القائمة الرئيسية

الصفحات






وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ   
قال تعالى :
{ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) } (سورة المطففين 25 - 27)
قالوا عن وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ  في التفاسير (وهذا الشراب مزاجه وخلطه من عين في الجنة تُعْرَف لعلوها بـ "تسنيم"، عين أعدت ; ليشرب منها المقربون، ويتلذذوا بها)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن ما المعنى من خلال خصائص الحروف بعيداً عن التكهنات 
وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ
وَمِزَاجُهُ  : يجمع من سقاه الله منه خواص الرحيق في ظاهرة وباطنه فيوصل بينه وبين الرحيق ويجعلهم كشيء واحد فيوطن فيه الرحيق.. حيث يجتمع ويتداخل الرحيق به  فتكون صفته الرحيق  .. فيقترن به الرحيق ويزاور المكان فيكون ملازماً له  لا يغادره .. فيكون الرحيق جالياً في كل جزء منه في كامل جسد الجنة وفي حيزه وأبعاد كينونته ووسطه المحيط
مهيمناً هذا الرحيق على كل ما هو مغاير له ومختلف عنه فيكون الرحيق هوية هذا الشخص وبه يتم معرفة هويته في هذا المحيط والحيز الذي يتواجد به في الجنة

مِنْ تَسْنِيمٍ : من خلال هذا الاقتران والتلازم للرحيق بالشخص ذو المقام يكون الرحيق الناتج متمم ومتساوي مع مرتبة هذا الشخص في الجنة فيكون بتفاعل مقام الشخص ونتيجة أعماله مع الرحيق يكون نوع الرحيق ومجال انتشاره حيزه ومجال غلبة هويته على رحيق غيره ممن هم أقل مقاماً منه .. حيث يكون ناتج الإندماج والاقتران بين الرحيق وهذا الشخص بالجنة هو مقياس عمله من خلال مركز الرحيق في حيزه وعمقه ومدى سيطرته على حيزه وانتقاله من موضع إلى موضع ومن حالة السكون لرحيقه في مجال من يعلوه مقاماً وحركة رحيقه بين من هم أقل مقاماً .. فيكون ناتج رحيقه نقي عن غيره نسبته من مقدار مقامه لا يختلط برحيق غيره .. حيث من خلال علو مقامه عن غيره يكون هو الرحيق الأنشط والأعجب والأكثر تأثيراً ووضوحاً على غيره .. هذا المقياس والوضوح لرحيقه يفاعل أو يصبح مفعول به .. أي إما يضم رحيقه ويصل إلى من حوله وإما هو من يضم رحيق غيره إليه .. حسب كل مقام بمن يعلوهم مقاماً أو يقل عنهم مقاماً

لذلك سبقت الآية قوله تعالى :
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } (سورة المطففين 26)
فلكل مقام رحيقه وغلبته على رحيق من هم أقل مقاماً منه


تعليقات