تكلمنا في
الجزئين السابقين عن خصائص الكهف والرقيم .. وفي هذا الجزء سوف نتكلم عن الكتاب
المرقوم تمهيداً لفهم الفرق بينهما ولماذا جاء المرقوم بلفظ ككتاب والرقيم لا ؟!!!
ــــــــــــــــــــ
كِتَابٌ
مَرْقُومٌ :
ــــــــــــــــــــ
كِتَابٌ
كِ : إطار
ومحتوى ذو قوة وسلطان من تكتل وتوافق من خلال قالب الرقيم وما يحويه من ذِكر على
هيئة الذِّر الرقمية الذي يمكن من خلاله استرجاع الذِكر الذي هو محتوى الكتاب
المرقوم وعودة بناء هذا الذِكر الدنيوي عن هذا الإنسان والخلق أجمعين بما تم
استنساخه من ميقات حياته الدنيوية بما يشمله من كل تفاصيل حياته في مقامه ومكانه
الدنيوي داخل ميقات حلوله الدنيوي موضح به كل ركوع وصدود
تَ : ذلك
الكتاب محتواه من الذَر والرقيم متتامان متساويان في الوظيفة والمشاركة
ا : هذا
الإطار والمحتوى من الذَّر والرقيم بينهم تآلف وضبط مستمر بمكوناته المختلفة والمتفرقة
كتاباً واحداً هو الأفضل لإستنساخ واسترجاع بيان الذِكر الدنيوي
بٌ : فيظهر
عليه الذِكر ومن داخله خارجاً منه إلى محيطه ظاهراً عليه يوم القيامة فينقل
المحتوى لظهوره من حالة إلى نقيضها من حالة الذَّر إلى حالة الذِكر من خلال جمع
ووصل وضم خواص المحتوى الداخلي الباطني (الذَر) على هيئته الرقمية مع الخواص
الظاهرية للذِكر فيوصل الكتاب بين ضدين عالم الدنيا وعالم الآخرة ويوصل من خلال
الرقيم الذي داخل هذا الكتاب بين ضدين المستنسخ من أعمالنا الدنيوية بقالب الذَّر
إلى نقيضه باسترجاع بقالب الذِكر فيكون ناتج استرجاع ما تم استنساخه نقياً لكل حدث
وكل ذِكر شخص وذِكر أُمة فيكون كل ناتج منه نسبة من كل موصول بهذا الكتاب بلا
اختلاط مع أحداث أخرى
مَرْقُومٌ
مَ : فهو
مرقوم فيتم جمع وضم وتداخل الذِكر الدنيوي لكل إنسان في قالب واحد فيه كل حدث
بمقامه ومكانه وميقاته بتأليف بين تلك المكونات من الأحداث المختلفة والمتفرقة
وضبطها بترتيب ميقاتها ضبطاً تاماً في كتاب واحد
رْ : بربط
صورة أخرى من أصل الذِّكْر - كافة أنواع الذِّكْر عُذْرًا ونُذْرًا (مرئياً
و مسموعاً) حتى حديث النفس والتحكم في هذا الذِكر وبين أطرافه حتى لو بدون اتصال
حسي مادي ويسمح من خلال هذه الصورة والأشباه من أصل الذِّكْرَ أن توجد بعيداً عن
مصدر الحدث وذلك بتأليف وضبط مستمر بين هذا الذِّكْرَ ونظام رقمي فيتم ضبطه ضبطاً
تاماً فيكون على حالته الجديدة الذَّر والنظام الرقمي كأنهما شيئاً واحداً فهما
أفضل طريقة لإتمام عملية الربط
قُ : وذلك
من خلال خروج صورة من أصل ومصدر الذِّكْر والحدث الدنيوي واستنساخها واندماجها مع
أرقام الصياغة الرقمية للذِكر في مرحلة تغيير للذِّكْر من حالتها الدنيوية
إلى حالة أخرى مغايرة تماماً فيتحولا المندمجان لحالة الذَّر فلا يبقى لأصل
الحدث أثر بحيث تزول آثار الحالة الأولى نهائياً ولا تبقى لها أثر وتنمو من داخل
الحالة الأولى للمندمجان حالة جديدة مختلفة كل الاختلاف عن حالتهما الأولى
و : بجمع
ووصل وضم خواص الحدث ظاهره وباطنه (ظاهر وباطن الإنسان وكامل نيته بما حُصل من
الصدور) فيوصل بين هذان الضدين اللذان لا رابط بينهما في الحياة الدنيا فيكون
الكتاب مُختزن فيه ليس ظاهر الفعل فقط بل وباطنه
م : فيتم
جمع الذَّر وضمه وتداخله ووضعه في قالب تخزين واحد فيكون له في هذا القالب مقام
ومكان وميقات محل تخزينه بما يمكن من خلال هذا القالب استعادة خروج الذَّر
في حالة أوضح وأنشط في صورة من أشباه الذِّكْرَ .. فيمكن من خلال هذا الكتاب
المرقوم أن يوصل بين ضدين عالم الدنيا وعالم الآخرة ويوصل من خلال الرقيم
بين ضدين المستنسخ من أعمالنا الدنيوية بقالب الذَّر إلى نقيضه باسترجاع بقالب
الذِكر وما يحمله من ظاهر فعل الإنسان وباطنه ونيته فيكون ناتج استرجاع ما
تم استنساخه نقياً لكل حدث وكل ذِكر شخص وذِكر أمه فيكون كل ناتج منه نسبة من كل
موصول بهذا الكتاب بلا اختلاط مع أحداث أخرى فهو مرقوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن هنا يتضح الفروق الأساسية ما بين الكتاب
المرقوم والرقيم
1-
المرقوم .. كتاب كامل تام لكامل صور الحدث ..
الرقيم شق وجزء من صور الحدث
2-
المرقوم .. يحمل صورة الحدث بظاهره وباطنه ..
الرقيم يحمل ظاهر وصور الحدث فقط
3-
المرقوم .. يحمل صور الحدث من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة .. الرقيم .. يحمل صورة
من الحدث من مكان إلى مكان أو من حال إلى حال أو من موضع إلى موضع أو من ميقات إلى
ميقات آخر داخل عالم الدنيا
4-
المرقوم .. كتاب يحمل آلية عرضه .. أما الرقيم
يحتاج ما يعرضه فيحتاج إلى وصل بينه وبين شيء آخر ليظهر ما فيه (فما إسمه في
القرءان كخاصية شاملة جميع طرق العرض)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفروق الأربعة السابقة هي
أهم الفروق الأساسية بين الكتاب المرقوم والرقيم
وبإعادة قراءة
الفرق الرابع .. عن الرقيم
ــ الرقيم
يحتاج ما يعرضه فيحتاج إلى وصل بينه وبين شيء آخر ليظهر ما فيه (فما اسمه في
القرءان كخاصية شاملة جميع طرق العرض)
وبإعادة قراءة
قوله تعالى :
{ أَمْ حَسِبْتَ
أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ
أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ
رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) } (سورة الكهف 9 - 10)
أم أحطت بعلم بأن مركز وأقصى عمق للآيات الظاهرة الدنيوية هي
الآيات الناتجة من تفعيل أصحاب الكهف ووصل كهفهم الظاهر بالرقيم الباطن .. كونهم من الآيات التي اكتشفوها ولم تكن
مُدركة لغيرهم بجمعهم لمكونات الكهف بهذا الرقيم فبدت لهم الآية المختلفة عن أصل
تكوينها التي تنهي وتنسف أي رقيم آخر وتتنافر معه بتأليف وضبط ما بين الكهف وهذا
الرقيم لأقصى ضبط ممكن حتى يصيرا قالباً واحداً .. حيث آوى الفتية إلى الكهف .. أي
تآلفوا معه وتواصلوا معه وضبطوا أمورهم
إليه وطلبوا من ربهم أن يأتيهم من لدنه بما يفاعل مقصدهم ورحمة تربط بين مقصدهم بإحاطة بعلم دنيوي كامل
وتام يهيء لهم من أمرهم رَشدا بربط هذا العلم الدنيوي بصور وأشكال متعددة من
مقاصدهم وحركتهم ضد ما يختلف عن رقيمهم وما هو ضده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل بدأت الأمور تتضح أن الفتية لم يهربوا بل كانوا يواجهوا على عكس ما كنا نعتقد .. ولكن ما زلنا لم نكتشف ما هذا الكهف الذي استعانوا به من أسباب الدنيا لمواجهة الرقيم بالرقيم .. فيجب أن ننتقل إلى ما هو أعمق لنكتشف ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا يستدعي السؤال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل بدأت الأمور تتضح أن الفتية لم يهربوا بل كانوا يواجهوا على عكس ما كنا نعتقد .. ولكن ما زلنا لم نكتشف ما هذا الكهف الذي استعانوا به من أسباب الدنيا لمواجهة الرقيم بالرقيم .. فيجب أن ننتقل إلى ما هو أعمق لنكتشف ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا يستدعي السؤال
كيف ضرب الله على
آذانهم .. وهل الآذان التي نعرفها هي محور أسباب الموت ؟!!
هذا ما سوف
نتناوله في الجزء الرابع إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق