعزله، حتى في ظل السيناريوهات المتطرفة (لا يتم نقبه).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهكذا تلك بعض الأشكال لزُبُر الحديد والتي أُفرغ
عليها قِطرا ووضع في الردم، وهناك عديد من التركيبات والآليات المشابهة وكلها تدور
حول ذات الخصائص ونكتفي بهذه الأمثلة لتوضيح معاني الآيات بعيداً عن الخرافات.
وفي الجزء القادم إن شاء الله سوف نستعرض معاني وخصائص حروف
قوله تعالى:
{ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } (سورة الكهف 97)
تعليقات
إرسال تعليق