قال تعالى :
{ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ
(37) } (سورة الرحمن 37)
فكيف تنشق السماء يوم القيامة ؟!!!
فكلمة انْشَقَّتِ .. كلمة الجذر
.. (شقق) ..
بمعنى خروج أجزاء أو أشباه وصور من الأصل واندماجها مع أجزاء أخرى ثم خروج أجزاء
من هذه الأجزاء المندمجة لتندمج مع أخرى .. أي أنها عملية خروج أجزاء من السماء
واندماجات بين هذه الأجزاء وتلك الأجزاء المندمجة يخرج منها أجزاء تندمج بأخرى
وهكذا
-------------
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ ...
فلابد أولاً أن نعرف ما هي السماء حتى نعرف ما هي الأجزاء
التي سوف تنشق منها
السماء
(سَّ)
هي مجموعة من المسارات والمراكز أو الأعماق يوضع فيها المادة وتسيطر عليها سيطرة
تامة وتنقلها من نطاق لنطاق آخر داخل هذا العمق المخصص لكل مادة مضمومة فيها أو
مجموعة على هذا العمق أياً كانت هذه المادة شموس أو مادة صلبة فجميعها أراضين ..
هذه المواد في أعماقها وأفلاكها ومساراتها
على سلوك دائم وتلك الأعماق تسمح لمادة الأرض التي تسكنها أن تسبح بعيداً عن
موقعها الأصلي لكن لا تخرج خارج المسار .. فهي تسبح داخل مساراتها (لذلك لا يمكن
أن تسمى زاجرات ولكن يمكن أن يتم جمع المادة الأرضية في زجرة واحدة بقدرة الله
العلي القدير) .. (مَ)
فهي أعماق ومراكز جمع وضم
وتداخل المادة فيكون بجمعها لها مقام في فلك ومكان وميقات ومحل ومنازل حركة داخل
المسار.. (اء) وهذه السماء المادة بها لها أحوال مضبوطة ضبطاً تاماً
فتضبط السموات حركة ما فيها فتبدو كأن المادة الأرضية مهما تفرقت مساراتها
وأفلاكها تكون على حال واحد من حيث مواقعها بالنسبة لبعضها البعض فلن تنظر للسماء
لتجد فيها إختلاف رغم حركتها المستمرة
قال تعالى :
{ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي
خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ
(3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا
وَهُوَ حَسِيرٌ (4) } (سورة الملك 3 - 4)
وتصحيح واجب إذا جاء السياق عن السماء أو السموات أو
السماوات في القرءان الكريم .. فالأرض التي تأتي معها هنا كل مادة أياً كانت شمس نجوم
كواكب أقمار .. أما إذا كان السياق عن الأرض فقط .. فهي صفة أرضنا التي نعيش عليها
فالتكوين الكلي لعالمنا
عرش – سماء – أرض
يقابله في عالمنا الأرضي المحدود
الصافات – الزاجرات – التاليات
قال تعالى :
{ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2)
فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) } (سورة الصافات 1 - 5)
فالله تعالى مكننا في زماننا من تصنيع من مادة الخلق التي
بين أيدينا الصافات والزاجرات والتاليات التي نتداولها لتبادل الذِكر من خلالها
فيوجد وحدة التكوين والقوانين وإن اختلف نطاق الخلق من حيث
نطاق الأرض أو نطاق السماء
وأيضاً السماء فيها مسارات أو أفلاك تكون فيها حركة المادة
أو النجم أو الكوكب أو أي مادة وكذلك فيها مراكز أو أعماق داخل تلك المسارات أو
الأفلاك تكون فيها نطاق موقع تلك المادة فتكون السماء تتكون من :
سماء عليها مسارات أو أفلاك مقسمة المسارات إلى أعماق
ويقابلها في عالمنا الدنيوي المحدود
الحاملات التي تحمل الجاريات والمقسمة إلى مقسمات
قال تعالى :
{ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا
(3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) } (سورة الذاريات 2 - 4)
فالله تعالى مكننا في زماننا من تصنيع من مادة الخلق التي
بين أيدينا الحاملات التي نخزن بها الذِّكر وقسمناها إلى مسارات وكل مسار إلى
مقسمات
حتى البحر في عالمنا المادي هو كحاملات للسفن تحوي جاريات
كالأعلام في حركتها هي الأمواج في ظاهرها هذه الجاريات تتبعها أعماق فلكل موجة عمق
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ ؟!!!
ماذا سوف يحدث لهذه المسارات والأعماق وما بها من مادة
....................................................................................
إذن السماء هي مسارات وأفلاك محددة ليست عشوائية
أو فراغ يمكن الحركة فيه بحرية كما يتم تداوله .. فلا يمكن الحركة بها إلا داخل هذه المسارات والأفلاك وفي عمق محدد من
المسار وبقوة المسار تخضع له المادة وتلك الأعماق يوجد بها المادة تسبح فيها ولا
تخرج عن نطاق المسار أياً كانت حركتها ورغم اختلاف المسارات وحركة المادة الأرضية
داخل أعماق المسارات فمواقع النجوم ثابتة بالنسبة لبعضهم البعض
وقلنا أن المادة الأرضية تشمل جميع أشكال المادة
نجوم شموس أقمار كواكب .. الخ
فَإِذَا انْشَقَّتِ
السَّمَاءُ ؟!!!
انْشَقَّتِ .. معناها وخصائصها
(اِ) خرجت
السماء عن انضباط مساراتها وأعماقها وما تحوية من مادة أرضية وخرجت عن انضباط أحوالهم وأمورهم .. (نْ) .. فخرج منها نسبة من كل موصول بالسماء فنأى
ونفر وانتقل من مساره متنافراً عن أصل سماءه (شَ) بصور
وأجزاء وأشباه من مساراتها تتفشى بعيداً
عن موقعها الأصلي فانتشرت في كل مكان بكل ما تحوية من مواد أرضية مصاحبة لها (قَّ) فتندمج المسارات الخارجة من كل سماء ببعضها
البعض اندماجات متتالية و تلك الأجزاء والأشباه من المسارات تتغير عن أصل تكوينها
وتزول آثاره وتنمو مسارات جديدة مختلفة نتيجة الاندماج المتتالي بين المسارات
المنشقة (تِ) فيتشارك المسارات المندمجة مع
بعضهم البعض في مرحلة هي الأشد تأثيراً في ظهور نتائج الانشقاق للسماء حتى تصبح وَرْدَةً
كَالدِّهَانِ
فما هي خصائص صفة السماء حين تصبح وَرْدَةً
كَالدِّهَانِ ؟
قال تعالى :
{ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ
(37) } (سورة الرحمن 37)
فقد سبق ووعينا
أن الانشقاق الذي يتم من خلال انفصال أجزاء من المسارات أو الأفلاك وما بها من
أعماق وما تحمله من مادة أرضية تندمج مع أجزاء ومسارات أخرى كانت هي الأخرى مستقله
فتتداخل تلك المسارات وتندمج وتلك
المسارات المنشقة هي الأخرى تنفصل منها أجزاء ومسارات لتندمج بأخرى وهكذا حتى
تتشعب وتتداخل جميع المسارات أو الأفلاك التي كانت مستقلة فيما سبق لتصبح شبكة
كاملة من المسارات فتصبح وَرْدَةً كَالدِّهَانِ
وَرْدَةً .. كلمة
المصدر والجذر (ورد) .. أي وصل بين ظاهر وباطن
وربط بينهما وتحكم وسيطر على هذا الوصل في حركة لها دليل وصل وربط بين أطراف .. ومن مشتقاتها الوريد في قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ
نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) } (سورة ق 16)
كَالدِّهَانِ .. كلمة الجذر والمصدر (دهن) ..
أي حركة بدليل تهيمن على كل نتاج ينتشر ويبتعد عن أصله
وَرْدَةً
كَالدِّهَانِ
:
--------------
حين تنتهي
عملية انشقاقات السماء صفة مساراتها أو أفلاكها التي خرجت نتيجة انفصال أجزاء من المسارات
الأصلية واندمجت وتشابكت مع أخرى في انفصالات وتشابكات متعددة حتى أصبحت كالتالي :
(وَ) مجموعة
وضمومة وموصولة ببعضها البعض فتكون تلك المسارات المتشابكة كأوردة ومسارات خروج
المادة الأرضية من عالمنا لبدء تكوين أرض غير ذات الأرض ككتلة واحدة تجمع كل
المادة الأرضية بكاملها فتكون الأرض قبضته أي مدموجة مضمومة بشكل تام فتكون
المسارات المنشقة متفرعة من كل المسارات الأصلية موصولة متشابكة
(رْ) تترابط بين أطرافها بمسار يجمعها وهكذا كل مجموعة مسارات جامعة
لمسارات فرعية تجتمع في مسار أكبر وهكذا وتحافظ
على ترابط هذه الأطراف فلا تنفصل
(دَ) حيث أن
حركة تكوينها وانشقاقها من مسارتها الأصلية وترابطها مع بعضها البعض بقصد إلهي لتكون
دليل وطريق لبدء يوم الخروج بتداخل الانشقاقات التي تقود إل خارج السماوات
(ةً) فيكون
كل مسار منشق عن أصل مسار سماوي موصول بمسار آخر منشق ومرتبط متمم للآخر ويكمل مسار
الآخر وأحدهم يتبع الآخر وهكذا حتى يصل آخر مسار موصول مترابط معهم فيكون كل مسار تكوين منفرد كأنه تكوين واحد لا
يختلط بالتكوينات الأخرى فكل مسار جامع لمسارت سابقة ينهي عمل تلك المسارات وهكذا
وصولاً لفرج السماء
(كَال) فكل
مجموعة من الانشقاقات من المسار الأصلي موصولين ومترابطين متممين لبعضهم البعض
يكونون إطار من التشابكات ذو قوة جمع حيز معلوم ومقدار يمنع الإنضغاط للمادة الأرضية التي تمر فيها .. أي أن المسارات
الفرعية تكون أصغر من المسارات المرتبطة بمجموعة مسارات وتجمعهم وهكذا .. تتلاحم
وتتواصل كل مجموعة مسارات بمسار واحد وكل مسار واحد جامع لمجموعة مسارات يتواصل هو
ومسارات شبيهة مع مسار آخر جامع لهم وصولاً لتكوين كامل مجتمع في نهايته بمسار
واحد هو فرج السماء وأكبرهم حجماً وحيزاً
(دِّ) .. وحركة
كامل التكوين للانشقاقات والوصل والربط بقصد إلهي ينتج عنه حركة متشابهة لإخراج المادة
الأرضية من السبع سماوات ويقودها جميعاً نحو المسار الأخير لخارج العالم الدنيوي
(هـا) فكل مسار جامع مهيمن على ما قبله من مسارات
ويحل محلها في إخلاء المسار السابق للمادة
الأرضية وبينهم ضبط مستمر لحركة المادة الأرضية وكأنهم مساراً واحداً
(نِ) فيكون
كل مسار جامع لمجموعة مسارات كأنه نسبة من كل موصول به ولكنه يكون الأنشط والأكثر
تأثيراً بلا اختلاط بهم فهو الأقوى
والأنشط في إخراج المادة الأرضية والأكبر
حجماً ففيه النقل لجميع محتويات الفرع
وبناء على الخصائص السابقة حاولنا تصور تلك الخصائص
على شكل مسطح بسيط في الصورة السابقة لتسهيل التصور وفهم شرح خصائص الحروف والتشكيل (ولله المثل الأعلى)
تعليقات
إرسال تعليق