القائمة الرئيسية

الصفحات

بِرَبِّ.. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ


بِرَبِّ.. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة المصدر (ربب) جاءت بالقرءان الكريم بمشتقاتها (981) مرة بـ (75) مشتقات مختلفة لكن كلمة  (بِرَبِّ) التي نحن بصددها جاءت (8) مرات

فماذا تعني كلمة المصدر (ربب)

(ر) ربط بين أحوال وأمور وأشياء وتحكم فيها وسيطر عليها وحافظ على ارتباطها ويحول دون انفصالها فيجعلها تتماهى مع بعضها البعض

(ب) فظهر وبرز وبدا من داخل هذه الأشياء المرتبطة أو عليها أشياء أخرى فينتقل هذا الذي بدا وظهر من الأشياء التي تم ربطها ببعضها للبعض من مكانها الطبيعي لخارجها أو في محيطها  أو بقائها على حالها مع تغيير خصائصها بعملية الارتباط

(ب) وأخرج نتيجة هذا الربط ظهور وبروز متكرر أو أن يبدو تغيير خصائص الشيء في عملية مستمرة من التغيرات والظهور   

فالزرع يبدو نتيجة ربط بين الأرض والبذرة والماء والأملاح إلخ .. ويمكن بقاء البذور ويتعدد أشكال الظهور المتكرر من نفس النبتة أو من نفس الشجرة  

حتى التفاعلات الكيميائية وتغيير خصائص المادة فهي من نتائج صفة الربوبية وكذلك الانقسامات الأولية والذرية والتكاثر وهضم الطعام وكل شيء حولنا هي من نتائج صفة الربوبية وربط المخلوقات ببعضها البعض وأطوارها وتغيير خصائص المادة حتى يمكن الاستفادة منها .. الخ

وأعطى الله الناس قدرة التعامل مع المادة وعملية الربط بين مادة الخلق وهي ربوبية ظاهرية قد يغر الإنسان قدرته عليها ووجب الإستعاذة منها على المستوى النفسي والشخصي أن تغتر أنفسنا أو يغتر الناس بقدرتنا على التخليق وننسى أن وراء كل هذا الخالق

قال تعالى :

{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) } (سورة الواقعة 62 - 65)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والآن ما معنى (بِرَبِّ)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في حالة الإستعاذة

(بِ) الاستعادة بمن هو الأشد والأكثر تأثيراً والقادر على إخراج وظهور كل شيء ووضوحه من بعضه البعض

(رَ) بالذي يربط ويتحكم ويسيطر على كل أحوال وأمور الخلق ويحافظ على ارتباطها ويحول دون انفصالها ويجعلها تتماهى مع بعضها البعض

(بِّ) بالذي يُظهِر ويُبدي ويصور الخلائق من أصلها ومن أصل جنسها ويُخرِج أشباهها منها وعليها وما يحل محلها ويغير أطوارها وخصائصها ويجعلها تنتشر وتتفشى في كل مكان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تعليقات