الفرق بين فِطْرَةَ اللهِ وسُنَّةَ اللهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل أن نشرحهما
بتفاصيل خصائص حروفهما .. نوضح لكم الفرق في أبسط معانيه ..
القوانين التي تجعل
الخلق بكل مكوناته متكامل هي قوانين الفِطْرَة الثلاث (الفلق – التطويع – الربط) فلق
كل شيء لزوجين .. تطويع العلاقة بينهما .. ارتباطهما ليتكاملا
ولكن الزوجين لابد أن
يكون لهما مجال حركة وعمق خاص ونطاق .. هذا النطاق هو سُنَّةَ اللهِ .. فكما الليل
له نطاق حركة وظهور فالنهار كذلك .. يحدث تبادل بين النطاقين كسُنة لا تتبدل .. الأدهى
أن الإنسان مُخير في العبث في هذه الفِطرة وقوانينها ولكن في نطاق ومعيار وعمق سُنَّةَ
اللهِ المسموح بها إذا بلغ الإنسان عمق ونقطة تبديل الأحوال لإعادة الفِطرة من جديد
وإصلاح الأرض بعد إفسادها .. وقد خرج إنسان العصر الحديث على كثير من قوانين
الفِطرة في شتى مجالات الخلق واقترب من عمق سُنة التبديل
والآن فلنتناول الشرح
التفصيلي للحروف
فِطْرَةَ
اللهِ
الفِطرة .. هي
القوانين الثلاثة الأساسية لبناء عالم الخلق بكل مكوناته من خلال هذه القوانين
لتعطي نتيجة حتمية نتاج انتظام القوانين الثلاثة وهو تكامل النتائج من تلك
القوانين وأي تلاعب بهذه القوانين يكون في حدود اختيارات الإنس والجن من حيث الاختيار
.. والإنسان من حيث التنفيذ .. فما هي تلك
القوانين الثلاث على وجه التحديد
كلمة المصد فطر ..
مشتقاتها بالقرءان الكريم
انفَطَرَت (1) فَاطِرَ (2) فَاطِرُ (1) فَاطِرِ (3) فَطَرَ (2) فَطَرَكُم (1) فَطَرَنَا (1) فَطَرَنِي (3) فَطَرَهُنَّ (1) فُطُورٍ (1) فِطْرَتَ (1) مُنفَطِرٌ (1) يَتَفَطَّرْنَ (2)
عدد الكلمات المختلفة = 13
عدد الكلمات الكلي لهذا الجذر = 20
القانون الأول :
فِ : فِطْرَةَ
اللهِ .. وهو قانون التفريق أو الفلق بين كل شيء فجعله
زوجين مختلفين متضادين لا يُعرف أحدهما إلا بالآخر (سماء وأرض .. ذكر وأنثى .. الإلكترون
والبروتون – حرية ودين) فكل شيء في الكون ما بين موجب وسالب
وكلاهما متنافران في ظاهرهما ولكن تلك المفارقة ضرورية لبقاء واستقرار الحياة من
خلال قوانين الفطرة المكملة لبعضها .. لتبدأ حركة التطور لتدور وتستمر
.. وهذا الفلق هو أساس
الفطرة حيث قال تعالى :
{ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا
زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) } (سورة الذاريات 49)
القانون الثاني :
طْ : فِطْرَةَ
اللهِ .. قانون تطويع الفرقاء ومن خلال هذا القانون
والنظام يتم تطويعهم والسيطرة عليهم وضبط حركتهم ونقلهم من نطاق إلى آخر من خلال
أشياء تشركهم في نطاق واحد بعلاقة انجذاب بين السالب والموجب فجعل هناك شيء يجعلهم
بحاجة لبعضهم البعض فالأرض لا تكون في فلكها إلا داخل سماء والرجل والمرأة جعل
فيهما من الشهوات ما يسهل تطويع العلاقة بينهما وانجذابهما لبعضهما البعض و البذرة
تحتاج للأرض والعكس فكل منهما يمد الآخر بأشياء تنقصه .. وحتى الحرية بحاجة لدين
صحيح يجعل تلك الحرية إيجابية مستقرة والدين بحاجة لحرية في اعتناقه لينتشر
القانون الثالث :
رَ : فِطْرَةَ
اللهِ .. قانون ربط الفرقاء أو الزوجين
بعد تطويع علاقتهما وبهذا القانون أيضاً يتم ربطهم ببعضهم البعض والتحكم فيهم
وبأطرافهم حتى لو بدون اتصال مادي فيما بينهم فلا يسمح بقطع صلاتهم وترابطهم في
علاقة مستمرة تساعد على استمرار الحياة وتطورها .. فالمرأة ترتبط بالرجل والعكس
نتيجة تطويع علاقتهما في زواج وأسرة والبذرة ترتبط بالأرض بجذورها بعد تطويع
التربة لها وتطويع التربة لها لتخرج جذورها فتتماهى فيها لتتغذى عن أزواج هي
الأخرى مفطورة مع هذه التربة وتعطيها في المقابل ما يغذي التربة .. وهكذا يترابط
كل زوجين متنافرين بعد تطويعهما
نتيجة القوانين الثلاثة :
ة َ: فِطْرَةَ اللهِ .. ناتج تكامل قوانين التفريق والتطويع والربط ولا يمكن إتمام عملهم إلا
بمرورهم بمراحلهم الثلاثة وإتمامهم لأحوال الكون وشخوصه .. فالتفريق والتطويع
والربط نظام متكامل متتام لبعضه البعض لابد من
تتاخمهم وتفعيلهم ليكمل كل زوج الآخر لتستمر الحياة فالفطرة قانون شامل للكون
ومكوناته وأحواله وشخوصه..
ففيها قانون التفريق وفلق كل شيء وقانون التطويع
لكل شيء وقانون ارتباط كل شي بزوجه فيكمل كل منهما عمل الآخر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذن نحن أمام ثلاث قوانين لتكامل عالم الخلق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إذن نحن أمام ثلاث قوانين لتكامل عالم الخلق
1-
فلق كل شيء لزوجين
2-
تطويع تكوين كل زوج بشيء يحتاجه الزوج الآخر
3-
الربط بين كل زوجين لتكملة كل منهما بما ينقص الآخر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سُنَّةَ
اللهِ
قال تعالى
{ سُنَّةَ
اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا
(23) } (سورة الفتح 23)
سُ : سُنَّةَ
اللهِ .. هي المقياس والمعيار الإلهي لأساسيات
الحياة والأفعال الذي إذا بلغت أساسيات الحياة أو الأفعال عمق ومركز هذا المعيار
والمقياس تمت السيطرة على تلك الأساسيات والأفعال سيطرة تامة للتمكن من نقلها من حالة
إلى حالة أو من مكان إلى مكان أو من موضع إلى موضع .. فتكون تلك المقاييس
والمعايير مجالها يسير على وتيرة واحدة ودائمة سواء من حيث السكون أو الحركة .. وببلوغ
عمق ومركز المقياس أو المعيار يتم عند هذا
العمق جمع ووصل بين ظاهر وباطن فيوصل بين الضدين فيوقي ويواري أحدهم الآخر ليُظهر الآخر الذي كان باطن فهي مقاييس ومعايير
وحدود بين أطراف
نّ : سُنَّةَ
اللهِ .. هذا العمق ومركز المقياس
والمعيار يؤدي إلى ظهور وانتشار وتفشي الضد في صور وأشباه من أصل هذا الضد ليواري ما كان قبله ظاهراً فينسفه وينهيه حتى يعطي نسخة
كاملة من أصل الضد
ـةَ : سُنَّةَ
اللهِ .. فهذا المعيار والمقياس يجعل
الضدين بينهما ضبط مستمر في ظهورهما التام فإذا ظهر أحدهما على الآخر يكون ظهوره
تام بخير وإتقان مع هلاك وتلف الآخر فيكونا الضدين متتاخمين متفاعلين يتبع أحدهما
الآخر في تعاقب كالليل والنهار .. في انضباط تام لأقصى مدى فلا تبديل لسنته
---------------------------------------
إذن سُنَّةَ اللهِ .. هي المعيار والنطاق ومجال يعاد معه حركة المخلوقات .. ومجال حركة الإنسان وخيارات أفعاله والتي لابد عند بلوغ عمق معين من مجموع خياراته أن ينتهي عنده مجال الحركة لتبدأ حركة جديدة مغايرة ومختلفة .. فمجال حركة النهار له نطاق لابد أن يتبدل ببدء مجال حركة الليل .. وكذلك كل شيء في هذا الكون .. .. وإعادة بداية نطاق الضد واقع وسنة لا تتبدل
إذن سُنَّةَ اللهِ .. هي المعيار والنطاق ومجال يعاد معه حركة المخلوقات .. ومجال حركة الإنسان وخيارات أفعاله والتي لابد عند بلوغ عمق معين من مجموع خياراته أن ينتهي عنده مجال الحركة لتبدأ حركة جديدة مغايرة ومختلفة .. فمجال حركة النهار له نطاق لابد أن يتبدل ببدء مجال حركة الليل .. وكذلك كل شيء في هذا الكون .. .. وإعادة بداية نطاق الضد واقع وسنة لا تتبدل
تعليقات
إرسال تعليق