في احتفال المولد النبوي الشريف هذا العام كنا بين طرفين كلاهما
على باطل .. الأول هدفه كان سياسي يريد تقويض آخر سلطة دينية مسيطرة على الناس .. والثاني
دافع عن هذه السلطة ليس انتصاراً لحق مطلق كما يظن فريقه ومؤيديه .. ولكن لأنه حتى
لو اتخذ طريقاً وسطاً بين الطريقين واعترف بوجود قصور في الاجتهاد البشري وهوى
يكون عليه أن يعترف أنه يتساوى مع العامة هو ومعظم المشايخ بالجهل بالدين مثله
مثلهم وأن عليه إعادة فهم الفرع من خلال الأصل وأنهم كانوا لأزمنة طويلة يمعنوا في
اتخاذ الفرع أصل .. ولكن وهما في خضم نشوة الصراع الذي بدا للناس لأول مرة وكان في طي
الكتمان لفترة طويلة .. خلقا بدون أن يدريان جبهتان متعارضتان سوف يدافعون عن
باطليهما وسينسى الطرفين أن هناك منطقة وسطى يجب أن يبدءوا منها .. وهي عودة الأصل
مكانه ومراجعة الفرع ومتنه مع هذا الأصل .. ولا نعرف هل هذا شر أحاق بنا أم أن جنود
الباطل في الجانبين سوف يصبحا دون أن يدريان جنوداً من جنود الحق .. وإن طالت
الفتنة
ولكن
كل ما نعلمه أنه يتشكل فعلياً ومنذ زمن فريقان متعارضان في داخل كل الرسالات
ليكونا محور الصراع دائماً بين تلمود وإن صح جزء منه فهو مختلف في كثير منه عن
الأصل فيهجر الناس الأصل ويلجئوا إلى التلمود فرحاً بمدى الخلاف الذي يولد منه
فرقاً أكثر اختلافاً فيما بعد .. وإلا في المقابل ومع ترسيخ مبدأ سيادة التلمود
ظهر فريق جديد وقعوا في منطقة الإلحاد واللادينية من كثرة محاولاتهم في التفكير في
هذا الإختلاف والخلاف والمذاهب والفرق والجماعات والذي وطدت لفرع بعيداً عن الأصل
هي الأخرى ورسخت إلى مبدأ أن الفرع ينسخ كثيراً من الأصل وأن الأصل ناقص لا يتمه
إلا الفرع
فتشكل
الفريقان ليتصارعا عبر أزمان في كل رسالة وبعد أن إنتهي يومه كأسبوع أو شارف عن الانتهاء
خلال شهور .. فنحن أمام مشروع صراع قوي بين الأديان وصناعة مليشيات من الجانبين
ومشروع فوضى عالمية جديدة مبني على مواجهة بين الباطلين متداخل مع صراعه مع
الأنظمة الحاكمة .. مكوناً ثلاثية من أشكال الصراع في كل مكان من العالم .. ليظهر
دافع بناء واقع حاكم أوحد أممي وجيش أممي يحافظ على النظام العالمي ويقلد شخصاً
واحداً زمام الأمور وبالطبع سيطرة الخوف والفوضى سوف تجعل الجميع يهرولون إلى داعي
السلام العالمي الذي سوف يعرضوه كحل لمشكلات العالم وصراعه وما يقترحه من وثيقة
الدين الواحد والسيطرة على النظام الإئتماني العالمي والعملة الموحدة الالكترونية
الخاضعة للنظام الأممي الجديد ومعاقبة الدول المارقة عن هذا النظام ليبدأ العالم
حلقة جديدة من السيطرة الكاملة على الأفكار ليصبح التفكير جريمة لا تغتفر
تعليقات
إرسال تعليق