القائمة الرئيسية

الصفحات

الجزء الخامس : كيفية تزاور الشمس عن كهفهم وكيف تقرضهم ؟! سلسلة أصحاب الكهف والرقيم



الجزء الخامس : كيفية تَزَاوَرُ الشمس عن كهفهم وكيف تَقْرِضُهُمْ ؟! سلسلة أصحاب الكهف والرقيم
===
الْكَهْفِ .. كما سبق واستعرضناه هو قالب مادي له إطار خارجي ومحتوى متوافق متآلف يحمل قوانين وقوة وسلطان أي يحمل في تكوينه قوانين تشغيل يمكن خلاله استرجاع بناء محتواه من هذه القوة والسلطان الدنيوي هذا القالب يهيمن على من يحل به ويهندس موضع حلوله فيُهَيمن عليهم يفرق بينهم عندما يحلو به وبين أصل وجودهم فيفك قيدهم  بفراغ  فيه.. وحالة فرقهم عن ساحتهم الأصل من خلال هذا الكهف هي المرحلة الأنشط والأكثر تأثيراً عليهم والأغرب والأخطر والأعجب من بين حالات هذا الكهف ..فالكف آية عظيمة من آيات العلم وكذلك الرقيم ولكن ليست هي الأعظم ..  إذن هذا الكهف كما قلنا ليس ما نظن حفرة في جبل فهذا الشكل الذي نظنه اسمه غار في القرءان الكريم وجمعه مغارات
ويجب أن نفرق بين شروق الشمس وطلوعها .. فشروق الشمس أشباه وصور من أشعتها تبدأ في الانتشار والارتباط بمجال الأرض وتتواصل لتندمج بهذا المجال  فتتحول لضوء وحرارة .. أما طلوعها بشكل عام .. هو حالة بعد انتشارها يمكن من خلالها يطغى ويغطي ضوءها وحرارتها مجال ومحيط من الأرض وهذه المرحلة تبدأ بعد شروقها بفترة وتستمر لمدى لما قبل بدء غروبها وانسحاب ضوءها وحرارتها .. لذلك طلوع الشمس .. الذي يشمل الضوء والحرارة لا يقف عند الشمس التي في السماء فطلوعها يشمل ما نستخدمه بذات الوظيفة كشموس في حياتنا الحديثة بشرط أن تطغى على محيط المكان الذي تحل عليه  .. فسوف نجد في مواضع في القرءان الشمس التي يمكن إيجاد مادتها وليس رؤيتها فهي شمس تطلع ولكنها شمس مادية يمكن تداولها على الأرض من خلال مادتها ويمكن إيجادها وإخراجها من عين حمئة .. وهناك ذات الشمس التي في السماء إذا كُورَّت تم تسخير طلوعها في استخدام مادة طاقتها التي تم تكويرها في إعادة استخدامها في أماكن ووقت غروبها وهذا ما حدث عند تزاورها واقتران طاقتها بالكهف الموجبة الزائدة عن حاجتهم وكانت ذات اليمين فإذا غربت تقرضهم ما زاد عن حاجتهم  من تلك الطاقة التي يتم فقدها فتصبح ذات الشمال طاقة يتم إنتقاصها وسلبها طوال فترة الغروب .. فهي طاقة كأنها قرض يأخذه الكهف لحين معاودة طلوع الشمس مرة أخرى وهكذا تباعاً
فتعالوا نتأمل الحرف القرءاني كيف سيشرح لنا ذلك
{ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ } (سورة الكهف 17)
طَ : الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ .. إذا تم تطويع حالتها في مجال ومحيط الأرض الذي يوجد به كهفهم وانضباط حركتها وضبط وانتقالها من نطاق الشروق إلى نطاق الطلوع استعداداً لنطاقات أخرى أكثر تفصيلاً .. فتطغى وتطوف على نطاقها وتغطيه وتطوقه فتتشكل وتتحور شخوصها وتتطور أشكالها بتأليف وضبط مستمر بين أحوالها المختلفة فتكون في كل حالاتها كأنها مساراً واحد
لَ : الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ .. فتتلاحم وتتواصل بنسيج مجال ومحيط الكهف لتنتقل من حال إلى حال فتكون حركتها متلاصقة متلاحمة مع حركة محيط الكهف فتلف وتلبس هذه الساحة
عَ : الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ .. فيصل ضوءها وحرارتها من خلال هذا التطويع لحركتها للأعماق الخفية الغير مُدركة فيُعرف طلوعها ببلوغ ضوءها وحرارتها الأماكن تلك الغير مُدركة وبلوغها أعمق قاع بتأليف وضبط مستمر بينها وبين هذا العمق في مجال الأرض
تْ: الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ .. فتتمم الوصول إلى تلك الأعماق بتفاعل ضوءها وحرارتها وتتاخمهما مع ساحتها الجديدة بتتابع متتالي وصولاً لأقصى عمق
وكلمة إذا .. هي حالة موقوفة ومشروطة بحدث الطلوع للشمس ليتحقق التزاور
تَزَاوَرُ  .. مصدرها زور .. أي زاوج واقترن وتواصل وارتباط  .. وجاءت (عن) قبل كلمة كهفهم .. كون أن عن تعني كشف الغير مُدرك من هذه الشمس وتنقيه وتنزعه أي تنزع الضوء والحرارة في ناتج آخر نقي من خلال هذا التزاور لا ينفذ بكامله إلى الكهف بل الكهف ينتقي منه مادة الطاقة منها فكانت عن هي الأنسب للإيضاح المعنى المطلوب
تَ : تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ .. تقوم بإتمام اقتران ضوءها وحرارتها وتواصلهما وارتباطهما وانتزاعهما بكهفهم في تتالي وتتابع وتفعيل وتفاعل مع الكهف
زَ : تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ .. فتنضم وتقترب وتقترن طاقتها وتُزاوج الكهف ليحقق زيادة فيه من الطاقة عن حاجته فتكون الشمس سبب زيادتها وضبطها فيكون الكهف مُعتمداً عليها ويُعرف تشغيله من خلالها
ا : تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ .. بتأليف وضبط مستمر بين أحوال وأمور طلوع الشمس المختلفة والكهف  حتى تصبح الطاقة المنتزعة منتظمة ومضبوطة ضبطاً تاماً في حالة موجبة بزيادة عن حاجته لطاقة تشغيله (ذات اليمين)
وَ : تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ .. فيتم جمع وضم طاقة الشمس للكهف بخواص الطاقة الظاهرة الضوء والحرارة إلى خواص طاقة باطنة في باطن الكهف فيكون الكهف بمثابة وسط بينهم تلك الطاقة الظاهرة المنبعثة من الشمس والطاقة الباطنة التي إنتزاعها لتشغيل الكهف وربط مكوناته وأجزاءه واقترض الزائد منها لاستمرار نشاط الكهف بعد غروبها
رُ : تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ..  فتربط بتلك الطاقة المنزوعة من الشمس باطن الكهف وتوصل أجزاءه وتوصلهم بساحتهم الخارجية وتتحكم الطاقة المنتزعة من الشمس في هذا الوصل  فتحافظ على هذا الإرتباط والوصل
ذات : الطرف الحاد والنافذ للصفة .. فهي في حال طلوعها وتزاورها تظل صفة نزع الطاقة الشمسية ذات اليمين فما هذا اليمين الناتج عن التزاور
يَ : ذَاتَ الْيَمِينِ .. المرحلة الأولى عند بداية النزع لطاقة الشمس وضمها للكهف تكون نشطة لتزويد الكهف بإحتياجاته ففي هذه المرحلة تخرج الطاقة إلى مكونات الكهف وتكون أكثر نشاطاً  في تشغيل مكوناته
مٍ : ذَاتَ الْيَمِينِ .. فيجمع وتضم وتتداخل الطاقة المنتزعة من الشمس في قالب الكهف ويفاعل الكهف بينه وبينها في خلال فترة طلوعها حتى غروبها 
ي : ذَاتَ الْيَمِينِ .. مع استمرار النزع للطاقة وزيادتها عن حاجة تشغيل الكهف فتكون نسبتها أكثر من النسبة للتشغيل فتكون قيمتها ليس صفرية باستهلاكها ولكن موجبة بزيادة انتاجها
نِ : ذَاتَ الْيَمِينِ .. فيكون هناك ناتج نقي من تلك الطاقة نسبة من كل زائد عن حاجة التشغيل للكهف فنأى ونفر وانتقل إلى مكان تخزينه في حالة إسكان لتلك الطاقة بلا اختلاط مع طاقة التشغيل الأساسية خلال فترة طلوع الشمس
وَإِذَا غَرَبَتْ:  حدث موقوف على شرط غروبها ..  غَ : صارت محجوبة غير مُدركة .. رَ : فربطت أحوالها وأمورها على هذا الحجب وتحكمت في أطرافها فلا تنبعث منها ولا تفقد إقترانها بها .. بَ : فبدت وبرزت وظهرت في غير محيط كهفهم بمخالفة حالها الأولى أو بقائها على حالها ومحيطها مع تغيير خصائص الطاقة المنبعثة منها .. ت َ : وتمام تتالي وتتابع الحجب
تَقْرِضُهُمْ :
ت َ : تَقْرِضُهُمْ ..  تمام إندماج الطاقة اللازمة لتفعيل وتفاعل نشاط الكهف خلال فترة الغروب حتى طلوع الشمس وتتابع إستخدام تلك الطاقة المختزنة
قْ : تَقْرِضُهُمْ ..  حيث إندمجت تلك الطاقة المنتزعة بجزء ما في الكف فتحولت الطاقة وما انمجت فيه لشكل آخر من الطاقة
رِ : تَقْرِضُهُمْ ..  فيتم ربط هذه الطاقة بكهفهم والتحكم بها وترسلها بأطراف الكهف فيحافظ على طاقته حتى طلوعها
ضُ : تَقْرِضُهُمْ ..  فتكون في صورة مخالفة لحالتها السابقة وفي غرضها فتنضغط الطاقة بعد سعة فيتم تخزينها في مساحة ضيقة جداً
هـُ : تَقْرِضُهُمْ ..  فتحل محل الشمس في حال غروبها ويتم الهيمنة على تلك الطاقة ويتم هندسة موضع حلولها
مْ : تَقْرِضُهُمْ ..  فيتم جمع هذه الطاقة وضمها بالكهف في مقام ومكان وميقات فترة طلوع الشمس وسلبها من مقام وجودها خلال ميقات الغروب حتى عودة طلوع الشمس
ذَاتَ الشِّمَالِ
شِّ : ذَاتَ الشِّمَالِ .. صور وأشباه من طاقة الشمس التي سبق تزاورها وتخزينها  تخرج وتفرِغ طاقتها وتتفشى وتنتشر من مصدر تخزينها في مكونات الكهف لتوفر الطاقة اللازمة لنشاط تشغيل الكهف
مَ : ذَاتَ الشِّمَالِ .. حيث يتم ضمها وجمعها وتتداخل مع قالب الكهف  
ا : ذَاتَ الشِّمَالِ .. بتأليف وضبط مستمر مع مكونات الكهف المختلفة لأقصى ضبط لهذا التداخل للطاقة مع مكوناته المختلفة
ل : ذَاتَ الشِّمَال .. فتتلاحم وتتواصل مع نسيج حركة ونشاط الكهف فتنتقل من نطاق تخزينها إلى نطاق وساحة أجزاء الكهف
وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ
فَ : وهم في فرق وفراغ في داخل هذا الكهف  .. جْ : جامع لمكوناتهم الجسدية في حيز وأبعاد وكينونة في فجوة .. وَ : هذا الفراغ يوصل ويجمع ويضم خواص باطنة بالفجوة بخواص ظاهرة بالكهف واصل بين ضدين فيوقيهم داخله ويواريهم ويواري خواص الكهف الداخلية من مكونات حول الفراغ الداخلي فيه .. ةٍ : هذا الفراغ والحيز يتمم فرقهم عن بيئتهم المحيطة تماماً ويجعلهم لا يختلطون بأي شيء آخر في محيطهم فهي فجوة نازعة لنقائها عن ما بخارج هذا الكهف
ـــــــــــــــــــــ
وهكذا يتبين جزء بعد جزء كيف أن آيات سورة الكهف جاءت لزماننا  وتحكي عما نحن فيه من فتنة الرقيم وكيف يخططون للتحكم في كل أمورنا وأحوالنا وأموالنا وطعامنا وشرابنا فيصبح الرقيم صورة من صورة العبودية الجديدة .. وكيف أن هؤلاء الشباب أرادوا أن يتخلصوا من هذا الرقيم أو السيطرة عليه من خلال هذا الكهف الذي صنعوه وكيف كان يستمد طاقة تشغيله كما رأينا في هذا الجزء .. فتلك الآيات من الآيات المختزنة لزماننا

تعليقات