القائمة الرئيسية

الصفحات



ما هو السَائِقٌ وَالشَهِيدٌ ؟!!
قال تعالى :
{ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) } (سورة ق 21)

سَائِقٌ  : يوضع بعمقه النفس ويسيطر عليها سيطرة تامة ومن خلاله ينقل النفس من موضع إلى موضع ومن مكان إلى مكان بتأليف وضبط مستمر بينهما في مواضعهما المختلفة يوم القيامة فيصيرا كشيء أو كجسد أو جسم واحد بخروج السائق من أصل أرض يوم القيامة ويندمج بهذه النفس فتصبح النفس على حالة جديدة لا يمكن فيها أن تعود لحالتها الأولى حيث يصبح السائق هو الجسد الظاهر يجمع ويضم النفس كباطن فيواريها فيه ليكون رابطاً بينها وبين ساحتها الجديدة يوم القيامة للتنقل  في مواضعها المختلفة في هذه الساحة  (الجسم مناسب لهذه الساحة) فيقوم بواجباته في هذه الساحة بدون حاجة لهذه النفس لتقود كما في الدنيا فالوضع هنا معكوس

وَشَهِيدٌ : هذا الكينونة الجسدية الجديدة التي تم وضع النفس في عمقها موصولة ومجموعة ومضمومة بخواصها الظاهرة في هذه الساحة مع شَهِيدٌ بباطنها يوصل النفس بساحتها الجديدة كإدراك  فيكون وسيط للوصل بين هذه النفس لإدراك صور وأشكال متعددة لساحات مختلفة في عالم الأمر وتسمح للنفس أن تشاهد صور متعددة أخرى من أصل عالم الخلق والأمر فيكون إدراكها ومشاهداتها في كل مكان يسوق النفس إليه .. فيكون الشهيد كأنه صورة أخرى من السائق تتفشى وتنتشر بمشاهداتها في كل تلك الأماكن والساحات التي تساق إليها النفس حيث تهيمن على إدراك النفس وتُهندس مواضع حلولها وانتشارها داخل تلك الساحة .. فهو العضو أو الشيء الأكثر تأثيراً والأنشط والأغرب والأعجب في تكوين الإنسان في عالم الأمر حيث يُخِرِج إدراك النفس من ساحة إلى ساحة في تتالي وتتابع حيث تحل كل ساحة محل سابقتها في تتابع وتواصل وتظل فيها الكينونة تلك نقية عن تلك الساحات غير مختلطة بها .. هذه الحركة بين الساحات وإدراكها بقصد بيان إقامة الدليل والبرهان على هذه النفس   
-------------------
الخلاصة : أن النفس هنا في باطن جسد يتناسب مع عالم يوم القيامة بكل تفاصيله فيه يقبع في باطن جسد ينمو من أرض غير الأرض وتقترن به هذا الجسد أو الكينونة تلك هي من تسيطر على هذه النفس وتهيئها للتواصل مع هذا الشهيد الذي يجعلها تتنقل بين ساحات إدراكية مختلفة ما بين صور متعددة من الساحات والتي من بينها صور تشاهدها من أحداث الخلق بكل ظاهرها وباطنها بنقاء تام .. فهما البديلان في هذه الساحة للجسد والأفئدة في عالم الخلق .. مع الفارق الكبير بإمكانية إدراك أكثر من ساحة والتواجد بأكثر من ساحة في ذات الوقت من حيث الإدراك والمشاهدة بالدليل والبرهان

تعليقات